أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/11/2022
1016
التاريخ: 13-5-2021
1631
التاريخ: 19/11/2022
1270
التاريخ: 14/11/2022
1036
|
المحيط الطبيعي: المسرح الشرقي مقابل الغربي
كانت العمليات النهرية في المسرحين الشرقي والغربي للحرب الأهلية مختلفة جدا نظرا للفروقات في جغرافيتها الطبيعية. فقد كان المسرح الشرقي محدودة بمنطقة شرقي بلو ريدج، بين واشنطن العاصمة، وريتشموند، والمشهد الجغرافي مؤلف من تشكيلة سفوح الجبال المرتفعة والسهول الساحلية (1938 Fenneman). ويشمل المشهد نموذج التصريف المائي المتشعب بالأنهار التي تتدفق عمودية نحو الساحل عبر خط العمليات مباشرة (انظر الشكل 8-4). وفي النتيجة، شكلت الأنهار الشرقية عقبات، واقتصرت أغلبية العمليات على عمليات مدروسة لعبور الأنهار أو تحصين الممرات النهرية التي يسهل خوضها. كانت الإشكالات الجغرافية للمشهد النهري مختلفة جدا في المسرح الغربي، حيث تدفقت الروافد الكبرى لنهر الميسيسبي عبر منطقة ذات جغرافيا طبيعية تشمل حوضا داخلية كبيرة (1938 Fenneman). وتشمل هذه المنطقة مساحة كبيرة من الطبقات المتموضعة أفقية، والتي تنحدر قليلا نحو خليج المكسيك بنمط تصريف مائي ذي تعريش شجري متميز. وفي هذا المشهد الجغرافي، تميل الأنهار الكبيرة إلى التدفق جنوبا، بشكل متعامد مع الخطوط الكونفيدرالية. ولذلك، أمكن توظيف الأنهار لاختراق وإرباك استراتيجية الدفاع الكونفيدرالية في الغرب (1989 Catton).
ويوضح الشكل (8-4) مدى جسامة هذه المعضلة الجغرافية بصورة واضحة. فنهر کمبرلاند يوفر خطا مباشرة للتقدم نحو ناشفيل، ليعمل على أنه مرکز مواصلات رئيسي ومركز للتصنيع. وعندما تم اختراق الخط الكونفيدرالي على طول هذا النهر في حصن دونلسون، انتهى مصير ناشفيل، ولم يتمكن جنرالات التمرد من القيام إلا بعمل ضئيل لمنع سفن الاتحاد المدرعة من دك جسور السكك الحديدية وموانئ الأنهار، حيث عاثوا بحرية عبر کمبرلاند.
كانت خسارة حصن هنري أكثر صعوبة (انظر الشكل 8-4). وإلى الجنوب من ذلك الحصن، يخترق نهر تينيسي وسط مدينة تينيسي وشمالي ألاباما على شكل صنارة صيد ضخمة (1958 Foote). وعندما استولى جرانت على حصن هنري في فبراير 1862، أصبح مركز الخط الكونفيدرالي في الغرب بأكمله مفتوحة أمام تقدم قوات الاتحاد التي تتحرك عبر النهر، وفي الواقع، فقد وصلت زوارق الاتحاد المزودة بالمدفعية جنوبا إلى ألاباما لتعيث دمارا حيثما انتقلت وتدمر جسور السكك الحديدية والزوارق النهرية والمصانع (1996 Coombe). وقد استغل جرانت هذه المزية الجغرافية وتقدم بسرعة على طول النهر إلى شيلوه في مارس وإبريل 1862 (1989 Catton).
وفي آن معا، وضمن إطار تقدم الاتحاد نحو الجنوب، شن جيش اتحادي آخر هجوما للاستيلاء على المعقل العسكري الكونفيدرالي الذي يسد الميسيسبي عند الجزيرة رقم 10 مقابل نیو مدريد في ميسوري (انظر الشكل 8-4). وهنا يقوم الميسيسبي بأحد تعرجاته الهائلة. وكان هدف الاتحاد هو الجزيرة رقم 10، التي سميت كذلك لأنها كانت عاشر جزيرة جنوبي تقاطع نهر أوهايو مع الميسيسبي (1994 Nevin) . فجغرافية الجزيرة رقم 10 أكسبتها أهمية استراتيجية كبيرة؛ فقد اختارتها القوات الكونفيدرالية معقلا عسكرية رئيسية، لأنها اضطرت إلى التخلي عن مزيد من حصونها الشمالية الرئيسية في كنتاكي (انظر الشكل 8-3)، التي تم الالتفاف عليها بعد خسارة حصني هنري ودونلسون.
كانت الجزيرة رقم 10 هي المنطقة الوحيدة التي يمكن الدفاع عنها على نهر الميسيسبي، شالي ممفیس، وقد اعتبر الجنرال ب.ت. ج. بیورجارد الاحتفاظ بهذا الحصن أمرا أساسيا لحظوظ الكونفيدرالية في الغرب (1883The War of Rebellion). كما اعتبر أن الجزيرة رقم 10 هي النقطة الاستراتيجية الحاسمة على طول نهر الميسيسبي لأنها وقفت بثبات في وجه التقدم الاتحادي المرتقب جنوبا على طول محور النهر. فموقع الجزيرة رقم 10 في قاعدة التعرج، بالإضافة إلى الضفاف المغمورة بالفيضان على طول شاطئ تينيسي، قد منع العمليات النهرية من نيو مدريد إلى ممفيس. مما أجبر بیورجارد على إصدار أوامره بإنشاء سلسلة حصون على الجزيرة، بحيث تتمكن المدفعية الثقيلة من تغطية كل ممر ممكن على طول النهر والضفاف المجاورة. وتم وضع أكبر الأسلحة المتاحة للمتمردين في التحصينات (1883The War of Rebellion). كانت الجزيرة رقم 10 تقع (لم يعد لها وجود) في قاعدة التعرج الجنوبي، وكانت بلدة نيو مدريد تقع في أعلى الحلقة الشمالية لنهر الميسيسبي في عام 1862 (انظر الشكل 8-5). والمسافة الممتدة على خط مستقيم من الجزيرة رقم 8 إلى نيو مدريد تبلغ نحو 10 أميال، ولكنها تبلغ 24 ميلا عبر النهر. وبالمثل، تبلغ المسافة برة من الجزيرة رقم 10 إلى تيبتونفيل 10 أميال، ولكنها تبلغ 26 ميلا عبر المياه. وكان معظم الأراضي المحيطة بالحصن مغمورة بالمياه وعلى شكل مستنقعات، مما يعوق بشكل شديد الحركة إلى الحواجز المجاورة للنهر .(The War of Rebellion 1883)
بحيرة ریلفوت (انظر الشكل 8-5) هي بحيرة اصطناعية تشكلت بفعل زلزال نيو مدريد الذي حدث عام 1811 وكانت تعتبر حاجزا لا يمكن عبوره، حيث منع حركة القوارب (1996 Coombe). ولذلك لم يكن من الممكن شن هجوم للاستيلاء على الحصن إلا من خلال عبور النهر، أو من جهة الشمال من خلال الطريق التي كانت تمر عبر تيبتونفيل (1897 Dodge). وكان الحصن نفسه، الذي اعتبره كثيرون منيعة، يتألف من سلسلة من الأعمال الأرضية مع تسعة وأربعين مدفعة ثقيلا و9000 جندي محنك، تدعمهم خمس مدفعيات إضافية على ضفة نهر تینیسي (1883 The War of Rebellion). کما كان هناك مدفعية عائمة وأسطول صغير من الزوارق الحربية لتعزيز الدفاعات الأرضية. ولذلك كان على القوات الاتحادية أن تخوض معركتين صعبتين: واحدة ضد هذه المجموعة الكبيرة من القوى الاتحادية؛ والأخرى، ضد الجغرافيا المتمثلة بالأرض المغمورة بالمياه والتيارات الغادرة والحواجز الرملية الموجودة ضمن عقدة المنعطف النهري المجاور للحصن (1994 Nevin).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|