المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حالات التصحر
1-8-2016
توسيع نطاق الراحة
25-11-2020
تثبيت النتروجين تكافلياً Symbiotic Nitrogen Fixation
20-5-2020
الطاقة
2023-09-19
الإله «آمون» يخاطب الآلهة.
2024-08-05
Alfréd Rényi
17-1-2018


حديث عجيب‏‏ - في مقتل الحسين (عليه السلام) -  
  
5159   02:10 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص257-262.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

عن الامام زين العابدين (عليه السّلام) في حديث طويل يقول فيه: قال النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله): فإذا برز الحسين (عليه السّلام) و أصحابه إلى مضاجعهم تولّى اللّه عزّ و جلّ قبض أرواحهم بيده و هبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت و الزمرّد مملوّة من ماء الحياة و حلل من حلل الجنّة و طيب من طيب الجنّة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء و ألبسوها الحلل و حنّطوها بذلك الطيب و صلّى الملائكة صفّا صفّا عليهم. ثمّ يبعث اللّه قوما لا يعرفهم الكفّار فيوارون أجسامهم و يقيمون رسما لسيّد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما لأهل الحقّ و سببا للمؤمنين إلى الفوز. و يتحفه ملائكة كلّ سماء مائة ألف ملك في كلّ يوم و ليلة يصلّون عليه و يسبّحون اللّه عنده و يستغفرون اللّه لزوّاره و يكتبون أسماء من يأتيه زائرا متقرّبا إلى اللّه و إلى رسوله و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم و يوسمون في وجوههم بميسم نور عرش اللّه، هذا زائر قبر خير الشهداء و ابن خير الأنبياء.

فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار و يعرفون به ويلتقطهم الملائكة و النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) يوم القيامة بذلك النور حتّى ينجيهم من هول ذلك اليوم، و لقد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله): إنّ إبليس يوم قتل الحسين يطير فرحا فيجول الأرض كلّها في شياطينه و عفاريته فيقول: يا معشر الشياطين قد أدركنا من ذرّية آدم الطلبة و بلغنا في هلاكهم الغاية و أورثناهم النار إلّا من اعتصم بهذه العصابة، فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم و حملهم على عداوتهم حتّى لا ينجو منهم ناج.

ثمّ قال عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) بعدما حدّث بهذا الحديث: خذ إليك ما لو ضربت في طلبه اباط الإبل حولا لكان قليلا .

و في كتاب الخرائج و الجرائح عن سلمان بن مهران قال: بينما أنا في الطواف إذا رأيت‏

رجلا يقول: اللّهم اغفر لي و أنا أعلم أنّك لا تغفر؟ فقلت: يا هذا أنت في حرم اللّه، فلم تيأس من المغفرة؟

فقال: يا هذا ذنبي أعظم من الجبال الرواسي، فخرج بي من الحرم ثمّ حدّثني و قال: أنا كنت في عسكر عمر بن سعد حين قتل الحسين و كنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد، فنزلنا في طريق الشام على دير النصارى و الرأس مركوز على رمح فوضعنا الطعام لنأكل فإذا كفّ في حائط الدير يكتب شعر:

أترجو أمّة قتلت حسينا            شفاعة جدّه يوم الحساب‏

فأهوى بعضنا إلى الكفّ ليأخذها فغابت ثمّ عدنا إلى الطعام، فإذا الكفّ قد عادت تكتب:

فلا و اللّه ليس لهم شفيع‏           و هم يوم القيامة في العذاب‏

فقام أصحابنا إليها فغابت ثمّ عادوا إلى الطعام فعادت تكتب:

و قد قتلوا الحسين بحكم جور              و خالف حكمهم حكم الكتاب‏

فأشرف علينا راهب من الدّير فرأى نورا ساطعا من الرأس فقال لنا: من أين جئتم؟

قلنا: حاربنا الحسين بن فاطمة و هذا رأسه.

قال: هلاكا لكم و اللّه، لو كان لعيسى ابن مريم ابن حملناه على أحداقنا، ولكن قولوا لرئيسكم: عندي عشرة آلاف درهم يأخذها و يعطيني الرأس إلى وقت الرحيل ثمّ أردّه فأخبروا عمر بن سعد فقال: خذوا منه المال فدفع إليهم جرابين فانتقدها ابن سعد و سلّمها إلى خازنه، فأخذ الراهب الرأس فغسله و حشّاه بمسك و كافور و جعله في حريرة و وضعه في حجره و لم يزل ينوح و يبكي حتّى طلبوا منه الرأس فقال: يا رأس الحسين لا أملك إلّا نفسي، فإذا كان غدا فاشهد لي عند جدّك محمّد إنّي أشهد أنّ لا إله إلّا اللّه و أنّ محمّدا عبده و رسوله أسلمت على يديك، فأعطاهم الرأس و لحق بالجبال يعبد اللّه.

فلمّا دنى ابن سعد من الشام قال لأصحابه: اطلبوا الجرابين فأحضرت فنظر إلى خاتمه و فتحها فإذا الدنانير تحوّلت خزفا فنظر في سكّتها، فإذا على جانب مكتوب: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم: 42] ‏ و على الجانب الآخر مكتوب: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون خسرت الدّنيا و الآخرة، فقال لغلمانه: اطرحوها في النهر، فأدخل الرأس على يزيد و وضعه بإزاء القبّة التي يشرب فيها و وكلنا بالرأس، فلمّا مضى جانب من الليل سمعت دويّا من السماء فإذا مناديا ينادي: يا آدم اهبط، يا عيسى اهبط يا محمّد اهبط، فهبطوا مع خلق كثير من الملائكة فدخل محمّد (صلّى اللّه عليه و اله) القبّة و أخذ الرأس منها و جاء به إلى آدم فقال: يا أبي آدم ما ترى ما فعلت امّتي بولدي؟ فاقشعر لذلك جلدي، فقال جبرئيل: مرني ازلزل بهم الأرض، قال: لا.

قال: دعني مع هؤلاء الأربعين، فجعل ينفخ بواحد واحد. فدنى منّي، فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله): دعوه دعوه لا يغفر اللّه له، فتركني فأخذوا الرأس و مضوا، فافتقد الرأس من تلك الليلة فما عرفت له خبر.

قال سليمان [الأعمش‏] : فقلت للرجل: تنحّ عنّي لا تحرقني بنارك‏ .

و في ذلك الكتاب أيضا عن المنهال قال: رأيت رأس الحسين (عليه السّلام) حين حمل و أنا بدمشق و بين يديه رجل يقرأ الكهف حتّى بلغ قوله: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَ الرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً  فقال رأس الحسين بلسان فصيح: أعجب من أصحاب الكهف قتلي و حملي‏ .

و في كتاب المحاسن عن عمر بن علي بن الحسين قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) لبسن نساء بني هاشم السواد و كنّ لا يشتكين من حرّ و لا برد، و كان عليّ بن الحسين يعمل لهنّ الطعام للمآتم‏ .

و في الكافي عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: جدّدت أربعة مساجد بالكوفة فرحا بقتل الحسين (عليه السّلام): مسجد الأشعث و مسجد جرير و مسجد سماك و مسجد شبث بن ربعي‏ .

و روي في بعض مؤلّفات أصحابنا مرسلا: أنّ نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد لعنه اللّه و قد حضر المجلس الذي أتي فيه برأس الحسين (عليه السّلام)، فبكى النصراني و صاح ثمّ قال: اعلم يا يزيد إنّي دخلت المدينة تاجرا في حياة النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) فسألت أصحابه أيّ شي‏ء أحبّ إليه من الهدايا؟

فقالوا: الطيب، فحملت إليه من المسك و العنبر و هو يومئذ في بيت زوجته أمّ سلمة الطيور فرأيت نورا ساطعا فتعلّق قلبي بمحبّته فقلت: هذا هدية محقرة فقال لي: إن قبلت منّي الإسلام و أنا وزير ملك الروم، و لمّا كنت في حضرة النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) رأيت هذا الذي رأسه بين يديك دخل على جدّه من باب الحجرة و النبيّ فاتح باعه ليأخذه فوضعه في حجره و جعل يقبّل شفتيه و ثناياه و يقول: لعن اللّه من قتلك يا حسين و أعان على قتلك، و هو مع ذلك يبكي، فلمّا كان اليوم الثاني كنت مع النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) في مسجده إذ أتاه الحسين مع أخيه الحسن و قال: يا جدّاه قد تصارعت مع أخي الحسن و لم يغلب أحدنا الآخر، و إنّما نريد أن تعلم أيّنا أشدّ قوّة من الآخر.

فقال: يا حبيبي إنّ التصارع لا يليق بكما ولكن اذهبا فتكاتبا فمن كان خطّه أحسن كذلك تكون قوّته أكثر، فكتب كلّ واحد منهما سطر و أتيا جدّهما فأعطياه اللوح ليقضي بينهما فنظر و لم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال: إنّي امّي لا أعرف الخط اذهبا إلى أبيكما يحكم بينكما، فقام النبي معهما و دخلوا بيت فاطمة فما كان إلّا ساعة حتّى أقبل النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) و سلمان الفارسي فقلت: يا سلمان بحقّ دين الإسلام إلّا ما أخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما؟

فقال: لمّا أتيا إلى أبيهما لم يرد أن يكسر قلب أحدهما فقال: امضيا إلى أمّكما فعرضا عليها ما كتبا فتفكّرت و قالت: إنّي أقطع قلادتي على رأسكما فأيّكما يلتقط من لؤلؤها أكثر كان خطّه أحسن و قوّته أكثر، و كان في قلادتها سبع لؤلؤات فقطعت القلادة فالتقط الحسن ثلاث لؤلؤات و التقط الحسين ثلاث لؤلؤات فبقيت الاخرى فمدّا أيديهما إليها، فأمر اللّه تعالى جبرئيل أن يقدّها بجناحه نصفين فأخذ كلّ واحد منهما نصفا، فانظر يا يزيد كيف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و أمير المؤمنين و فاطمة و ربّ العزّة لم يريدوا كسر قلب أحدهما، و أنت هكذا تفعل بابن بنت رسول اللّه؟! أف لك يا يزيد، ثمّ قام النصراني إلى رأس الحسين و جعل يقبّله و يبكي و يقول: يا حسين اشهد لي عند جدّك المصطفى و عند أبيك المرتضى و عند أمّك فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليهم أجمعين‏ .

قال: و روي من طريق أهل البيت (عليهم السّلام) أنّه لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) بقي في كربلاء صريعا و دمه على الأرض مسفوحا، و إذا بطائر أبيض أتى و تمرّغ بدمه و جاء و الدم يقطر منه فرأى طيورا على الأشجار كلّ منهم يذكر الحب و العلف و الماء فقال لهم: ويلكم تشتغلون بالدّنيا و الحسين في أرض كربلاء في هذا الحرّ ملقى على التراب مذبوح و دمه مسفوح؟

فصارت الطيور إلى كربلاء، فرأوا الحسين على الأرض جثّة بلا رأس و لا غسل و لا كفن عليه التراب و بدنه قد هشّمته الخيل بحوافرها زوّاره الوحوش و الجنّ، قد أضاء به التراب و جوّ السماء، [فلما رأته الطيور تصايحن و أعلنّ بالبكاء و الثبور، و تواقعن‏]  و تمرغن في دمه و طار كلّ واحد إلى ناحية يعلم أهلها، فقصد طير منها مدينة الرسول فجاء يرفرف و الدم يقطر من أجنحته و دار حول قبر سيّدنا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و قال: ألا قتل الحسين بكربلاء، ألا ذبح الحسين بكربلاء، فاجتمعت عليه الطيور ينوحون، فلمّا رأى أهل المدينة النوح و تقاطر الدم لم يعلموا ما الخبر حتّى جاءهم بعد أيّام خبر مقتل الحسين (عليه السّلام) فعلموا أنّ ذلك الطير كان يخبر بقتله.

و قد نقل أنّه في ذلك اليوم الذي جاء به الطير إلى المدينة كان رجل يهودي في المدينة و له بنت عمياء زمناء طرشاء مشلولة مجذومة، فجاء ذلك الطائر و الدم يقاطر منه و وقع على شجرة يبكي طول ليله و كان اليهودي قد أخرج ابنته إلى خارج المدينة و تركها في البستان الذي وقع فيه الطير فعرض لليهودي عارض فدخل المدينة و بقي ليلته، و أمّا البنت فبقيت ساهرة على أبيها فسمعت حنين الطير و بكاءه على الشجرة فقطرت من جناح الطير قطرة دم على إحدى عينيها فبرئت و قطرت على الاخرة قطرة فبرئت فقطر على كلّ عضو منها قطرة، فعوفيت بإذن اللّه تعالى.

فلمّا أتى أبوها البستان ورآها صحيحة تعجّب من أمرها فأتت به إلى الطير على الشجرة و حكت له قصّة تقاطر الدم، فقال اليهودي للطير: أقسمت عليك بالذي خلقك أن تكلّمني بقدرة اللّه تعالى، فتكلّم الطير و حكى له قضية الحسين (عليه السّلام) و قتله بكربلاء و أنّ ذلك الدم من دمه، فأسلم اليهودي مع ابنته و خمسمائة من قومه‏ .

قال: و حكي عن رجل أسدي قال: كنت زارعا على نهر العلقمي بعد ارتحال عسكر بني أميّة، فرأيت الرياح إذا هبّت تهبّ على مثل روائح المسك و العنبر و إذا سكنت أرى نجوما تهوى من السماء إلى الأرض و نجوما مثلها تصعد إلى السماء و أرى أسدا يأتي من القبلة، فإذا أصبح ذهب فقلت: هذه الليلة أرقب هذا الأسد لأرى ما يصنع بهذه الأبدان.

فلمّا غربت الشمس أقبل الأسد يهمهم فخفت منه، فرأيته يتخطّى القتلى حتّى وقف على جسد كأنّه الشمس فمرّغ وجهه عليه و هو يهمهم و يدمدم فجعلت أحرسه حتّى جنّ الظلام، و إذا بشموع معلّقة و إذا ببكاء و نوح فقصدت الأصوات فإذا هي تحت الأرض و سمعت صوتا يقول: وا حسيناه وا إماماه، فاقشعر جلدي فأقسمت على الباكي من أنتم؟

فقالوا: نساء من الجنّ ننوح على الحسين الذبيح العطشان، قلت: هذا الحسين الذي يجلس عنده الأسد؟

قالوا: نعم، و هذا الأسد أبوه عليّ بن أبي طالب، فرجعت و دموعي تجري على خدّي‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.