اصطلاح مأخوذ من الاجتماع وهو ارتباط اكثر من شخص بعلاقة ما، ويطلق على العلاقات العامة التي تربط ابناء البشر مع بعضهم البعض وله استعمالات كثيرة ، منها المجتمع العام الذي يطلق على التجمعات البشرية في كل المدن والاماكن بعيداً عن الترابطات والعلاقات المعينة، وهنالك المجتمع العلمي الذي يطلق على العلماء الذين يربطهم العلم ويجمعهم التخصص ، فيصطلح المجتمع حسب التخصص او ما يحمل عليه، وقد بحث فيه العلماء بشكل مستفيض وتشكل في العصر الحديث درساً لعلم الاجتماع واخذ موقعه في الدراسات العلمية والفلسفية، وقد درس المجتمع البشري دراسة كثيرة ومتنوعة من قبل العلماء في شتى المجالات ، فهنالك دراسات لعلم الاجتماع التاريخي وعلم الاجتماع المعاصر والاجتماع النفسي والامني، وغير ذلك الكثير من الدراسات.
سنة طبيعية ودينية ، نادى بها العقل والعرف والدين والتعاليم السماوية وكل المؤسسات التربوية والاجتماعية ، وضرورة وجدانية يقر بها الجميع، واهم فوائده: الحفاظ على النسل البشري ، فلولا الزواج لما بقي هنالك أحد ، والحفاظ على الانسان من الانحراف وراء شهواته ووساوس الشيطان ، وتوفير المحبة بين الجنسين ، فالزواج هو الرابطة الصحيحة التي تجعل المودة والرحمة بين الطرفين ، والعلاقة المشروعة التي تجمع بين شخصين ، يقول الله في محكم كتابه العزيز: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وتوضح هذه الآية المباركة ان الزواج سنة طبيعية ، فيه من الفوائد العظيمة فالذي جعل المودة بين الزوجين هو الله تعالى ، وهنالك نصوص كثيرة وردت عن النبي الاكرم واهل البيت (عليهم السلام) منها: (اتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم . وقال: حبّب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وقرّة عيني في الصلاة . وأنّ التزويج من سنن المرسلين . وقال: من سنّتي التزويج; فمن رغب عن سنتي، فليس منّي . وقال: من تزوّج فقد أحرز نصف دينه، فليتّق الله في النصف الباقي . وقال: تناكحوا تناسلوا، تكثروا، فإنّي اُباهي بكم الاُمم يوم القيامة ولو بالسقط . وقال: المتزوّج النائم أفضل عند الله من الصائم القائم العزب)
شبكة مؤلفة من الاب والام والابناء ، وهي معنى يتوسع حسب الوظيفة والاهمية ، ويختلف بتعدد وجهات النظر ، فالأسرة بالمعنى العام لا تتعدى الوالدين والابناء ، وبمعناها التاريخي تصل الى جذور الاجداد القدماء ، ومن زاوية الاجتماع فانه يرى الحالة العلمية والاجتماعية للاسرة وكتب العلم والتاريخ تضم بين طياتها مجموعة من اسماء الاسر الشهيرة ، والى زماننا هذا يُعرف هذا الامر. ان الاسرة في الاسلام تختلف مفهوماً ومصداقاً عن الاسرة في الواقع الغربي الان ، فالفكر الاسلامي يعطي للأسرة مفهوماً تركيبياً متماسكاً يجعل هنالك حدوداً وقيوداً وحقوقاً وواجبات ، وهذا السر الذي مكن المسلمين من المحافظة على الترابط الاسري بينهم ، بينما الدولة الاوربية القديمة والحضارة الغربية المعاصرة لم تهتم بالأسرة بهذا الجانب والقوانين الحالية فسحت المجال لانهيار نظام الاسرة التقليدي ، فالأسرة في واقعهم الان تمثل الاب والام والابن حتى سن الثامنة عشر ومن بعدها ينخرط عن الاسرة قانونياً ولا يحق لأبويه ان يحاكمانه او يراقبانه. فالأسرة التي ينادي بها الاسلام اسرة منظمة قائمة على اساس الحب والاحترام والفضيلة والتي منها ينطلق الرجال والنساء بآداب واخلاق سامية وصفات حميدة.
احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.
يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.
مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.