أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016
3181
التاريخ: 25-09-2014
7342
التاريخ: 25-09-2014
2366
التاريخ: 2023-06-01
1081
|
قال تعالى : {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ } [الصافات : 83]. الشيعة : بالكسر الاتباع والاعوان والانصار ، مأخوذ من الشياع ، وهو الحطب الصغار التي تشعل بالنار ، وتعين الحطب الكبار على ايقاد النار ، وكل قوم اجتمعوا على امر فهم شيعة ، ثم صارت الشيعة اسما لجماعة مخصوصة.
وفي القاموس : شيعة الرجل بالكسر اتباعه وانصاره ، والفرقة على حدة ، وتقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث ، وقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى علياً وأهل بيته ، حتى صار اسماً لهم خاصاً (1).
وفي نهاية أبن الأثير : أصل الشيعة الفرقة من الناس ، وتقع على الواحد والأثنين والجمع ، والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد ، وغلب هذا الأسم على من يزعم أنه يوالي علياً وأهل بيته ، حتى صار لهم إسما خاصا ، فاذا قيل : فلان من الشيعة عرف انه منهم ، من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة (2) انتهى كلامه.
وفي مجمع البيان في فصل اللغة : الشيعة الجماعة التابعة لرئيس لهم ، وصار بالعرف عبارة عن شيعة علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ الذين كانوا معه على اعدائه ، وبعده مع من قام مقامه من ابنائه ـ عليهم السلام.
وفي موثقة ابي بصير عن ابي جعفر ـ عليه السلام ـ انه قال : ليهنئكم الاسم ، قلت : وما هو جعلت فداك؟ قال : « وان من شيعته لإبراهيم » وقوله عز وجل : {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} [القصص : 15] فليهنئكم الاسم.
هكذا وجد في ثلاث نسخ معتبرة من تفسير علي بن ابي ابراهيم (3) ، والظاهر انه سقط هنا منه شيء.
والصحيح ما في مجمع البيان : روى ابو بصير عن ابي جعفر ـ عليه السلام ـ قال : ليهنئكم الاسم ، قلت : وما هو؟ قال : الشيعة ، قلت : الناس يعيروننا بذلك ، قال : اما تسمع قول الله سبحانه « وان من شيعته لإبراهيم » وقوله { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه } (4) انتهى ما في مجمع البيان.
أقول : ويستفاد من بعض الاخبار ان تسمية الشيعة بهذا الاسم باعتبار ان نور نبينا وروحه هو الذي تشعبت منه انوار اوصيائه المعصومين ـ عليهم السلام ـ ثم خلقت من شعاعها ارواح شيعتهم من الاولين والاخرين ، فلذلك سموا بهذا الاسم.
واليه يشير ما روي عن المفضل بن عمر ، قال قلت لمولانا الصادق ـ عليه السلام ـ ما كنتم قبل ان يخلق الله السموات والارض؟ قال : كنا انواراً حول العرش نسبح الله ونقدسه حتى خلق الله الملائكة ، فقال لهم الله : سبحوا ، فقالوا : اي رب لا علم لا ، فقال لنا : سبحوا فسبحنا ، فسبحت الملائكة بتسبيحنا ، الا انا خلقنا انواراً (5) ، وخلقت شيعتنا من شعاع تلك الانوار ، فلذلك سميت شيعة ، فاذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا ، ثم قرب ما بين اصبعيه (6).
وفيه من بشارة الشيعة والدلالة على جلالة قدرهم ما لا يخفى.
فان قلت : ما معنى قول ابي بصير الناس يعيروننا بذلك؟
قلت : هو اشارة الى قول المخالفين ان اصل التشيع اليهودية.
قال الكشي في كتاب الرجال : ذكر بعض اهل العلم ان عبد الله بن سبأ كان يهودياً ، فأسلم ووالى علياً ـ عليه السلام ـ وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى على نبينا وآله وعليه السلام بالغلو ، فقال في اسلامه بعد وفاة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ في علي ـ عليه السلام ـ مثل ذلك.
وكان اول من شهر بالقول بفرض امامة علي ـ عليه السلام ـ واظهر البراءة من اعدائه ، وكاشف مخالفيه وكفرهم ، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة : ان اصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية (7) انتهى.
اقول : وكان في زمن نوح النبي على نبينا وآله وعليه السلام طائفة من قومه قد آمنوا به يقال لهم : الشيعة ، وقوم آخرون في مقابلهم قد كفروا به يقال لهم : العامة.
وقد نالت الشيعة منهم شدة شديدة ، واشتدت عليهم البلوى ، وعظمت فيهم الرزية ، وكانوا منتظرين للفرج مدة مديدة وازمنة طويلة ، الى ان اهلك الله اعداءهم بالطوفان. وقريب منه ما يجري في هذه الازمان.
روى الصدوق رحمه الله في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد الله بن الفضل الهاشمي ، قال قال الصادق جعفر بن محمد ـ عليهما السلام : لما اظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح ـ عليه السلام ـ وايقن الشيعة بالفرج ، اشتدت البلوى وعظمت الرزية (8) ، الى ان آل الامر الى شدة شديدة نالت الشيعة ، والوثوب الى نوح (9) بالضرب المبرح.
حتى مكث ـ عليه السلام ـ في بعض الاوقات مغشيا عليه ثلاثة ايام يجري الدم من اذنه ، ثم افاق ، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من مبعثه ، وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلاً ونهاراً فيهربون ، ويدعوهم سراً فلا يجيبون ، ويدعوهم علانية فيولون.
فهم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم ، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء ، فهبط اليه وفد من السماء السابعة وهم املاك فسلموا عليه ، ثم قالوا : يا نبي الله لنا حاجة ، قال : وما هي؟ قالوا : تؤخر الدعاء على قومك ، فانها اول سطوة الله عز وجل في الارض ، قال : قد اخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة اخرى.
وعاد اليهم فصنع ما كان يصنع ، ويفعلون ما كانوا يفعلون ، حتى انقضت ثلاثمائة سنة اخرى ، ويئس من ايمانهم ، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء ، فهبط عليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة املاك فسلموا عليه ، وقالوا : نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة ، ثم سألوه مثل ما سأله وفد السماء السابعة ، فأجابهم الى مثل ما اجاب اولئك اليه.
وعاد الى قومه يدعوهم ، فلا يزيدهم دعاؤه الا فراراً ، حتى انقضت ثلاثمائة اخرى تتمة تسعمائة سنة ، فصارت الشيعة اليه وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت ، وسألوه الدعاء بالفرج.
فأجابهم الى ذلك وصلى ودعا ، فهبط عليه جبرئيل ـ عليه السلام ـ فقال له : ان الله تبارك وتعالى قد اجاب دعوتك ، فقل للشيعة يأكلون (10) التمر ويغرسون (11) النوى ، ويراعونه (12) حتى يثمر ، فاذا اثمرت فرجت عنهم.
فحمد الله واثنا عليه ، وعرفهم ذلك فاستبشروا به ، فأكلوا التمر وغرسوا النوى ، وراعوه حتى اثمر ، ثم صاروا الى نوح ـ عليه السلام ـ بالثمرة (13) ، وسألوه ان ينجز لهم بالوعد.
فسأل الله عز وجل في ذلك ، فأوحى الله اليه قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى ، فاذا اثمر فرجت عنكم ، فلما ظنوا ان الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث وثبت الثلثان.
فأكلوا التمر وغرسوا النوى ، حتى اذا اثمر اتوا به نوحاً ـ عليه السلام ـ فأخبروه وسألوه ان ينجز لهم الوعد ، فسأل الله عز وجل في ذلك ، فأوحى الله اليه قل لهم : كلوا هذا التمر واغرسوا النوى ، فاذا اثمر فرجت عنكم ، فارتد الثلث الاخر وبقي الثلث.
فأكلوا التمر وغرسوا النوى ، فلما اثمر اتوا به نوحاً ـ عليه السلام ـ فقالوا له : لم يبق منا الا القليل ، ونحن نتخوف على انفسنا بتأخير الفرج ان نهلك.
فصلى نوح ـ عليه السلام ـ فقال : يا رب لم يبق من اصحابي الا هذه العصابة ، واني اخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج ، فأوحى الله عز وجل اليه قد اجبت دعاءك فاصنع الفلك ، وكان بين اجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة (14).
فظهر مما نقلناه ان هذا الاسم وهو الشيعة ، كان شايعاً في زمن نوح النبي ـ عليه السلام ـ وكان يطلق على كل من اتبعه في طريق الحق.
ولذلك قال الله تبارك وتعالى « وان من شيعته لابراهيم » اي : وان من شيعة نوح ابراهيم ـ عليهما السلام ـ يعني : انه كان على منهاجه وسنته في التوحيد والعدل واتباع الحق.
________________________
(1) القاموس المحيط : 3 / 47.
(2) نهاية ابن الاثير : 2 / 519 ـ 520.
(3) تفسير القمي : 2 / 223. أقول : والرواية في تفسير القمي المطبوع تطابق ما في مجمع البيان من دون سقط شيء.
(4) مجمع البيان : 3 / 448 ـ 449.
(5) في البحار : خلقنا من نور الله.
(6) بحار الانوار : 25 / 21 ح 34.
(7) اختيار معرفة الرجال : 1 / 324.
(8) في المصدر : الفرية.
(9) في المصدر : على نوح.
(10) في المصدر : يأكلوا.
(11) في المصدر : ويغرسوا.
(12) في المصدر : ويراعوه.
(13) في المصدر : بالتمر.
(14) كمال الدين : 133 ـ 134.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|