أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015
4673
التاريخ: 23-03-2015
1331
التاريخ: 23-03-2015
19301
التاريخ: 22-03-2015
2595
|
كان الجاهلي اذا أراد ان يهجو، فهجوه معقول بعيد عن البذاء والفحش. وعندهم اشد الهجاء اعفه واصدقه، وما خرج عن ذلك فهو قذف وافحاش. ومن اشد الهجاء عندهم قول زهير بن أبي سلمى في آل حصن على سبيل التشكك والتجاهل :
وما أدري وسوف إخال ادري أقوم آل حصنٍ ام نساءُ
فان تكن النساء مخبآت فحق لكل محصنة هداءُ(1)
وذكروا ان النابغة سأل قومه بني ذبيان بعد واقعة حسى عما قالوه في عامر ابن الطفيل فانشدوه. فقال افحشتم على الرجل وهو شريف لا يقال له مثل ذلك ولكنني سأقول، ثم قال :
فان يك عامر قد قال جهلا فان مطية الجهل الشبابُ
فكن كابيك او كابي براء تصادفك الحكومة والصواب
فلا يذهب بلبك طائشات من الخيلاء ليس لهن باب
فانك سوف تحلم او تناهي اذا شبت او شاب الغراب
فان تكن الفوارس يوم حسي أصابوا من لقائك ما اصابوا
فما ان كان من سبب بعيد ولكن ادركوك وهم غضاب
فلما بلغ عامرا ما قال النابغة شق عليه، وقال : (ما هجاني احد حتى هجاني النابغة .. جعلني القوم رئيسا وجعلني النابغة سفيها جاهلا وتهكم بي).
ومن لطيف تجافيهم عن الهجو، ما قاله صخر بن عمرو اخو الخنساء، وقد أراد رثاء أخيه معاوية فقالوا له اهج قتلته، فتعفف وقال :
وقالوا ألا تهجو فوارس هاشم وما لي وإهداء الخنى من شماليا
فعبر عن الهجو بإهداء الخنى وهو تعبير جميل.
اذا تحمس الجاهلي او تفاخر فلا يجعل قومه آلهة وسواهم ابالسة، وانما يقول قريط بن أنيف من شعراء بلعنبر :
لو كنت من مازن لم تستبح ابلي بنو اللقيطة من ذهبل بن شيبانا
اذا لقام بنصري معشر خشن عند الحفيظة ان ذو لوثة لانا
قوم اذا الشر ابدى ناجذيه لهم طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون اخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا
لكن قومي ون كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وان هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن اساءة أهل السوء احسانا
كان ربك لم يخلق لخشيته سواهم من جميع الناس انسانا
فليت لي ربهم قوما اذا ركبوا شدوا الاغارة فرسانا وركبانا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العمدة ج2 ، والهداء : زفاف العروس
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|