قال الشيخ : إذا أنزل الميت القبر استحب أن يغطّى القبر بثوب‌ (1) ـ وبه قال الشافعي (2) ـ سواء كان الميت رجلا أو امرأة ، لأن النبيّ صلى الله عليه وآله لمّا دفن سعد بن معاذ ، ستر قبره بثوب (3) ، ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام : « وقد مدّ على قبر سعد بن معاذ ثوب والنبيّ صلى الله عليه وآله شاهد فلم ينكر ذلك » (4) ولأنه يحتاج إلى حل عقد كفنه وتسويته فربما حصل ما ينبغي ستره.

وقال المفيد في أحكام النساء (5) ، وابن الجنيد : لا يغطى قبر الرجل ، ويغطى قبر المرأة (6) ـ وبه قال أحمد (7) ـ لأن عليا عليه السلام مر بقوم دفنوا ميتا وبسطوا على قبره الثوب ، فجذبه وقال : « إنما يصنع هذا‌ بالنساء » (8) وهو حكاية حال ، وهل يكره ستر قبر الرجل؟ قال أحمد: نعم ، ومنعه أصحاب الرأي وأبو ثور (9).

__________________

(1) الخلاف 1 : 728 مسألة 552.

(2) الأم 1 : 276 ، المجموع 5 : 295 ، فتح العزيز 5 : 208 ، بدائع الصنائع 1 : 320.

(3) سنن البيهقي 4 : 54.

(4) التهذيب 1 : 464 ـ 1519.

(5) النسخة التي بأيدينا من أحكام النساء خالية من هذا الحكم وذكر العلامة في المختلف : 121 ما لفظه : وقد يوجد في بعض نسخ احكام النساء .. فلاحظ.

(6) حكى المصنف أيضا قولهما في المختلف : 121.

(7) المغني 2 : 377 ، كشاف القناع 2 : 132 ، المجموع 5 : 295.

(8) سنن البيهقي 4 : 54.

(9) المغني 2 : 377 ، الشرح الكبير 2 : 380 ، كشاف القناع 2 : 131 ، الكفاية 2 : 100 ، بدائع الصنائع : 320.