المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



اقنعي تسعدي  
  
2146   11:36 صباحاً   التاريخ: 9-12-2021
المؤلف : نادية الحسني
الكتاب أو المصدر : دليل الأسرة السعيدة
الجزء والصفحة : ص124ــ127
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

من الأمثال العربية الطريفة: ((إن المرأة لا تريد إلا الزوج، فإذا حصلت عليه أرادت كل شيء)).

فبعض النساء يطلبن من أزواجهن ما لا يطيقون، وذلك يؤدي إلى تذمر الأزواج وخاصة إن كان دخل الزوج محدوداً، فإما أن يشعر بعجزه، وفي ذلك عناء نفسي للرجل، وإما ينعكس ذلك على تصرفاته مع زوجته، فيتحول القول الحسن والخُلق الجميل إلى سوء معاملة منه لزوجته، وقد جسّد الشاعر العربي هذا المعنى في قوله لزوجته:

إنك إن كلّفتني ما لم أطق     ساءك ما سرك مني من ُخُلق

ومعلوم أنه من الأمور التي تحفظ الترابط الأسري، وتحقق السعادة الزوجية، أن يكون الزوج كريماً وأن تكون الزوجة قانعة في متطلباتها ومشترياتها، والنساء صنفان: صنف يمثل فتنة للرجال، وصنف آخر هن الصالحات القانعات، فالمرأة غير القانعة المُرهِقة لزوجها في متطلباتها ومشترياتها اعتبرها سيدنا معاذ بن جبل من فتن السراء والتي يُخشى على المؤمنين منها، يقول: ((إنكم إن ابتُلِيتُم بفتنة الضراء صبرتم، وإني أخاف عليكم من فتنة السراء، وهي النساء، إذا تحلّينَ بالذهب، وَلَبَنَ رَيط الشام، وعُصب اليمن، فأتعبن الغني، وكلفن الفقير ما لا يُطاق))، والريط: جمع ريطة وهي المُلاءة إذا كانت قطعة واحدة. والعُصب: جمع عصابة وهي عصابة الرأس.

لقد ذكرني قول معاذ هذا بتعليق أحد أصدقائي من الخبراء بشؤون ((السيارات))، عندما استثاره أحد أصدقائه في أن يبيع سيارته التي كانت ذات بهاء وجمال، ومن الماركات الفخمة، لكنها مُكلفة، فكان تعليقه: ((هذه السيارة كالمرأة الفاتنة، لا تقدر على نفقتها، ولا تقدر على فراقها))، فكان معبراً بأسلوب ابن البلد الفطري البسيط عن فتنة الزينة والإسراف، بهذا التشبيه الدقيق الذي يدعو إلى التبسم.

ويدخل تحت هذا الصنف من النساء، تلك الزوجة التي لا تعترف بحب زوجها لها إلا إذا أنفق عليها مالاً كثيراً، فكثير من النساء يعتقدن أنه كلما زاد إنفاق الزوج عليها دل ذلك على زيادة حبه لزوجته، وكلما قصر في الإنفاق أو عجز عنه اعتقدت الزوجة أن حب زوجها لها نقص أو إلى زوال!!

بيد أن هذا الاعتقاد لا وجود له في عقول النساء الصالحات القانعات؛ لأن الزوجة الصالحة تدرك تماماً أن مظاهر الحب متعددة، منها الكلمة الطيبة، والسلوك المعبر، والنظرة والهمسة، واللمسة، والعاطفة الجياشة، والهدية المتواضعة في ثمنها، العظيمة في مدلولها ومعناها، وإن كنا لا ننكر أن إنفاق المال على الزوجة أو إعطائها مصروفاً في يدها من أدلة الحب، ولكنه ليس هو الدليل الأوحد على الحب، وكم من نساء يعشن في قصور، وتتقلب في أيديهن الدنانير والدولارات والدراهم والجنيهات، وبينهن وبين السعادة الزوجية خصومة أبدية.

والزوجة الصالحة هي التي تتجنب أن تكون فتنة لزوجها، بل هي دائماً عون له على الفتن، إذ تحكم دائماً دينها وعقلها في مثل هذه الأمور، فلا ترهق زوجها بطلبات ومشتريات فوق طاقته، ولا تثقل كاهله بالديون في سبيل إشباع بعض رغباتها ونزواتها.

ومن النماذج المشرقة المثالية في ذلك فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، عندما مرت بها وبزوجها علي بن أبي طالب أزمة اقتصادية، فظلت ثلاثة أيام لا تتذوق طعاماً، ولما رآها الإمام علي كرم الله وجهه وقد اصفرّ لونها قال لها: ما بك يا فاطمة؟ قالت: منذ ثلاث لا نجد شيئاً في البيت. فقال لها: ولماذا لم تخبريني؟ فأجابت: ليلة الزفاف قال لي أبي رسول الله صلى الله عليه وآله: ((يا فاطمة، إذا جاء عليٌّ بشيء فكليه، وإلا فلا تسأليه)).

ومن أدب الزوجة وحسن خُلُقها وخِلقتها أن تكون معتدلة في طعامها وشرابها، قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31].

واعلمي أختي الزوجة، أن الرجال غالباً لا يميلون للمرأة الأكولة المسرفة في شرابها، فهم يعدون ذلك نقيصة، لا يُشفع لها حتى إن كانت المرأة جميلة. ومن هؤلاء الرجال معبد بن خالد الجدلّيَّ، فلنستمع إليه يحكي لنا هذا الموقف، ويقول: ((خطبتُ امرأة من بني أسد في زمن زياد وكان النساء يجلسن لخطابهن قال: فجئت لأنظر إليها، وكان بيني وبينها رواق، فَدَعَت بحفنةٍ عظيمة من الثريد، مكللة باللحم، فأتت على آخرها، وألقت العظام نقية، ثم دعت بشنّ عظيم مملوء لبناً، فشربته حتى أكفأتهُ على وجهه. ثم قالت: يا جارية، ارفعي السحف، فإذا هي جالسة على جلد أسد، وإذا هي شابة جميلة، فقالت: يا عبد الله، أنا أسدة من بني أسد، وعلى جلد أسد، وهذا طعامي وشرابي، فعلام تراني؟ فإن أحببت أن تتقدم فتقدم، وإن أحببت أن تتأخرَ فتأخر. فقلتُ: أستخيرُ الله في أمري، وأنظر. قال: فخرجتُ ولم أعد!!)). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.