أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2015
3073
التاريخ: 29-06-2015
2495
التاريخ: 20-2-2018
3361
التاريخ: 11-3-2016
2856
|
ابن أخت أبي إسحاق الفارابي، صاحب ديوان الأدب. وكان الجوهري هذا من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما وأصله من بلاد الترك من فاراب وهو إمام في علم اللغة والأدب وخطه يضرب به المثل في الجودة لا يكاد يفرق بينه وبين خط أبي عبد الله بن مقلة وهو مع ذلك من فرسان الكلام في الأصول وكان يؤثر السفر على الحضر ويطوف الافاق واستوطن الغربة على ساق. دخل العراق فقرأ علم العربية على شيخي زمانه ونور عين أوانه أبي علي الفارسي وأبي سعيد السيرافي. وسافر إلى أرض الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة وقد ذكر هو ذلك في مقدمة كتاب الصحاح من تصنيفه وطوف بلاد ربيعة ومضر وأجهد نفسه في الطلب ولما قضى وطره من الطواف عاد راجعا إلى خراسان وتطرق الدامغان فأنزله أبو علي الحسين بن علي وهو من أعيان الكتاب وأفراد الفضلاء عنده وأخذ عنه وسمع منه ثم سرحه إلى نيسابور فلم يزل مقيما بها على التدريس والتأليف وتعليم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر حتى مضى لسبيله عن آثار جميلة.
وذكره أبو الحسين الباخرزي فقال هو صاحب صحاح
اللغة لم يتأخر فيها عن شرط أقرانه ولا انحدر عن درجة أبناء زمانه. أنشدني الأديب
يعقوب بن أحمد قال أنشدني الشيخ أبو إسحاق صالح الوراق تلميذ الجوهري رحمه الله له:
[مخلع البسيط]
(يا ضائع العمر بالأماني ... أما ترى رونق الزمان)
(فقم بنا يا أخا الملاهي ... نخرج إلى نهر نشتقان)
(لعلنا نجتني سرورا ... حيث جنى الجنتين دان)
(كأننا
والقصور فيها ... بحافتي كوثر الجنان)
(والطير فوق الغصون تحكي ... بحسن أصواتها الأغاني)
(وأرسل الورق عندليب ... كالزير والبِمِّ والمثاني)
(وبركة حولها أناخت ... عشر من الدلب واثنتان)
(فرصتك اليوم فاغتنمها ... فكل وقت سواه فان)
وله
من التصانيف: كتاب في العروض جيد بالغ سماه عروض الورقة، كتاب الصحاح في اللغة،
كتاب المقدمة في النحو وهذا الكتاب هو الذي بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم. أحسن
تصنيفه وجود تأليفه وقرب متناوله وآثر من ترتيبه على من تقدمه يدل وضعه على قريحة
سالمة ونفس عالمة فهو أحسن من الجمهرة وأوقع من تهذيب اللغة وأقرب متناولا من مجمل
اللغة فيه يقول الشيخ أبو إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري: [المنسرح]
(هذا كتاب الصحاح أحسن ما ... صنف قبل الصحاح في
الأدب)
(تشمل أبوابه وتجمع ما ... فرق في غيره من الكتب)
هذا مع تصحيف فيه في مواضع عدة أخذها عليه
المحققون وتتبعها العالمون ومن ما ساء قط ومن له الحسنى فقط فإنه رحمه الله غلط
وأصاب وأخطأ المرمى وأصاب كسائر العلماء الذين تقدموه وتأخروا عنه فإني لا أعلم
كتابا سلم إلى مؤلفه فيه ولم يتبعه بالتتبع من يليه.
وذكره أبو الحسن علي بن فضال المجاشعي في كتابه
الذي سماه شجرة الذهب في معرفة أئمة الأدب فقال: كان الجوهري قد صنف كتاب الصحاح، للأستاذ أبي منصور عبد الرحيم بن محمد البيشكي وسمعه منه إلى
باب الضاد المعجمة واعترى الجوهري وسوسة فانتقل إلى الجامع القديم بنيسابور فصعد
إلى سطحه وقال أيها الناس إني عملت في الدنيا شيئا لم أسبق إليه فسأعمل للآخرة
أمرا لم أسبق إليه وضم إلى جنبيه مصراعي باب وتأبطهما بحبل وصعد مكانا عاليا من
الجامع وزعم أنه يطير فوقع فمات وبقي بقية الكتاب مسودة غير منقحة ولا مبيضة فبيضه
أبو إسحاق إبراهيم بن صالح الوراق تلميذ الجوهري بعد موته فغلط فيه في عدة مواضع
غلطا فاحشا.
وكان الجوهري يجيد قول الشعر فمن ذلك: [المتقارب]
(رأيت فتى أشقرا أزرقا ... قليل الدماغ كثير الفضول)
(يفضل من حمقه دائبا ... يزيد ابن هند على ابن البتول)
قال المؤلف: وكنت بحلب في سنة إحدى عشرة وستمائة
في منزل القاضي الأكرم والصاحب الأعظم أبي الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني
فتجارينا أمر الجوهري وما وفق له من حسن التصنيف ثم قلت له ومن العجب أني بحثت عن
مولده ووفاته بحثا شافيا وسألت عنهما الواردين من نيسابور فلم أجد مخبرا عن
ذلك فقال لي فقد بحثت قبلك عن ذلك فلم أر مخبرا
عنه فلما كان من غد ذلك اليوم جئته فقال لي ألا أخبرك بطريفة إنني رأيت في بارحتنا
في النوم قائلا يقول لي مات إسماعيل بن حماد الجوهري، في سنة ست وثمانين وثلاثمائة
ولعمري وإن كان المنام مما لا يقطع به ولا يعول عليه فهذا بلا شك زمانه وفيه كان
أوانه لأن شيخيه أبا علي وأبا سعيد ماتا قبل هذه المدة بسنين يسيرة. ثم وجدت نسخة
بديوان الأدب بخط الجوهري بتبريز وقد كتبها في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، ثم
وقفت على نسخة بالصحاح بخط الجوهري بدمشق عند الملك المعظم ابن العادل ابن أيوب
صاحب دمشق وقد كتبها في سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
وقد ذكره أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي
في كتاب يتيمة الدهر وأنشد من شعره: [السريع]
(لو كان لي بد من الناس ... قطعت حبل الناس بالياس)
(العز في العزلة لكنه ... لا بد للناس من الناس)
وأنشد له: [الوافر]
(وها أنا يونس في بطن حوت ... بنيسابور في ظل الغمام)
(فبيتي والفؤاد ويوم دجن ... ظلام في ظلام في ظلام)
وأنشد له: [الكامل]
(زعم المدامة شاربوها أنها ... تنفي الهموم
وتذهب الغما)
(صدقوا سرت بعقولهم فتوهموا ... أن السرور بها
لهم تما)
(سلبتهم أديانهم وعقولهم ... أرأيت عادم ذين مغتما)
ومن شعره: [السريع]
(يا صاحب الدعوة لا تجزعن ... فكلنا أزهد من كرز)
(فالماء كالعنبر في قومس ... من عزه يجعل في الحرز)
(فسقِّنا
ماء بلا منة ... وأنت في حل من الخبز)
قال مؤلف الكتاب: وذكر محمود بن أبي المعالي
الحواري في كتاب ضالة الأديب من الصحاح والتهذيب بعد أن ذكر قصة الجوهري كما ذكرها
المجاشعي سواء من تصنيفه الكتاب للبيشكي وقراءة الناس عليه إلى باب الضاد وشدة
مصراعي الباب وطيرانه ثم قال وسألت الإمام سعيد ابن الإمام أحمد بن محمد الميداني
عن الخلل الواقع في هذا الكتاب فقال مثل ما ذكرناه إن هذا الكتاب قرئ عليه إلى باب
الضاد فحسب وبقي أكثر الكتاب على سواده ولم يقدر له تنقيحه ولا تهذيبه فلهذا يقول
في باب السين قيس أبو قبيلة من مضر واسمه إلياس بنقطتين تحتها ثم يقول في فصل
النون من هذا الباب الناس بالنون اسم قيس عيلان فالأول سهو والثاني صحيح ثم قال
ومن زعم أنه سمع عن الجوهري شيئا من الكتاب زيادة على أول الكتاب إلى باب الضاد
فهو مكذوب عليه.
قال: ورأيت أنا نسخة السماع وعليها خطه إلى باب
الضاد وهي الان موجودة في بلادنا والله أعلم بحقيقته
قال والكتاب بخط مؤلفه عند أبي محمد إسماعيل بن
محمد بن عبدوس النيسابوري وفيه يقول وذكر البيتين المتقدمين قال وقال الثعالبي في
أثناء كتابه يعني يتيمة الدهر إن تلك النسخة بيعت بمائة دينار نيسابورية وحملت إلى
جرجان والعلم عند الله في ذلك.
قال المؤلف: وأما البيشكي الذي صنف له الكتاب
فقد ذكره عبد الغافر الفارسي في السياق فقال هو عبد الرحيم بن محمد البيشكي
الأستاذ الإمام أبو منصور بن أبي القاسم الأديب الواعظ الأصولي من أركان أصحاب أبي
عبد الله يعني الحاكم بن عبد الله بن البيع. له المدرسة والأصحاب والأوقاف
والأسباب والتدريس والمناظرة والنثر والنظم. توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين
وأربعمائة. ووجدت على ظهر كتاب الصحاح وكان مجلدة واحدة كاملة بخط الحسن بن يعقوب
بن أحمد النيسابوري اللغوي الأديب ما صورته قرأ علي
هذا الكتاب من أوله إلى اخره بما عليه من حواشيه من الفوائد معارضا بنسختي مصححا
إياها صاحبه الفقيه الفاضل السديد الحسين بن مسعود الصرام بارك الله فيه له وهو
إجازة لي عن الأستاذ منصور عبد الرحيم بن محمد البيشكي عن المصنف وكتبه الحسن بن
يعقوب بن أحمد في شهر الله الأصم سنة إحدى وسبعين وأربعمائة
فهذا كما تراه مخالف لما تقدم من أن الجوهري لم
يعمل من الكتاب إلا إلى باب الضاد. ومن كتابه الموسوم بالصحاح النخيس البكرة يتسع
ثقبها الذي يجري فيه المحور مما يأكله المحور فيعمدون إلى خشيبة فيثقبون وسطها ثم
يلقمونها ذلك الثقب المتسع ويقال لتلك الخشيبة النخاس وسألت أعرابيا بنجد من بني
تميم وهو يستقي وبكرته نحيس فوضعت أصبعي على النخاس فقلت ما هذا وأردت أن أتعرف
منه الخاء من الحاء فقال نخاس بخاء معجمة فقلت أليس قال الشاعر:
(وبكرة نحاسها نحاس ...)
فقال ما سمعنا بهذا في ابائنا الأولين. ومن
كتابه في باب بقم وقلت لأبي علي الفارسي أعربي هو فقال معرب قال وليس في كلامهم
اسم على فعل إلا خمسة خضم بن عمرو بن تميم وبالفعل سمي وبقم لهذا الصبغ وشلم موضع
بالشام وهما أعجميان وبذر أسم ماء من مياه العرب وعثر موضع ويحتمل أن يكونا سميا
بالفعل فثبت أن فعل ليس من أصول أسمائهم وإنما يختص بالفعل فإذا سميت به رجلا لم
ينصرف في المعرفة للتعريف ووزن الفعل وينصرف في النكرة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
البحرين تفوز بجائزة أفضل وجهة للمعارض والمؤتمرات
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|