المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4955 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الضوء
2025-04-10
البلازما والفضاء
2025-04-10
الكون المتحرك
2025-04-10
الفيزياء والكون .. البلازما
2025-04-10
الفيزياء والكون.. الذرة
2025-04-10
D-dimer (Fragment D-dimer, Fibrin degradation product [FDP], Fibrin split products)
2025-04-10



ما هي المطاعن التي رواها السنة في ابي بكر؟  
  
625   10:52 صباحاً   التاريخ: 2024-10-19
المؤلف : العلامة الحسن بن يوسف المطهر الحلي
الكتاب أو المصدر : نهج الحق وكشف الصدق
الجزء والصفحة : ص 263
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / أولياء وخلفاء وشخصيات / أبو بكر /

الجواب : تسمية أبي بكر بخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله :

منها: قالوا: إنه سمى نفسه: خليفة رسول الله (1)، صلى الله عليه وآله وكتب إلى الأطراف بذلك (2).

وهذا كذب صريح على رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنه لم يستخلفه، واختلف الناس فيه:

فالإمامية قالوا: إنه مات صلى الله عليه وآله عن وصية، وأنه استخلف أمير المؤمنين عليه السلام إماما بعده.

وقالت السنة كافة: إنه مات بغير وصية، ولم يستخلف أحدا، وأن إمامة أبي بكر لم تثبت بالنص إجماعا، بل ببيعة عمر بن الخطاب وأصحابه، وهم أربعة: عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة الجراح، وأسيد بن حضير، وسالم مولى أبي حذيفة لا غير (3).

وقال عمر: (إن لم أستخلف فإن رسول الله لم يستخلف، وإن أستخلف فإن أبا بكر قد استخلف) (4).

وهذا تصريح بعدم استخلاف رسول الله صلى الله عليه وآله أحدا.

وقد كان الأولى أن يقال: إنه خليفة عمر، لأنه هو الذي استخلفه.

 

أبو بكر في جيش أسامة :

ومنها: أنه تخلف عن جيش أسامة وقد أنفذه رسول الله صلى الله عليه وآله معه، وجعل أسامة مولاه أميرا عليه، ولم يزل يكرر الأمر بالخروج، ويقول:

" جهزوا جيش أسامة، لعن الله المتخلف عن جيش أسامة " (5).

 

وإن له شيطانا يعتريه:

ومنها: أنه قال: (إن لي شيطانا يعتريني، فإن استقمت فأعينوني، وإن زغت فقوموني) (6).

وكيف يجوز نصب من يرشده العالم، وهو يطلب الرشاد منهم؟؟.

 

بيعة أبي بكر فلتة:

ومنها: قول عمر: (كانت بيعة أبي بكر فلتة، وقى الله المسلمين شرها، فمن عاد مثلها فاقتلوه) (7).

فيلزم منه: خطأ أحد الرجلين، لارتكاب أحدهما ما يوجب القتل.

 

قول أبي بكر أقيلوني:

ومنها: قول أبي بكر: (أقيلوني فلست بخيركم) (8)، (وزيد في بعض الأخبار): وعلي فيكم.

فإن كان صادقا لم يصلح للإمامة، وإلا لم يصلح أيضا.

 

كون أبي بكر شاكا في خلافته:

ومنها: قوله عند موته: (ليتني سألت رسول الله صلى الله عليه وآله، هل للأنصار في هذا الأمر حق)؟ (9).

وهذا شك في صحة ما كان عليه وبطلانه، وهو الذي دفع الأنصار لما قالوا: (منا الأمير): بقوله: (الأئمة في قريش)، فإن كان الذي رواه حقا، فكيف يحصل له الشك، وإلا فقد دفع بالباطل؟.

من تمنياته عند موته:

ومنها: قوله في مرضه: (ليتني كنت تركت بيت فاطمة لم أكشفه، وليتني في ظلة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين: أبي عبيدة، أو عمر، فكان هو الأمير، وكنت أنا الوزير) (10).

أبو بكر لم يول شيئا من الأعمال:

ومنها: أن النبي صلى الله عليه وآله لم يوله شيئا من الأعمال، وولى غيره.

وأنفذه لأداء سورة " براءة "، ثم رده، فمن لم يستصلح لأداء آيات (11)، كيف يستصلح للرياسة العامة، المتضمنة لأداء جميع الأحكام إلى عموم الرعايا، في سائر بلاده؟.

 

منعه فاطمة إرثها:

ومنها: أنه منع فاطمة إرثها، فقالت: " يا ابن أبي قحافة، أترث أباك، ولا أرث أبي (12)؟، واحتج عليها برواية تفرد هو بها عن جميع المسلمين (13)، مع قلة رواياته، وقلة علمه، وكونه الغريم، لأن الصدقة تحل عليه، فقال لها: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة ".

والقرآن مخالف لذلك، فإن صريحه يقتضي دخول النبي صلى الله عليه وآله فيه، بقوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11] .

وقد نص على أن الأنبياء يورثون، فقال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16] ، وقال عن زكريا: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ } [مريم: 5، 6].

وناقض فعله أيضا هذه الرواية، لأن أمير المؤمنين عليه السلام، والعباس اختلفا في بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله، وسيفه، وعمامته، وحكم بها ميراثا لأمير المؤمنين (14)، ولو كانت صدقة لما حلت على علي عليه السلام، وكان يجب على أبي بكر انتزاعها منه.

ولكان أهل البيت الذين حكى الله تعالى عنهم بأنه طهرهم تطهيرا (15)، مرتكبين ما لا يجوز.

نعوذ بالله من هذه المقالات الردية، وأخذ الاعتقادات الفاسدة..

وأخذ فدكا من فاطمة، وقد وهبها إياها رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يصدقها (16).

مع أن الله قد طهرها وزكاها، واستعان بها النبي صلى الله عليه وآله في الدعاء على الكفار على ما حكى الله تعالى، وأمره بذلك، فقال تعالى: {َقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61] ، فكيف يأمره الله تعالى بالاستعانة، وهو سيد المرسلين بابنته، وهي كاذبة في دعواها، وغاصبة لمال غيرها؟ نعوذ بالله من ذلك..

فجاءت بأمير المؤمنين عليه السلام، فشهد لها، فلم يقبل شهادته.

قال: إنه يجر إلى نفسه.

وهذا من قلة معرفته بالأحكام، ومع أن الله تعالى قد نص في آية المباهلة: أنه نفس رسول الله صلى الله عليه وآله، فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة واستعان به رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر الله في الدعاء يوم المباهلة: أن يشهد بالباطل، ويكذب ويغصب المسلمين أموالهم؟. نعوذ بالله من هذه المقالة..

وشهد لها الحسنان (عليه السلام)، فرد شهادتهما، وقال: هذان ابناك (17)، لا أقبل شهادتهما، لأنهما يجران نفعا بشهادتهما.

وهذا من قلة معرفته بالأحكام أيضا، مع أن الله قد أمر النبي صلى الله عليه وآله بالاستعانة بدعائهما يوم المباهلة، فقال: { أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61]، وحكم رسول الله صلى الله عليه وآله بأنهما سيدا شباب أهل الجنة، فكيف يجامع هذا شهادتهما بالزور والكذب، وغصب المسلمين حقهم؟. نعوذ بالله من ذلك..

ثم جاءت بأم أيمن، فقال: امرأة لا يقبل قولها... مع أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " أم أيمن من أهل الجنة " (18). فعند ذلك غضبت عليه وعلى صاحبه وحلفت أن لا تكلمه، ولا صاحبه، حتى تلقى أباها، وتشكو إليه (19)، فلما حضرتها الوفاة أوصت: أن تدفن ليلا، ولا يدع أحدا منهم يصلي عليها (20).

وقد رووا جميعا: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: " إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك ". (21).

 

طلب إحراق بيت علي (عليه السلام):

ومنها: أنه طلب هو وعمر إحراق بيت أمير المؤمنين عليه السلام، وفيه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفاطمة، وابناهما، وجماعة من بني هاشم، لأجل ترك مبايعة أبي بكر.

ذكر الطبري في تاريخه (22) قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي فقال: (والله لأحرقن عليكم، أو لتخرجن للبيعة).

وذكر الواقدي: أن عمر جاء إلى علي في عصابة فيهم: أسيد بن الحضير، وسلمة بن أسلم، فقال: (اخرجوا أو لنحرقنها عليكم) (23).

ونقل ابن خيزرانة في غرره: قال زيد بن أسلم: كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة، حين امتنع علي وأصحابه، عن البيعة، أن يبايعوا، فقال عمر لفاطمة: (أخرجي من في البيت، وإلا أحرقته ومن فيه)، قال: وفي البيت علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، فقالت فاطمة: " تحرق على ولدي؟

فقال: إي والله، أو ليخرجن وليبايعن " (24).

وقال ابن عبد ربه، وهو من أعيان السنة: فأما علي والعباس، فقعدوا في بيت فاطمة، وقال له أبو بكر: إن أبيا فقاتلهما، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهما الدار، فلقيته فاطمة، فقالت: يا ابن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم (25).

 

ونحوه روى مصنف كتاب: (المحاسن وأنفاس الجواهر).

فلينظر العاقل من نفسه: هل يجوز له تقليد مثل هؤلاء، إن كان هذا نقلهم صحيحا؟، وأنهم قصدوا بيت النبي صلى الله عليه وآله لإحراق أولاده على شئ لا يجوز فيه هذه العقوبة؟. مع مشاهدتهم تعظيم النبي صلى الله عليه وآله لهم.

وكان ذات يوم يخطب، فعبر الحسن، وهو طفل صغير، فنزل من منبره، وقطع الخطبة، وحمله على كتفه، وأصعده المنبر، ثم أكمل الخطبة (26).

وبال الحسين يوما في حجره، وهو صغير، فزعقوا به، فقال:

" لا ترزموا على ولدي بوله " (27).

مع أن جماعة لم يبايعوا (28)، فهلا أمر بقتلهم (29).

وبأي اعتبار وجب الانقياد إلى هذه البيعة؟ والنص غير دال عليها، ولا العقل؟.

فهذا بعض ما نقله السنة من الطعن على أبي بكر، والذنب فيه على الرواة من السنة...

____________

(1) الإمامة والسياسة ج 1 ص 13 وتاريخ الخلفاء ص 78

(2) الصواعق المحرقة ص 54 والاستيعاب هامش الإصابة ج 2 ص 466.

(3) شرح نهج البلاغة لابن الحديد ج 1 ص 73 و 133 و ج 2 ص 7

(4) صحيح مسلم ج 2 ص 193 في كتاب الإمارة، باب الاستخلاف. وتركه، والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 57، والإمامة والسياسة ج 1 ص 23

(5) الملل والنحل للشهرستاني ج 1 ص 23، والسيرة الحلبية ج 3 ص 207، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 1 ص 53 وتاريخ الكامل ج 2 ص 215

أقول: وصرح هؤلاء وغيرهم من أرباب السير والتاريخ بأن أبا بكر، وعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة، كانوا في جيش أسامة، ولعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بلسانه الذي هو لسان الوحي ثابت لكل من تخلف عن جيشه.

(6) الإمامة والسياسة ج 1 ص 6، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 8 والصواعق المحرقة ص 7 ونور الأبصار ص 53 وقال في كنز العمال ج 3 ص 126: " جاء أعرابي إلى أبي بكر فقال أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: لا، قال: فما أنت؟ قال: أنا الخالفة بعده "، أي القاعدة بعده.

أقول: وقد روى ذلك ابن الأثير في نهاية اللغة ج 2 ص 69، ولم يذكر من معاني الخالفة القاعدة، بل ذكر له معاني أخر أحدها: كثير الخلاف. ثانيها: من لا غناء عنده، ولا خير فيه، وفي القاموس ج 3 ص 141: ثالثها: غير نجيب لا خير فيه. ورابعها: الأحمق.

وهكذا في أقرب الموارد ج 1 ص 294، باب خلف.

(7) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 67 وصحيح البخاري، باب رجم الحبلى ج 5 ص 208، والسيرة الحلبية ج 3 ص 363 والصواعق المحرقة ص 5 و 8 و 21، وقال: سنده صحيح.

وفي تاريخ الطبري ج 3 ص 210: (فلتة كفلتات الجاهلية، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه).

(8) الإمامة والسياسة ج 1 ص 14، وكنز العمال كتاب الخلافة ج 3 ص 132 و 135 و 141، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 58 و ج 4 ص 166 و 169.

(9) مروج الذهب ج 2 ص 302، والإمامة والسياسة ج 1 ص 18 و 19، وشرح النهج ج 1 ص 130، و ج 4 ص 130 و 169، والعقد الفريد ج 2 ص 254، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 127

(10) تقدم آنفا تحت رقم 1.

(11) ذكرنا عددا من مصادره فيما سبق.

(12) قال ابن أبي الحديد، في شرح النهج ج 4 ص 86: واعلم أن الناس يظنون: أن نزاع فاطمة أبا بكر كان في أمرين: في الميراث، والنحلة، وقد وجدت في الحديث: أنها نازعت في أمر ثالث، ومنعها أبو بكر إياه أيضا، وهو سهم ذي القربى.

أقول: ادعاؤها الإرث إنما هو في الفيء وصفايا الرسول صلى الله عليه وآله.

وفي مطالبتها بالفيء وجهان:

الأول: كون الفيء ملكا شخصيا للنبي (صلى الله عليه واله، دون الأنفال، والخمس، والغنائم، كما ذكره الثعالبي في سورة الحشر: آية (6 و 7)، راجع: آيات الأحكام للجصاص ج 3 ص 430، والدر المنثور ج 6 ص 192، والسيرة الحلبية ج 2 ص 268، ج 3 ص 361 وفي هامشها سيرة زيني دحلان ج 2 ص 100 وفي الحلبية: أن عمر قال: يا رسول الله، ألا تخمس ما أصبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لا أجعل شيئا جعله الله لي دون المؤمنين، بقوله تعالى: " {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} [الحشر: 7] (الآية) كهيئة ما وقع فيه السهمان ".

الثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله، قسم فيئ بني النضير وغيره على رجال منهم أبو بكر والزبير، واصطفى لنفسه منه ما يصرف منافعه في نوائبه، من نفقة أهله، وأزواجه، ومصارفه الأخرى، كما كان يصطفي الجواري، والفرس من خمس الغنائم، والصفي ملك شخصي له من دون أي ارتياب، إذ لم يقل أحد إن صفايا رسول الله صلى الله عليه وآله من الغنائم، ليست ملكا شخصيا له، ولم يدع ذلك أبو بكر أيضا، إذ ترك الدار والإرث لأزواجه، فإذا توفاه الله ورثته ابنته، وولده، دون غيرهم، ولا يجوز لأحد أن يقول بملك أبي بكر، والزبير، والمهاجرين لما قسم صلى الله عليه وآله فيهم من أموال بني النضير، دون رسول الله صلى الله عليه وآله...

فلما منع أبو بكر فاطمة إرث أبيها قالت: " ثم أنتم الآن تزعمون: أن لا إرث لي، أفحكم الجاهلية تبغون؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون، إيها معاشر المسلمين ابتز إرث أبي، أبالله أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك، ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا "

(راجع: شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 79 و 92، وأعلام النساء ج 3 ص 208

(ط دمشق)، وبلاغات النساء ص 14 ط الحيدرية).

فاضطرب أبو بكر من كلامها فتمسك بحديث (لا نورث)، الذي تفرد به عن جميع الأصحاب، من أهل النبي صلى الله عليه وآله وغيرهم، ولو كان هذا الحديث صحيحا لسمعته أزواج النبي صلى الله عليه وآله منه، ولذا ادعى أزواجه عدا عائشة إرث بعلهن، وطالبن به، كما رواه عدة من أعلام القوم، منهم: البخاري في الصحيح ج 5 ص 187، ومالك في الموطأ ج 2 ص 256، وابن كثير في النهاية ج 4 ص 203، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج 4 ص 83 فترى أن أزواج النبي صلى الله عليه وآله كن يعتقدن أنهن يرثن منه صلى الله عليه وآله، ولم يسمعن منه هذا الحديث المختلق، المخالف لكتاب الله، بل بعد وفاته لم يتكلم به أحد إلى عشرة أيام.

وقد تقدم أن الفيء ملك خالص له صلى الله عليه وآله بنص القرآن، وليس للمسلمين فيه حق، كما صرح به صلى الله عليه وآله في جواب سؤال عمر.

وأخرج ابن سعد في الطبقات ج 2 ص 315 كلاما لعلي عليه السلام، يعرف منه اختلاق هذا الحديث، قال: جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها، وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه، وجاء معهما علي، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لا نورث، ما تركناه صدقة، وما كان النبي يعول فعلي، فقال علي: ورث سليمان داود، وقال زكريا: يرثني ويرث من آل يعقوب؟ قال أبو بكر: هو هكذا، وأنت والله تعلم مثل ما أعلم، فقال علي: هذا كتاب الله ينطق... الحديث، وفي شرح النهج ج 4 ص 81 عن أبي الطفيل، قال: أرسلت فاطمة إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟ قال: بل أهله. قال: قلت: في هذا الحديث عجب، لأنها قالت: أنت ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله أم أهله؟ وهذا تصريح بأنه صلى الله عليه وآله موروث يرثه أهله، وهو خلاف قوله لا نورث..

ثم هناك قول علي (ع): " بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء " (نهج البلاغة).

وأما مطالبتها (ع) بالنحلة، وهي " فدك "، فقد أسلفنا جملة من مصادره فيما سبق.

أضف إلى ذلك كلامها مع علي (ع)، بعد رجوعها من المسجد: " هذا ابن أبي قحافة، يبتزني نحيلة أبي، وبليغة ابني "، راجع مكاتيب الرسول للعلامة الأحمدي ج 2 ص 581

(ط بيروت).

أضف إلى ذلك: ما ذكره أعلام القوم، من كلام بضعة الرسول صلى الله عليه وآله، وشهادة علي (ع)، وأم أيمن، راجع: شرح النهج ج 4 ص 80 و 82 والصواعق ص 22 والسيرة الحلبية ج 3 ص 362، ووفاء الوفاء ج 2 ص 161.

ثم طلب أبو بكر البينة لما ادعت أنها نحلتها، كما في الكتب المذكورة.

وتدل أيضا: على أنها (ع) أصيبت بأبيها خير الآباء، فجلست حزينة كئيبة مشغولة بالعزاء إلى أن مضت عشرة أيام، فبلغها أن أبا بكر أخرج عمالها من فدك. راجع: مكاتيب الرسول ج 2 ص 581، وشرح النهج ج 4 ص 97 ومطالبتها بسهم ذوي القربى قد أخرجه كثير من الأعلام راجع: السيرة الحلبية ج 3 ص 362، وفتوح البلدان ص 44 ووفاء الوفاء ج 2 ص 157، وصحيح مسلم ج 2 ص 143، ومعجم البلدان ج 4 ص 239، وشرح النهج ج 4 ص 86.

ومطالبتها بسهم رسول الله صلى الله عليه وآله من الغنيمة والفيئ، قد ذكره أعاظم القوم. راجع:

كنز العمال ج 3 ص 125 عن أم هانئ، و ج 4 ص 52، والسيرة الحلبية ج 3 ص 361، والبداية والنهاية ج 5 ص 289، وصحيح مسلم ج 2 ص 143.

ومطالبتها بصدقات رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد صرح به أعاظم القوم، منهم: المتقي في كنز العمال ج 3 ص 129، والسمهودي في وفاء الوفاء ج 2 ص 157، ومسلم في صحيحه ج 3 ص 144 والحلبي في السيرة الحلبية ج 3 ص 361، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 86.

(13) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 4 ص 91، وتاريخ الخلفاء ص 73 والملل والنحل ج 1 ص 25، وكنز العمال ج ص 113 والصواعق المحرقة ص 91 و 23، ومسند أحمد ج 1 ص 13.

 (14) وممن رواه العلامة الأحمدي في مكاتيب الرسول ج 2 ص 595، ورواه في شرح النهج ج 4 ص 79 عن كتاب السقيفة، لأبي بكر الجوهري، إلى أن قال: قال أبو بكر: أما بعد، فقد دفعت آلة رسول الله صلى الله عليه وآله، ودابته، وحذاءه إلى علي (ع)، وفي مسند أحمد ج 1 ص 13: أخرج عن ابن عباس، أنه قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلف أبو بكر، خاصم العباس عليا في أشياء، تركها رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال أبو بكر: شئ تركه رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم يحركه فلا أحركه.. الحديث، ومثله في كنز العمال ج 3 ص 125 في أول كتاب الخلافة.

أقول: في هذه الرواية مناقضة ومخالفة أخرى من أبي بكر، لأن مقتضى روايته هو أن تكون هذه المتروكات من الصدقات، فكيف كان عليه أن لا يحركها، وأي تحريك أكبر من حكم النبي صلى الله عليه وآله بأنها صدقة.

(15) قال تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].

(16) ولو أنه صدقها لم ترجع بضعة النبي صلى الله عليه وآله كئيبة حزينة، وواجدة عليه إلى أن توفيت.

(17) السيرة الحلبية ج 3 ص 362، ومكاتيب الرسول ج 2 ص 586، وغيرهما من الكتب المعتبرة

(18) أم أيمن كانت حاضنة النبي صلى الله عليه وآله، وكان يزورها عليه وآله الصلاة والسلام، وقال:

إن أم أيمن أمي بعد أمي، وقال: من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن.

(راجع: صحيح مسلم ج 4 ص 128 ومعارف ابن قتيبة ص 63 والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 385 وتهذيب التهذيب ج 12 ص 459 وذخائر العقبى ص 360

(19) الإمامة والسياسة ج 1 ص 14، وصحيح البخاري ج 6 ص 77، وتاريخ ابن كثير ج 6 ص 333 والتاج الجامع للأصول ج 2 ص 263، وقال: رواه الخمسة، وشرح النهج ج 4 ص 80 و 81 وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 105

(20) أسد الغابة ج 5 ص 524، وصحيح البخاري ج 6 ص 177 وتاريخ الخميس ج 1 ص 313، والاستيعاب ج 2 ص 751، وشرح النهج ج 4 ص 80 و 81

(21) ومن جملة مصادر هذه الرواية الشريفة: مستدرك الحاكم ج 3 ص 153، وأسد الغابة ج 5 ص 522، وتهذيب التهذيب ج 12 ص 442، وكنز العمال ج 6 ص 219 و ج 7 ص 111 عن عدة من الحفاظ، وذخائر العقبى ص 39.

(22) ج 3 ص 198 وراجع أيضا: شرح النهج ج 1 ص 124، فقد رواه عن كتاب السقيفة لأبي بكر الجوهري والملل والنحل ج 1 ص 75

(23) وانظر أيضا: أعلام النساء ج 3 ص 125، وشرح النهج ج 1 ص 134 و ج 2 ص 19

(24) وهذا قريب مما رواه ابن قتيبة في الإمامة والسياسة ج 1 ص 12 وابن الشحنة في تاريخه، بهامش الكامل ج 7 ص 164، وأبو الفداء في تاريخه ج 1 ص 156 وابن عبد ربه في العقد الفريد ج 2 ص 254، واليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 105.

(25) العقد الفريد ج 2 ص 250، و ج 3 ص 63 وراجع أيضا: أعلام النساء ج 3 ص 7 و 12، وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 156.

أقول: بعد ما سمعت بضعة المصطفى أصواتهم، وهي تبكي حزينة كئيبة، نادت بأعلى صوتها: " يا أبت يا رسول الله: ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة؟

(راجع: الإمامة والسياسة ج 1 ص 13، والإمام علي لعبد الفتاح عبد المقصود ج 1 ص 225 وأعلام النساء ج 3 ص 6 و 21).

وقد رآها عمر تصرخ وتولول، ومعها نسوة من الهاشميات تنادي: يا أباب كر، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا أكلم عمر حتى ألقى الله. (شرح النهج لابن أبي الحديد ج 1 ص 134 و ج 2 ص 5 و 19).

(26) وفي أسد الغابة ج 2 ص 14، والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 359 بلفظ آخر.

(27) مجمع الزوائد ج 1 ص 285 ومسند أحمد ج 2 ص 348، وذخائر العقبى ص 131.

(28) وهم من كبار الصحابة، كأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر، وخالد بن سعيد بن العاص، وبريد الأسلمي، وأبي بن كعب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم بن التيهان، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وحذيفة بن اليمان، وسعد بن عبادة، وقيس بن سعد، وعباس بن عبد المطلب، وابنيه الفضل والعباس، والزبير، وزيد بن أرقم. كما ذكرهم اليعقوبي في تاريخه ج 2 ص 124، ومحمد كرد علي في خطط الشام، وابن أبي الحديد في شرح النهج ج 1 ص 74 وص 132.

(29) العقد الفريد ج 2 ص 250 وتاريخ أبي الفداء ج 1 ص 156.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.