المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4893 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



مسألة طول الغيبة وطول عمر الحجة عليه السلام  
  
1453   12:38 صباحاً   التاريخ: 1-08-2015
المؤلف : الشيخ أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي
الكتاب أو المصدر : تقريب المعارف
الجزء والصفحة : ص 448
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

وأما طول الغيبة وتراخي الزمان بها، فلثبوت الواجب لها، واستمراره من إخافة الظالمين، وإصرارهم على الظلم والعزم على استيصال الحجة، وإذا كان ماله وجبت الغيبة مستمرا حسن لذلك استمرارها، وكانت التبعة على موجب ذلك دون الحجة المضطر إليها.

وأما طول العمر وبقاء الشباب مع كونه خلافا للعادات، فلا قدح به، لكونه مقدورا للقديم سبحانه وشائعا في حكمة، وإنما يفعل منه من طول وقصر وشيخوخة وتبقية شباب ما يقتضي المصلحة فعله، لكون ذلك موقوفا على مقدوره تعالى المعلوم حسن جميعه وتعلقه بمقدوره تعالى بغير شبهة على موحد.

وإنما استبعد ذلك ملحد يضيف التأثيرات إلى الطبائع أو الكواكب، فأما من أثبت صانعا قادرا لنفسه فشبهته في ذلك ساقطة، ولم يبق إلا استبعاده في العادة مع المنع من خرق العادات لغير الأنبياء عليهم السلام، وكلا الأمرين ساقط:

أما استبعاده في العادة، فالمعلوم خلافه.

لإجماع الأمة على طول عمر نوح عليه السلام، وأنه عاش ألفا ومائتين، وقد نطق القرآن بنبوته في قومه داعيا ألف سنة إلا خمسين عاما، ولا شبهة في وجوده حيا قبل الدعوة وبعد الطوفان.

وأجمع العلماء بالنقل على كون الخضر عليه السلام حيا باقيا إلى الآن، وهو على ما وردت الروايات به من ولد الثاني (1) من ولد نوح عليه السلام، ويكفي كونه صاحبا لموسى بن عمران عليه السلام باقيا إلى الآن.

وقد تواتر الخبر وأجمع أهل السيرة على طول عمر لقمان الحكيم عليه السلام، وأنه عاش عمر سبعة أنسر، وفيه يقول الأعشى، شعر:

لنفسك أن تختار سبعة أنسر ** إذا ما مضى نسر خلوت إلى نسر

فعمر حتى خال أن نسوره‏  ** خلود و هل تبقى النفوس على الدهر

و قال لأدناهن إذ حل ريشه‏ ** هلكت و أهلكت بن عاد و ما تدري‏ (2)

وإنما اختلفوا في عمر النسر، ففيهم من قال: ألف سنة، وفيهم من قال: خمس مائة سنة، وأقل ما روي: أن عمر السبعة الانسر الذي عاشه لقمان ألف وخمسون ومائة سنة.

وقد تناصرت الروايات بطول عمر سلمان الفارسي رضي الله عنه، وأنه لقي من لقي المسيح عليه السلام، وعاش إلى خلافة عمر بن الخطاب.

ونقل الكل من أصحاب الحديث أو من تثبت بنقله الحجة من الفرق المختلفة أخبار المعمرين ودونوا أشعارهم وأخبارهم.

فمن ذلك: عمرو بن حممة الدوسي، عاش أربع مائة سنة حاكما على العرب، وهو ذو الحلم الذي يقول فيه الملتمس اليشكري، شعر:

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ** و ما علم الإنسان إلا ليعلما (3)

     

وهو القائل:

كبرت وطال العمر حتى كأنني‏

 

سليم أفاع ليله غير مودع‏

فما الموت أفناني و لكن تتابعت‏

 

علي سنون من مصيف و مربع‏

ثلاث مئين قد مررن كواملا

 

وها أنا هذا أرتجي مر أربع‏(4)

     

ومنهم: الحارث بن كعب بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد المذحجي ، وكان من حكماء العرب وفصحائهم، وهو القائل، شعر:

أكلت شبابي فأفنيته‏

 

وأمضيت بعد دهور دهورا

ثلاثة أهلين صاحبتهم‏

 

فبادوا و أصبحت شيخا كبيرا

عسير القيام قليل الطعام‏

 

قد ترك الدهر خطوي قصيرا

أبيت أراعي نجوم السما

 

أقلب أمري بطونا ظهورا

     
(5)

ومنهم: المستوغر، وهو عمرو بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد بن (6) مناة بن تميم بن مربن أد بن طلحة (7) بن إلياس بن مضر.

عاش ثلاث مائة، وأدرك أول الإسلام، وروي أنه مات قبل ظهور النبي صلى الله عليه وآله، وهو القائل، شعر:

و لقد سئمت من الحياة و طولها

 

و عمرت من عدد السنين مئينا

مائة أتت من بعدها مائتان لي‏

 

و ازددت من عدد الشهور سنينا

هل ما بقي إلا كما قد فاتنا

 

يوم يكر و ليلة تحدوها (8)

     

ومنهم: دويد بن زيد بن نهد بن (9) سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة بن مالك ابن مرة بن مالك بن حمير.

عاش أربع مائة سنة وستا وخمسين سنة، وهو القائل، شعر:

                                             اليوم يبنى لدويد بيته‏

إلى قوله، شعر:

لو كان للدهر بلى أبليته‏

 

أو كان قرني واحدا كفيته‏(10)

     

ومن قوله، شعر:

ألقى علي الدهر رجلا و يدا

 

و الدهر ما أصلح يوما أفسدا

يفسد ما أصلحه اليوم غدا

(11)

 

ومنهم: زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف ابن قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير، عاش مائتي سنة، وواقع مائتي وقعة، .. وكان سيدا مطاعا شريفا في قومه، ويقال: كانت فيه عشر خصال، لم يجتمعن في غيره من أهل زمانه: كان سيد قومه، وشريفهم، وخطيبهم، وشاعرهم، ووافدهم إلى الملوك، وطبيبهم، وكاهنهم، وفارسهم، وله البيت فيهم، والعدد منهم. وله حكم ووصايا وأشعار مشهورة. فمن قوله، شعر:

لقد عمرت حتى ما أبالي‏

 

أ حتفي في صباحي أو مسائي‏

     

و حق لمن أتت مائتان عاما

 

عليه أن يمل من الثواء (12)

 

     

 

           

ومنهم: ذو الإصبع العدواني، واسمه حرثان بن محرث بن الحارث بن ربيعة بن وهب بن ثعلبة بن ظرب بن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان، وكان شاعرا فصيحا ومن حكماء العرب، عاش مائة سنة وسبعين سنة، وفي رواية أبي حاتم أنه عاش ثلاث مائة سنة، ومن حسن شعره:

لا يبعدن عهد الشباب و لا

 

لذاته و نباته‏ (13)النضر

هزئت أثيلة إن‏ (14) رأت هرمي‏

 

و أن أنحني لتقادم ظهري‏

أكاشر ذا الطعن‏(15) المبين عنهم‏

 

و أضحك حتى يبدو الناب أجمع‏

و أهدنه بالقول هدنا و لو يرى‏

 

سريرة ما أخفي لبات يفزع‏

     

(16).

ومنهم: الربيع بن ضبع الفزاري، روي أنه دخل على عبد الملك بن مروان، فقال له: يا ربيع أخبرني عما أدركت من العمر ورأيت من الخطوب الماضية؟ فقال: أنا الذي أقول، شعر:

ها أنا ذا آمل الخلود و قد

 

أدرك عقلي و مولدي حجرا

     

فقال عبد الملك: قد رويت هذا من شعرك وأنا صبي، يا ربيع لقد طلبك جد غير عاثر ففصل لي عمرك، فقال عشت مائتي سنة في فترة عيسى عليه السلام وعشرين ومائة في الجاهلية وستين في الإسلام، وهو القائل، شعر:

إذا كان الشتاء فأدفئوني‏

 

فإن الشيخ يهدمه الشتاء

فأما حين يذهب كل قر

 

فسربال خفيف أو رداء

     

 

إذا عاش الفتى مائتين عاما

 

فقد ذهب المسرة و الفتاء

     

(17).

ومنهم: عبد المسيح بن بقيلة، واسمه ثعلبة بن عمرو بن قيس بن حيان، عاش ثلاث مائة سنة وخمسين سنة، وأدرك الإسلام فلم يسلم وكان نصرانيا، وبنى له قصرا بالحيرة، وعاش إلى خلافة عمر، ولما نزل خالد بن الوليد بالحيرة صالحه على مائة ألف درهم، فقال في ذلك، شعر:

أ يعد المنذرين أرى سواما

 

تروح بالخورنق و السدير

تحاماه فوارس كل قوم‏

 

مخافة ضيغم عالي الزئير

     

 

إلى قوله‏

نؤدي الخرج بعد خراج كسرى‏

 

و خرج من قريظة و النضير

كذاك الدهر دولته سجال‏

 

فيوم من مساة أو سرور (18)

ومنهم: النابغة الجعدي، واسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ويكنى أبا ليلى، وأدرك الإسلام فأسلم، وهو القائل، شعر:

تذكرت و الذكرى تهيج على الهوى‏

 

و من حاجة المحزون أن يتذكرا

نداماي عند المنذر بن محرق‏

 

أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا (19)

كهول و فتيان كأن وجوههم‏

 

دنانير مما شيف في أرض قيصرا

     

وله أيضا:

لبست أناسا فأفنيتهم‏

 

و أفنيت بعد أناس أناسا

ثلاثة أهلين أفنيتهم‏

 

و كان الإله هو المستآسا

     

يعني: المستعاض، وله:

و لقد شهدت عكاظ قبل محلها

 

فيها و كنت أعد مل فتيان‏

و المنذر بن محرق في ملكه‏

 

و شهدت يوم هجائن النعمان‏

و عمرت حتى جاء أحمد بالهدى‏

 

و قوارع تتلى من القرآن‏ (20)

     

ومنهم: أكثم بن صيفي الأسدي، عاش ثلاث مائة سنة وثلاثين سنة، وأدرك النبي صلى الله عليه وآله وآمن به قبل أن يلقاه، وله أحاديث كثيرة وحكم، وهو القائل، شعر:

و إن امرأ قد عاش تسعين حجة

 

إلى مائة لم يسأم العيش جاهل‏

مضت مائتان بعد عشر و فازها (21)

 

و ذلك من عد الليالي قلائل‏

     

(22).

ومنهم: صيفي بن رباح، عاش مائتي سنة وسبعين سنة، لا ينكر من عقله شيء، وهو في بعض الروايات ذو الحلم الذي يقول المتلمس اليشكري فيه البيت السالف (23).

ومنهم: ضبيرة بن سعد بن سهم بن عمرو، عاش مائتي سنة وعشرين سنة ولم يشب، وأدرك الإسلام ولم يسلم، ومات أسود الشعر صحيح الأسنان، فرثاه ابن عمه قيس بن عدي فقال، شعر:

من يأمن الحدثان بعد

 

ضبيرة السهمي مائتا

سبقت منيته المشيب‏

 

فكان ميتته افتلاتا

فتزودوا لا تهلكوا

 

من دون أهلكم خفاتا

     

(24).

ومنهم: شريح بن هاني بن نهيك بن دريد بن سلمة، أدرك الإسلام، وقتل في ولاية الحجاج، وهو القائل، شعر:

قد عشت بين المشركين أعصرا

 

ثمة أدركت النبي المنذرا

     

 

و بعده صديقه و عمرا

 

و يوم مهران و يوم تسترا

و الجمع من صفينهم و النهرا

 

هيهات ما أطول هذا عمرا

     

(25).

ومنهم: الحارث بن مضاض الجرهمي (26)، عاش أربع مائة سنة، وأدرك الإسلام ولم يسلم، وقتل يوم حنين، وهو القائل، شعر:

حرب عوان ليتني فيها جدع‏

 

............

     

وإذا كان ما ذكرناه من أعمار هؤلاء معلوما لكل سامع للأخبار، وفيهم أنبياء صالحون وكفار معاندون وفساق معلنون، سقط دعوى خصومنا كون عمر الغائب خارقا العادة، لثبوت أضعاف ما انتهى إليه من المدة لأبرار وفجار.

على أن خرق العادة على غير الأنبياء عليهم السلام إنما يمنع منه المعتزلة وإخوانها الخوارج إذا تكاملت فيه شروط المعجز، وطول عمر الحجة عليه السلام خارج عن قبيل الإعجاز بغير شبهة، لانفصاله من دعواه، بل هو مستحيل (27)، لأن تأخر الدعوى ومضي العمر الخارق للعادة لا يؤثر شيئا، لوجوب تقدم الدعوى بخرق العادات المفعول للتصديق عقيبها، وتقدم الدعوى بطول العمر لا يجدي شيئا، لتعريها من برهان صحته، ولوقوعها على ما لم يحصل إلا بعد أزمان.

اللهم إلا أن يجعل جاعل طول عمره عليه السلام مدة معلومة دلالة على صدقه بعد مضي الزمان الذي أخبر به، غير أن هذا المعجز من قبيل الإخبار بالغائبات دون طول العمر.

أو يجعل جاعل ظهوره عليه السلام بعد طول المدة شابا قويا معجزا، فيصح ذلك، إلا أنه مختص بزمان ظهوره دون زمان غيبته.

وبعد، فلو سلمنا أن طول عمر الغائب عليه السلام المدة التي بلغها أحد من ذكرناه من المعمرين وأضعافها خارقا للعادة على ما اقترح علينا، وأنه من قبيل الإعجاز، لم يقدح ذلك في شيء مما قدمناه، لجواز ظهور المعجز عندنا على الأبرار، فضلا عن الحجج والصالحين ...

____________

(1) كذا في النسخة.

(2) كنز الفوائد: 249، المعمرون: 4 - 5، إكمال الدين 2: 559.

(3) المعمرون والوصايا: 58.

(4) كنز الفوائد: 250، المعمرون والوصايا: 58.

(5) كنز الفوائد: 251، المعمرون والوصايا: 124، الأمالي للمرتضى 1: 232 - 233.

(6) في الأمالي للمرتضى: " زيد مناة ".

(7) في الأمالي: " طابخة بن الياس ".

(8) المعمرون: 12 - 14، الأمالي للمرتضى 1: 234، كمال الدين 2: 561.

(9) في الأمالي: " نهد بن زيد بن ليث بن سود ".

(10) المعرون والوصايا: 26، أمالي المرتضى 1: 236 - 237.

(11) كنز الفوائد: 250، المعمرون والوصايا: 25، الأمالي 1: 237.

(12) المعمرون والوصايا: 34، الأمالي 1: 238 - 241.

(13) في النسخة: " وبيانه ".

(14) في النسخة: " هربت أثلية إذا ".

(15) كذا في الأصل، وفي الأمالي والبحار: " الضغن ".

(16) الأمالي للمرتضى 1: 244 - 251.

(17) إكمال الدين 2: 549 - 550، الأمالي للمرتضى 1: 253 - 255، المعمرون: 8: 10.

(18) الأمالي للمرتضى 1: 260 - 262.

(19) في الأمالي: " أقفرا ".

(20) الأمالي للمرتضى 1: 263 - 266.

(21) في الكمال للصدوق: " خلت مائتان غير ست وأربع ".

(22) كنز الفوائد: 249، المعمرون: 14 - 25، إكمال الدين 2: 570.

(23) إكمال الدين 2: 570، الوصايا: 146.

(24) الغيبة للطوسي: 81 " إكمال الدين 2: 565، المعمرون 25.

(25) كمال الدين: 558.

(26) راجع ترجمته في تذكرة الخواص: 365، المعمرون: 8.

(27) كذا.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.