يقع بين دائرتي عرض 10-25 شمال وجنوب خط الاستواء، وقد يصل إلى 30 في أسيا ، وهو الإقليم الثالث والأخير من الأقاليم الاستوائية .A يختلف هذا الإقليم عن الإقليمين السابقين في عدد من النقاط، فهذا الإقليم يتأثر بالكتل الهوائية الاستوائية me والمدارية البحرية MT خلال فصل الصيف عندما تتحرك انطقه الضغط إلى شمال موقعها . حيث أن تحرك الجبهة المدارية ITCZ إلى هذا الإقليم صيفاً يعد المسئول عن غزارة الأمطار. أما في فترة الشتاء، فان الإقليم يخضع السيطرة الكتلة المدارية القارية CT، مما يؤدي إلى الجفاف أو قلة سقوط الأمطار. وفي أسيا يتأثر هذا الإقليم بهبوب الرياح الموسمية. أن السبب الأساسي في جفاف شتاء هذا الإقليم ورطوبة الصيف هو أن ارتفاع درجة حرارة الصيف يدفع بالجبهة المدارية ITCZ للتحرك شمال خط الاستواء فتصل إلى أقصى تحرك لها في تموز وآب في النصف الشمالي. أن هذا التحرك يسحب معه الكتل الاستوائية me والمدارية البحرية MT مما يساعد على سقوط الأمطار الغزيرة على هذه المناطق في هذا الفصل مشابهة للأمطار الاستوائية. أما في الشتاء، فان تحرك انطقه الضغط إلى جنوب موقعها يجعل المنطقة قريبة من حافات هذا الضغط، وبذلك تخضع المنطقة للرياح التجارية الجافة التي تتكون من الكتلة الهوائية المدارية القارية CT مما يمنع أو يقلل كثيراً من سقوط الأمطار.

درجة الحرارة في هذا الإقليم لا تختلف كثيراً عن الإقليمين السابقين، حيث إنها مرتفعة طول العام ولا تنخفض عن 18م. ولكن المدى الحراري السنوي لهذا الإقليم هو أكبر من المدى الحراري للإقليمين السابقين. ورغم أنه قد لا يزيد عن 12م، إلا أن من الواضح أنه اكبر. ويستمر المدى الحراري اليومي اكبر من المدى الحراري السنوي أن السبب في ارتفاع المدى الحراري السنوي يعود إلى أن الفصل الجاف تكون الشمس فيه ساطعة حيث السماء خالية من الغيوم مما يتيح لأكبر كمية ممكنة من الإشعاع الشمسي الوصول إلى الأرض مما يرفع من درجة حرارة هذا الإقليم، وخاصة في الفترة التي تسبق فصل سقوط الأمطار. أما في الشتاء، فقد يتعرض هذا الإقليم إلى غزوات الهواء البارد حيث أنه يقع على حدود الإقليم الاستوائي وبذلك تنخفض درجة الحرارة قليلاً في الشتاء، رغم إنها لا تنخفض عن 18م. وبهذا يصبح المدى الحراري السنوي أكبر من الإقليمين السابقين. لذلك يمكن القول أن الحرارة في هذا الإقليم يمكن تقسيمها إلى ثلاثة حالات مختلفة وهي الفصل المعتدل الجاف (الشتاء)، الفصل الحار الجاف (الربيع وبداية الصيف)، الفصل الحار الرطب (الصيف والخريف. ففي فصل الشتاء وعندما يقترب الضغط العالي المداري من حدود الإقليم، تصبح السماء صافية ويقل سقوط المطر كثيرا أو ينقطع، وقد تتعرض المنطقة إلى غزوات من الهواء البارد من شمالها في النصف الشمالي ومن جنوبها في النصف الجنوبي. كل هذا يؤدي إلى خفض واضح في درجات الحرارة، فينخفض المعدل الشهري إلى 20 م في عينتيبة (أوغندا)، والى 21م في كورمبا (البرازيل)، والى 18م في كلكتا (الهند). يستمر هذا الفصل من ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تبدأ درجة الحرارة بالارتفاع المفاجئ بعد الانقلاب الربيعي، حيث تقترب الشمس من السمت أكثر والسماء ما زالت صافية واكبر كمية ممكنة من الإشعاع الشمسي تصل إلى الأرض، فترتفع درجات الحرارة إلى أعلى معدلاتها في آذار ونيسان وأيار في نصف الكرة الشمالي، وأيلول وكانون الأول والثاني في نصف الكرة الجنوبي. فقد سجلت بومباي (الهند) 29 م ، وفيراكروز (المكسيك) 27م. وكورمبا (البرازيل) 27 م ، وداروين (أستراليا) 29 م، وكلكنا (الهند) 30م. في الانقلاب الصيفي أو بعده بشهر تبدأ الأمطار بالسقوط فتتلبد السماء بالغيوم معظم أجزاء اليوم، لذلك تنخفض الحرارة نسبيا بسبب الغيوم الكثيفة والأمطار الساقطة. تسجل بومباي 27 م، وفيراكروز 27 م، وداروين 27 م، وكورمبا 26م، وكلكتا 27 م. من هذا الاستعراض يتضح أن صيف هذا الإقليم يكون في الربيع، أي قبل فصل سقوط الأمطار وارتفاع الشمس إلى أعلى ارتفاع لها.

أما أمطار هذا الإقليم، فكما ذكرنا سابقاً فإنها تختلف عن أمطار الإقليمين السابقين بأنها اقل كمية من حيث المجموع السنوي، كما إنها تتميز بسقوطها في فصل الصيف وانقطاعها أو قلتها بشدة في فصل الشتاء. فصل الجفاف في هذا الإقليم طويل قد يستمر إلى ستة أشهر. وطبعاً فصل الجفاف يكون قصيراً في المناطق المتاخمة لإقليمي Af و Am وكذلك تكون كمية الأمطار جيدة. تقل الأمطار ويطول فصل الجفاف كلما اتجهنا باتجاه القطب. وهذا يشير إلى أن الضغط العالي شبة المداري هو العامل المتحكم في طول فصل الجفاف، كما أن أجزاء كبيرة منها تخضع للنظام الموسمي في هبوب الرياح. لذلك يعتبر هذا الإقليم انتقالياً إلى الإقليم الصحراوي الذي يحدده في وسط وغرب القارات. يتميز الفصل المطير بان أمطاره متذبذبة بين سنة وأخرى، فقد تصل نسبة التذبذب في الأمطار إلى 25% من كميتها السنوية مما يترتب علية أضرار اقتصادية كبيرة. أما طبيعة الأمطار فهي كالأمطار الاستوائية تتكون من تصاعد الهواء نتيجة التسخين الشديد مما يؤدي إلى سقوط أمطار تصاعدية سريعة في وقت قصير وبكميات كبيرة. أن فصل الجفاف الطويل يجعل نباتات المنطقة عبارة عن حشائش طويلة وأشجار قزمية متباعدة مما يطلق علية اسم نطاق السفانا .

وهناك نقطة لابد من الإشارة إليها وهي أن المناطق الهضبية أو الجبلية المرتفعة ضمن هذا الإقليم والتي يزيد ارتفاعها عن 3000 قدم، فان الارتفاع عن مستوى سطح البحر يؤدي إلى خفض درجة الحرارة كمعدل شهري عن 18 م لبعض الأشهر. وهذا يؤدي إلى تصنيفها ضمن الإقليم المعتدل Cw، علماً أن كل صفاتها الحرارية وطبيعة أمطارها وطول فترة الجفاف فيها لا تختلف عن إقليم Aw. وفيما يأتي مثال عن محطة Aw ، ولكن ارتفاعها أدى إلى تصنيفها ضمن المناخ CW ، وهي محطة زومبا في شمال روديسيا: حيث يلاحظ ان الشهر السابع فقط انخفضت فيه الحرارة عن 18م لذلك صنفت المحطة على انها Cw .