المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عوامل الإبهام ومميزاته  
  
1932   01:24 صباحاً   التاريخ: 21-11-2020
المؤلف : السيد نذير الحسني
الكتاب أو المصدر : دروس في علوم القرآن
الجزء والصفحة : 331- 335.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المحكم والمتشابه /

 

 

تعرضنا سابقا إلى معنى المحكم والمتشابه وطرحنا إلى جنبهما التأويل والتفسير وقد 

عرفناهما أيضا لنستعين بهما على فهم المحكم والمتشابه، ثم ذكرنا في آخر الدرس 

الماضي أهم عوامل التعبير، لكننا في هذا الدرس سنعرض عوامل الإبهام التي تحتاج  إلى التفسير، لتتميز عن عوامل التشابه التي أو ردناها في الدرس الماضي. 

 

عوامل الإبهام 

تعود عوامل الإبهام إلى أمور 

منها: غرابة الكلمة عن المألوف العام، نظرا لاختصاص استعمالها ببعض القبائل   دون بعض، فجاء القرآن ليوحد اللغة باستعمال جمع لغات العرب، من ذلك «صلداً» بمعنى «نقياً» في لغة هذيل، و«المنسأة» بمعنى (العصا) في لغة حضرموت وغير ذلك. 

     ومنها: إشارات عابرة جاءت في عرض الكلام، بحيث يحتاج فهمها إلى درس عادات ومراجعة تاريخ، كالنسيء في قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37] أو تعابير إجماية يحتاج الوقوف على تفاصيلها إلى مراجعة السنة وأقوال السلف، كقوله تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ} و {وَآتُوا الزَّكَاةَ} و {عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} وأمثال ذلك.

    ومنها: تعابير عامة صالحة لمعاني لا يعرف المقصود منها إلا بمراجعة ذوي 

الاختصاص، كالبرهان في سورة يوسف: ... {لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف: 24] والكوثر في: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]. وأمثال ذلك. 

   ومنها: استعارات بعيدة الأغوار، يحتاج البلوغ إليها إلى تعمق كثر، كقوله تعالى: 

{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ } [يس: 65]. ونحو ذلك. 

    وعليه فبين عوامل التشابه وعوامل الإبهام فرق ولا يشتبه مورد أحدهما بالآخر وإن كانا يشتركان في خفاء المراد بالنظر إلى ذات اللفظ. 

 

هل في القرآن متشابه؟ 

لاشك أن القرآن كما هو مشتمل على آيات محكمات في أكثرية غالبة، مشتمل على آيات متشابهات في عدد قليل. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران: 7].

    سؤال: هل كانت جميع آي القرآن محكمات، فكان ذلك أسلم من الالتباس   وأقرب إلى طرق الاهتداء العا ؟

الجواب؛ إن وقوع الشابه في القرآن - الكتاب السماوي الخالد - شيء كان لا   محيص عنه، ما دام كان يجري في تعابيره الرقيقة مع أساليب القوم، في حين سمو 

محتواه عن مستواهم الهابط. القرآن جاء بمفاهيم حديثة كانت غريبة في طبيعة   المجتمع البشرى آنذاك، ولايما جزيرة العرب البعيدة عن أنحاء الثقافات، في حين   التزامه - في تعبيراته الكلامة - نفس الأساليب التي كانت دارجة ذلك العهد. 

كانت الألفاظ والكلمات -التي كانت العرب تستعملها في محاوراتها - محدودة   حسبما كانت العرب تألفه من معان محسوسة أو قريبة من الحس ومبتذلة إلى حدما. 

فجاء استعمالها من قبل القرآن غريبا عن المألوف العام، ومن ثم قصرت أفهامهم عن إدراك حقائقها ما عدا ظواهر اللفظ والتعبير، إذ كانت الألفاظ تقصر بالذات عن أداء مفاهيم لم تكن تطابقها، ومن ثم كان اللجوء إلى صنوف المجاز وأنواع الاستعارات أو الإيفاء بالكناية ودقائق الإشارات، الأمر الذي قرب المفاهيم القرآنية إلى مستوى أفهام العامة من جهة وبعدها من جهة أخرى، قربها من جهة إخضاعها لقوالب لفظية كانت مألوفة لدى العرب. وبعدها حيث سمو المعنى كان يأبى الخضوع لقوالب لم تكن موضوعة لمثله. هذا هو السبب الأقوى لوقوع التشابه في تعبيرات القر آن بالـذات. 

مثلا: جاء التعبير المجازي في آيتين لا تختلفان من حيث الأداء والتعبير، غير أن  إحداهما لما كانت تعبير عن معنى هو فوق مستوى العامة، حصل فيها التشابه، أما الأخرى فكات تعبيرا عن معنى محسوس، ومن ثم لم يقع فها إشكال، فقوله تعالى: 

{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} فيها مجاز الحذف، أي «إلى رحمة ربها ناظرة» كما في آية أخرى نظيرتها: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ } [يوسف: 82] أي «واسأل أهل القرية»، غير أن الأولى صارت متشابهة، لقصور أفهام العامة عن إدراك مقام الألوهية، فحسبوا منها جواز رؤيته تعالى. أما الآية الثانية فلم تتوقف في فهم حقيقتها؛ لأنها في معنى  محسوس. 

وهناك عامل آخر كان ذا أثر في إيجاد التشابه في غالب الآيات الكريمة، إذ لم   تكن متشابهة من قبل، وإنما حدث التشابه فيها على ظهور مذاهب جدلية، بعد انقضاء القرن الأول الذي مضى بسلام، مثلا: لما سمعت العرب قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [يونس: 3] ربما لا تفهم منه سوى استقلاله تعالى بملكوت السماوات  والأرض وتدبيره لشؤون هذا العالم نظير قول شاعرهم: 

ثم اشتوى بشر على العراق                     من غير سيف ودم مهرت

لكن الأشاعرة - ومن ورائهم سائر أهل التشبيه - أبوا إلا تفسيره بالاستقرار على العرش جلوسا متربعا فوق السماوات العلا، وقد ينزل إلى الماء الدنيا ليطلع على شؤون خلقه فيغفر لهم ويجيب دعاء هم، إذ لا يمكنه ذلك وهو متربع على كرسيه  فوق السماوات.(1)

 

الخلاصة 

1- من الأمور التي أدت إلى الإبهام هي غرابة الكلمة عن المفهوم العام، عندما   كان القرآن يستخدم كلمات متعددة تختلف من قبيلة إلى أخرى. 

٢- إشارات عابرة جاءت في عرض الكلام، بحيث يحتاج فهمها إلى دراسة   العادات ومراجعة التاريخ، كمفردة النسيء. 

٣ - مفردات يلزم الرجوع في فهمها لذوي الاختصاص، كالبرهان الذي ورد في   سورة يوسف، والكوثر في سورة الكو ثر. 

٤- استعارات بعيدة الأغوار، يحتاج البلوغ إليها إلى تعمق كبر، كقوله تعالى: { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ} [يس: 65] ونحو ذلك.

5- إن القرآن كما هو مشتمل على آيات محكمات في أكثرية غالبة، فهو مشتمل أيضاً على آيات متشابهات في عدد قليل.

6- إن سبب وجود الأيات المتشابهة في القرآن هو تقريب المرامي والمقاصد القرآنية الى أذهان وأفهام العرب ، لذلك أستخدم القرآن المجازات والأستعارات في الآيات المتشابهة ، مضافاً الى نفس نشوء الفرق الكلامية كان سبباً في ضمورر بعض المعاني والمقاصد القرآنية.

____________

1- راجع: الإبانة، 35 فما بعد ، رسالة الرد على الجهمية ، الدارمي: فما بعد.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .