المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ السفانا Aw
2024-12-22
جحود الكافرين لآيات الله الباهرات
2024-12-22
لا ينفع الايمان عند الباس
2024-12-22
الأقاليم المناخية
2024-12-22
ما هو فضل سورة فصّلت ؟ !
2024-12-22
معنى قوله تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
2024-12-22



المتطلبات العقلية والنفسية اللازمة لتنشئة الطفل  
  
2582   06:05 مساءً   التاريخ: 8-6-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص138-143
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 2247
التاريخ: 16-4-2022 2366
التاريخ: 3-4-2022 2098
التاريخ: 14-9-2019 1932

يعد الاهتمام بالجانب العقلي من الركائز المهمة في تشكيل الشخصية الانسانية وبصفة خاصة الاطفال لأنه يسهل تشكيل شخصياتهم وتوجيه سلوكياتهم وتنمية مواهبهم منذ الصغر.

واعترفت التربية الاسلامية بجوانب الضعف في الطبيعة الانسانية ولم تحملها فوق طاقتها واساس التكليف في الاسلام الاستطاعة فلا يكلف الله نفسا الا وسعها ومن هذا المنطق وجب مراعاة ميول الطفل ورغباته وحاجاته وقدراته وخصائص نموه.

والنمو العقلي لا يسير بدرجة واحدة او بنسب ثابتة طوال سنوات النمو حيث يسير بسرعة في السنوات الخمس الاولى ثم تقل سرعته حتى سن الثانية عشرة ثم تتضاءل بعد ذلك سرعته حتى سن السادسة عشرة وتصل نسبة النمو العقلي الى 50% قبل سن الرابعة والنصف، و30% منه يحدث بين الرابعة والنصف والثامنة، و20% منه يحدث بين الثامنة والسابعة عشرة(1).

ويتأثر النمو العقلي بالجو الثقافي للأسرة والعوامل المادية والاقتصادية والحضارية والثقافية فكلما كانت هذه العوامل مواتية كلما كان النمو العقلي افضل لان نمو الطفل في مناخ مناسب تتوفر فيه جميع المقومات اللازمة لعملية التنشئة الاجتماعية تكسبه قدرات عقلية مناسبة وتؤهله للتفكير الجيد.

والاطفال في سن ما قبل المدرسة يظهرون نقصا واضحا في فهمهم لقاعدة التمييز بين الشيء والرمز الدال عليه وفي فهمهم للطبيعة التكاملية للاتصال بين المرسل والمستقبل حتى في حالة نوع من التواصل القائم على التغذية الراجعة بين المستقبل والمرسل فان الاطفال في سن ما قبل المدرسة يصعب عليهم ادراك مواقف الاخرين وتقويم فهمهم لبعض الامور حيث إن مهارة الاتصال الكفء لا تقتصر على القدرة على الاستمتاع وعلى الكلام وانما تحوي مهارات نقدية وتقويمية(2).

ومن هنا وجب وضع نظام تربوي يؤهل الطفل للوصول الى اعلى مستوى بما يتناسب مع عمره وقدراته العقلية الاخرى حتى لا يجد صعوبة في مواصلة حياته الدراسية في ما بعد بسبب عدم اجادته للكلام في مرحلة ما قبل المدرسة .

وينمو حب الاستطلاع عند الطفل منذ الشهر السابع تقريبا ويزداد مع تقدمه في العمر ويبدو ذلك في محاولات الطفل لاختبار كل ما يقع تحت يديه فكثيرا ما نلاحظ الطفل يحاول ان يقبض على الاشياء بيديه ويتفحصها وكثيرا ما نراه يتطلع الى الاشياء بعينيه ويتتبعها والواقع ان الطفل بهذا السلوك يتعرف على كل شيء جديد في بيئته ويحاول ان يختبره.

ويمكن للمربي او المربية ان تستغل الحاجة للبحث والاستطلاع عند الطفل من اجل نموه العقلي والمعرفي وان تشجعه على الاستفسار والبحث وان تتركه يرى ويتذوق ويسمع ويفك اللعب ويختبرها ولا يتم ذلك الا من خلال توسيع بيئة الطفل المحيطة به وتنويع المثيرات والالعاب امامه وتشجيع هواياته وتوجيه انشطته المختلفة.

كذلك يمكن تدريب الطفل على الاهتمام بما يعرض عليه، من خلال قص القصص والحكايات له، فالقصة يمكن ان تكون وسيلة لتربية الطفل وتثقيفه واداة تساعد على نموه اللغوي والثقافي ومن هنا يجب على المربية ان تستغل حب الاطفال للاستماع الى الحكايات والقصص التي يجدون فيها متعة وتزيد من حكاياتها اليهم وتجذب انتباههم حتى تعود الطفل على العمليات العقلية وتثير تفكيره ويمكن تلبية المتطلبات العقلية والنفسية للطفل بعدة عوامل منها:

1ـ التطبيع الاجتماعي والبناء الاخلاقي للشخصية :

وقد برز العنصر الاخلاقي في رسالة الاسلام واضحا جليا في كل ما جاءت به ودعت اليه من مبادئ وقيم ونظم، فهي رسالة تربية قبل ان تكون رسالة تشريع، ورسالة خلق قبل ان تكون رسالة جهاد، ورسالة سمو وقيم قبل ان تكون رسالة كثرة واتساع، فهي رسالة عقيدة وعباد وتشريع، فالعقيدة اصل ونظرة، والعبادة صلة وتربية، والتشريع أمن ونظام، وجوهرها خلق وإحسان، ووسيلتها قدوة وتربية واول ميادينها النفس والضمير، والتربية وسيلتها لتحقيق اهدافها بمفهومها الشامل (3) .

ويعتبر الجانب الخلقي من الجوانب المؤثرة في حياة الطفل لأن الاخلاق احد الجوانب المهمة في اكتمال بناء شخصية الطفل بناءً متكاملاً، حتى يتشرب الطفل قيم مجتمعة واخلاقياته وعقائده وتعرض الطفل منذ بداية حياته الى مثيرات ومؤثرات خلقية يساعده في ان ينشأ نشأة طيبة ذات قيم رفيعة سامية .

وتمثل التشريعات الدينية اعظم مصادر التنشئة الاجتماعية لتعديل الاتجاهات وغرس القيم الفاضلة كالصدق والامانة والوفاء والاخلاص والعدل والرحمة ومراقبة الله في السر والعلن  وهذه القيم وتلك الفضائل ذات اثر كبير في حياة الفرد لانها تنظم حياته وتمده بمجموعة من المعايير التي توجه سلوكه الشخصي والاجتماعي كما انها تزوده بطاقات وجدانية تساعده على تقبل صعوبات الحياة والخروج من ازماتها .

وكلما بدأ الطفل في حفظ القرآن الكريم مبكرا ومعرفته تعاليم الدين، اختلطت هذه التعاليم بشخصيته كما نما وبلغ مبلغ الرجولة فتتحدد البواعث الدينية في نفسه مع مرور الوقت مع البواعث الشخصية .

ومن هنا تبرز اهمية التربية الدينية الشاملة كوسيلة لنقل التراث الاخلاقي للمجتمع الى النشء بما يضمن سلامة هذا المجتمع من الانحلال  وتطوره نحو الافضل فهي تواصل اخلاقي عبر الاجيال (4).

2ـ ضرورة الاحساس بالأمن :

يعد الاحساس بالأمن من اهم متطلبات التنشئة الاجتماعية للطفل ولا يأتي الاحساس بالأمن للطفل الا اذا عاش ونما داخل اسرة مترابطة متحابة لا تعاني التفكك او الشجار الدائم او كثرة الانفعالات بين الحين والاخر فانفصال الوالدين او غياب احدهما لفترات طويلة خارج المنزل او وجود صراعات مستمرة بين الابوين بصفة متكررة كل ذلك يولد في نفس الطفل احساسا بالقلق والخوف وعدم الامن (5) فالبيت الامن هو الذي يعيش فيه الطفل امنا والبيت المضطرب هو الذي يعاني الطفل فيه من التوتر والقلق وعدم الامان ويشعر بأنه شخص غير مرغوب فيه .

والطفل يحتاج في اول حياته الى الشعور بالأمان العاطفي بمعنى انه محبوب ومرغوب فيه وانه موضع حب واعتزاز من قبل الاخرين لان ذلك يدفعه الى المشاركة والتعاون والشعور بانه شخص مرغوب فيه من قبل الاخرين مما يزيد من ثقته بنفسه وينمي فيه شعوره بالأمن والامان، وبالتالي لا تضطرب شخصيته ويشعر بالسكينة والطمأنينة مما ينعكس بالإيجاب على تنشئته الاجتماعية .

3ـ ضرورة الشعور بالحرية :

ومن أهم المتطلبات النفسية للتنشئة الاجتماعية ضرورة الشعور بالحرية ويقصد بحرية الطفل تهيئته للاعتماد على نفسه واتاحة الفرص امامه للاختيار داخل اطار من الانضباط لان الطفل يحتاج بجانب الحرية الى الانضباط ولكن ليس المقصود بالضبط التعسف في تكبيل حرية الطفل في الحركة وفي الفعل ومن قبول او رفض الكثير من الامور ومن ثم يكون الضبط هنا موجها.

وبالقدر الذي تكون في علاقة الطفل بأبويه علاقة حب وعطف تكون تنشئته تنشئة سوية وينمو في الاتجاه المرغوب فيه وعلى الوالدين ان يتفقا على سياسة واحدة غير متناقضة ازاء معاملة اطفالهم فلا ينبغي ان تشجع الام عملا ما قام به الطفل وفي نفس الوقت يزجر الاب الطفل نتيجة قيامه بهذا العمل فاتفاق الوالدين وتوحد معاملتهما للطفل من الامور المهمة التي تساعد على استواء تنشئته واستقامته .

4ـ ضرورة الشعور بالانتماء :

تعد ضرورة الشعور بالانتماء لدى الطفل من اهم متطلبات التنشئة الاجتماعية، حيث يحتاج لان ينتمي الى اسرة او مجموعة من الرفاق او وطن او مؤسسة تعليمية وهكذا، فالطفل يحتاج الى ان يأخذ ويعطي، وان يلتمس منهم الحماية والمساعدة، كما انه بحاجة الى ان يشعر بانه يستطيع ان يمد غيره بهذه الاشياء في بعض الاحيان .

وتنمو هذه الحاجة مع الطفل في الشهور الاولى، فالألفة التي تخلقها المحبة داخل الاسرة تنقلب الى ولاء لهذا المجتمع الصغير ثم تنتقل الحاجة الى الانتماء والتي يجد فيها الطفل اشباع حاجته الى الامن العاطفي .

ويتم اشباع حاجة الطفل الى الانتماء اذا شعر انه ليس قائما بمفرده وانما هو عضو في مجموعة يشعر فيها بوجود علاقات طيبة بينه وبين غيره وعلى المربين ان يتيحوا للطفل فرصة العمل الجماعي والنشاط التعاوني في الاسرة اولا ثم في الروضة ثانيا مما يشعره بأنه ينتمي الى جماعة تنتمي اليه وبذلك يحدث تأثير وتأثر متبادل بينهما مما ينمي لدية الشعور بالانتماء .

5ـ تنمية الجوانب الوجدانية :

 يحتاج الطفل في السنوات الاولى من حياته الى اشباع الجوانب النفسية لكي ينمو سويا فهو يحتاج ان يحب ويحب، لان الحب هو اول علاقة يمارسها الطفل مع امه فاذا كان الطفل يعتمد على امه كليا في بداية حياته لإشباع حاجاته وتوفير الطعام له وازالة التوترات التي تنشأ عن الجوع وعدم النظافة فان وظيفة الام لا تنحصر فقط في مجرد اشباع حاجات الطفل البيولوجية فهي تمنح اطفالها في نفس الوقت شيئا اهم فهي تمنحهم الحب والراحة النفسية اللازمتين للاندماج في الحياة حيث يعمل الحب كدافع مهم لتعلم كثير من الاتجاهات التي تحدد علاقة الطفل بالمجتمع كما تحدد درجة تكيفه وتوافقه مع هذا المجتمع .

لذلك فان معاملة الام للطفل والتي تتسم بالحب والمودة والعطف من الامور البالغة الأهمية لأنها ليست مسألة عاطفية فقط بالنسبة للطفل بل هي مسألة حيوية وضرورية لنموه الفسيولوجي والعقلي والاجتماعي والانفعالي لضمان اشباع حاجته الى الامن حيث يولد في عالم غريب عليه ولا يمكن له ان ينمو الا اذا احيط بالرعاية والامن من جانب الام بصفة خاصة لانها منبع رعايته ومصدر اشباع حاجاته .

_____________

1- Lawerys ET. Al: education at hoom and A food London Rutledge Kegan paul 1993 p.3.

2- احمد جمال ظاهر: التنشئة الاجتماعية والسياسية في العالم العربي مع دراسة ميدانية لمنطقة شمال الاردن مجلة العلوم الاجتماعية جامعة اليرموك العدد الثاني المجلد الخامس عشر 1987 ص149.

3- محمد شديد: منهج القصة في القرآن، المملكة العربية السعودية مكتبات عكاظ 1404هـ ص28.

4- نادية يوسف كمال محمود: التربية الاخلاقية للطفل في الحلقة الاولى من مرحلة التعليم الاساس من بحوث المؤتمر السنوي الاول للطفل المصري تنشئته ورعايته المجلد الاول 15-18 مارس 1988 ص212.

5- السيد عبد القادر شريف: معوقات التنشئة الاجتماعية لطفل ما قبل المدرسة مرجع سابق ص122.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.