أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
1154
التاريخ: 3-07-2015
867
التاريخ: 31-10-2017
960
التاريخ: 29-3-2017
811
|
[إن] العقل والسمع متطابقان على أنه تعالى مخصوص بالقدم، وأنه ليس في الأزل سواه، لأن كل ما عداه سبحانه وتعالى ممكن، وكل ممكن حادث، وقال تعالى:
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ } [الحديد: 3] .
وأثبتت الأشاعرة معه معاني قديمة ثمانية (1)، هي علل الصفات، كالقدرة، والعلم، والحياة، إلى غير ذلك ولزمهم من ذلك محالات:
منها: إثبات قديم غير الله تعالى، قال فخر الدين الرازي: " النصارى كفروا بأنهم أثبتوا ثلاثة قدماء، وأصحابنا أثبتوا تسعة " (2)!.
ومنها: أنه يلزمهم افتقار الله تعالى في كونه عالما إلى إثبات معنى هو العلم، ولولاه لم يكن عالما، وافتقاره في كونه تعالى قادرا إلى القدرة، ولولاها لم يكن قادرا، وكذا باقي الصفات، والله تعالى منزه عن الحاجة، والافتقار، لأن كل مفتقر إلى الغير فهو ممكن.
ومنها: أنه يلزم إثبات ما لا نهاية له من المعاني القائمة بذاته تعالى، وهو محال، بيان الملازمة: إن العلم بالشيء مغاير للعلم بما عداه، فإن من شرط العلم المطابقة، ومحال أن يطابق الشيء الواحد أمورا متغايرة متخالفة في الذات والحقيقة، لكن المعلومات غير متناهية، فيكون له علوم غير متناهية، لا مرة واحدة بل مرارا غير متناهية، باعتبار كل علم يفرض في كل مرتبة من المراتب الغير المتناهية، لأن العلم بالشيء مغاير للعلم بالعلم بذلك الشيء. ثم العلم بالعلم بالشيء مغاير للعلم بالعلم بذلك الشئ، وهكذا إلى ما لا يتناهى، وفي كل واحدة من هذه المراتب علوم غير متناهية، وهذه السفسطة لعدم تعقله بالمرة.
ومنها: أنه لو كان الله تعالى موصوفا بهذه الصفات، وكانت قائمة بذاته، كانت حقيقة الإلهية مركبة، وكل مركب محتاج إلى جزئه، وجزء غيره، فيكون الله تعالى محتاجا إلى غيره، فيكون ممكنا.. وإلى هذا أشار مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: حيث قال: " أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الاخلاص له، وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه، فقد جهله " (3)!.
ومنها: أنهم ارتكبوا هاهنا ما هو معلوم البطلان، وهو أنهم قالوا:
إن هذه المعاني لا هي نفس الذات، ولا مغايرة لها (4)، وهذا غير معقول لأن الشيء إذا نسب إلى آخر فإما أن يكون هو هو، أو غيره. ولا يعقل سلبهما معا.
__________
(1) الملل والنحل ج 1 ص 95.
(2) التفسير الكبير ج 1 ص 132 وراجع أيضا: شرح العقائد، وحاشية الكستلي ص 66 و 77.
(3) نهج البلاغة شرح عبده ج 1 ص 14، وابن أبي الحديد ج 1 ص 23، وفي ذيله قال عليه السلام: " ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن قال: فيم فقد ضمنه، ومن قال: علام، فقد أخلى منه.
(4) الملل والنحل ج 1 ص 95، والعقائد للنسفي مع شرح للتفتازاني ص 77.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 112 من مجلة حيدرة للفتيان
|
|
|