المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


القول في ناسخ القرآن ومنسوخه  
  
1408   10:53 صباحاً   التاريخ: 22/10/2022
المؤلف : السيد محمد علي أيازي
الكتاب أو المصدر : تفسير القرآن المجيد المستخرج من تراث الشيخ المفيد
الجزء والصفحة : ص43-48.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-1-2016 4408
التاريخ: 12-10-2014 1745
التاريخ: 18-11-2014 4454
التاريخ: 8-11-2020 3318

{ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }

                                                                        (البقرة /١٠٦)

أقول: إن في القرآن ناسخاً ومنسوخاً، كما أن فيه محكماً ومتشابهاً، بحسب ما علمه الله من مصالح العباد، قال الله عز اسمه: { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }.

والنسخ عندي في القرآن إنما هو نسخ متضمنة من الأحكام، وليس هو رفع أعيان المنزل منه، كما ذهب إليه كثير من أهل الخلاف، ومن المنسوخ في القرآن قوله تعالى: { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة: 240]. وكانت العدة بالوفاة بحكم هذه الآية حولا ثم نسخها قوله تعالى:   { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا } [البقرة: 234]. واستقر هذا الحكم باستقرار شريعة الإسلام، وكان الحكم الأول منسوخاً، والآية به ثابتة غير منسوخة، وهي قائمة في التلاوة كناسخها بلا اختلاف، وهذا مذهب الشيعة وجماعة من أصحاب الحديث و أكثر المحكمة والزيدية، و يخالف فيه المعتزلة وجماعة من المجبرة، ويزعمون أن النسخ قد وقع في أعيان الآى، كما وقع في الأحكام، وقد خالف الجماعة شذاذ انتموا إلى الاعتزال وأنكروا نسخ ما في القرآن على كل حال (1). وحكي عن قوم منهم أنهم نفوا النسخ في شريعة الإسلام على العموم، وأنكروا أن يكون الله نسخ شيئاً منها على جميع الوجوه والأسباب(2) .

ذكر أبو جعفر [الصدوق]: أن النسيان(3) من الله يجري مجرى المخادعة منه للعصاة، وأنه سمى ذلك باسم المجازي عليه.

قال أبوعبدالله: الوجه فيه غير ذلك، وهو أن النسيان في اللغة هو الترك والتأخير.

قال الله تعالى: { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا }. يريد ما ننسخ من آية (أو- ظ ) نتركها على حالها أو نؤخرها؛ فالمراد بقوله تعالى: { نسوا الله } تركوا إطاعة الله تعالى وقوله: { فنسيهم }، يريد به تركهم من ثوابه وقوله تعالى: {أنساهم أنفسهم} [الحشر:19] أي ألجأهم إلى ترك تعاهدها ومراعاتها بالمصالح بما شغلهم به من العقاب.

فهذا وجه وجهه وإن كان ذلك وجهاً غير منكر، والله ولي التوفيق (4).

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى ...}

                                                                 (البقرة / 113)

وكان ممن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران في ثلاثين رجلاً من النصارى، منهم العاقب والسيد وعبد المسيح، فقدموا المدينة وقت صلاة العصر وعليهم لباس الديباج

والصلب! فصار إليهم اليهود وتسائلوا بينهم، فقالت النصارى لهم: لستم على شيء وقالت لهم اليهود: لستم على شيء، وفي ذلك أنزل الله سبحانه: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ...} إلى آخر الآية.

فلما صلى النبي (صلى الله عليه وسلم) العصر توجهوا إليه يقدمهم الأسقف، فقال له: يا محمد: ما تقول في السيد المسيح؟ فقال النبي: عبدالله اصطفاه وانتجبه.

فقال له الأسقف: أتعرف  يا محمد  أباً ولد؟ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): لم يكن عن نكاح فيكون له والد. قال: فكيف قلت أنه عبد مخلوق، وأنت لم تر عبداً مخلوقاً إلا عن نكاح وله والد؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى الآيات من سورة آل عمران إلى قوله:

{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }[ال عمران:59-61].

فتلاها النبي (صلى الله عليه وسلم) على النصارى ودعاهم إلى المباهلة، وقال: إن الله (عزوجل) أخبرني أن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة، ويبين الحق من الباطل بذلك؛ فاجتمع الأسقف مع عبدالمسيح والعاقب على المشورة، واتفق رأيهم على استنظاره إلى صبيحة غد من يومهم ذلك.

فلما رجعوا إلى رحالهم، قال لهم الأسقف: انظروا محمداً في غد، فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه؛ فإنه على غير شيء.

فلما كان من الغد، جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) آخذاً بيد علي بن أبي طالب، والحسن والحسين يمشيان بين يديه، وفاطمة تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم.

فلما رأى الأسقف النبي (صلى الله عليه وسلم) قد أقبل بمن معه، سأل عنهم؟ فقيل له: هذا ابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو صهره وأبو ولديه وأحب الخلق إليه، وهذان الطفلان ابنابنته من علي، وهما من أحب الخلق إليه، وهذه الجارية بنته فاطمة (عليها السلام)، أعز الناس عليه وأقربهم إلى قلبه.

فنظر الأسقف إلى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم: انظروا إليه قد جاء بخاصة من ولده وأهله ليباهل بهم واثقاً بحقه، والله ما جاء بهم وهو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته، والله لولا مكان قيصر لأسلمت له، ولكن صالحوه على ما يتفق بينكم وبينه، وارجعوا إلى بلادكم وارتؤوا لأنفسكم، فقالوا له: رأينا لرأيك تبع؛ فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك ولكنا تُصالحك، فصالحنا على ما ننهض به.

فصالحهم النبي (صلى الله عليه وسلم) على ألفي خلة من خلل الأواقي، قيمة كل خلة أربعون درهماً جياداً؛ فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك، وكتب لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) كتاباً على ما صالحهم عليه، وكان الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لنجران وحاشيتها في كل صفراء وبيضاء وثمرة ورقيق، لا يؤخذ منهم شيء غير ألفي خلة من خلل الأواقي، ثمن كل حلة أربعون درهما، فما زاد أو نقص فبحساب ذلك، يؤدون ألفاً منها في صفر، وألفاً منها في رجب، وعليهم أربعون ديناراً مثواة رسولي فما فوق ذلك، وعليهم في كل حدث يكون باليمن من كل ذي عدن عارية مضمونة ثلاثون درعاً وثلاثون فرساً وثلاثون جملاً عارية مضمونة، لهم بذلك جوار الله وذمة محمد بن عبدالله، فمن أكل الربا منهم بعد عامهم هذا فذمتي منه بريئة.

وأخذ القوم الكتاب وانصرفوا.

فصل

وفي قصة أهل نجران بيان عن فضل أمير المؤمنين، مع ما فيه والمعجز الدال على نبوته.

ألا ترى إلى اعتراف النصارى له بالنبوة، وقطعه * على امتناعهم من المباهلة، وعلمهم بأنهم لو باهلوه لحل بهم العذاب، وثقته (صلى الله عليه وسلم) بالظفر بهم والفلج بالحجة عليهم. وأن الله تعالى حكم في آية المباهلة لأمير المؤمنين بأنه نفس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كاشفاً بذلك عن بلوغه نهاية الفضل، ومساواته للنبي (صلوات الله وسلامه عليه) في الكمال والعصمة من الآثام، وأن الله تعالى جعله وزوجته وولديه  مع تقارب سنهما  حجة لنبيه (صلى الله عليه وسلم)، وبرهاناً على دينه، ونص على الحكم بأن الحسن والحسين أبناؤه، وأن فاطمة * نساؤه المتوجه إليهن الذكر والخطاب في الدعاء إلى المباهلة والاحتجاج، وهذا فضل لم يشركهم فيه أحد من الأمة، ولأقاربهم فيه ولأماثلهم في معناه، وهو لاحق بما تقدم من مناقب أمير المؤمنين الخاصة له، على ما ذكرناه. (5)

{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا }

                                                                        (البقرة / ١٤٤)

[انظر: سورة المائدة، آية 97، في تحديد القبلة، من المقنعة : 95.]

{ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ... الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ ... أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ }

                                                                (البقرة / ١٥٥ - ١٥٧)

{ انظر: سورة التوبة، آية 100، في مسألة السبق إلى الإيمان والإسلام، من الإفصاح: 80.]

{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ...}

                                                                        (البقرة / ١٧٧)

[انظر: سورة النساء، آية 59، حول النصوص الدالة على إمامة علي (عليه السلام)، من الرسالة العكبرية: ۱۱۰، و سورة التوبة، آية 119، من الفصول المختارة : ١٠٢.]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ...}

                                                                         (البقرة / ١٧٨)

[انظر: سورة المائدة، آية ٤٥، في أحكام القصاص وقتل الرجل المرأة، من المسائل الصاغانية : ٤٤.]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- نسب هذا القول إلى طائفة شاذة من المعتزلة أبو الحسن الامدي في كتاب الإحكام؛ فقال: اتفق العلماء على جواز نسخ التلاوة دون الحكم وبالعكس و نسخهما معاً، خلافاً لطائفة شاذة من المعتزلة (الأحكام ٤: ٢٠١، طبع مصر). وأما النافي لوقوع النسخ في الشريعة، فقد نسب ذلك إلى أبي مسلم الاصبهاني، المفسر الشهير، مع تجويز ذلك عقلاً، قال - ال على ما حكي عنه : (ليس في القرآن آية منسوخة) و قد تأول الآيات التي يدعى أنها منسوخة، و خرج لكل آية منها محملاً على وجه من التخصيص والتأويل.

2- أوائل المقالات: ١٤٠، والمصنفات ٤: ١٢٢.

3- قوله تعالى: { نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون } سورة التوبة: 67. قد سبق الأصل في تفسير أمثال هذه في آية { الله يستهزئ بهم } الخ، وآيات أخرى أن ذلك وارد مورد تمثيل العمل و تشبيه الفاعل في ظاهر فعله كقولهم { فلان نام عن حقه و تحزم لحق غيره }، وقولهم لمن أساء على من أحسنوا إليه: { نسيت الجميل } في حين أنه غير ناس، لكنه يعمل عمل الناسي أي الإساءة على المحسن، نظير اتخاذ البلغاء غير الجاحد جاحداً إذا وجدوه عاملا عمل المنكرين، كقول الشاعر:

جاء شقيق عارضا رمحه             أن بني عمك فيهم رماح

وبالجملة فالوجه الذي استقبلناه في تأويل الآيات هو الاستعارة، والوجه الذي استقبله الصدوق أبو جعفر أشبه بالمجاز المرسل.

وأما تأويل النسيان إلى معنى الترك كما أفاده الشيخ المفيد فماله إلى الاشتراك اللفظي.

4- تصحيح الاعتقاد: ۲۲، والمصنفات 5: 38.

5- الإرشاد: 89؛ والمصنفات 11: 166.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .