فيمن نزلت الآية : {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} [الليل: 17، 18] ؟ |
536
07:38 صباحاً
التاريخ: 2024-10-19
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
219
التاريخ: 2024-10-19
140
التاريخ: 2024-10-19
173
التاريخ: 2024-10-19
429
|
الجواب : إنّ الآيتين في مجال بيان نتيجة التقوى ، ومزاولتها في اجتناب النار وعذابها ، فهي مطلقة بمنطوقها ، وإن اختلفت الآراء في تأويلها وتطبيقها.
أمّا أهل السنّة فعلى رأيين في شأن نزولها ، إذ أكثرهم يرى أنّها نزلت في أبي بكر ، وبعضهم يصرّح بأنّ مورد نزولها كان أبا الدحداح (1).
وأمّا الشيعة ، فلا ترى صحّة نزولها في حقّ أبي بكر لما يلي :
أوّلاً : إنّ الروايات المزعومة متعارضة مع الأحاديث الواردة التي تقول : بأنّها نزلت في حقّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ، أو أمير المؤمنين عليه السلام ، أو حتّى التي تشير بأنّ شأن النزول كان في مورد أبي الدحداح.
ثانياً : إنّ القول بثروة أبي بكر قول بلا دليل ، بل تردّه القرائن والأدلّة الحافّة بالموضوع ، فمثلاً أنّ أباه أبا قحافة كان فقيراً مدقعاً سيئ الحال (2) فهل يعقل وجود هذه الحالة مع ثراء الابن؟ أليس الأولى للولد أن يكون بارّاً لأبيه قبل الآخرين؟!
وقد ورد في مصادرهم المعتبرة ما ينقض دعواهم غناء أبي بكر ، فعن أبي هريرة قال : « خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال : « ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة »؟ قالا : الجوع يا رسول الله.
قال : « وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما ، قوموا » ، فقاموا معه ... » (3).
وهذه الرواية واضحة أنّها بعد فتح الفتوح لأنّ الراوي أبو هريرة أسلم بعد فتح خيبر ، وهي تبطل دعواهم أنّ أبا بكر كان ينفق على مسطح بن أثاثة وقطعها بعد حادثة الأفك ، ثمّ رجع إليها.
وأيضاً فإنّ التقوّل بإغناء رسول الله صلى الله عليه وآله بماله زخرف وباطل ، لأنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قد استغنى بماله ، ومال كفيله وعمّه أبي طالب ، ومال خديجة عليها السلام في مكّة ، ولمّا هاجر إلى المدينة ، فتحت عليه الفتوح والغنائم ، ففي أيّ مقطع من الزمن كان صلى الله عليه وآله يحتاج إلى ثروة أبي بكر؟!
ولعلّ لتكلّف هذه المحاولات في شأن النزول المزعوم ، تردّد الآلوسي في تتمّة كلامه في قبول استدلال ابن أبي حاتم ، على ردّ قول الشيعة في هذا المجال ، إذ قال أخيراً : « ... وأطال الكلام ابن أبي حاتم في ذلك وأتى بما لا يخلو عن قيل وقال » (4).
_______________________
1 ـ الجامع لأحكام القرآن 20 / 90.
2 ـ شرح نهج البلاغة 13 / 270.
3 ـ صحيح مسلم 6 / 116 ، وأغرب ما في الباب أنّ النووي في شرحه لمسلم 13 / 212 ، لمّا التفت للتناقض الموجود بين غناء أبي بكر وهذه الرواية الواضحة في فقره ، فلذلك حاول لَي عنقها وتفسيرها بأبعد ما يكون فقال : وأمّا قولهما : أخرجنا الجوع ، وقوله صلى الله عليه وآله : « وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما » ، فمعناه : أنّهما لما كانا عليه من مراقبة الله تعالى ، ولزوم طاعته والاشتغال به ، فعرض لهما هذا الجوع الذي يزعجهما ويقلقلهما ويمنعهما من كمال النشاط للعبادة ، وتمام التلذّذ بها سعياً في إزالته بالخروج في طلب سبب مباح يدفعانه به ، وهذا من أكمل الطاعات وأبلغ أنواع المراقبات.
4 ـ روح المعاني 15 / 371.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|