المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحكم الشرعي بين الناسخ والمنسوخ  
  
1539   01:18 صباحاً   التاريخ: 2023-08-31
المؤلف : د. السيد مرتضى جمال الدين
الكتاب أو المصدر : فقه القرآن الميسر
الجزء والصفحة : ص22 - 24
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2014 6053
التاريخ: 12-10-2014 1743
التاريخ: 27-11-2014 2714
التاريخ: 4-1-2016 4972

إن الناسخ والمنسوخ من القواعد المهمة جدا، إذ ترتبط بقواعد تفسير القرآن الكريم وهي شرط من شروط الفقاهة والتفسير والقضاء والافتاء والوعظ والإرشاد، وكان أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عندما يمر على قاض أو مفت أو مذكر أو واعظ أو مرشد، يسألهم بماذا تفتون، قالوا بالقرآن الكريم، قال لهم أتعرفون الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه؟ ... يقول ذلك الرجل: لا، فيقول له الإمام عليه السلام: هلكت واهلكت.

 وكذلك كانت سيرة الإمام الصادق عليه السلام على هذا المنوال.

 فالناسخ والمنسوخ من الأدوات القرآنية المهمة وهي من الأدوات التي نزلت فيه {ايٌ في القرآن الكريم فقال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}[آل عمران 7].

فقد قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) المحكمات هن الناسخات، والمتشابهات هن المنسوخات. ولعل احد يسال ما فائدة تنوع المصطلحات مع اتحاد المعنى وبعبارة أخرى إذا كان المحكم = الناسخ، والمتشابه = المنسوخ لماذا هذا التكثير بالاصطلاح؟

 الجواب / فوصف المحكم بانه ناسخ، والمتشابه بأنه منسوخ وذلك باختلاف اللحاظ كالذكر والانثى بلحظ الجنس، والزوج والزوجة بلحاظ آخر وهو الحالة الزوجية، كذلك المحكم والمتشابه بلحاظ اصناف الآية، ويسمى المحكم ناسخا والمتشابه منسوخا بلحاظ عملية النسخ .

 معرفة الناسخ والمنسوخ شرط الفقاهة:

ان الناسخ والمنسوخ من المصطلحات القرآنية المهمة والتي تعد من شرائط الفقاهة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في الكافي: بسنده قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَايِيسِ فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ، وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْر عِلْمٍ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ))

وروي أن عليا (عليه السلام) دخل الكوفة فرأى عبد الرحمن بن دأب صاحب أبي موسى الأشعري وقد تحلق عليه الناس يسألونه وهو يخلط النهي بالأمر والإباحة بالحظر، فقال له عليه السلام: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال لا، فقال هلكت وأهلكت، قال أبو من أنت؟ قال أبو يحيى، قال أنت أبو أعرفوني وأخذ اذنه ففتلها ثم قال: لا تقضي في مسجدنا بعد.

وكان الإمام علي يتصدى للقصاصين وينهاهم عن القص، فعن أبي البحتري قال: دخل علي بن أبي طالب المسجد، فإذا رجل يخوف، فقال: ما هذا؟ قالوا: رجل يذكر الناس، فقال: ليس برجل يذكر الناس. ولكنه يقول أنا فلان بن فلان. اعرفوني، فأرسل إليه فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ، قال: لا، فقال: أخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه.

 فقد ذكر ابن الجوزي في نواسخ القران عن أمير المؤمنين عليه السلام: أنه «مرّ بقاصّ [بقاضِ] فقال: أتعرف الناسخ والمنسوخ؟ قال لا. قال: هلكت وأهلكت».

مما يوحي بتشدد الإمام عليه السلام - وهو الحافظ للشريعة - في وجوب معرفة الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لمن أراد العمل بالقرآن واستيضاح الخطاب الإلهي فيه.

ان للقرآن الكريم أدواته وان من لا يعرف ادوات القرآن لا يفهم القرآن وهذا ما أكده أمير المؤمنين:

في بحار الانوار: واعلموا رحمكم الله أنه من لم يعرف من كتاب الله عز وجل الناسخ من المنسوخ والخاص من العام والمحكم من المتشابه والرخص من العزائم والمكي والمدني، وأسباب التنزيل، والمبهم من القرآن ... فليس بعالم بالقرآن، ولا هو من أهله، ومتى ما ادعى معرفة هذه الاقسام مدع بغير دليل، فهو كاذب مرتاب، مفتر على الله الكذب ورسوله، ومأواه جهنم وبئس المصير).

وهكذا كانت احتجاجات الأئمة على فقهاء الرأي في علم الناسخ والمنسوخ عندما يسأل الامام الصادق أبا حنيفة بمَ تفتي الناس؟ قال: بالكتاب والسنة، قال وهل تعرف الناسخ من المنسوخ والمحكم والمتشابه؟ فقال نعم، ثم اختبره في ذلك فلم يجد له علم.

ولهذا فالنسخ هو حياة القرآن الكريم يحتاجه المفسر والقاضي والفقيه وغيرهم.

 فمن هو الناسخ؟

 فالناسخ هو الله جل جلاله وهو الذي ينسخ القرآن الكريم وينسخ آياته قال تعالى {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة/106]

 فالله هو الناسخ والمفتي وهذه الصلاحية اعطاها للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو صلى الله عليه وآله وسلم اعطاها للإمام علي والائمة الاطهار من بعده وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي يعلمكم القرآن من بعدي)) اختلف الصحابة والمفسّرون بالناسخ والمنسوخ والخاص والعام، ولكن علياً (عليه السلام) كان أعلمهم بذلك؛ ببركة دعاء النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كما جاء في قوله (عليه السلام): (ما نزلت على رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) آية إلاّ أقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها، ودعا الله لي أن يعطيني فهمها وحفظها ؛ فما نسيت آية من كتاب الله تعالى، وعلماً أملاه عليَّ وكتبته منذ دعا الله لي).

والناسخ والمنسوخ من الحقائق القرآنية

 التي لا مجال لإنكارها اذ نقل العياشي بسنده عن زرارة عن أبي جعفر قال:

(نزل القرآن ناسخا ومنسوخا)، وهذا ما أكد عليه الإمام الصادق عندما سئل عن المصطلحات الأربع (المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ)حيث قال:

 الناسخ: الثابت المعمول به، والمنسوخ: ما قد كان يعمل به ثم جاء ما ينسخه، والمتشابه: ما اشتبه على جاهله.

نلاحظ إن الامام الصادق يفسر الناسخ بالثابت كما انه فسر المحكم بالثابت مما يؤكد إن المحكم يساوي الناسخ كما قال جده رسول الله وبالتالي فإن المنسوخ يساوي المتشابه.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .