أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
13853
التاريخ: 9-12-2015
9071
التاريخ: 17-12-2015
8138
التاريخ: 20-10-2014
2545
|
مقا- سلّ : أصل واحد ، وهو مدّ الشيء في رفق وخفاء ، ثمّ يحمل عليه ، فمن ذلك سللت الشيء أسلّه سلّا ، والسلّة والإسلال : السرقة. ومن الباب السليل : الولد ، كأنّه سلّ من امّه سلّا. وممّا حمل عليه السلسلة ، لأنّها ممتدّة في اتّصال. والسالّ : مسيل في مضيق الوادي ، وجمعه سلّان ، كأنّ الماء ينسلّ منه أو فيه انسلالا. وفرس شديد السلّة : وهي دفعته في سباقه.
مصبا- سللت السيف سلّا من باب قتل وسللت الشيء : أخذته ومنه قيل : يسلّ الميّت من قبل رأسه الى القبر ، أي يؤخذ. والسلّة : السرقة ، وهي اسم من سللته سلّا : إذا سرقته. والسلّة : وعاء يحمل فيه الفاكهة ، والجمع سلّات.
والسليل : الولد ، والسلالة : مثله ، والأنثى سليلة ، ورجل مسلول سلّت انثياه أي نزعت خصيتاه. والمسلّة : مخيط كبير ، والجمع المسال. والسلّ : مرض معروف.
وأسلّه اللّٰه : أمرضه.
مفر- سلّ الشيء من الشيء : نزعه ، كسلّ السيف من الغمد ، وسلّ الشيء من البيت على سبيل السرقة ، وسلّ الولد من الأب ، ومنه قيل للولد سليل-. {مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } [المؤمنون : 12] - أي من الصعو (اللطيف) الّذي يسلّ من الأرض ، وقيل : السلالة كناية عن النطفة تصوّر دونه صفو ما يحصل منه.
التهذيب 12/ 292- سلّ : قال الليث- السلّ سلّك الشعر من العجين ونحوه ، والانسلال : المضيّ والخروج من مضيق أو زحام ، وسللت السيف من غمده ، فانسلّ ، والسلّ والسلال : داء مثله يهزل ويضني ويقتل ، يقال سلّ الرجل وأسلّه اللّه ، فهو مسلول.-. { مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } [المؤمنون : 12]- قال الفرّاء : السلالة الّذي سلّ من كلّ تربة. وقال ابو الهيثم : ما سلّ من صلب الرجل وترائب المرأة كما يسلّ الشيء سلّا ، والسليل : الولد ، سمّي سليلا حين يخرج من بطن امّه.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو التحصّل والخروج من شيء ، كسلّ السيف من الغمد ، وسلّ المال بالسرقة والعدوان ، والولد سليل من أبويه ، والسلالة ما يسلّ ويتحصّل ، والفعل متعدّ.
والانسلال : قبول التحصيل والإخراج ، يقال : انسلّ الشعر من الزبد والسيف من الغمد. والتسلّل لمطاوعة السلّ ، وهو الخروج والتحصّل باختيار وقصد ، يقال تسلّل من الزحام ، أي اختار الخروج منه. والإسلال يدلّ على جهة الصدور و نسبة الحدث الى الفاعل ، يقال أسلّ السيف إذا كان النظر الى جهة الصدور.
وأمّا قولهم- يسلّ الميت : فباعتبار إخراجه من التابوت من ساتر يستر الجنازة ، حتى يوضع في الميّت. وأمّا السلّة : فباعتبار أنّ محتواه مأخوذة ومخرجة من جملة الفواكه.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون : 12].
أي ممّا يتحصّل ويخرج من الطين ، والطين هو المركّب من ماء وتراب ، والنباتات كلّها متحصّلة منهما ، وغذاء الحيوان يرجع الى النبات ، وهكذا الإنسان.
والنطفة إنّما هي تتكوّن من الغذاء ، فترجع الى الطين-. { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً } [المؤمنون : 13 ، 14].
{وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ} [السجدة : 7 - 9].
لمّا كان النظر في الآية الاولى الى مطلق خلق الإنسان : فذكر المبدأ والمنشأ الأصليّ الجامع بين جميع الأفراد. وأمّا هذه الآية الكريمة : فالنظر فيها الى التفصيل بين بدء خلقه وخلق نسله ، فذكر بأنّ مبدأ الخلق وبدأه كان من الطين ، وامّا النسل وفي الطبقات المتأخّرة : فهو من سلالة من ماء مهين ، أي ممّا يتحصّل ويخرج من النطفة ، والمهين هو الحقير.
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا } [النور : 63].
التسلّل اختيار التحصّل والخروج من اجتماع أو برنامج ، والتحصّل يشعر بالدقّة والخفاء والاستخفاء. واللواذ والملاوذة بمعنى إدامة الالتجاء من جهة الى جهة ، ويلازمه الاستبعاد والمخالفة ، يقال لاوذ بفلان إذا التجأ اليه ولاذ به ، ولاوذ فلانا خالفه. ولاوذ عنه راوغ.
يراد خروجهم من دائرة الدين والطاعة بأعمال مخالفة وحركات شنيعة ومعاصي وانحرافات مخفيّة ، يريدون القرب والاتّصال الى المخالفين والبعد والانفصال عن الإسلام والمسلمين ، والاستقرار تحت جمعيّة المنافقين ، ملتجئين اليهم.
فالتسلّل إشارة الى جهة الخروج ، واللواذ الى جهة التقرّب من المخالفين ،
واللواذ : منصوب على انّه مفعول لأجله ، أي يتسلّلون لأجل اللواذ اليهم.
والآية الكريمة مربوطة بما قبلها. {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ} [النور : 63] فانّ الدعوة إمّا باللسان والإظهار أو بالقلب والتوجّه والتعلّق الباطنيّ ، والقسم الثانيّ أهمّ ، فانّ اللسان ترجمان الجنان ، فالآية تشير الى أنّ الدعوة للرسول لازم أن تكون من القلب وبالتوجّه والتعلّق الباطنيّ ، لا كدعاء بعضكم بعضا ، يظهرون بالتعلّق ويسرّون التسلّل واللواذ.
فظهر لطف التعبير بالمادّة دون الخروج والبعد والانفصال وغيرها.
________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ١٣٣٤ هـ. .
- التهذيب = تهذيب اللغة للأزهري ، 15 مجلّداً ، طبع مصر ، 1966م .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 112 من مجلة حيدرة للفتيان
|
|
|