أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-27
1285
التاريخ: 2024-12-14
175
التاريخ: 2024-12-16
76
التاريخ: 2024-09-05
374
|
وقد عُثر على تابوتين في خبيئة «الدير البحري» لهذه الأميرة، غير أن الفحص قد دل على أنهما كانا قد جُهزا في بادئ الأمر للأميرة «إستمخب»، ثم غُطي اسم هذه الأميرة الأخيرة بطلاء أحمر كتب عليه اسم «نسخنسو» باللون، وقد سقطت طبقة اللون فيما بعد، وظهرت من تحتها الكتابة الأصلية في جهات مختلفة من سطح التابوتين (راجع A. Z. 1883 p. 70 ff) والألقاب المشتركة لهاتين الأميرتين ذكرت على السطح الأعلى للتابوت في سطرين عموديين، وهي:
(1) «أوزير» رئيسة كبار الحظيات الأولى «لآمون» ملك الآلهة، وكبيرة بيت «خنسو» في طيبة «نفرحتب»، وكاهنة «آمون» رب «تاورت»، وكاهنة الإلهة «نخبت» البيضاء، وكاهنة «أوزير» و«حور» بن «إزيس» في «العرابة»، وكاهنة «حتحور» سيدة «قوص»، والأم المقدسة «لخنسو» الابن الأكبر «لآمون رع» ملك الآلهة «تاحرتي شبسس» «نسخنسو» المرحومة (2) «أوزير» رئيسة كبريات الحظيات الأولى «لآمون»، ملك الآلهة، كبيرة بيت «موت» العظيمة، ربة «إشرو»، وكاهنة «موت» العظيمة ربة «إشرو»، وكاهنة «أنحور شو» بن «رع»، وكاهنة «مين حور» و«إزيس» في «أبو»؛ وكاهنة «حور» رب «زوف» والأم المقدسة «لخنسو» الابن الأكبر «لآمون» ملك الآلهة، «تاحرتي شبسس» «نسخنسو» المرحومة.
وقد اتضح من فحص محتويات هذين التابوتين عند وصولهما إلى «متحف القاهرة» أن أحدهما، وهو رقم 5209 يحتوي على مومية «رعمسيس الثاني عشر» كما يظن «مسبرو» (راجع Maspero Ibid 566 ff). ويحتوي التابوت الآخر رقم 5208 على مومية «نسخنسو». (انظر صورة المومية 1)
شكل 1: مومية «تايوحرت» زوج «ماساهرتا».
وقد دل الفحص على أنهما لم ينهبهما اللصوص الأحداث. وعندما نزعت الأربطة وجد على المومية نوع من الحصير الذي وجد على مومية «بينوزم الثاني»، وتحت ذلك قماط سميك من الأشرطة التي ربطت بعناية فائقة، وكان الجسم محفوظًا حفظًا جيدًا. ومن المدهش أن العينين والفم كانت قد غطيت بقشرة بصل بحيث تغطي الجزء الذي وضعت فوقه، وقد وجد في أثناء فحص المومية لفافة مزقت اثنتين باسم الكاهن الأكبر «لآمون بينوزم» بن «منخبر رع» لسيده «آمون» في السنة الثالثة، ثم حلية من الجلد كُتب عليها الكاهن الأكبر «لآمون بينوزم» ابن الملك «بسوسنس» بالمداد الأحمر.
وقد وجد لهذه السيدة لوحة من الخشب في حيازة «روجرس» (1)، وكذلك لوحة أخرى نشرها الأثري «برش» (2) وكذلك لوحة في «المتحف المصري» قد أشرنا إليها فيما سبق عند الكلام على مرسوم «آمون» الخاص بهذه الأميرة.
هذا وقد اشترى «ديوك هاملتون» عام 1876 أواني أحشاء هذه الأميرة (راجع Rec. Trav. IV, 1883, p. 80-81).
ومن كل ما سبق يمكن أن نستنبط أن «نسخنسو» كانت ابنة «تاحنت-تحوتي»، وأنها توفيت في السنة الخامسة من حكم الفرعون «سمندس» على ما يظن، وأن الحوادث الرئيسية التي ذكرت في المرسوم قد حدثت في السنة السادسة. وهذا المنشور كما ذكرنا يماثل المرسوم الذي وضع لأجل «ماعت كارع»، فهو يقدم لنا نوعًا من التقديس العظيم للحقوق والمزايا التي منحتها هذه الأميرة وورثتها من بعدها أولادها.
والواقع أن مثل هذا الحفل أو التقديس كان لا يؤدَّى إلا في الأعمال الهامة من أعمال الحياة. ويرجع الفضل إلى «نسخنسو» في أنه أصبح في حيازتنا الصيغ التي كان يستعملها «آمون رع» في عالم الآخرة، كما يرجع الفضل إلى الأميرة «ماعت كارع» في أنه أصبح في متناولنا الصيغ التي كانت تستعمل في الزواج، عندما انتقلت هذه الأميرة إلى إقليم الجنوب، وقوِّم لها مهرها. وعلى الرغم من أن متن «إستمخب» الثانية كان ممزقًا شر ممزق، فإنه لا يمكن أن نتجاهل أنه كان يشبه كثيرًا متن الأميرة «ماعت كارع»، وأنه كان يشير إلى زواج ومهر هذه الأميرة.
وعلى أية حال فإن العقود التي من هذا النوع كان لا يمكن أن تعلق في المعبد إلا إذا كان لها علاقة مباشرة بشخص الرئيس الديني للدولة الطيبية. والواقع أن الأميرات كنَّ كثيرات في حريم أعضاء أسرة الكهنة، حتى إنه إذا أريد نشر عقد كل منهن لا تتسع له جدران المعبد. والسبب الذي من أجله منحت «إستمخب» شرف نشر مرسومها هي أنها على ما يظن قد تزوَّجت من الكاهن الأكبر «بينوزم الثاني». وهي مثل جدتها «إستمخب الأولى» قد أصبحت زوجة عمها، وذلك في السنة السادسة من حكم الفرعون، أي بعد وفاة «نسخنسو» بنت «تاحنت تحوتي»، وعلى ذلك فالفقرة التي جاء فيها ذكر «نسخنسو» بنت «سمندس» قد وضعت للموازنة بين ما فعله «سمندس» لابنته «نسخنسو» وما يفعله لابنته الأخرى «إستمخب» الثانية. وعلى ذلك يظهر أنه يشير إلى زواج عقد على «نسخنسو» في أحوال مشابهة للتي تم فيها زواج «إستمخب» الثانية؛ أي عندما تزوجت عمها «بينوزم»، وعلى ذلك يمكن وضع سلسلة نسب هذه الأسرة كالآتي:
الكاهن الأكبر «منخبر رع» تزوج «إستمخب» (وهي بنت أخيه) وقد أنجبا الكاهن الأكبر «بينوزم الثاني» و«نسوبانبدد».
وتزوج الكاهن الأكبر «بينوزم الثاني» من أختين له، الواحدة بعد الأخرى، وهما «نسخنسو»، وقد ماتت في السنة الخامسة من عهد الفرعون، ثم تزوج «إستمخب (3) الثانية» في السنة السادسة من عهد الفرعون بعد موت «نسخنسو»، وهي أختها من أبيها «سمندس»، وقد أنجب «بينوزم الثاني» من «نسخنسو» أربعة أطفال، وهم: الأميرة «آثاوي»، والأميرة «نسيتانب إشرو»، والأميرة «ماساهرتي الثالث»، ثم الأميرة «تاوي نفر».
ومهما يكن من أمر سلسلة النسب هذه فإن نسخنسو كانت صاحبة مرتبة علية في الحكومة؛ فلم تكن زوج الإله أو متعبدة الإله وحسب، بل إن الألقاب التي كانت تحملها تلقي بعض الضوء على تاريخ هذا العصر.
ونجد هذه الألقاب موزعة على لوحتها، وعلى أواني أحشائها، وعلى تابوتها، وعلى كفنها. فتحمل الألقاب التالية على إحدى أواني أحشائها: الرئيسة العظيمة لحريم «آمون» الأولى، وابن الملك صاحب «كوش»، ومدير البلاد الأجنبية الجنوبية. وعلى أخرى: الرئيسة العظيمة الأولى لحريم «آمون»، وكاهنة الإله «خنوم» رب «كبحت حرتي شبست».
أما لوحتها فقد اشتريت من الأقصر، وقد مثلت عليها الأميرة واقفة أمام «أوزير» متعبدة له، وقد جاء عليها من الألقاب خلافًا لما ذكرنا على أواني الأحشاء ما يأتي: (راجع Maspero, Ibid p. 712) المشرفة الرئيسة الأولى لحريم «آمون رع» ملك الآلهة، وكاهنة «خنوم» رب «كبحو» (الشلال) وابن الملك صاحب «كوش»، ومدير بلاد الجنوب … إلخ.
وهذه هي المرة الأولى التي نجد فيها أميرة من بيت الكهنة العظام تحمل لقب «نائب بلاد كوش» و«مدير البلاد الأجنبية الجنوبية». وهذان اللقبان كانا خاصين بالرجال كما نعلم من كل ما لدينا من النقوش. والواقع أن أملاك الكهنة الأول كانت تمتد حتى نهاية بلاد النوبة جنوبًا وإلى بلدة الحيبة شمالًا، حيث قد أقيمت هناك عدة تحصينات. ولا نزاع إذن في أن لقب نائب «بلاد كوش» لم يكن لقبًا أجوف، فنحن نذكر من جهة أخرى أن «حريحور» ومن بعده ابنه «بيعنخي» كانا يحملان هذا اللقب بحق؛ ولذلك يتساءل الإنسان هل كان هذا اللقب مجرد ذكرى بقيت في ألقاب الكهنة العظام الذين أتوا بعدهما؟ وعلى أية حال يجب أن نذكر هنا أنه في عهد كل الأسرات المصرية كانت بلاد النوبة كلها تحت سلطان النائب على «بلاد كوش». ولا غرابة في ذلك فإن بلاد النوبة التي من الشلال الأول حتى الشلال الثاني كانت في كل عهود التاريخ المصري قطعة طبيعية من مصر، لدرجة أنها كانت تتبع التقلبات التي تمر بالبلاد المصرية نفسها، ويكون مصيرها في معظم الأحيان مصير مصر نفسها، فنجد أن هذا الجزء من وادي النيل يسمى الدود كثير في العهد الإغريقي، ويسمى Ccommilitonium في العهد الروماني، وإقليم «الدر» في العهد التركي، وكان كل منها مرتبطًا بالإقليم الواقع في شمال «أسوان» وحتى إلى عهد قريب كان هذا الإقليم الواقع بين «أسوان» و«وادي حلفا» ضمن مديرية «إسنا»، وهو الآن تابع لمديرية أسوان. وعلى ذلك فإنه من المحتمل جدًّا أن الكهنة العظام الذين كانوا يسيطرون على «إلفنتين» كما تدل النقوش على ذلك كانوا يحكمون كذلك بلاد النوبة، وهذا هو السبب الذي جعلهم يحملون لقب نائب بلاد النوبة، وكذلك يخلعونه على أبنائهم ذكورًا وإناثًا (راجع Maspero, Iibid p. 714).
.........................................................
1- وتحتوي لوحة «روجرس» على ملخص لمرسوم «آمون» الذي عمل للأميرة «نسخنسو» وهي مؤرَّخة بالسنة الثامنة من حكم الفرعون «سيآمون»، وهي الآن في «متحف اللوفر» وقد جاء عليها اسم والدتها، وهي «تاحنت نحوتي» بدلًا من «تاحن تحوتي» الذي وجد في البردية (راجع L. R. III p. 281 N. 2).
2- راجع: Birch. Proceeding of Bib. Arch. 1882-1883 pp. 76–80.
3- ويقول «جوتييه»: (راجع L. R. III p. 282, Note 2 ) إن «إستمخب» هذه هي بنت «سمندس»، وعلى ذلك تكون أخت «نسخنسو» ويجب ألا نخلط بينها وبين سميتها بنت الكاهن الأكبر «منخبر رع» (راجع Ibid. p. 272-3 ) وقد عُزي خطأ إلى «إستمخب» هذه الآثار التي تنسب لابنه «منخبر رع» التي وجدت في خبيئة الدير البحري (راجع Petrie, Hist. III p. 216) و«إستمخب» التي نتحدث عنها الآن هي «إستمخب» الثانية التي ذكرها «مسبرو» وهي التي تزوجت من عمها الكاهن الأكبر «بينوزم الثاني» بعد وفاة «نسخنسو» زوجه الأولى، أي بعد السنة الخامسة، ويحتمل السنة السادسة من حكم الفرعون.
ويقول كذلك إن «إستمخب» هذه هي بنت «سمندس» (راجع Ibid. p. 283 Note 1). و«حنت تاوي» الثانية (Ibid. p. 273 Note 3) وعلى ذلك تكون أخت «نسخنسو» من أبيها ولكن كل واحدة منهما من أم مختلفة. وذلك لأن «نسخنسو» هي بنت «حنت تحوتي» ومن المحتمل أن «إستمخب» هذه قد تزوجت من «بينوزم الثاني»، ولكن ليس لدينا أي برهان على صحة هذا الزواج.
|
|
أكبر مسؤول طبي بريطاني: لهذا السبب يعيش الأطفال حياة أقصر
|
|
|
|
|
طريقة مبتكرة لمكافحة الفيروسات المهددة للبشرية
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|