مفهوم قواعد المقارنة

تأسيساً على ما تم استعراضه من تعاريف لوجهات نظر مختلفة لقواعد المقارنة، فان التعمق في الموضوع يتأشر من خلال تحديد مفهومها وما يمكن تلمسه من جوانب ضمنية وتفصيلية تعطي للموضوع الشمولية والموضوعية لتأشير معناه وبعده الإستراتيجي لمنظمات الأعمال.

فقواعد المقارنة يمكن أن ينظر اليها ابتداءً على أنها أسلوب لتطوير مستوى الأداء المتحقق في المنظمة بالمقارنة مع المنظمات الأخرى العاملة في ذات المجال (الصناعة) والتي يكون أدائها هو الأفضل. وبالتالي فان المنظمة القادرة على أن تعي وتتعلم كيف يمكن أن تؤدي المنظمات الأخرى عملها بشكل أفضل، فأنه سوف تتمكن في أن تحقق أداء أفضل وبشكل مؤثر وفعال عما كانت عليه في مرحلة سابقة.

وعليه فأن قواعد المقارنة هي طريقة لتطوير العمليات من خلال النظر والتعلم Looking & Learning من الآخرين عبر المقارنة معهم ، وعلى أساس ما يحققونه من أداء متقدم على اعتبار أن الأداء هو ليس شيء ثابت، بل يتغير بتغير الزمن والأدوات وتعاظم وتنوع الخبرة وتراكمها . أذن فأن قواعد المقارنة هي عمليات مستمرة وطويلة الأمد ويتطلب من القائمين عليها أشراك جميع أقسام المنظمة في البحث عن ما هو أفضل عمل يمكن يقوم به الآخرون، وكيف يفعلون ذلك.. وهو الأمر المهم في التبني الأولي لمفهوم قواعد المقارنة والتي يمكن توضيحها بالمربع (1)

ولكن هذا الأمر يقود الى القول بان مفهوم قواعد المقارنة لا يركز تحديداً على عملية المقارنة والبحث في الجوانب الكمية بالأداء المتحقق لدى الآخرين فحسب . بل أن الأمر يمتد الى فهم وأدراك مسار العمليات المتحققة والفعالة لتك المنظمات، والبحث في أسرار النجاحات التي حققتها، وكيف وصلت الى ذلك..... ومن هنا يكون من الخطأ النظر الى مفهوم قواعد المقارنة على أنها بداية أو نهاية الى شيء ما، أو أداة للوصول الى نتائج محددة ترغب المنظمة في بلوغها. بل هي ابعد من ذلك بكثير وكما مؤشر في المربع (2) والذي يوضح الأبعاد التي يمكن أن يأخذها مفهوم قواعد المقارنة .....

ولتأشير أوضح لمضمون وخطوات اعتماد مفهوم قواعد المقارنة، فلابد من الإشارة بأنه قد وضعت نماذج متعددة لتطبيق المفهوم، ولكن النموذج الأكثر اعتماداً هو الذي وضع من قبل شركة Xerox والمسمى بالخطوات العشر لقواعد المقارنة والذي يمكن توضيحه في خطواته الرئيسة والفرعية بالشكل (1)