المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

زِيَارَةِ الْإِخْوَانِ‏ - بحث روائي
22-7-2016
المشترك اللفظي Homonymy
19-8-2017
مفهوم الشفاعة
25-09-2014
 المقياس المطلق لدرجة الحرارة
1-3-2016
isochrony (n.)
2023-09-27
الضمانات التي منحها المشرع للإدارة للوصول إلى دخل المكلف الضريبي
2024-05-13


الحب والأمن داخل الأسرة  
  
1710   02:20 صباحاً   التاريخ: 24-6-2020
المؤلف : دور المرأة في الأسرة
الكتاب أو المصدر : إعداد ونشر مركز الإمام الخميني الثقافي
الجزء والصفحة : .......
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-28 100
التاريخ: 2024-09-25 157
التاريخ: 28-4-2017 3056
التاريخ: 22-9-2021 1927

إن أحد أهداف الزواج هو تحقيق حالة الاستقرار النفسي، والطمأنينة الروحية، وفي ظلال هذه الحياة المشتركة ينبغي على الزوجين العمل على تثبيت هذه الحالة التي تمكِّنهم من التقدُّم والتكامل.

لقد أثبتت التجارب أنه عندما تزداد أمواج الحياة عنفاً، وحين يهدِّد خطر ما أحد الزوجين فإنَّهما يلجآن إلى بعضهما البعض لتوفير حالة من الأمن تمكِّنهما من مواجهة الحياة والمضي قدماً. وعليه فإن الزواج ينبغي أن يحقِّق حالة الاستقرار وإلا فإن الحياة ستكون جحيماً لا يطاق يقول السيد الخامنئي (دام ظله):

وعندما تُشكَّل الأسرة فإن الإسلام يعتبر أن المرأة والرجل شريكان في الحياة، وعلى كلّ منهما أن يعامل الآخر بالمحبَّة. فلا يحق للرجل أن يعامل زوجته بالقوَّة، ولا المرأة أن تعامل زوجها بالقوَّة.

... الأسرة هي المكان الذي يجب أن تنمو فيها العواطف والأحاسيس، وتجد فيها رونقها، أن يجد الأطفال فيه المحبة والحنان، وحتى الزوج الرجل، إن طبيعة الرجل أبسط من المرأة، وأكثر حدَّة وحزماً في مجالات خاصة، وليس يداوي جرحه إلا حنان زوجته، لا بد أن تحنّ عليه، حيث لا ينفعه حنان أمِّه. فإنّ الزوجة تستطيع أن تفعل بالرجل الكبير ما تفعله الأم بابنها الصغير، وإن النساء على معرفة دقيقة وظريفة بهذا الأمر، وإذا افتقرت هذه العواطف والأحاسيس لمحورها الأساسي في البيت أي إلى المرأة وسيِّدة البيت، فستصبح الأسرة شكلاً لا معنى له.. وهناك قول رائج بين النساء العاقلات ذوات التجربة، سمعته من كبيرات السِّن، وهو صحيح، إنِّهنّ يقلن: الرجل كالطفل، إنَّهن محقَّات في ذلك، فهذا هو الواقع. وهو يعني أن الرجل العالم والفاضل وصاحب الشعور والذي لا يعاني من أي نقص ذهني، هو كالطفل في مواجهته ومعاملته للمرأة، والمرأة كأم الطفل! فكما أن الطفل يبدو سيء الخلق عندما يجوع، ولا بد من إقناعه وسدِّ حاجته؛ فإن المرأة إذا استطاعت أن تؤدي مهمتها بدراية فسيصبح الرجل بين يديها هادئاً أليفاً.

... انظرن إلى هذه الآية الشريفة التي تشير إلى المرأة والرجل داخل الأسرة، يقول تعالى:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم:21].

... لتسكنوا إليها... أي لتجدوا إلى جانب الجنس الآخر داخل الأسرة الطمأنينة والسكينة. الرجل إلى جانب المرأة، والمرأة إلى جانب الرجل. فالرجل يحسّ بالطمأنينة والسكينة عندما يعود إلى بيته وإلى محيط أسرته الآمن وإلى جانب زوجته الأمينة والعطوفة والمُحبَّة. وكذلك المرأة فإنَّها تشعر بالسعادة وبحسن الحظ والسكينة عندما تكون إلى جانب زوجها الذي يحبُّها ويشكِّل الحصن المنيع لها حيث إنه الأقوى جسدياً عادة، الأسرة تؤمن ذلك لكلا الطرفين، فالرجل يحتاج للمرأة في جو الأسرة ليحصل على السكينة، والمرأة تحتاج إلى الرجل في جوِّ الأسرة لتجد السكينة، لذلك قال: لتسكنوا إليها؛ لأن الإثنين بحاجة للسكون والسكينة، إن أهمّ شيء يحتاج البشر إليه هي السكينة، فسعادة الإنسان تكون في أمانه من التلاطم والاضطراب الروحي، وحصوله على الطمأنينة والسكينة الروحية. وهذا الأمر تحققه الأسرة للإنسان، تحققه للرجل والمرأة معاً.

ثم تأتي الجملة التالية وهي جميلة جدّاً وجذّابة حين يقول تعالى:

«وجعل بينكم مودة ورحمة» (إذاً فالعلاقة الصحيحة بين الرجل والمرأة هي علاقة المودَّة والرحمة، علاقة المحبة والعطف، أن يحب كل واحد منهما الآخر، أن يعشق كل واحد منهما الآخر، أن يحنّ كل منهما إلى الآخر. ولا تجتمع المحبة والاحترام مع العنف، ولا يقبل وجود حنان دون محبَّة.

إن الطبيعة الإلهية للرجل والمرأة في جو الأسرة هي طبيعة علاقة الحب والحنان بين الرجل والمرأة: مودّة ورحمة فإذا تغيّرت هذه العلاقة، وإذا أحسّ الرجل في البيت أنه المالك، وإذا نظر إلى زوجته نظرة المستخدمة ونظرة استغلال، فذلك ظلم، ومع الأسف فإن الكثيرين يرتكبون ذلك الظلم.

... البعض يظن أن مشكلة المرأة في عدم تصدّيها للأعمال الكبيرة والخوض في الضجيج، ليست تلك هي مشكلة المرأة، فحتى المرأة التي تتولَّى عملاً كبيراً فهي تحتاج إلى جو آمن داخل أسرتها، وتحتاج لزوج حنون ومحب، وتحتاج إلى زوج يمثل لها الركن الذي تطمئن إليه عاطفياً وروحياً، فتلك هي طبيعة المرأة، وتلك هي حاجاتها العاطفية والروحية، ولا بد من تأمينها).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.