المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الحاجة العاطفية  
  
2044   10:15 صباحاً   التاريخ: 3-4-2022
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص131ـ135
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016 2726
التاريخ: 28-4-2017 2280
التاريخ: 15-4-2017 1891
التاريخ: 29-6-2016 2945

إن للعواطف نصيب لا بأس به في سلوك البشر ، إنهم يختلفون عن الحيوانات كثيرا، ولا يمكن تشبههم بالنباتات أو أعمدة الرخام والحديد بالرغم من أن الحيوانات تحتاج في بعض أحيانها إلى عاطفة ، وهذا ما نراه واضحا حين ترضع صغار القطط أو صغار الكلاب من ثدي أمهاتها، حيث تحاول الأم تأمين حاجة صغيرها المادية والمعنوية وكذا العاطفية من خلال لحسها لرجليه أو رأسه أو وجهه، وهذا خير دليل على أن الطبيعة والفطرة تقول لنا : انتبهوا جيدا فإن الإنسان أولى بهذه العواطف من غيره.

فالحيوان يحتاج للعاطفة، والكلب - على سبيل المثال - يدرك جيدا بأن صغيره يحتاج إلى العواطف علاوة على احتياجاته المادية ، وهذا ما ينبغي للإنسان إدراكه، لذا يجب على جميع البشر أن يتبادلوا هذا الغذاء الروحي الذي هو أسمى وأرقى من أي غذاء مادي.

لا أوصل الله ذلك اليوم الذي يكون فيه الرجل محروما من المحبة والعاطفة ، ونسأل الباري تعالى أن لا يحرمنا من العاطفة والمحبة والألفة.

إن مسالة العاطفة والمحبة مسألة في غاية الأهمية ، ولذا أوصى القرآن الكريم المسلمين بضرورة منح اليتيم محبة خاصة ، وتمرير اليد على رأسه ، والابتعاد عن إغضابه قال تعالى في محكم كتابه المجيد : {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } ان الباري جلت حكمته يريد أن يقول بان المسلم الحقيقي هو ذلك الذي لا يدع اليتيم ، ويقال إن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة الذي كان مكذبا بدين الله تباركت أسماؤه ، وأنه كان شديدا غليظا مع أحد اليتامى من الذين كانوا يعملون عنده.

لماذا أهتم الإسلام بهذا الشكل باليتيم ؟ ولماذا كان الرسول الاعظم صلى الله وعليه واله وسلم يجلس اليتامى الى جانبه ويمسح على رؤوسهم ، ويهتم بهم أكثر من غيرهم ؟

قال رسول الله (صلى الله وعليه وآله وسلم): (من أنكر منكم قساوة قلبه ، فليدن يتيما فيلاطفه وليمسح رأسه يلين بأذن الله ، إن لليتيم حقا).

وقال أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام :

(ما من مؤمن ولا مؤمنه يضع يده على رأس يتيم ترحما به ، إلا كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده حسنه)

فعندما تكون الدار محرومة من المحبة، يكون من فيها أولى بالحرمان ويكون الأبناء هم الاشد حرمانا.

إن الأطفال الذين لا تعدوا أعمارهم على بضعة أيام يمتلكون غرائز بالفعل ، ولكنها كالنار تحت الرماد ، فالغريزة الجنسية على سبيل المثال يمتلكها ذلك الطفل ، ولكنها تحت الرماد ، وكذلك غريزة حب المال فهي الأخرى كالنار تحت الرماد ، إلا غريزة الجوع فيمكن أن نصطلح عليها (بالوجود الفعلي) كونه يلتفت إليها حينما يتضور جوعا فتراه يبحث عن حلمة ثدي امه بفمه الصغير ، وكذا الأمر بالنسبة إلى غريزة طلب المحبة ، وغريزة حب الإطراء.

فالأم التي تمسح بيدها على رأس وليدها، أو على بدنه ، ولو كان عمره شهراً واحدا أهم بكثير من لبنها الذي تسقيه ، وإن تبسم الأب في وجه طفله ذو الشهر او الشهرين افضل للطفل من كل غذاء ، وحتى من لبن أمه.

ان الأولاد بشكل عام يحتاجون الى العاطفة المنزلية ، وعلى الحب والحنان ، فالأب الذي يراعي ويسد حاجات أبنائه المادية، ولا يلتفت لحوائجهم العاطفية أب غير منصف، أب جاهل ، أب لا يفهم من الأبوة شيئا .

إن بعض الآباء لا يرون أولادهم إلا في الأسبوع مرة واحدة ، كونهم يخرجون مبكرين في الصباح، ويرجعون في ساعة متأخرة حيث يجدونهم نياما وهذا ما يبعث على وقوعهم في الأخطار المحدقة بهم.

فالأب ينبغي له أن يتصابى مع صبيه ، وأن يمزح معه ويلعب، وأن يبتسم في وجهه ويضحك ، وأن يلاطفه ويتلطف معه، لأن ذلك قيم وثمين بالنسبة للزوجة، فهي الأخرى تحتاج إلى أن يتبسم زوجها في وجهها ، وتحتاج لسماع كلمات الغزل والمحبة والملاطفة من زوجها ووالد أبنائها.

إن القرآن الكريم أكد كثيرا على هذه النقاط الدقيقة ، فيتطرق على سبيل المثال إلى نبي الله موسى عليه السلام وكيفية صيانته من أعدائه ، في الوقت الذي كان فرعون يذبح الأولاد أينما كانوا ، وخلاصة الأمر فقد كبر موسى عليه السلام تحت رعاية فرعون وزوجته أسيا ، بعد أن ألقى الله تعالت قدرته محبته في قلبيهما فكان فرعون يتعامل مع موسى عليه السلام كالأب الرؤوف الرحيم، ثم مكث عند نبي الله شعيب عليه السلام وتزوج احدى ابنتيه ، ولما أضحى لائقا للنبوة أرسله المولى تعالى الى فرعون وملئه :

{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 43، 44].

ماذا تقول لنا هذه الآيات ؟ أنها تقول إن الإنسان يتعطش للمحبة أينما كان، لذا يقول لنا الإسلام، يجب إعدام المجرم، ولكن لا يحق لك أن تسمعه كلمات نابيه بالمرة، لأنه مهما كان فهو من البشر الذين يتعطشون للمحبة.

وبناء على ذلك أقول: إن امرأتك تشعر بالحاجة إلى العطفة والمحبة قبل كل شيء وأنت أيتها السيدة ! عليك أن تعلمي بأن زوجك يشعر بالحاجة إلى محبتك قبل احتياجه إلى المادة ، والمحبة هي أسمى من الحاجة المادية والجنسية ، أبناؤكم يحتاجون إلى المحبة ، فلا تبخلوا عليهم بالعطف والتودد والرأفة ، ولا بأس عليكم من أن تواجهوهم يومياً بشيء من الابتسام والسرور لكي يتمكنوا من إكمال مسيرتهم الحياتية.

إن أشد ضربة يمكن أن يوجهها الرجل لزوجته، أو توجهها الزوجة لزوجها هي تلك التي يكون فيها أحدهما عابس الوجه ، غاضبا، والانكى من ذلك أن يكون أحدهما ضاربا للآخر، وهو ما يترتب عليه معصية كبرى.

أما البعض من الذين يعتبرون أنفسهم مقدسين ، فتراه لا يرفع يده على زوجته ، ولا يسمعها بذيء الكلام ولكنه يجلس كالصخرة الصماء لا يتكلم ولا يرفع رأسه من كتابه أو ما في يده - وعلى حد قول العلامة - كالجالس على برج من سم الافاعي ، وهذا أشد وجعا من ذلك الذي يضرب ويشتم.

وقد تكون المرأة على هذه الشاكلة مما يضطر الرجل إلى التزوج ثانية للخلاص من تلك الحالة التي تنتهجها زوجته الغاضبة والساكته.

أيها السيد إذا كنت تظن أن زوجتك نجيبه وشريفة وسوف تتحمل شحنات وجهك الغاضبة الى مدة طويلة فانت مخطئ ، لأن المرأة وحينما تشعر بحرمان عاطفي تكون في خطر ، وإذا كانت أبنتك محرومة من العطف والحنان فاعلم أنها هي الأخرى في خطر ، لذا يجب علينا جميعا أن نهتم بهذه المسألة في المنزل ، لأننا إذا اردنا تجسيد المحبة فستكون على شكل سيدة، ولو أردنا تجسيد العاطفة لكانت امرأة.

إن المرأة التي تجردت عن العواطف والمشاعر والأحاسيس لا يمكن اعتبارها زوجة، أو سيدة منزل كونها لا تعطي الدفء ولا الحنان ولاهل ذلك المنزل ، فهي لا تحترم زوجها، ولا تعطف على أبنائها ولا تفهم معنى الانسجام العاطفي فلم نطلق عليها لقب سيدة المنزل ، إنها عدوة المنزل هذا المنزل الذي يجب أن يديم حياته ، ويديم حبه ووده لكي يبقى ينعم بالدفء ، والحرارة من خلال الود والعاطفة والألفة والانسجام.

سأكون في الرأي مع الأخ الباحث في آرائه وغير مختلفة معه حول موضوع رعاية الاولاد ورعاية اليتيم والحب الابوي والوئام داخل الاسرة بشكل مستمر ولكن اشعر من خلال مسيرتي في الحياة انني اقرب إلى الواقعية منه إلى المثالية فالأخ الباحث يرى انه من الاجحاد الزعل معها ومن العار ان يكون الرجل عابس الوجه مع زوجته والسؤال المطروح هل ان هذه الزوجة هي معصومة من الخطأ او انها بمنزلة خاصة فهي لا تخطئ ولا تهفو ولا تحتاج إلى حزم او محاسبة او حتى احتجاج على تصرف معين او خطأ معين؟ وهل ان الزوج موظف مطيع ليس له حق الاستنكار او الوجوم او الاعتراض ؟! وهل ان حياة (الباحث) الزوجية مبنية على عدم ازعاج الزوجة ؟ طيلة حقبة من الزمن حتى لو بدت منه هفوة او خطأ مقصود او غير مقصود وهل انه بشر منزه لا ينزعج او يخطأ ؟. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.