المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الفرق بين النسخ والبداء  
  
5143   04:43 مساءاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص 200-203 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-21 1142
التاريخ: 27-04-2015 1919
التاريخ: 4-1-2016 2254
التاريخ: 18-11-2014 2094

​لقد أُثيرت إلى جانب مسألة النّسْخ مسألةٌ أُخرى هي مسألة (البداء) وقد عرفنا من مطاوي حديثنا السابق عن النسْخ ـ خصوصاً فيما يتعلّق بدراستنا لشبهة اليهود والنصارى في استحالة النّسْخ ـ أنّ البداء محالٌ على الله سبحانه.

ومع كلِّ هذا فالمعروف من مذهب الإماميّة الاثني عشريّة أنّهم يقولون بفكرة البداء.

وعلى هذا الأساس نجد بعض الباحثين من إخواننا السنّة يحملون على إخوانهم الإماميّة بشكلٍ عنيف ، متّهمين إياهم بالانحراف والضلال ، حتّى أنّ بعضهم يكاد أن يقول : أنّ الإماميّة أشدّ انحرافاً من اليهود والنصارى حين حاولوا إنكار النّسْخ؛ لأنّ أولئك أنكروا النّسْخ في محاولةٍ لتنزيه الله سبحانه من النقص ، وهؤلاء قالوا بالبداء فأثبتوا الجهل والنقص لله سبحانه (1).

لذا يجدر بنا ونحن ندرس النسْخ أن نلقي ضوءاً على هذه الفكرة أيضاً ، لنحدّد موقفنا منها بشكلٍ دقيقٍ وواضح ، ونعرف مدى صحّة هذه التهم التي رمى بها بعض المسلمين مذهب الإماميّة في قولهم بالبداء.

فالبداء تارةً نفهمه على أساس أن يعتقد الله شيئاً ، ثمّ يظهر له أنّ الأمر بخلاف ما اعتقده ، كأن يرى في الحكم مصلحةً ثمّ يظهر له خلاف ذلك ، أو يرى خلق شيءٍ من مخلوقاته حسناً ثمّ يظهر له خلاف ذلك فهذا شيءٌ باطلٌ لا يقول به أحدٌ من المسلمين ـ من دون فرقٍ بين الإماميين وغيرهم ـ بل أنكره اليهود والنصارى ، ونزّهوا الله عنه.

وقد وردت النصوص التي تؤكِّد هذا المعنى عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) ، فقد روى الصدوق في إكمال الدين عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (من زعم أنّ الله عزّ وجلّ يبدو له في شيءٍ لم يعلمه أمس فابرؤا منه) (2).

والبداء ـ تارةً أُخرى ـ نفهمه على أساسٍ آخر بأن نتصوّره نَسْخاً في التكوين ، فليس هناك فرقٌ أساسي بينه وبين النّسْخ من حيث الفكرة ، وإنّما الفرق بينهما في الموضوع الذي يقع النّسْخ فيه أو البداء؛ فالإزالة والتبديل إذا وقعا في التشريع سميناهما نَسْخاً ، وإذا وقعا في الأُمور الكونيّة من الخَلْق والرزق والصحّة والمرض وغيرها سمّيناهما بداءً.

والجدير بالذكر أنّ هذه الفكرة للبداء من شبهةٍ أثارها اليهود حول قدرة الله ـ تعالى ـ وسلطانه ، وأشار القرآن الكريم إليها كما ناقشها أيضاً بقوله تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ...} [المائدة : 64].

وخلاصة الشبهة : أنّ الله سبحانه إذا خلق شيئاً وقضى فيه أمره استحال عليه أن تتعلّق مشيئته بخلافه ، فهو حين يخلق قانون الجاذبية للأرض ـ مثلاً ـ أصبح مسلوب القدرة والسلطان أمام هذا القانون ، فلا يقدر أن يشاء خلافه أو ينسخه ، شأنه في هذا شأن صاحب البندقية؛ فإنّه حين يضغط على الزناد يفقد قدرة التحكّم في الرصاصة.

وهذا المعنى هو الذي عبّر عنه القرآن الكريم بقوله : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة : 64]

كما جاء ذلك في رواية الصدوق عن الصادق (عليه السلام) حيث قال :  (لم يعنوا أنّه هكذا ولكنّهم قالوا فرغ عن الأمر فلا يزيد ولا ينقص).

وقد ناقض القرآن الكريم هذه الشبهة في مجالات متعدّدة ، منها : الآية الكريمة التي سبق ذكرها ، ومنها : قوله تعالى : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد : 39]  وغير ذلك.

فالقول بالبداء عند الإماميّة يعني : فكرة النّسْخ مطبقة في المجال التكويني ومنطلقة من مفهوم قوله : {... بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ...} وقوله تعالى : {يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} فهي تؤمن بعلم الله سبحانه بما يقدّمه وما يؤخّره ، وما ينقصه وما يزيده ، وما يستبدل به ، كما أنّها تؤمن بقدرته على هذا التقديم والتأخير والاستبدال؛ وهناك نصوصٌ كثيرةٌ تؤكِّد أنّ فكرة الإماميّة عن البداء لا تتعدّى حدود هذا المعنى ولا تتجاوز عنه.

ففي رواية العيّاشي عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول :  (إنّ الله يقدِّم ما يشاء ويؤخِّر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء ، وعنده أمُّ الكتاب.

وقال : فكلّ أمرٍ يريده الله فهو علمه قبل أن يصنعه ، وليس شيءٌ يبدو له إلاّ وقد كان علمه ، إنّ الله لا يبدو له عن جهل) (3).

وروى الكليني عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) :  (ما بدا لله في شيءٍ إلاّ كان في علمه قبل أن يبدو له) (4).

وروى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ، عن الرضا (عليه السلام) :  (قال علي بن الحسين وعلي بن أبي طالب قبله ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد (عليهم السلام) : كيف لنا بالحديث مع هذه الآية : (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) فأمّا من قال بأنّ الله تعالى لا يعلم الشيء إلاّ بعد كونه فقد كفر وخرج عن التوحيد) (5).

وبعد هذا كلّه ، لا نجد مجالاً للتشكيك في فكرة البداء ، إذا أخذناها في حدود فكرة النّسْخ مطبقةً على التكوين ، ولا يكون اتّهام الإماميّة بالانحراف لأنّهم قالوا بهذه الفكرة ، إلاّ شبيهاً بالاتهام الذي وجّهه اليهود والنصارى إلى عامّة المسلمين؛ لأخذهم بفكرة النّسْخ.
______________________

(1) في هذا الصدد راجع الفخر الرازي في تفسير قوله تعالى : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد : 39] والدكتور مصطفى زيد ، النسخ في القرآن 1 : 27

(2) راجع في النصوص التي نذكرها في موضوع البداء آية الله السيد الخوئي ، البيان في تفسير القرآن : 270 ـ 277.

(3) تفسير العيّاشي 2 : 218. الحديث 71.

(4) الكافي 1 : 148. الحديث 9.

(5) كتاب الغيبة : 430. مؤسسة المعارف الإسلامية.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .