تكلم عيسى في المهد
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج1، ص333-334.
2024-11-07
1208
تكلم عيسى في المهد
قال تعالى : {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ} [آل عمران : 46]
قال علي بن إبراهيم : « أي ذا وجه وجاه » « 1 » .
أقول : تشير هذه الآية إلى تكلّم عيسى عليه السّلام وهو في المهد .
فقد جاء في سورة مريم أنّه لدفع التهمة عن أمّة تكلّم في المهد كلاما فصيحا أعرب فيه عن عبوديّته للّه ، وعن كونه نبيّا .
ولمّا لم يكن من الممكن أن يولد نبيّ من رحم غير طاهرة ، فإنّه يؤكد بهذا الإعجاز طهارة أمّه .
« المهد » هو كلّ مكان يعدّ لنوم المولود حديثا ، سواء أكان متحرّكا أم ثابتا .
وتشير الآية كذلك إلى أنّ المسيح لا ينطق إلّا بالحق منذ ولادته حتى كهولته ، وأنّه يواصل الدعوة إلى اللّه وإرشاد الناس ولا يفتر عن ذلك لحظة واحدة .
« الكهولة » هي متوسط العمر ، وقيل إنّها الفترة ما بين السنة الرابعة والثلاثين حتى الحادية والخمسين ، وما قبلها « شاب » وما بعدها « شيخ » .
ولعلّ إيراد هذا التعبير عن المسيح ضرب من التنبّؤ بعودة المسيح إلى الدنيا ، إذ أننا نعلم من كتب التاريخ أنّ عيسى عليه السّلام قد رفع من بين الناس إلى السماء وهو في الثالثة والثلاثين من عمره . وهذا يتّفق مع كثير من الأحاديث الواردة عن عودة المسيح في عهد الإمام المهدي عليه السّلام ويعيش معه بين الناس ويؤيّده . وبعد ذكر مناقب المختلفة يضيف إليها وَمِنَ الصَّالِحِينَ . ومن هذا يتّضح أنّ الصلاح من أعظم دواعي الفخر والاعتزاز ، وتنضمّ تحت لوائه القيم الإنسانية الأخرى .
_______________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 102 .
------------------------------
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة