أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-19
954
التاريخ: 2024-05-23
923
التاريخ: 2024-11-25
433
التاريخ: 2023-07-20
1135
|
تحدَّثنا في الفصل عن الحملات التي قام بها ملوك الدولة الوسطى حتى نهاية الأسرة الثانية عشرة وما قاموا به من مجهودات جبارة في العمل على استتباب النظام والسلام بين البلدين مما أدَّى في نهاية الأمر إلى إقامة الحصون والمعاقل في جهات عدة لتأمين مراكزهم التجارية في هذا الإقليم المترامي الأطراف من الشلال الأوَّل حتى الشلال الرابع تقريبًا.
ولدينا قائمة بالحصون التي أقيمت في هذه الجهات يرجع تاريخ إقامتها إلى حوالي مئة عام قبل بداية الأسرة الثامنة عشرة عُثِرَ عليها في «طيبة». ومواقع هذه الحاميات التي جاءت في هذه القائمة2 تنقسم قسمين: قسم يمكن تحقيق مواقعه، وهو الجزء الأكبر، وقسم مواقعه غير مؤكدة وقد تكشف عنه الحفائر المقبلة في تلك الجهات. وقبل أن نتحدث عن هذه الحصون المختلفة ووظيفتها وطراز بنائها ينبغي أن نسرد أسماءها وهي:
(1) حصن «داير خاست» (؟) «كيدنكالو» (بورخادرت) Kidinkalo.
(2) حصن «سخم خع كاو رع-مع خرو» = «سمنة».
(3) حصن «اتنو-بزوت» = «قمة».
(4) حصن «خسف أونتيو» = «ورنرتي».
(5) حصن «وعف-خسوت» = «شلفك» (مرشد).
(6) حصن «در-وتيو» (؟) أو «در ميتو» (؟) = مرجيس.
(7) حصن «اقن» = «دابنارتي» = «دابي» (ويشك سمزرد في توحيد هذه البلدة جزيرة دابنارتي الواقعة عند فم وادي «متوكة»).
(8) حصن «بهين» = «وادي حلفا».
(9) حصن «سرة الغرب» (؟) «وادي حلفا» شرق (؟).
(10) حصن «خسف مزاي»، «سرة الغرب» (؟) «فرص».
(11) حصن «معام» = «عنيبة».
(12) حصن «باكي» = «كوبان».
(13) حصن «سنمت» = «بيجه».
(14) حصن «آبو» = «إلفنتين».
(15) حصن «… زد» …؛ «كوبانية» (؟).
(16) حصن (اسم مفقود).
(17) حصن «خني» = «جبل السلسلة».
هذه هي أسماء القلاع كما وُجِدَتْ على البردية وإذا ألقينا نظرة عامة على هذه القائمة وجدنا أن ثمانية من هذه الحصون السبعة عشر قد أُقِيمَتْ في إقليم الشلال الثاني أي من «سمنة» إلى «وادي حلفا»، وكذلك نلاحظ أن ثلاثة منها على أقل تقدير كان لها علاقة بالفرعون «سنوسرت الثالث»، ومن المحتمل أن سبعة الحصون التي في جنوب «وادي حلفا» تنتسب إلى هذا الفاتح العظيم أيضًا، وإذا كان هذا الفرض صحيحًا فإنه يفسر لنا سبب عبادة هذا الفرعون في كل أنحاء بلاد النوبة السفلى. على أننا من جهة أخرى نعلم أن هناك قلاعًا ضخمة كانت قد أقيمت في جنوب هذه القلاع في تاريخ مبكر عن الذي نحن بصدده، وقد أماط لنا اللثام عن هذه الحقيقة الدكتور «ريزنر» بالحفائر التي قام بها في بلدة «كرمة». غير أن ذلك لا يقلل من أهمية الخطوة التي خطاها «سنوسرت الثالث» والتي كان غرضه المعين منها أن يضم مصر وبلاد النوبة السفلى تحت لواء واحد، وذلك بإقامة حاجز منيع عند «بطن الحجر» (الشلال الأول). وهذه الوثائق المدهشة توضح لنا أن بعض القلاع النوبية كان لها وظيفتان أنها كانت بمثابة سدٍّ منيع أمام أي اعتداء حربي منتظر، وكذلك كانت حاجزًا ضد الضغط المستمر الذي كان يهدِّد مصر وأملاكها من جهة الشمال، وهو ما كان يقوم به أهل السودان من الغارات، ومن جهة أخرى كانت تستعمل بمثابة محطة تجارية. وقد كانت «سمنة» في عهد الدولة الوسطى آخر الحدود كما نعلم ذلك من لوحتي بطل مصر «سنوسرت الثالث» كما سلف ذكره.
وتحدثنا الرسائل عن أهل الجنوب الذين نزحوا إلى الحدود المصرية ليبيعوا سلعهم، أنهم كانوا يصرفون متاجرهم ثم يقفلون راجعين إلى أوطانهم، وكذلك نجد أن بعض أهل «المزوي» (وهم الذين كانوا يعلنون أنهم أَتَوْا لخدمة الحكومة المصرية) قد سُرِّحُوا إلى الصحراء، ومن ثَمَّ يظهر أنه لم يكن مصرحًا لهؤلاء القوم أن يتخطوا الحدود، وهذا يتفق مع الأمر الملكي الذي نُقِشَ على لوحة «سمنة» الصغرى، حيث يُذْكَرُ فيها أن النوبي الذي أتى ليتجر مع «إقن» الواقعة شمال الحدود، أو الذي جاء لأمر رسمي يمكنه أن يمر شمالِي «حح» وهي التي تُعْرَفُ الآن عادة بأنها واقعة في إقليم «سمنة»، وكذلك لا يسمح لقوارب النوبيين أو قطعانهم بأية حال من الأحوال أن تتخطى الحدود. فالنوبيون الذين سُمِحَ بمرور بضائعهم كانوا تجارًا قاصدين «إقن» لتصريف بعض أنواع منتجات بلادهم، وكانوا يقطعون باقي رحلتهم بالقوارب فقط، وكانت هذه القوارب دائمًا مصرية.
ومما يلفت النظر كذلك في هذه الرسائل، فضلًا عن الصيغة العادية التي نجدها في أسلوب كثير منها في عهد الدولة الوسطى، أنها كانت تحتوى على شيء جديد، وهو التأكيد غير العادي بسلامة الضياع الملكية، والظاهر أن أملاك الفرعون هنا كانت تحتوي على أراضي التاج، ثم تشمل دخل التاج الذي كان يُجْبَى من الضرائب، ومن مصادر أخرى، كالاحتكار وغير ذلك، ومن هذا يتضح أن التجارة على حسب ما جاء في هذه الرسائل كانت عند الحدود يقوم بها موظفون حكوميون لحساب الضياع الملكية (برنسو) وكذلك كان هؤلاء الموظفون هم المسئولون عن البضائع التي كانت تُرْسَلُ من مصر للمبادلة، وكذلك كان موكولًا إليهم أمر إرسال البضائع التي حصلوا عليها من النوبيين بوصفها ملكًا للتاج.
وقد ذكرنا من قبل أن مصر في عهد الدولة القديمة حتى أوائل الدولة الوسطى لم يكن لها حصون في بلاد النوبة بالمعنى الحقيقي، ولكن عندما أخذ المصريون في استغلال بلاد النوبة وبخاصة فيما بعد الشلال الأول والثاني وإقامة مركز تجاري لهم في «كرمة» في عهد «سنوسرت الأول» أخذوا يقيمون الحصون على طول ساحل النهر لتأمين طرق تجارتهم وللسيطرة على الأماكن الكثيفة السكان وبخاصة في إقليم «دنقلة» وبإقامة هذه الحصون أصبح في مقدورها حراسة السكان الوطنيين الذين كانوا يستخدمونهم في مآربهم التجارية، وذلك بالقوة والنظام معًا.
وهذه الحصون كانت تُقَامُ في وسط الوديان بالقرب من النهر كما ذكرنا من قبل وبذلك تكون الرابطة مع الحصون الأخرى النوبية التي تؤدي إلى الاتصال مع البلاد المصرية نفسها.
وقد كان لزامًا على المصري لأجل السيطرة على نهر النيل نفسه بما لديه من مهارة في فن صنع السفن وبما كان له من طول خبرة بالنسبة لأهل بلاد النوبة السذج أن ينظر إلى هذا الموضوع نظرة الْوَجِلِ الْحَذِرِ لِمَا كان يكتنفه من أخطار. وقد كشفت لنا البحوث الأثرية الحديثة عن طراز حصن من الحصون التي كانت شائعة في هذا العهد وهو يقع في بلدة «عنيبة» الحالية يرجع تاريخه على ما يظهر إلى عهد الهكسوس وذلك في القائمة التي نشرها الأستاذ جاردنر عن حصون بلاد النوبة8 واسم البلد القديم هو «معام» وقد اختلف المؤرخون في موقع «معام» هذه، ولكن المؤكد أن موقعها هو بلدة «عنيبة» الحالية. وإقليم «معام» يشمل المواقع القديمة التي كانت على الشاطئين الشرقي والغربي، هذا بالإضافة إلى الجزيرة الواقعة في النيل التي تُسَمَّى جزيرة «أبريم» وجزيرة «الرأس». وقد وجد نقش ذكر عليه اسم الجزيرة: جزيرة «معام». ومعبد هذه البلدة قد تهدم تمامًا ولم يبق له أثر، وكان الإله «حور» سيد «معام» الذي مُثِّلَ بصورة صقر يحمل على رأسه قرص الشمس، أو بإنسان له رأس صقر، ويلبس التاج المزدوج هو نفس الإله «حور» الذي كان يُعْبَدُ في «بهين» (وادي حلفا) باسم سيد «بهين» وفي «الدكة» و«كوبان» باسم سيد «باكي». والظاهر أن عبادة «حور» في المدن الثلاث الرئيسية لبلاد النوبة السفلى الجنوبية قد أُدْخِلَتْ في نهاية الدولة القديمة، ويُحْتَمَلُ أن ذلك كان في نفس الوقت الذي كانت تقدس فيه بلدة «أبشك» القريبة من «أبو سمبل» الإلهة «حتحور» التي كانت تنعت بسيدة «أبشك» وكانت «حتحور» تمثل هناك في صورة بقرة.
وترجع مكانتها الممتازة من الناحية السياسية والثقافية في بلاد النوبة السفلى إلى خصب تربتها، وكثرة خيراتها؛ ولذلك كانت تعد محطة عظيمة لطرق التجارة الآتية من «واحة دنقل» الواقعة في الصحراء الغربية. ولا نعلم إذا كانت هناك طريق للتجارة على الشاطئ الشرقي عند «أبريم» مخترقًا الوديان حتى البحر الأحمر أم لا. ويقول «ويجول»: إن «عنيبة» تحتل مكانة إستراتيجية عظيمة الأهمية، ومن المحتمل أنه كانت توجد في قديم الزمان شلالات عند قصر «أبريم»، وعلى ذلك كان لا بد من إقامة حصن هناك لحماية السفن الذاهبة جنوبًا، ولمهاجمة العدو المنقض من جهة الشمال، غير أننا لا نعرف شيئًا عن هذا الشلال، ومن الجائز أن تحصين «معام» كان يُستعمل لملاحظة التجارة على النيل، كما كان يُعَدُّ مركزًا لجمع الضرائب على السفن التي تمر من هناك.
ويمكن أن نلخص تاريخ «معام» (عنيبة) مما لدينا من الوثائق التاريخية، ومن نتائج أعمال الحفر التي قامت في هذه الجهة في النقط الآتية:
(1) تدل أقدم الآثار التي عُثِرَ عليها في هذه الجهة على وجود مستعمرة يرجع عهدها إلى العصر الثاني القديم من تاريخ بلاد النوبة (أي عصر الأسرات المصري المبكر).
(2) أما في العصر النوبي الثالث وهو ما يقابل عهد الدولة القديمة المصرية فلم نجد له أثرًا يُذْكَرُ في «عنيبة» كما كانت الحال في الجهات الأخرى لبلاد النوبة، ومن الجائز أن «عنيبة» وكذلك كل بلاد النوبة السفلى قد حاقت بها خسائر على يد أحد فراعنة هذا العهد الذين قاموا بغزوات في هذه الجهات كما جاء على حجر «بلرم»، ومنها حملة في عهد الملك «سنفرو» (الأسرة الرابعة) وقد غنم فيها سبعة آلاف أسير وعشرين ألف رأس من الماشية. ولا نعلم إلى أي حد في عهد الأسرة السادسة قد امتدت مشروعات القوافل التي كان يرسلها أمراء مقاطعة «أسوان» وعظماء تجارها من «إلفنتين» إلى بلاد النوبة والسودان، وذلك لأن أسماء الأماكن النوبية التي جاءت في المتون المصرية لم يمكن تحقيق مواضعها حتى الآن، وهذا العصر هو الذي أسس فيه الوكالات التجارية في «كرمة» التي اتخذها رجال القوافل مركزًا، ومن المحتمل أنه في ذلك العهد قد أقام المصريون محطًّا أو حصنًا كما يدل على ذلك الآثار الباقية.
(3) وعندما استوطن قوم مجموعة C وادي النيل في البقعة التي تقع بين الشلال الأول والشلال الثاني في نهاية الأسرة السادسة أصبحت «عنيبة» بجوار «الدكة» أهم بلدة ممثلة لهذا العهد. وفي الحروب التي نشبت بين الأهالي الأصليين وبين الأقوام الجائلين قاسى الأهالي الذين كانوا على ما يظهر في الحصن عذابَ الحريق الذي جعل عاليه سافله، وهذا العهد هو أقدم جزء في الجبانة N يمكن معرفته، وهو الذي يُعْرَفُ بمجموعة C القديمة.
(4) وفي نهاية الأسرة الحادية عشرة ابتدأ عهد تَغَلُّبِ مصر الحربي على بلاد النوبة. وقد أقام «سنوسرت الأول» حصن «عنيبة» في مكان الحصن القديم (وهو الذي يُعْرَفُ بالحصن الثاني)، وفي خلال الأسرة الثانية عشرة أقيمت زيادات مُحَسَّةٌ على هذا الحصن. وفي هذا العهد أقيمت للمرة الأولى جبَّانة مصرية في منبسط الصحراء وهي المعروفة بالجبانة حرف S. وعلى الرغم من وجود أثر الفاتح المصري فإن الثقافة النوبية لمجوعة C كانت لا تزال هي الثقافة المزدهرة تمامًا. ولم تتوارَ هذه المدنية إلا في نهاية الدولة الوسطى كما يظهر لنا ذلك من الفخار المنسوب إلى هذه المدنية، فقد أخذ يختفي تدريجًا. والمقابر العديدة الخاصة بالجبانة حرف N وبخاصة المُقام سقفها بحجر مقطوع من المحاجر، والقباب المبنية باللَّبِنْ قد ظهرت في هذا العهد وكذلك في العهدين الثالث والرابع للمستعمرة أي في مجموعة C الوسطى.
(5) ولما كان قد قُضِيَ على قوة مصر السياسية في عهد الهكسوس فإن ثقافة مجموعة C النوبية قد انتعشت من جديد، وهذا العهد يُعْرَفُ بعهد ثقافة مجموعة C المتأخرة.
(6) ولما تمصرت بلاد النوبة في أوائل الدول الحديثة اختفت ثقافة مجموعة C ولدينا كثير من الموظفين المصريين الذين سكنوا في «عنيبة» ودُفِنُوا في مقابر خاصة أُقِيمَتْ لهم، كما يوجد آخرون ممن اهتموا بالعمل على أن تُدْفَنَ جثثهم في أرض الكنانة نفسها لأجل أن تُحَنَّطَ ويُحْتَفَلَ بها دينيًّا. ولكننا لا نعلم على وجه التأكيد إلى أي حدٍّ اشترك النوبيون في «عنيبة» في الحكم. وعلى أية حال نجد أنه كان يعيش بجانب المصريين وبمعزل عنهم سكان أصليون تحت حكم رئيس من بني جلدتهم، ويحمل لقب «أمير معام» ويُدعى «حقانفر»، وقد عاش في عهد «توت عنخ آمون» وكان بين عظماء «واوات» الذين أحضروا الجزية المفروضة عليهم لابن الملك في «طيبة». وقد بقيت السيادة المصرية مستمرة في «عنيبة» حتى حكم الفرعون «رعمسيس السادس».
وفي عهد الأسرة الثامنة عشرة تم بناء مدينة «عنيبة» التي بدأت في عهد الدولة الوسطى، وكذلك أقيم المعبد في الركن الشمالِي الشرقي داخل السور.
ويتبع الجزء الرئيسي من الجبانة S بما فيها من آبار ومقابر هرمية الشكل هذا العهد، وفي نهاية هذه الجبانة تقع مقبرة «بننوت» العظيمة المحفورة في الصخر.
وعلى الرغم من أن الغرض من إقامة حصني «كوبان» و«أكور» شيء آخر فإن ظواهر الأحوال تدل على أنهما كانا يقومان بنفس المهمة التي أقيم من أجلها حصن «عنيبة».
ويلحظ أن «وادي الدكة» ينفرج قبالة وادي الكوبانية وهنا نجد جبانات عظيمة خاصة بمجموعة ثقافة C تكشف لنا عن وجود مستعمرات كثيفة السكان من أهالي النوبة، ويمتد الوادي في الشمال حتى شمالِي «أكور» وهذا الحصن بوجه خاص قد أقيم لحراسة السكان الوطنيين. ويدل موقعة في الشاطئ الغربي على أنه كان صالحًا لهذا الغرض صلاحية عظيمة، ولكن كان موقع «كوبان» من هذه الوجهة هامًّا. والواقع أن إقامة الحصن على الشاطئ الشرقي كان يتوقف على الوظيفة الخاصة التي كان يؤديها وهي تأمين طرق المواصلات المؤدية إلى مناجم الذهب والنحاس الواقعة في «وادي العلاقي».
ومن الصعب كذلك إيجاد تفسير آخر لإقامة حصني «سرة الغرب» و«فرص»؛ غير أن كلًّا منهما قد أقيم لحراسة بلاد النوبة، والواقع أنه لا يقع واحد منهما في مكان إستراتيجي هام، هذا إلى أن قيمتهما لم تكن عظيمة في تأمين التجارة الذاهبة إلى «بهين»، وكذلك لم يكن لهما أهمية عظيمة بالنسبة للتجارة مع السودان لأنهما لم يكونا مَحَطَّيِ انتظار للسفن النيلية تحتمي فيهما في أثناء الليل.
وحسن «سرة غرب»12 صغير الحجم وهو الآن مُدَمَّرٌ حتى أصبح من الصعب أن يقف الإنسان على معالمه الأصلية وهو مستطيل الشكل وبه أبراج متقابلة مُقامة في أركانه وجدرانه مقسمة أقسامًا تتبادل فيها الطبقات المبنية بصورة مُجَوَّفَةٍ مُقَبَّبَةٍ. وهذا النوع من المباني لا نجده في الحصون النوبية الصميمة بل في الواقع هو النوع الذي كان عاديًّا في مصر، والاسم القديم لهذا الحصن هو «انق-تاوي» ومعناه «ضام الأرضين». ويقول «جاردنر»: «لقد لاحظت عند «سرة غرب» على مسافة خمسة عشر ميلًا شمالِي «حلفا» وبصحبتي مستر «جفري ميلهام» أن الجدران التي تحيط بالكنائس هناك كانت بلا شك لحصن قديم من عهد الدولة الوسطى».
أما عن حصن «فرص» المُسَمَّى «طرد المزوي» (خسف مزاو) فيقول الأستاذ «جاردنر» إنه لا يمكن أن يقطع فيه برأي لأن تحصيناته يظهر أنها من عصر متأخر عن ذلك بكثير، ومع ذلك فإنه قد عثر على نحو مئة قطعة من اللبنات مختومة، وكذلك عثر على قطع أكبر من السابقة كلها توحي بأن هذا الحصن قد يُؤَرَّخُ بالدولة الوسطى، ويلحظ أن هذا الحصن لم يكن يقع على شاطئ النهر مباشرة بل يقع في واد بعيد بعض الشيء عن النهر حيث كان على ما يظن يصل إليه فرع من النيل يدل على ذلك بقايا مرسى لا تزال موجودة هناك. وفي داخل هذا المبني الصغير يوجد ما يدل على وجود بيوت وزرائب ومخازن غلال.
|
|
دليل التغذية الأولى للرضيع.. ماذا أنسب طعام بعد 6 شهور؟
|
|
|
|
|
ماذا نعرف عن الطائرة الأميركية المحطمة CRJ-700؟
|
|
|
|
|
جامعة العميد تنظّم ندوة عن مكتبتها المركزية لطلبة كلية الطب
|
|
|