المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16575 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الاية (171) من سورة البقرة  
  
9128   06:46 مساءً   التاريخ: 14-2-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الباء / سورة البقرة /


قالت تعالى : {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171].

 

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآية (1) :

ضرب الله مثلا للكفار في تركهم إجابة من يدعوهم إلى التوحيد وركونهم إلى التقليد فقال {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق } أي يصوت {بما لا يسمع } من البهائم {إلا دعاء ونداء } واختلف في تقدير الكلام وتأويله على وجوه (أولها) أن المعنى مثل الذين كفروا في دعائك إياهم أي مثل الداعي لهم إلى الإيمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم وإنما تسمع الصوت فكما أن الأنعام لا يحصل لها من دعاء الراعي إلا السماع دون تفهم المعنى فكذلك الكفار لا يحصل لهم من دعائك إياهم إلى الإيمان إلا السماع دون تفهم المعنى لأنهم يعرضون عن قبول قولك وينصرفون عن تأمله فيكونون بمنزلة من لم يعقله ولم يفهمه وهذا كما تقول العرب فلان يخافك كخوف الأسد والمعنى كخوفه من الأسد فأضاف الخوف إلى الأسد وهو في المعنى مضاف إلى الرجل قال الشاعر :

فلست مسلما ما دمت حيا **** على زيد بتسليم الأمير

 أراد بتسليمي على الأمير وهذا معنى قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام) وهو اختيار الجبائي والرماني والطبري (وثانيها) أن يكون المعنى مثل الذين كفروا ومثلنا أو مثل الذين كفروا ومثلك يا محمد كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء أي كمثل الأنعام المنعوق بها والناعق الراعي الذي يكلمها وهي لا تعقل فحذف المثل الثاني اكتفاء بالأول ومثله قوله سبحانه {وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر} وأراد الحر والبرد وقال أبو دؤيب :

عصيت إليها القلب إني لأمرها *** مطيع فما أدري أ رشد طلابها

أراد أ رشد أم غي فاكتفى بذكر الرشد لوضوح الأمر وهو قول الأخفش والزجاج وهذا لأن في الآية تشبيه شيئين بشيئين تشبيه الداعي إلى الإيمان بالراعي وتشبيه المدعوين من الكفار بالأنعام فحذف ما حذف للإيجاز وأبقي في الأول ذكر المدعو وفي الثاني ذكر الداعي وفيما أبقي دليل على ما ألقى .

(وثالثها) أن المعنى مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام كمثل الراعي في دعائه الأنعام بتعال وما جرى مجراه من الكلام فكما أن من دعا البهائم يعد جاهلا فداعي الحجارة أشد جهلا منه لأن البهائم تسمع الدعاء وإن لم تفهم معناه والأصنام لا يحصل لها السماع أيضا عن أبي القاسم البلخي وغيره .

(ورابعها) أن مثل الذين كفروا في دعائهم الأصنام وهي لا تعقل ولا تفهم كمثل الذي ينعق دعاء ونداء بما لا يسمع صوته جملة ويكون المثل مصروفا إلى غير الغنم وما أشبهها مما يسمع وإن لم يفهم وعلى هذا الوجه ينتصب دعاء ونداء بينعِقُ وإلا ملغاة لتوكيد الكلام كما في قول الفرزدق :

هم القوم إلا حيث سلوا سيوفهم ***وضحوا بلحم من محل ومحرم

والمعنى هم القوم حيث سلوا سيوفهم .

( وخامسها ) أن يكون المعنى ومثل الذين كفروا كمثل الغنم الذي لا يفهم دعاء الناعق فأضاف سبحانه المثل الثاني إلى الناعق وهو في المعنى مضاف إلى المنعوق به على مذهب العرب في القلب نحو قولهم طلعت الشعرى(2)، وانتصب العود على الحرباء . والمعنى انتصب الحرباء على العود وأنشد الفراء :

إن سراجا لكريم مفخرُهُ *** تجلى به العين إذا ما تجمره

أي تجلى بالعين وأنشد أيضا :

كانت فريضة ما تقول كما *** كان الزنا فريضة الرجم

والمعنى كما كان الرجم فريضة الزنا وأنشد :

وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي *** على وعل في ذي المطارة عاقل (3)

أي:  ما تزيد مخافة وعل على مخافتي وقال العباس بن مرداس :

فديت بنفسه نفسي ومالي *** وما آلوك إلا ما أطيق

 أراد بنفسي نفسه ثم وصفهم سبحانه بما يجري مجرى التهجين والتوبيخ فقال {صم بكم عمي } أي صم عن استماع الحجة بكم عن التكلم بها عمي عن الأبصار لها وهو قول ابن عباس وقتادة والسدي وقد مر بيانه في أول السورة أبسط من هذا {فهم لا يعقلون } أي هم بمنزلة من لا عقل له إذ لم ينتفعوا بعقولهم .

______________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص471-473.

2- الشعرى : الكوكب الذي يطلع في الجوزاء ، طلوعه في شدة الحر .

3- الوعل  : معز الجبل ، ذو المطارة : علم جبل .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآية (1) :

ضرب اللَّه في هذه الآية مثلا من الكفار الذين تعصبوا لدين الآباء . . فشبههم بالبهائم ، وشبّه من يدعوهم إلى الحق بالراعي ، فكما ان البهائم لا تعقل شيئا

من كلام الراعي ، وانما تسمع صوتا تقبل أو تدبر عند سماعه بعد التمرين والتعويد كذلك الكفار لا يعرفون الحق الذي يدعوهم إليه الداعي ، ولا النفع الذي يترتب على العمل بموجبه . . وانهم في ذلك تماما كالأطرش ، وان كانوا يسمعون ، وكالأخرس ، وان كانوا يتكلمون ، وكالأعمى ، وان كانوا يبصرون .

وفي القرآن العديد من الآيات لا تفرق بين الأصم الذي لا يسمع إطلاقا ، وبين من يسمع الحق ولا يعمل بموجبه . . منها هذه الآية : {لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً } [البقرة: 171].

ومنها قوله تعالى : {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ } [الأنعام: 36]. ومنها :

{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: 21] .

وتسأل : ان ظاهر الآية يدل على ان اللَّه سبحانه شبّه الكفار براعي البهائم ، لا بالبهائم ، لأنه قال : ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع .

وبديهة ان الذي ينعق هو الراعي ، وما لا يسمع البهائم ، وعليه يكون الكفار كالراعي الذي يصيح بالبهائم ، لا كالبهائم ، كما قلت في تفسير الآية ؟ .

الجواب : ان في الكلام حذفا تدل عليه قرينة الحال ، والتقدير ان مثل من يدعو الذين كفروا إلى الحق كمثل الذي ينعق بما لا يسمع .

______________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص262-263.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآية (1) :

قوله تعالى: {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء}، المثل هو الكلام السائر والمثل هو الوصف كقوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} [الإسراء: 48] ، والنعيق صوت الراعي لغنمه زجرا يقال: نعق الراعي بالغنم ينعق نعيقا إذا صاح بها زجرا، والنداء مصدر نادى ينادي مناداة، وهو أخص من الدعاء ففيه معنى الجهر بالصوت ونحوه بخلاف الدعاء، والمعنى - والله أعلم - ومثلك في دعاء الذين كفروا كمثل الذي ينعق من البهائم بما لا يسمع من نعيقه إلا دعاء ونداء ما، فينزجر بمجرد قرع الصوت سمعه من غير أن يعقل شيئا فهم صم لا يسمعون كلاما يفيدهم، وبكم لا يتكلمون بما يفيد معنى، وعمي لا يبصرون شيئا فهم لا يعقلون شيئا لأن الطرق المؤدية إلى التعقل مسدودة عليهم.

ومن ذلك يظهر أن في الكلام قلبا أو عناية أخرى يعود إليه فإن المثل بالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء مثل الذي يدعوهم إلى الهدى لا مثل الكافرين المدعوين إلى الهدى إلا أن الأوصاف الثلاثة التي استنتج واستخرج من المثل وذكرت بعده، وهي قوله: {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} ، لما كانت أوصافا للذين كفروا لا لمن يدعوهم إلى الحق استوجب ذلك أن ينسب المثل إلى الذين كفروا لا إلى رسول الله تعالى فأنتج ما أشبه القلب.

____________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج1 ، ص349.

 

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآية (1) :

الآية تبين سبب تعصّب هؤلاء وإعراضهم عن الإنصياع لقول الحق تقول: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الّذي يَنْعِقُ بِمَا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً}. تقول الآية: إن مثلك في دعوة هؤلاء المشركين إلى الايمان ونبذ الخرافات والتقليد الاعمى كَمن يصيح بقطيع الغنم (لإنقاذهم من الخطر) ولكن الاغنام لا تدرك منه سوى أصوات غير مفهومة.

أجل فهؤلاء الكفار والمشركين كالحيوانات والانعام التي لا تسمع من راعيها الذي يريد لها الخير سوى أصوات مبهمة.

ثم تضيف الآية لمزيد من التأكيد والتوضيح أن هؤلاء {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } (2).

ولذلك يتمسكون بالتقاليد الخاطئة لآبائهم، ويعرضون عن كل دعوة بنّاءة.

وقيل في تفسير الآية أيضاً إن معناها: مثل الذين يدعون أصنامهم وآلهتهم الكاذبة كالذي يدعو البهائم، لا الحيوانات تفهم النداء ولا تلك الأصنام، لأن هذه الأصنام صمّاء بكماء عمياء لا تعقل.

أكثر المفسرين على التّفسير الأوّل للآية، والروايات الإِسلامية تؤيده ونحن على ذلك أيضاً(3).

_________________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص397-398.

2ـ وفقاً لهذا التّفسير فان المعنى بحاجة إلى تقدير، ففي الاصل: مثل الداعي للذين كفروا إلى الايمان ... وعلى هذا تكون جملة {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} وصفية لهؤلاء الاشخاص الذين فقدوا جميع آليات الإدراك عملياً. لا أنهم فقدوا العين والاذن واللسان ولكن بما أنهم لم ينتفعوا بها بالوجه الصحيح، فكأنما قد فقدوها.

3- تفسير الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ص583-وتفسير على بن ابراهيم القمي , ج1 ، ص64.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .