المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الإعتكاف
10-10-2019
الكهانة
26-9-2016
اختلاف منهاج اختيار الخليفة
6-12-2019
حساسية للتونة Tuna Allergy
24-8-2020
Hans-Joachim Bremermann
21-2-2018
الحالات المرضية البكتيرية : الحالة السادسة والثلاثون
5-9-2016


ضرورة استقلال الشباب  
  
345   08:44 صباحاً   التاريخ: 2024-08-25
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 44 ــ 45
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

(يقول الدكتور مارس: إن الشباب كائنات مستقلة ويجب عليكم أن تعتبروهم أصحاب شخصية، وفي مرحلة البلوغ أكثر من أي زمن آخر يريد الشاب أن يصبح مهماً ويهتم به، ويحتاج بشدة ان يعتبر صديقاً وشريكاً، فكم يسمع من الشباب (ليت الكبار يتحدثون إلينا مرة بجد) والحقيقة أن هؤلاء الشباب يحتاج إليهم في العالم كأي رجلٍ وامرأة) (1).

(إن حاجة الشباب إلى الاستقلال تماماً كحاجة الطفل إلى الحماية والتعليم. إن تمرد الشباب للوصول إلى الاستقلال أمر طبيعي، ويصبح هذا التمرد مشكلة عندما يسعون للوصول إلى الاستقلال بالوقوف بوجه الوالدين) (2).

حق ابداء الرأي:

(لا شيء أكثر تأثيراً في تربيتهم من حق إبداء الرأي، فلا بد من منحهم حق إبداء الرأي في البيت والمدرسة تماماً كما للشعب الأمريكي هذا الحق. ـ لا أمتلك وقتاً للتوضيح وافعل ما قلته لك ـ إن هذا القول يجب أن يقال وقت الحريق. لكن أن نقول: (كن في الساعة الفلانية في البيت ولا تجادل)، ثم نشغل أنفسنا بقراءة الصحيفة. فبهذا نكون قد سلكنا مسلكاً خاطئاً) (3).

إن إعطاء الاستقلال للشباب وتكريم شخصيته لا يعنيان أن يكون حراً في جميع أعماله لكي يدخل في أي محيط فاسد كما يشاء، أو يجالس صديقاً منحرفاً، وأن يؤدي ما يشاء من الأعمال، وفي النتيجة يصبح شخصاً متمرداً عاصياً. إنه لخطأ أرتكبه العالم الغربي عندما منح الشباب حرية أكثر مما تقتضيه المصلحة، ولهذا يواجه الآن مشاكل ومصائب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المشاكل الروحية للشباب، ص 73 و47.

2ـ المصدر السابق.

3ـ المصدر السابق، ص 62. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.