قبل التطرق الى الأقاليم المناخية في العالم ينبغي التعرف على التصانيف المناخية. يقصد بالتصنيف المناخي تقسيم سطح الأرض الى انماط مناخية يتشابه كل منها في بعض الظواهر الجوية بغية تحديد الخصائص المناخية لكل نمط مناخي والعوامل المؤثرة في هذه الخصائص. وان اغلب التصانيف المناخية اعتمدت على متغيرين مناخيين يتمثلان في درجات الحرارة وكمية التساقط لتحديد ما يعرف بالقيمة الفعلية للتساقط لقد تعددت التصانيف المناخية التي يمكن حصرها في ثلاث فئات هي:-

1- التصانيف الأصولية Genetic Classifications: تهدف التصانيف الأصولية الى تحديد العوامل التي تتحكم في المناخ وتؤدي الى تكوين نمط مناخي معين. ومن الأمثلة على هذه التصانيف تصنيف قرون الذي اعتمد الكتل الهوائية وتصنيف تيرجونج الذي اعتمد الاشعاع الشمسي وتصنيف بوديكو الذي اعتمد معامل الاشعاع والجفاف.

2- التصانيف التجريبية Empirical Classifications: تهتم هذه التصانيف بتوضيح الخصائص المميزة لكل نمط مناخي بغية ايجاد علاقات تجريبية تربط بين التوزيع المكاني لبعض مكونات البيئة مثل النبات الطبيعي وعناصر المناخ وبخاصة درجات الحرارة والتساقط، لذا فإنها تصانيف تطبيقية تهتم بتحديد الأنماط المناخية ودورها في التباينات البيئية. ومن أبرز هذه التصانيف تصنيف ديمارتون عام 1925 وتصنيف كوبن عام 1931 وتصنيف ثورنثويت عام 1948. وتعتمد هذه التصانيف على متغيري درجات الحرارة والتساقط.

3- التصانيف البشرية Human Classifications: تعتمد التصانيف البشرية على تحديد العلاقة بين الظروف المناخية السائدة وشعور الانسان بالراحة. وتم تطوير عدد من الأساليب المفيدة في تحديد هذه العلاقة منها اسلوب درجات الحرارة المؤثرة التي استخدمها تيرجونج في تقسيمه للأقاليم الفسيولوجية في الولايات المتحدة الامريكية.

وسنقتصر على التصانيف المناخية التجريبية المتمثل بتصنيف كوبن الذي اعتمد على عنصري درجات الحرارة وكمية الامطار وتوزيعهما على شهور السنة، لكونهما يتحكمان بشكل عام في توزيع الحياة النباتية والحيوانية على سطح الارض، كما ان جميع العناصر المناخية الاخرى تتأثر في نظامها وتوزيعها تأثرا واضحا بدرجات الحرارة التي تتحكم عموما بتوزيع مناطق الضغط الجوي وما يترتب على ذلك من توزيع الرياح ونظام هبوبها، كما تساعد الحرارة على تبخر المياه من المسطحات المائية وسطح التربة، وبالتالي لها تأثير في مظاهر التكاثف وتساقط المطر. وقد شاع استخدام تصنيف كوبن من لدن الجغرافيين بصورة عامة والمتخصصين بتدريس الجغرافية المناخية بصورة خاصة، لكون تطبيقه لا يتطلب معادلات حسابية معقدة، فضلا عن قلة البيانات المناخية التي يعتمدها والتي تتمثل في المعدلات الشهرية والسنوية لدرجات الحرارة وكمية التساقط. لقد قسم كوبن العالم الى خمس مجموعات مناخية رئيسة رمز لها بحروف أبجدية كبيرة وكالاتي:

اولا: مجموعة أنماط المناخ المداري الرطب A، ويكون فيها معدل درجة حرارة أبرد شهر 18 درجة مئوية فأكثر.

ثانيا: مجموعة انماط المناخ الجاف B، تتسم بزيادة مقدار التبخر عن مقدار التساقط.

ثالثا: مجموعة انماط المناخ المعتدل الرطب C، يتراوح معدل درجة حرارة أبرد شهر بين أكثر من 3 واقل من 18 درجة مئوية.

رابعاً: مجموعة انماط المناخ البارد الرطب، D ، يكون معدل درجة حرارة أبرد شهر أقل من 3 درجة مئوية ومعدل درجة حرارة ادفاً شهر اكثر من 10 درجة مئوية .

خامسا: مجموعة انماط المناخ القطبي E ، وفيها معدل درجة حرارة أي شهر من شهور السنة اقل من 10 درجة مئوية .ومما تجدر الاشارة اليه أن اربع مجموعات تعتمد على درجات الحرارة كأساس ، باستثناء مجموعة انماط المناخ الجاف الذي حددت انماطه على اساس العلاقة بين المجموع السنوي للتساقط والمعدل السنوي لدرجات الحرارة  القيمة الفعلية للأمطار، ولغرض التمييز بين المناخ الرطب والمناخ الجاف استخدم كوين ثلاث معادلات حسب فصل تساقط الامطار وكالاتي :

1 ـ اذا كانت الامطار تتساقط خلال فصل الشتاء تستخدم المعادلة الآتية:

م =2 ح حيث ان م= المجموع السنوي للأمطار بالسنتيمترات.

ح = المعدل السنوي لدرجات الحرارة بالمئوي.

2ـ اذا كانت الامطار تتساقط في فصل الصيف نستخدم المعادلة الآتية:

 م= 2 ( ح + 14 ) .

3ـ اذا كانت الامطار تتساقط طول العام تستخدم المعادلة الآتية :

م= 2 ( ح + 7) .

وفي كل من الحالات الثلاث اذا كانت قيمة الطرف الأيمن (م) أكثر من الطرف الآخر من المعادلة فيكون المناخ رطب، واذا كان العكس فالمناخ جاف.

اما للتمييز بين المناخ الجاف وشبه الجاف فقد استخدم كوبن ثلاث معادلات اخرى وحسب فصل سقوط الامطار أيضا، لقد قسم كوين المجموعات المناخية الرئيسة آنفة الذكر على اساس كمية المطر وفصل تساقطه، ومعدل درجة حرارة ادفاً او ابرد شهر من شهور السنة الى 24 نمطا من انماط المناخ، مستخدما في ذلك حروفا أبجدية، حيث يرمز الحرف الاول الكبير منها الى معدلات درجات الحرارة، والحرف الثاني الصغير الى فصل تساقط الامطار، والحرف الثالث الصغير الى خصائص درجات الحرارة،  كما استخدم كوبن حروف صغيرة اخرى يدل كل منها على ظاهرة مناخية معينة.