أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-15
951
التاريخ: 2023-09-16
1089
التاريخ: 2024-09-05
344
التاريخ: 2024-05-31
700
|
يحمل هذا القبر رقم (9) في مقابر «وادي الملوك «، وقد أطلق عليه الفرنسيون «قبر تقمص الأرواح «وقد أطلق عليه هذا الاسم لوجود صورة تقمص الروح في الممر الثاني من ممرات هذا القبر. كما أطلق عليه الإنجليز «قبر ممنون» خطأ. وقد نتج ذلك من أن «رعمسيس السادس» كان يحمل لقب «أمنحتب الثالث» الذي كان اليونان يسمونه «ممنون». وهذا القبر كان قد حفر في الأصل «لرعمسيس الخامس»، الذي كان يلقب «وسر ماعت رع سخبر نرع» محبوب «آمون» حوالي 1135ق.م، والظاهر أن «خلف رعمسيس السادس» قد أعوزته الفرصة في عصره المضطرب ليقيم قبرًا لنفسه، فلما توفي دفنه الكهنة في قبر سلفه، وغيروا طغراء «رعمسيس الخامس» باسم «رعمسيس السادس» على الجدران. وتدل الأحوال على أن القبر كان قد نُهب بعد وفاة «رعمسيس السادس» بمدة وجيزة، وعندما أتى الكهنة لنقل موميات الفراعنة إلى مقبرة «أمنحتب الثاني» لإخفائها عن أعين اللصوص لم يجدوا إلا مومية «رعمسيس الخامس». وطول هذه المومية متر وسبعة وسبعون سنتيمترًا. وقد كشف عنها كما قلنا الأستاذ «لوريه» عام 1898 في مقبرة «أمنحتب الثاني». وقد وجدت مضطجعة في قعر تابوت من الخشب مستطيل الشكل، وكان اللصوص قد نهبوا ما فيه وعبثوا بالجثة، غير أن كهنة «آمون» أعادوها إلى حالها الأولى، ووجدت بقايا طغراء الفرعون مكتوبة بالمداد على صدر المومية، ومنها عرف أنها «لرعمسيس السادس». وبقدر ما وصل إليه البحث الذي أجري على جسم هذا الملك اتضح أنه — على وجه التقريب — كان قد توفي وهو أقل سنًّا من «رعمسيس الرابع» الذي كان يبلغ من العمر أكثر من خمسين عامًا. وتدل لطع الطفح التي على وجهه وعلى معدته أنه قد قضى بمرض الجدري. والخرم الذي على صدغه الأيسر كان قد خرم قبل مماته، ومن المحتمل أن هذه العملية كانت قد أجريت له لأجل شفائه من هذا المرض، ويمكن قرن هذه العملية بالتي يجريها الزنوج في السودان — إلى يومنا هذا — للمصابين بهذا المرض. وقد نقلت هذه المومية هي وتابوت «رعمسيس السادس» الخشبي، ووجدا في مقبرة «أمنحتب» في عصرنا الحالي عندما كشف عنه الأستاذ «لوريه». وقد كان القبر مفتوحًا في العهد الإغريقي ووجد منقوشًا على أحد جدرانه ما يأتي:
إن «هرمو جيتس الأماسي» قد شاهد هذه المقابر وأعجب بها، ولكن تقديره لقبر «ممنون» هذا كان أكثر من الإعجاب به عندما فحصه. ويمتاز هذا القبر بأن نقوشه محفوظة حفظًا ممتازًا، غير أن فنه أقل جودة من فن عصر الأسرة التاسعة عشرة. وهاك وصف ما على جدرانه من نقوش ومناظر:
يشاهد الإنسان عند دخول الممر الأول على اليسار صورة الملك في حضرة الإلهين «حرمخيس» و«أوزير» أول أهل العالم السفلي، وقد كتب «رعمسيس الخامس» تحت هذا المنظر الإهداء التالي:
«حور» العائش، الثور القوي، العظيم الانتصارات ومن يجعل الأرضين حيتين، ومحبوب الإلهتين، عظيم القوة، وصاد الملايين «حور» الذهبي، الكثير السنين مثل «بتاح تاتنن» رب الأعياد الثلاثينية، حامي مصر، ومالئ الأرض بالآثار العظيمة باسمه، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، سيد الأرضين «نب ماعت رع-مري آمون-ابن رع» من جسده ومحبوبه، رب التيجان «أمنحر خبشف رعمسيس الخامس نتر حقا أيون» معطي الحياة مثل «رع» أبديًّا.
لقد عمله (أي القبر) بمثابة أثره لآبائه آلهة العالم السفلي (دوات) صانعًا لهم إحصاء من جديد لكي تجدد ثانية أسماؤهم ولكي يمنحوا أعيادًا ثلاثينية عدة لعرش «حور» الأحياء، ويجعلوا كل مملكة تحت قدميه مثل «رع» سرمديًّا (راجع L. D. III, Pl. 224).
وعلى الجدار المقابل يُرى منظر مماثل للسالف. وبعد ذلك يشاهد على اليسار سفينة الشمس بين ساعات الليل الاثنتي عشرة مقلوبة لتدل على أنها في الجهة الأخرى من العالم كما تشاهد ساعات النهار الاثنتا عشرة. وعلى الجدار الأيمن من الممر الثاني تشاهد صورة «أوزير» على عرش صاعدًا نحوه ثمانية أشكال، وفوق هذا المنظر تسيح سفينة الشمس، وقد صور فيها خنزير يمثل كائنًا شريرًا تطارده قردة «حرمخيس» المقدسة، وفي هذا الجزء من المقبرة مثلث صور عدة لأعداء إله الشمس الذين يقابلهم ويهزمهم خلال سياحته الليلية.
ننتقل بعد ذلك إلى الممر الثالث، فيدخل الإنسان أوَّلًا حجرة ترتكز على عمد أربعة، وهنا يشاهد الإنسان على الباب الآخر لها الملك يحرق بخورًا أمام «أوزير»، ويشاهد على العمد صورة آلهة مختلفين، وقد جلى السقف بصورة الإلهة «نوت» (إلهة السماء). ويشاهد — ممتدًّا من هذه الحجرة إلى أسفل — منظر الثعبانين المجنحين الخاصين بالعالم السفلي على اليمين وعلى الشمال. ويمر الإنسان بعد ذلك في الممرين السادس والسابع، ومن ثم يدخل حجرة انتظار نُقش على جدرانها الفصل المائة والخمسة والعشرون من كتاب الموتى وهو الذي يتبرأ فيه المتوفى من كل الآثام التي كان ارتكابها شائعًا في عالم الدنيا.
وبعد ذلك يصل الإنسان إلى حجرة الدفن وفي وسطها تابوت مهشم. والصور الفلكية التي مثلت على سقف هذه الحجرة ذات أهمية عظيمة.
وعلى الجدار الأيمن مثلت سفينة الشمس التي يقف فيها إله الشمس في صورة جعل (وهو يمثل الشمس المشرقة) وله رأس كبش (الشمس الغاربة). وقد صورت السفينة سابحة في عرض السماء محمولة على أسدين. ويشاهد كذلك طائران كل منهما برأس إنسان — وهو الرمز العادي عند المصري للروح «با» — يتعبدان للشمس خلال سياحتها، وهذان الروحان يمثلان إلهين: الشمس الغاربة، والشمس المشرقة (ويلاحظ أن هذا القبر يحتوي على نقوش كثيرة إغريقية وقبطية) (راجع Baedeker’s Egypt. 303; Weigall Guide p. 204).
ولدينا «إستراكون» تحدد لنا تاريخ بداية إقامة هذا القبر، فقد جاء عليها أن الفرعون ذهب إلى الشاطئ الغربي من «طيبة» حتى موقع القبر، وكان لا بد أن يبدأ العمل في شهر بابه في اليوم الثاني من وصول الفرعون إلى هذه الجهة.
أسرة الفرعون: لم تصل إلينا معلومات عن أسرة هذا الفرعون إلا من ورقة «فلبور» حتى الآن، فنعلم من المتن الأول أن الملكة العظيمة زوجه كانت تدعى «حنت عالي«.
ويدل المتن على أنه كان لها حقول لرعي ماعزها البيضاء، وكان المشرف على هذه الأطيان المراقب «بنحسي «.
وكذلك جاء ذكر ملكة أخرى لهذا الفرعون تدعى «تورتنر»، وكان لها ضيعة يديرها الكاهن «كانفر» ولا نعلم شيئًا عن هذه الملكة، والمحتمل أنها إحدى زوجات الفرعون الثانوية (راجع 14-15, 101) W. P. § Text 276. وكان للفرعون عدا زوجاته نساء لهن ضياع وبيوت خاصة في أماكن مختلفة من القطر ونخص بالذكر هنا:
(1) حرم «منف»: وكان لنساء هذا الحرم مؤسسات ذات أملاك تحت سلطان موظفين عظام كانوا — بدورهم — يكلفون آخرين بإدارتها، فمثلًا نجد أن ضيعة منها كانت تحت سلطان عمدة «تبحو» أي: «أطفيح» (راجع W. p. II § 38. 19, 10-11) وكذلك نجد لهن ضيعة أخرى (راجع Ibid 110. 43, 1-2) كلف بإدارة شئونها عمدة «حارداي».
(2) الحرم المقيم في «مر-ور» (كوم مدينة غراب) (راجع Ibid 39 (14-15)): وكانت ضيعة هؤلاء النسوة تحت سلطان المشرف على ماشية «آمون» (راجع § 111 (43, 5-6)). أما المكلف بإدارتها فكان المراقب «بانحسي»، واسم المشرف على ماشية «آمون» (أي آمون رع) هو «رعمسيس نخت». وكذلك ذكرت ورقة «فلبور» أنه كان تحت سلطانه حقول حرم «منف» (§ 277)، وقد كان نفس هذا المشرف على الماشية مكلفًا بملاحظة كثير من أطيان المعابد الأخرى (راجع Ibid § 191) وقد كان لحرم هذه الجهة مشرف يلقب: المشرف على حجرات الملك لحرم «مر-ور» (راجع W. P. II, p. 193).
أولاد الفرعون: لم تكشف لنا الآثار حتى الآن عن أسماء أولاد الفرعون «رعمسيس الخامس» وبناته، وكل ما نعرفه في هذا الصدد هو اسم ابن ملك يدعى «رعمسيس أسنحر خبشف»، جاء ذكره في ورقة «فلبور»، ويقال عنه: إن من المحتمل أنه هو الذي أصبح فيما بعد «رعمسيس السادس». وقد ذكر بمناسبة ملكيته لبعض حقول لا تزيد مساحتها على عشرين «أرورا»، وكان له مزارعون يقومون بزراعتها، وتدل شواهد الأحوال على أنه كان يؤجرها لهم (راجع Text A, Section II, 37, 4).
|
|
الصحة العالمية: الضوضاء تهديد خفي لصحة الإنسان
|
|
|
|
|
سر جديد ينكشف.. أهرامات الجيزة خدعت أنظار العالم
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|