المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



النواويس  
  
3318   01:11 صباحاً   التاريخ: 22-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص89-100.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

مقابر ومفردة : ناووس على وزن فاعول ، هذا إن كانت اللفظة عربية .

موقع هذا القطعة على ما يُذكر في القسم الشرقي من كربلاء ما يلي بطيحة أو هور السليمانية في براز ـ على وزن فعال ـ وتمتد حدوده حتّى النهر الكبير فرساتبق الفراشية والجنكنة واليوسفية داخلة في حدوده .

يوجد بهذه القطعة بعض تلال ويستخرج بعضاً من أماكن , منها أكواب خزف ضعيف الفم يوجد في أسفله تراب أصفر اللون عندما تمسّه النار تفوح منه روائح نتنه.

من الممكن أنّ هذا التراب الأصفر اللون أن يكون من رمم أجداث السومريين ؛ إذ كان هؤلاء يدفنون موتاهم في المدينة تحت دور منازلهم أو تحت أرض الغرف وكثيراً ما كانوا يضعون الميتة على التراب مباشرة بلا تابوت ولا شريح ولا جهاز للآخرة إلاّ أنّهم كانوا أحياناً يضعون معه جرّتين كبيرتين من فخار فم الواحة منها يُقابل الأخر , فيقومان مقام التابوت .

وكانوا أحياناً يضعون الجثة في قعر رمس مستطيل الشكل , قائم الزوايا , بطن بالطوب , شبيه بعقد أو قبر بسيط، المصادر التي عول عليها المؤلّف في الشجرة سرّ السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري , (مخطوط) في مكتبة العلاّمة الحاج شيخ علي الشيخ محمّد رضا بالنجف الأشرف

وأمّا محمّد بن موسى الكاظم فعقبه ابن واحد اسمه إبراهيم الضرير الكوفي ولإبراهيم الضرير أبناء أربعة : محمّد قسوة وأبو الحسن علي وموسى الأرجاني ـ أرجان قرية من فارس وخوزستان ـ وأحمد , كلّهم بالسيرجان ...

وأحمد المجدور وإبراهيم المجاب والحسن أبو علي يُقال له : الحاير , مشهد الحسين بكربلاء بما إنّ النسخة مستنسخة حديثاً كانت كثيرة الأغلاط , قليلة الفائدة.

المجلد الثالث من تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمّة الأطهار ـ لمؤلّفه السيد ضامن بن شدقم المدني

قال السيد في الشجرة : فأبو إبراهيم محمّد خلف ابنين ؛ تاج الدين أبا محمّد إبراهيم الضرير يُعرف بالمجاب وأبا جعفر محمّد الزاهد

فأبو محمّد إبراهيم المجاب خلف أربع بنين ؛ أبا جعفر أحمد الزاهد وأبا الحسين محمّد الحائري وأبا الحسن عليّاً وأبا الغنايم محمّد الحائري .

 

وعقبهم أربعة فنون :

الفن الأوّل : عقب أبي جعفر أحمد الزاهد بن أبي أحمد إبراهيم المجاب أُمّه خديجة بنت ... علي بن أحمد الورع ابن الإمام موسى كان سيداً جليلاً متيناً ديّناً خيّراً جعله الله وجيهاً له ولد منتشر بالحاير وغيره يُعرفون ببني أحمد وقد صاهر بعضهم أبا القاسم بن نعيم رئيس سقي الفرات ثمّ انتقل إلى عكبرا لحاله دون أهله

الفن الثاني : عقب علي بن أحمد المذكور فعلي خلف طعمة وفي نسخة اُخرى أنّ طعمة هو ابن أبي جعفر أحمد طراس المذكور من غير واسطة , والله أعلم .

ويُقال لولده : آل طعمة سادات أجلاء ذو أهل ورياسة ونقابة وعظمة وجلالة بالحائر فكعمّه خلف ثلاث بنين ؛ شرف الدين وعليّاً وقاسم الأسود

أمّا شرف الدين خلف أربعة بنين : ضياء الدين يحيى وعلم الدين وطعمة ومساعد .

وعقبهم أربع عماير :

العمارة الأولى : عقب ضياء الدين يحيى بن شرف الدين المذكور فضياء الدين خلف خمسة بنين ؛ شرف الدين ومحمد وعليّاً ومشعلاً ومنديلاً أمّا شرف الدين خلّف طعمة ثمّ طعمة خلّف ابنين ؛ جعفراً وعلم الدين .

وعقبهما بيتان :

البيت الأوّل : عقب جعفر بن طعمة المذكور فجعفر خلف ستة بنين ؛ شرف الدين وموسى ومنافاً وحارثاً وتماماً وجميلاً

البيت الثاني : عقب علم الدين بن طعمة المذكور فعلم الدين خلف ثلاثة بنين ؛ جميلاً وحسناً وطعمة .

 

وعقبهم ثلاثة أحزاب :

الحزب الأوّل : عقب جميل بن علم المذكور فجميل خلف موسى ثمّ موسى خلف ابنين ؛ ناصراً وحسيناً أمّا ناصراً خلف منصوراً

الحزب الثاني : عقب حسن بن علم الدين المذكور فحسن خلف كاظماً ثمّ كاظم خلف عليّاً

الحزب الثالث : عقب طعمة بن علم الدين المذكور فطعمة خلف أربع بنين ؛ شرف الدين ونعمة الله وحيدراً وطاهراً

أمّا شرف الدين فخلّف مساعداً ثمّ مساعد خلّف محمداً ثم محمّد خلّف أربع بنين ؛ منصوراً وبدر الدين وغياث الدين ومساعد

 

وعقبهم أربعة ثمرات :

الثمرة الأولى : عقب منصور

أخذت هذه الصورة من خطّ جناب السيد محمّد حسن ابن السيد محمّد كاظم (الروضة خوان) عبد الحسين ابن السيد علي ابن السيد جواد ابن السيد حسن ابن السيد سليمان ابن السيد درويش ابن السيد طعمة ابن السيد علم الدين الموقوف عليه فدان السادة 1025 هت ابن السيد طعمة ابن السيد شرف الدين ابن السيد طعمة ابن السيد أبو جعفر أحمد ابن السيد يحيى ابن السيد جعفر محمّد ابن السيد أحمد , يُقال له : إنّه ناظر رأس العين

إلى هنا فصاعداً من كتاب عدّة الطالب في أنساب آل أبي طالب عمدة الطالب للداودي طبع بمبي سنة 1318 هـ وص 192 .

والعقب من محمّد العابد ابن الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام) في إبراهيم المجاب وحده ومنه ثلاثة رجال ؛ محمّد الحائري وأحمد بقصر ابن هبيرة وعلي بالسيرجان من كرمان والبقية لمحمد الحائري ابن إبراهيم المجاب كذا قال الشيخ تاج الدين

وأعقب محمّد الحائري من ثلاثة رجال , وهم : الحسين شبثي وأحمد وأبو علي الحسن بنو محمّد الحائري ؛ فأعقب الحسين شبثي من رجلين ؛ أبي الغنائم محمّد وميمون السخي القصير

فمن عقب أبي الغنائم محمّد بن الحسين الشبثي آل شبثة وآل فخار ومنهم الشيخ علم الدين المرتضى علي ابن الشيخ جلال الدين عبد الحميد ابن الشيخ شمس الدين فخار بن معد بن فخار بن أحمد بن محمّد بن أبي الغنائم المذكور له عقب وآل نزار وهم بنو نزار ابن علي بن فخار بن أحمد المذكور

ومن عقب ميمون القصير بن الحسين شبثة آل وهب , وهم : بنو وهب بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور وآل باقي ومنهم بنو باقي بن محمود بن وهب المذكور وآل الصوال وهو علي بن مسلم بن وهب

وأعقب أحمد بن محمّد الحائري ـ ويُقال لولده : بنو أحمد ـ من علي المجدور وحده ؛ فأعقب علي المجدور من رجلين ؛ هبة الله وأبي جعفر محمّد الخير العمال

فمن ولد الخير العمال ابن علي المجدور آل أبي الفائز بالحائر وهو محمّد بن محمّد بن علي بن أبي جعفر محمّد المذكور ابن علي المجدور ابن أحمد بن محمّد الحائري بن إبراهيم المجاب.

ترجمة الأعلام التي وردت أسماؤهم في الشجرة  محمد العابد.

محمد الأوّل الشهير بالعابد دفين شيراز بجوار روضة أخيه أحمد شاه جراغ، ذكر علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمّة عن إرشاد المفيد محمّد بن النعمان عند ذكر أولاد الإمام موسى بن جعفر (سلام الله عليه) قال : أحمد ومحمد وحمزة لأُمّ ولد روى أنّ محمّد بن موسى صاحب وضوء وصلاة وكان ليله كلّه يتوضأ ويصلّي , فيسمع سكب الماء والوضوء ثمّ يصلّي ليلاً ثمّ يرقد سويعة ثمّ يقوم فيسمع سكب الوضوء , فلا يزال كذلك حتّى يصبح

مزار محمّد العابد في شيراز

قال الراوي : وما رأيته قط إلاّ ذكرت قوله تعالى : كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ذكر صاحب شدّ الإزار في حطّ الأوزار عن زوار المزار عند ذكر أخيه أحمد بن موسى : السيد الأمير أحمد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي المرتضى (رضوان الله تعالى عليهم) , قدم شيراز فتوفي بها أيام المأمون بعد وفاة أخيه الرضا (عليه السّلام) بطوس , وكان أجودهم جوداً وأرقّهم نفساً , قيل : أعتق ألف رقبة من العبيد والإماء في سبيل الله تعالى.

قيل : استشهد ولم يوقف على قبره حتّى ظهر على عهد الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر فبنى عليه بناء وقيل : وجد في قبره كما هو صحيحاً , طري اللون لم يتغيّر وعليه قاضة سابغة وفي يده خاتم نقش عليه : (العزّة لله , أحمد بن موسى) فعرفوه به .

ثمّ بنى عليه الأتابك أبو بكر بناء أرفع منه ثمّ إنّ الخاتون تاشي ـ وكانت خيّرة ذات تسبيح وصلاة ـ بنت عليه قبّة رفيعة وبنت بجنبها عمارة عالية وجعلت مرقدها بجواره في سنة خمسين وسبعمئة (رحمة الله عليهم أجمعين) .

ثمّ ذكر محمّد العابد فقال : السيد محمّد بن موسى , يُقال : إنّه أخوه وهو مزار مبارك , يسكن فيه السادة الأخيار , والصلحاء الأبرار يعقد عليه النذور وفيه لرجال الغيب حضور وحبور وتاريخه يُعلم من تاريخ أخيه , مَنْ يتبعه ويبتغيه (رحمة الله عليهم) .

أقول : بينما يتردد في خبر شهادتهم أو الوفاة يقول عن مشهد ابن أخيهم علي بن حمزة عند ذكر مقابر المصلّى ص 120 : أتى السيد علي بن حمزة ابن الإمام موسى بن جعفر (سلام الله عليهم) ونفر من أقاربه في سنة عشرين ومئتين إلى شيراز متنكّرين فأقاموا في كهف من جبالها وهي المغارة التي اتخذها ابن كوية بعدهم لانزوائه وخلوته وكانوا يجمعون الحطب في أيام ثمّ يبيعونه في يوم على درب اصطخر فيعيشون به .

أنفذ العباسيون في آثارهم جواسيس لاستطلاع أخبارهم ولمّا قدر الله له الشهادة هبط يوماً من الجبل وعلى ظهره المباركة حزمة حطب , فامتد عين بعض أعوان الظلمة إليه فعرفه وأنهى خبره إلى خصي كان [من] قِبلهم , فركب الخصي في فرسانه حتّى وقف على رأسه , وكان به شامة على جبينه فلمّا رآه الخصي قوي ظنّه فقال له : ما اسمك ؟

فقال علي

قال : ابن مَنْ ؟

قال : حمزة

قال : يُقال : إنّ السيد قام وأخذ رأسه بيده ومشى إلى موضع تربته الطيبة , فسقط على جنبه , وبقى أياماً يسمعون منه : لا إله إلاّ الله ثمّ دفنوه

كان لمحمد الأوّل العابد وجاهة ومقام عند أبيه الإمام موسى بن جعفر (سلام الله عليهم) , يكاد لا ينفك منه أو يفارقه

ذكر الخطيب أبو بكر عن إدريس بن أبي رافع عن محمّد بن موسى قال : خرجت مع أبي إلى ضياعه بساية ـ واد من حدود الحجاز , فيه مزارع برواية الحمودي ـ فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها , وأصبحنا على عين من عيون ساية , فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي مستذفر بخرقة , على رأسه قر فخار يفور فوقف على الغلمان فقال : أين سيّدكم ؟

قالوا : هو ذاك

قال : أبو مَنْ يُكنّى ؟

قالوا : أبو الحسن

قال : فوقف عليه فقال : يا سيدي يا أبا الحسن , هذه عصيدة أهديتها إليك

قال : ضعها عند الغلمان فأكلوا منها

قال : ثمّ ذهب ـ فلم نقل : بلغ ـ حتّى خرج على رأسه حزمة حطب حتّى وقف فقال له : يا سيدي , هذا حطب أهديه إليك

قال : ضعه عند الغلمان وهب لنا ناراً فذهب فجاء بنار

قال : وكتب أبو الحسن اسمه , فخرجنا حتّى وردنا مكة فلمّا قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعداً فقال : اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فأعلمني حتّى أمشي إليه ؛ فإنّي أكره أن أدعوه والحاجة إليّ

قال لي صاعد : فذهبت حتّى وقفت على الرجل , فلمّا رآني عرفني , وكنت أعرفه , وكان يتشيّع فلمّا رآني سلّم عليّ وقال : أبو الحسن قدم ؟

قلت : لا

قال : فأيش أقدمك ؟

قلت : حوائج وقد كان علم بمكانه بساية فتبعني وجعلت أتقصى منه ويلحقني بنفسه فلمّا رأيت أنّي لا أنفلت منه مضيت إلى مولاي , ومضى معي حتّى أتيته فقال : ألم أقل لك لا تعلمه ؟

فقلت له : جعلت فداك ! لم أعلمه فسلّم عليه فقال له أبو الحسن : غلامك فلان تبيعه ؟

قال له : جعلت فداك ! الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك

قال : أمّا الضيعة فلا أحبّ أن أسلكها , وقد حدّثني أبي يعرضها عليه مدلاً بها ؛ فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار , وأعتق العبد ووهب له الضيعة

قال الراوي إدريس بن أبي رافع : فهو ذا ولده في الصرافين بمكة .

تاج الدين إبراهيم المجاب

وقفت في مكتبة جامع السبة سالار ميرزا حسين خان في طهران على مشجر في النسب , يقول مؤلّفه في الخاتمة : تمّ على يد الفقير المحتاج إلى رحمة الله الملك القوي محمّد هادي الحسين الحسيني الطباطبائي النسّابة (أصلح الله أحواله) قال عند ذكر المجاب : إبراهيم الضرير الكوفي المجاب برد السلام

يقول الشاعر من ولده :

مـــن أيــن لـلـناسِ مـثـلُ جــدّي *** مـــوســى أو ابــنــه الــمـجـابْ

إذ خاطــبَ السبطَ وهو رمــسٌ *** جــاوبهُ أكــرم الجـــوابْ

ذكر الشيخ شرف العبيدلي النسّابة في مشجره الذي وقفت عليه في مكتبة حرم الرضا بخراسان البيتين : من أينَ للناسِ مثلُ جدّي

ووقفت عند كتابدار مكتبة حرم الرضا المرحوم الشيخ عماد فلي نسخة عمدة الطالب بخطّ النسّابة حسين الكتابدار لروضة مولانا أمير المؤمنين (سلام الله عليه) في الغري الأقدس سنة 1095 , ألف وخمسة وتسعون يُعلّق في الهامش عند ذكر بعض البطون من إملائه على الأصل يقول عند ذكر المجاب : سيد جليل القدر وسبب تسميته بالمجاب على ما قيل : إنّه سلّم على جدّه الحسين (عليه السّلام) , فخرج له الجواب من الضريح المقدس وهو مدفون في الحائر وله قبّة وصندوق ملصقة بحايط حرم جدّه الحسين وقبره معروف يُزار

أقول : كانت تربة المجاب حتّى سنة 1217 سبعة عشر وألف ومئتين ـ على ما ذكره أبو طالب بن محمّد الإصبهاني في رحلته مسير طالبي ـ في الصحن الشريف وعندما حلّق بالروضة الطاهرة ـ الأروقة الثلاثة الشرقي والغربي والقسم الشمالي ـ أصبح عندئذ ضريحه في الرواق الغربي , حيث الشمال كما هو عليه اليوم

وذكر ابن شدقم في الجزء الثالث من مبسوطه تحفة الأزهار في نسب السادة الأطهار : قال السيد في الشجرة : فأبو إبراهيم محمّد العابد خلّف ابنين ؛ تاج الدين أبا محمّد إبراهيم الضرير يُعرف بالمجاب وأبا جعفر أحمد الزاهد

أقول الشجرة لتاج الدين محمّد بن معية الحسني النسّابة وورد في أصل المشجر المؤلّف للشاه طهماسب الصفوي وكان من محتويات مكتبة المرحوم الشيخ عبد الحسين الطهراني في كربلاء عند ذكر المجاب : المكفوف وهو المجاب وقبره مشهور بمشهد الحسين (عليه السّلام) في تربة العلويِّين معروف وعليه قبّة

وقال السيد تاج الدين بن محمّد بن حمزة بن زهير الحسيني نقيب حلب في غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار , طبع مصر سنة 1310 : وبنو المجاب إبراهيم , قالوا : سمّي المجاب بردّ السّلام ؛ وذلك إنّه دخل إلى حضرة أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السّلام) فقال : السّلام عليك يا أبي

فسمع صوت : وعليك السّلام يا ولدي والله أعلم انتزع الرشيد هارون الخليفة العباسي الإمام موسى بن جعفر (سلام الله عليهما) من معتكفه ومحراب عبادته بجوار جدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله) طيبة من غير أيّ جرم أتاه ؛ ليذيقه صنوف العذاب , ويدفنه في غيابات السجون إلى البصرة ثمّ إلى بغداد , من ظُلَمٍ مطمورة إلى ظلم مطمورة حتّى أزهق نفسه وقضى عليه بالسمّ في رجب سنة 183 في حبس السندي بن شاهك ودفن بوصية منه مع الأغلال التي صفد بها آماد حبسه في مقابر قريش في القسم الشمالي من مدينة المنصور ما يلي السور , حذاء قطيعة أمّ جعفر ببغداد قصد محمّد العابد مع شقيقه الأمير أحمد ـ الذي اشتهر عندما وقفوا على ضريحه بشاه جراغ ـ أخاهما علي بن موسى الرضا (عليهما السّلام) على أثر بيعة المأمون العباسي له بولاية عهد الخلافة ؛ ليتصلا به في مرو من بلاد خراسان وقد قضى المأمون على الرضا بالسمّ في صفر سنة 203 في طوس وأمر باستئصال شأفة الطالبيِّين .

ذكروا أنّه حرّج على هذين السيدين عن الخروج من شيراز أمداً ثمّ نفّذوا فيهما ما أمروا له , فاُرمسوا فيها ولهما اليوم مزار مشهور له من الشأن قيمة لا يُستهان بها , وسدنة وقوام .

كان إبراهيم تاج الدين كما سلف ينقل المبسوطات والمشجرات ممتحناً في نفسه , ضريراً مكفوف البصر , أحاطت به الخطوب والأرزاء بصفوف ضروبه ومُزّق هو والأدنون من أهله شرّ ممزّق ؛ لا يقرّ لهم قرار ولا يقلّهم سقف آر وانتشروا كأيدي سبأ ؛ إذ أصبح القتل والتشريد لهم عادة إلاّ أنّ الذي دهم الطالبيِّين يومئذ لم يقتصر فقط على إزهاق نفوس الأحياء منهم أن شمل التعرّض حتّى لحفر أجداث الماضين من الأسلاف وعقد مجالس الخلاعة واللهو للسخرية والاستخفاف بهم .

أورد الطبري في حوادث سنة 236 هـ أنّ المتوكّل أمر بهدم قبر الحسين بن علي (عليه السّلام) , وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقي موضع قبره وأن يمنع الناس من إتيانه فذكر أنّ عامل الشرطة نادى في الناحية : مَنْ وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق فهرب الناس وأقلعوا من المسير إليه وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه

وذكر أبو الفرج الإصبهاني في المقاتل أنّ المتوكّل بعث بالديزج ـ وهو يهودي النحلة , وأسلم ـ إلى قبر الحسين (عليه السّلام) , وأمره بكراب قبره ومحوه وإخراب كلّ ما حوله فمضى وهدم البناء , وكرب نحو مئتي جريب فلمّا بلغ قبره لم يتقدّم إليه أحد فأحضر قوم من اليهود وأجرى الماء حوله

وأورد الطوسي في أماليه عن الديزج هذا فقال : بعثني المتوكّل وكتب معي إلى جعفر بن محمّد بن عمّار القاضي : أُعلمك أنّي بعثت بالديزج إبراهيم إلى نبش قبر الحسين , فقف على الأمر حتّى تعرف فَعَل أو لم يفعل

فقلت : ما أمرت به وأخبرت ابن عمّار أنّي ما وجدت شيئاً فقال لي : أفلا عمّقته ؟ قلت : وما رأيت .

وقال أبو علي العماري : سألت الديزج عن صورة الأمر فقال لي : أتيت في خاصة غلماني ونبشت , فوجدت بارية جديدة وعليها بدن الحسين ووجدت منه رايحة المسك تركت البارية على حالها وأمرت بطرح الشراب وأطلقت الماء والبقر لتمخره وتحرثه , فلم تطأه وكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه

قال أبو الفرج الأصفهاني : حدّثني الأشناني محمّد بن الحسين قال : بعُدَ عهدي بالزيارة خوفاً , ثمّ عملت على المخاطرة بنفسي , وساعدني رجل من العطارين على ذلك فخرجنا زائرين نكمن النهار ونسير الليل حتّى أتينا نواحي الغاضرية وخرجنا منها نصف الليل , فسرنا بين مسلحتين وقد قاموا حتّى أتينا القبر , فخفي علينا فجعلنا نتنسّمه ونتحرّى جهته حتّى أتيناه وقد قُلع الصندوق الذي كان حواليه واُحرق واُجري الماء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق فزرناه وأكببنا عليه , فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قطّ من الطيب فقلت للعطار الذي كان معي : أي رائحة هذه ؟

فقال : لا والله ما شممت مثلها بشيء من العطر فودّعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدّة مواضع فلمّا قُتل المتوكّل اجتمعنا مع جماعة من الطالبيِّين والشيعة حتّى صرنا إلى القبر , فأخرجنا تلك العلامات وأعدناه إلى ما كان عليه

وأورد الطوسي في الأمالي عن عبد الله بن دانية الطوري قال : حججت سنة 247 سبع وأربعين ومئتين فلمّا صدرت من الحج وصرت إلى العراق زرت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) على حال خيفة من السلطان ثمّ توجهت إلى زيارة الحسين (عليه السّلام) فإذا هو قد حُرث أرضه وفُجّر فيها الماء وأُرسلت الثيران والعوامل في الأرض .

فبعيني وبصري كنت أرى الثيران تُساق في الأرض فتنساق لهم , حتّى إذا حاذت القبر حادت عنه يميناً وشمالاً فتضرب بالعصي الضرب الشديد فلا ينفع ذلك ولا تطأ القبر بوجه فما أمكنني الزيارة , فتوجهت إلى بغداد وأنا أقول :

تا اللهِ إن كانت اُمية قد أتتْ  قتلَ ابن بنتِ نبيِّها مظلوما

 فـلقد أتـاهُ بنو أبيهِ بمثلِهِ  هـذا لـعمرك قبرهُ مهدوما

 أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا  في قتلهِ فتتبّعوهُ رميما

ذكر ابن الأثير في الكامل : كان المتوكّل شديد البغض لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته , يقصد مَنْ يبلغه عنه أنّه يتولّى علياً وأهله بأخذ المال والدم ومن ندمائه عبادة المخنّث , [كان] يشدّ على بطنه تحت ثيابه مخدّة , يكشف رأسه وهو أصلع , يرقصه بين يديه والمغنّون يغنّون : أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين

يحكي بذلك علياً , والمتوكّل يشرب ويضحك ففعل ذلك يوماً والمنتصر حاضراً , فأومأ إلى عبادة يتهدّده فأمسك من صنيعه فتنبّه المتوكّل لذلك فقال له المنتصر : يا أمير المؤمنين , الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمّك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك فكل أنت لحمه ولا تُطعم هذا وأمثاله

فأمر المتوكّل المغنين أن يغنّوا جميعاً :

غارَ الفتى لابن عمّه  رأس الفتى في حر امّه

ومن ندمائه علي بن الهجم الشامي الشاعر وعمر بن فرج الرخجي وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني اُميّة وعبد الله بن محمّد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجه

قال أبو الفرج الإصبهاني : كان الفتح بن خاقان يحسن له القبيح في معاملته للطالبيّين استعمل على المدينة ومكة عمر بن فرج فمنعهم من التعرّض لمسألة الناس , [وكان لا يبلغه أن أحداً أبرّ أحداً منهم بشيء] وإن قلّ إلاّ أنهكه عقوبة وأثقله غرماً , حتّى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلّين فيه واحدة بعد واحدة ثمّ يرفعنه ويجلسن على مغازلهنَّ عوارى حواسر

كان لمجرى هذه الكوارث الجافة الخشنة في سلسلة متصلة الحلقات من غير انقطاع ما يقارب الأحد عشر سنة يقرع خبر وقعه المتتالي مسامع تاج الدين إبراهيم أعظم من الصواعق المحرقة المبيدة وهو في مخبئه رهين بيت المحبسين في أحد زوايا الكوفة فكأنّه أصبح شأن كلّ ما حلّ ببيته وأحاط بالأدنين من أهله وما به من شكوى لضرّ ونأي الدار لا قيمة له إزاء ما داهمه .

والسلوى الوحيدة لتخفيف تلك الفجائع القاصمة بطبيعة الحال الوصول إلى الحفرة الطاهرة , وأنّى ذلك له ؛ لضخامة السياج المحيط بجهات ساحة الرمس الأقدس بالجند المسلّح المزوّد بكامل العدّة والعتاد لمنع وصول الوافدين إليه وإن تسنّى للأشناني كان على سبيل الصدف فضلاً عن أنّه كان في غنى لا يحتاج إلى مَنْ يقوده ولا هو علوي تحيطه الرقابة أثر كلّ خطوة

مع ما كان من بعد أمد للخلف وشقة البين محمّد المنتصر لِما هو مجبول عليه بما ينطوي بين جوانحه من التعلّق بعلي والطالبيِّين , مع المهيمن الحاكم بأمره أبوه المتوكّل جعفر والحاشية المحيطة بسدّة الخلافة من ندماء ومغنين , وأرباب مجون وخلاعة على صورة ملائمة دون توتر , حتّى يوم تهديد عبادة في تقليده لعلي .

وأمر المتوكّل بالقيان في فصول الغناء كما سلف , قلب الحاشية للمنتصر ظهر المجن وأعرضوا من احتشامه ؛ لِما يجمعهم مع الخليفة من النصب والشنآن لعلي (عليه السّلام) فصاروا يتوسّلون بكلّ ما يخصّ ولاة العهود من الاستخلاف في إمامة صلوات الأعياد يحبّذون تقديم المعتزّ ويطرونه بالثناء البالغ حتّى يودعه ولاية العهد

حتّى ظهر بجميع معنى الكلمة ما غرسوه نامياً في نفس المتوكّل فأخذ مرّة يشتم المنتصر ومرّة يسقيه فوق طاقته ومرّة يأمر بصفعه وتارة يهدّده بالقتل ويقول بمشهد من رجال الدولة والحاشية : اشهدوا أنّي قد خلعت المستعجل سمّيتك المنتصر فسمّاك الناس المنتظر ثمّ صرت الآن المستعجل ويأمر الفتح بن خاقان بلطمه والمنتصر يتذلّل ولا يجديه

وبلغ أن عزم المتوكّل على قتل ولده المنتصر , فاتفق مع الفتح بن خاقان أن يصيّرا غداءهما لخمس خلون من شوال عند عبد الله بن محمّد البازيار وهناك يقضي على حياة المنتصر مع وصيف وبغا وعدّة من قواد الأتراك ؛ لأجل إحالة إقطاعتهم إلى الفتح .

والقواد الأتراك هم القوّة التي كانت ترتكز عليها حياة الإمبراطورية بشايع حدودها المترامية الأطراف مهيمنة على شؤون الدولة , حتّى أنفاس الخليفة كانت منوطة برعاية حياتهم

فلمّا أصبحت حياتهم مع المنتصر على شفا جرف الانهيار بين عشية أو ضحاها أجمعوا لدرء ما يهدّدهم بسنة تنازع البقاء معاجلة المتوكّل ليلاً قبل أن يباكرهم نهاراً

وكان المتوكّل أصبح لثلاث خلون من شوال نشيطاً مسروراً فرحاً دعا الندماء لمجلسه , وأخذ في الشراب واللهو ولم يزل في قصفه حتّى مضى من الليل شطراً , وأمسى ثملاً , حيث بلغ ما احتساه وتجرّعه من الخمرة أربعة عشر رطلاً

دخل عليه بغا الصغير وأمر الندماء بالانصراف فلم يبقَ سوى الفتح وعثعث وبعض الخدم , وأبواب دار الخلافة موصدة إلاّ مدخل الشط , فأقبل بغلون وباقر وموسى بن بغا وهارون بن صوارتكين وبغا الشرابي بأيديهم السيوف المسلولة فابتدره بغلون بضربة على كتفه واُذنه فأراد المتوكّل الوثوب , واستقبل السيف بيده فأبانها وشركه باقر , فرمى الفتح بن خاقان بنفسه على المتوكّل ليقيه بعجة هارون بسيفه واعتوره هارون وموسى بن بغا بأسيافهما وقطّعاه

قضى المتوكّل دور شبابه قبل أن يلي الخلافة كأقرانه من أعضاء البيت المالك على حياة ترف , بجانب من قصف وولع بخلاعة بالغة أن نقم أخوه الواثق عليه وأطرحه ورفع إليه أنّه يتظاهر بزي المخنّثين , فأمر بأخذ شعر قفاه ويُرمى بوجهه لتطرّفه المشين

والسبب الذي ساق إليه الخلافة إنكار وصيف على حداثة ابن محمّد بن الواثق ؛ لعدم جواز الاقتداء به للصلاة والمتوكّل آنئذ في سروال وقميص جالس بين أبناء الأتراك غير مكترث به

قرأ عليه علي بن يحيى المنجم بين يديه في كتب الملاحم قبل قتله بأيام أنّ العاشر يُقتل في مجلسه بحذف لفظ الخليفة فقال المتوكّل : ليت شعري ! مَنْ هذا الشقي المقتول ؟!

ولم يقتصر لخلاعته واستهتاره ما جناه على نفسه أن قضت عليه بسبيل انتحار فقط أن هوى بعظمة حياة الخلافة , وما كان لها من شموخ ورفعة من خالق إلى أحط دركات الحفيض بما تمهّد للأتراك بعد قتله من التلاعب بمصير مَنْ تعاقبوه من الخلفاء من العزل والنصب والقتل ما شاؤوا وأرادوا دون أيّ مانع ورادع وأخذت وحدة المملكة إلى الانحلال والتجزؤ مستهلاً بآل الصفار , وتمخّض بظهور صاحب الزنج وبه قارن انهيار كيان الدولة أبدياً وسقوطها على قاب قوسين

ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 248 : كان المنتصر عظيم الخلق راجح العقل عزيز المعروف راغباً في الخير جواداً كثير الإنصاف حسن العشرة أمر الناس بزيارة قبر علي والحسين وأمّن العلويِّين وكانوا خائفين أيام أبيه وأطلق وقوفهم , وردّ فدكاً على ولد الحسين وعزل صالح عن المدينة واستعمل علياً فلمّا دخل عليه ليودّعه قال له : يا علي , اُوجّهك إلى لحمي ودمي ـ ومدّ ساعده إلى هذا ـ اُوجّهك فانظر كيف تكون للقوم وتعاملهم ؟ يعني آل أبي طالب

قال : أرجو أن أمتثل أمر أمير المؤمنين إن شاء الله

قال له : إذن تسعد عندي

وورد أنّه أمر بالبناء على قبر الحسين (عليه السّلام) ويُقام على البناء علماً كالميل عالياً ليستدلّ به على موضعه لوافديه

بوغت تاج الدين إبراهيم بخبر إلغاء المنع وانهيار قواعد السياج وإطلاق حرية كلّ مَنْ يشاء زيارة الحسين وقصد حائره دون أيّ تعرّض فكان في طليعة الرعيل الأوّل ممّن قصدوا كربلاء من الكوفة ولما نال من صنوف الإنكار وما أوتيه من إطلاق حرية الإرادة أخذ يبثّ لجدّه الحسين لمّا بلغ ساحة كربلاء ما تكابد من محن وأرزاء مع أدائه لوجائب التحية والسّلام ؛ فلتسليته والترحيب به أجابه السبط بردّ السّلام فاختار تمضية بقيّة أيامه في جواره واتخذه لنفسه ولأعقابه من ولده محمّد الثاني ـ الذي اشتهر بالحائري ـ وطناً ودار إقامة وسكناً من منذ بقيته الباقية من سنة 247 ليومنا هذا سنة 1369 هـ، فلسلالته ألف ومئة واثنان وعشرون سنة لم يزالوا حائزين لشرف الجوار على أثر قصد جدّهم المجاب تاج الدين إبراهيم .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.