المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

الرصاص
7-5-2018
الشفعة
25-9-2016
التفاعلية النسبية Relative reactivity
7-11-2016
معنى {فأنا أول العابدين}.
30-3-2022
التوازن الطبيعي Natural Balance
5-11-2021
دعاء عند الانتهاء من الزيارة.
2023-09-14


الأمراض والحالات الوراثية  
  
217   09:27 صباحاً   التاريخ: 2024-12-05
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص136ــ139
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

أثبت العلم الحديث أن هناك أموراً كثيرة توجد في الجنين أو تظهر بعد ولادته بيوم أو أيام أو أشهر، وتكون نتيجتها الأم أو الأب، نتيجة الوراثة.

وقد تكون هذه الأمور الموروثة حسنة وقد تكون سيئة على حسب ما يزرع الآباء في نفوسهما أو يكتسبان من عادات.

وقد أشار الشرع المقدس إلى ذلك في بعض الروايات بصراحة حيث يقول إمامنا الصادق (عليه السلام): قال النَّبِي (صلى الله عليه وآله): اخْتَارُوا لِنُطَفِكُمْ فَإِنَّ الْخَالَ أَحَدُ الضَّجِيعَيْنِ(1).

فقد يكتسب الجنين أموراً موروثة ليس فقط من الزوجين بل أيضاً من أقربائهم كالخال بل قد يرث عن أربعين جدٍ.

والواقع الخارجي يؤكد على ذلك فإننا نجد أن بعض الأطفال يكتسبون لون العيون أو طول القامة أو قصرها عن أجدادهم أو أعمامهم أو أخوالهم القريبين أم البعيدين،

وهذا أمر وجداني، مضافاً الى الشبه في بعض التكاوين أو التصرفات.

بل نجد أن الطب الحديث يعطي اهتماماً الى الأمراض الوراثية كثيراً فأول ما يسأل أمراض السكري عنه هو هل من أقربائكم من لديه هذا المرض؟

وكذلك الحال بالنسبة الى أمراض القلب، نعم بعض هذه الأمور قد لا تكون بيد الإنسان منعها، لكن هي باعثة على الاحتياط في هذه الأمور والأمراض لمن لديهم

عامل وراثة.

وعلى كل حال فهذا يؤكد أن هناك أموراً موروثة بين الأمهات والآباء وبين الأطفال

ينبغي الحذر منها أو الالتفات الى عدم وقوعها أو لا أقل التخفيف من أضرارها.

قال علماء الأخلاق: ((لسلوك الأم تأثير عميق في سعادة الأطفال وشقائهم، وعليه فالرجل الذي يأمل أن يحصل على ولد شريف وطاهر القلب لا بد له من أن يمتنع من التزوج من النساء البذيئات، ولعل السر في ذلك واضح لأن الفلاح الذي يريد الحصول على ثمرة صالحة لا بد له من أن يبذر بذرته في تربة صالحة، وإلا ففساد التربة يؤثر في الثمرة، لأنها تحيط بها وهي مصدر غذائها(2).

شاهد علمي

قال علماء التربية: ((لقد أثبت أطباء الأمراض النفسية أن من بين الأطفال المصابين بتلك الأمراض يوجد 26 ٪ منهم ورثوها من أمهاتهم. إذ لو كانت الأم ذات جهاز عصبي سالم، فإن الطفل يكون سالماً أيضاً. فلو كانت تفكر الأم في صحة طفلها وسلامة جهازه العقلي فلا بد وأن تفكر في سلامة نفسها قبل تولده))(3).

روايات الوراثة

في كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت تشبه أخواله، وإن كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوماً فمن أراد أن يدعو الله عزّ وجلّ ففي تلك الأربعين قبل أن يخلق؛ ثمّ يبعث الله عزّ وجلّ ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزّ وجلّ، فيقف ما شاء الله فيقول: يا إلهي أذكر أم أنثى؟ فيوحي الله عزّ وجلّ من ذلك شيئاً ويكتب الملك، فيقول: اللهم كم رزقه وما أجله؟ ثم يكتبه ويكتب كلّ ما يصيبه في الدنيا بين عينيه ثم يرجع فيرده في الرحم فذلك قول الله عزّ وجلّ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: 22](4).

وفيه: بإسناده إلى جعفر بن بشير عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً جمع كل صورة بينه وبين أبيه إلى آدم، ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئاً من آبائي(5).

وفي الكافي: علي بن إبراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب رفعه عن عبد الله بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي جعفر (عليه السلام): أتى رجل من الأنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هذه ابنة عمي وامرأتي لا أعلم منها إلا خيراً وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط أفطس الأنف(6) لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي، فقال لامرأته : ما تقولين؟

قالت: لا والذي بعثك بالحق نبياً ما اقعدت مقعده مني منذ ملكني أحداً غيره، قال: فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله) ملياً ثم رفع بصره إلى السماء، ثم أقبل على الرجل فقال: يا هذا إنه ليس من أحد إلا بينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقاً كلها تضرب في النسب، فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها، فهذا من تلك العروق التي لم يدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك، خذي إليك ابنك، فقالت المرأة: فرجت عني يا رسول الله(7).

وعن محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن إسماعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للرحم أربع سبل، في أي سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد واحد واثنان وثلاث واربعة ولا يكون إلى سبيل أكثر من واحد(8).

وعن علي بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزّ وجل خلق للرحم أربعة أوعية، فما كان في الأول فللأب، وماكان في الثاني فللأم، وما كان في الثالث فللعمومة، وما كان في الرابع فللخؤولة(9).

__________________________

(1) وسائل الشيعة: 20 / 49 – 24999.

(2) انظر كتاب الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 108.

(3) صحيفة (اطلاعات) الإيرانية العدد 10355، عنه الطفل بين الوراثة والتربية، الشيخ محمد تقي الفلسفي: 1 / 108.

(4) علل الشرائع: 1 / ب 85/ ح 4.

(5) علل الشرائع: 1 / ب 93 / ح 1.

(6) القطط: القصير الجعد من الشعر والافطس: الذي تطامنت قصبة انفه وانتشرت.

(7) الكافي: 5 / 561 / ح 23.

(8) الكافي: 6/ 16 / ح1.

(9) الكافي: 6/ 17 / ح2. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.