أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-04
1330
التاريخ: 2023-11-16
1355
التاريخ: 25-09-2014
5476
التاريخ: 9-11-2014
10462
|
حكمة الفصول الأربعة
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8) قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } [فصلت: 8 - 14].
قال علي بن إبراهيم : ثم ذكر اللّه عز وجل المؤمنين فقال : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي بلا منّ من اللّه عليهم بما يأجرهم به ، ثم خاطب اللّه نبيه فقال : قُلْ - لهم يا محمد – {أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } ومعنى يومين أي وقتين : ابتداء الخلق وانقضاؤه
{وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها} أي لا يزول ولا يبقى {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ} يعني في أربعة أوقات ، وهي التي يخرج اللّه فيها أقوات العالم ، من الناس والبهائم والطير وحشرات الأرض وما في البرّ والبحر من الخلق والثمار والنبات والشجر وما يكون فيه معاش الحيوان كله ، وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء.
ففي الشتاء يرسل اللّه الرياح والأمطار والأنداء والطلول من السماء فيسقي الأرض والشجر ، وهو وقت بارد ، ثم يجيء بعده الربيع وهو وقت معتدل حار وبارد ، فيخرج الشجر ثماره ، والأرض نباتها ، فيكون أخضر ضعيفا ثم يجيء من بعده وقت الصيف [ وهو حار ] ، فينضج الثمار ، ويصلب الحبوب التي هي أقوات العباد وجميع الحيوان ، ثم يجيء من بعده وقت الخريف فيطيبه ويبرده ، ولو كان الوقت كله شيئا واحدا ، لم يخرج النبات من الأرض ، لأن الوقت لو كان كله ربيعا لم تنضج الثمار ولم تبلغ الحبوب ، ولو كان الوقت كله خريفا ، ولم يتقدمه شيء من هذه الأوقات ، لم يكن شيء يتقوّت به العالم ، فجعل اللّه هذه الأقوات في هذه الأربعة أوقات : في الشتاء والربيع والصيف والخريف ، وقام به العالم واستوى وبقي ، وسمى [ اللّه ] هذه الأوقات أياما سواء للسائلين . يعني المحتاجين ، لأن كل محتاج سائل ، وفي العالم من خلق اللّه من لا يسأل ولا يقدر عليه من الحيوان كثير ، فهم سائلون ، وإن لم يسألوا.
وقوله : {ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ} أي دبر وخلق وقد سئل أبو الحسن الرضا عليه السّلام عمن كلم اللّه لا من الجن ولا من الإنس ، فقال : « السماوات والأرض ، في قوله تعالى : ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ».
{فَقَضاهُنَّ أي خلقهن سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ} يعني في وقتين ابتداء وانقضاء {وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها }فهذا وحي تقدير وتدبير {وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ }يعني بالنّجوم {وَحِفْظاً }يعني من الشياطين أن تخرق السماء « 1 ».
ثم قال علي بن إبراهيم ، قوله تعالى : فَإِنْ أَعْرَضُوا يا محمد {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ} وهم قريش ، وهو معطوف على قوله تعالى : {فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [فصلت: 4] ، وقوله تعالى : {إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} يعني نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى والنبيين ومن خلفهم أنت قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً لم يبعث بشرا مثلنا فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ « 2».
__________
( 1 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 262 .
( 2 ) تفسير القمي : ج 2 ، ص 263 .
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يحتفي بإصدار العدد الألف من نشرة الكفيل
|
|
|