المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16342 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ربنا وآتنا ما وعدتنا على‏ رسلك}
2024-04-28
ان الذي يؤمن بالله يغفر له ويكفر عنه
2024-04-28
معنى الخزي
2024-04-28
شروط المعجزة
2024-04-28
أنواع المعجزة
2024-04-28
شطب العلامة التجارية لعدم الاستعمال
2024-04-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير سورة آل عمران  
  
1458   02:48 صباحاً   التاريخ: 2023-10-09
المؤلف : تحقيق : د. اقبال وافي نجم
الكتاب أو المصدر : تفسير ابن حجام
الجزء والصفحة : ص33-42
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-05 810
التاريخ: 25-11-2014 1834
التاريخ: 27-09-2015 2070
التاريخ: 25-11-2014 1827

[ 19 ] أواسط سورة آل عمران ([2]).

ورمَت بها ([3]) فبعثَ اللهُ مَلَكَاً ، فحملها وردَّها الى مكانها .

فقال الصَّادق (عليه السلام)  : ( أَبَى اللهُ أن يُدخِلَ شَيئَاً مِن بَدنِ حَمزَةَ النَّار ) ([4]) .

ثُمَّ جاءت إليه هند ، فقطَّعت مذاكيره ، وقطَّعت أُذنيه ، وجعلتهما خدمتين ([5]) وشدَّتهما في عُنقها وقطَّعت يديه ، ورَجعَ النَّاس، ورجعت قريش ، وبقي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في ذلك المكان ، وأميرُ المؤمنين (عليه السلام) بين يديه قد أصابه سبعون جراحةً .

ورُوي : أنَّه لمَّا دخلَ المُنهزمُونَ المدينة ، نادى إبليس في المدينة : قُتِلَ محمَّد ، فلم يبقَ ([6]) واحدةٌ مِن نساءِ المهاجرين والأنصار إلَّا خرجت ، وخرجت فاطمة (عليها السلام) بنت محمَّد (صلى الله عليه واله وسلم) تعدو على قدميها ، وتراجَع المُنهزِمُون الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ووقفوا حوله يعتذرون إليه .

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : مَنْ لَهُ عِلمٌ بِعَمِّيَ حَمزَة : فقال الحارث بن الصِّمة ([7]) : أنا أعرفُ موضعه يا رسول الله ، فجاء حتَّى وقف على حمزة ، فكَرِه أن يَرجِع الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ليُخبره .

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : يَا عَليّ ، اطلُب عَمَّي حمزة ؟ فجاء عليّ (عليه السلام) فوقفَ عليه ، فكَرِهَ أن يَرجِع إليه ليُخبره .

قال : فجاء النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم) حتَّى وقفَ [ 20 ] على حمزة ، فلمَّا رآه وقد فُعِلَ به ما فُعِل استعبر ، وقال :

 ( مَا وَقَفتُ مَوقِفَاً أغيَظَ شَيئَاً مِنْ هَذَا الموقِف ، لَئِن أمكَنَني اللهُ مِن قُرَيشَ لَأُمثِّلَنَّ بِسَبعِينَ رَجُلَاً مِنهُم ) .

فنزَلَ جبرئيل (عليه السلام) فقال : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ  } ([8]) فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( بَل أصبِرُ ) .

فألقى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) على حمزة بُردةً كانت عليه ، إذا مدَّها على رأسه بدَت رِجلَاهُ ، وإذا مدَّها على رِجلَيه بَدَا رأسه ، فمدَّها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش ثُمَّ قال :

 ( لَو لَا أنِّي أُحزِنُ نِسَاءَ بَنِي عَبدَ المُطَّلبِ لَتَركتُهُ لِلسِّبَاعِ وَالعَافِيةِ ([9]) حتَّى يُحشَرُ يَومَ القِيَامَةِ مِن بُطُونِ السِّبَاعِ وَالطَّيرِ ) .

ثُمَّ قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( مَن لَهُ عِلمٌ بِسَعدِ بِن الرَّبيعِ ) ؟ ([10]) فقال رجلٌ مِن أصحابه : أنا أطلبهُ ، فجاء إليه وهو صريعٌ بين القتلى ، فقال : يا سعد ، فلم يُجبه ، فقال : يا سعد ، إنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) قد سَألَ عنك ؟ فرفَعَ رأسهُ ، قال : وإنَّ رسولَ الله (صلى الله عليه واله وسلم) لحيٌّ ؟ قلتُ : نعم ، قال : أبلِغ قومي الأنصار السَّلام ، وقُل لهم : ما لكُم عِندَ اللهِ عُذرٌ ، وتشوُكُ  رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) [ 21 ]  شوكةٌ ، وفيكُم عَينٌ تَطرِف ، ثُمَّ تنفسَّ ، فخرَج منه مثلُ دم الجزور ، وقضى رحمه الله .

فجئت الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأخبرته ، فقال : ( رَحِمَ اللهُ سَعدَاً ، نَصَرَنَا حَيَّاً ، وَأوصَى بِنَا مَيِّتَاً ) .

ونادى أبو سُفيان : موعِدُنا وموعِدكُم عام قابل ، نجتمِعُ فيه ببدر، فنقتتل ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) : ( قُل نَعَم ) .

وتراجَعَ أصحابُ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأقبَلوا يعتذِرُون الى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) فأحبَّ اللهُ أن يُعرِّفَ رسولَه مَن الصَّادِق منهم ومَن الكاذِب ، فأنزلَ اللهُ النُّعاسَ على الصَّادقين ، مع ما بهم مِن الألمِ والجِراح ، حتَّى يسقُطوا الى الأرضِ ، بخلافِ المُنافقين ، وذلك قوله : { ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً } الآية  ([11]) .

وتشاورَ قُريش فيما بينهم ؛ أن ترجِعوا ويُغيروا على المدينة ، فقال أبو سُفيان وصفوان بن أُميَّة وغيرهما بالرأي : إن نمضي على هذا الظفر الى مكَّة فلا نأمَن أن يغضبَ اليهود لمِن قُتِلَ منهم ، وقد قعد عنهم عبد الله بن أُبي وأصحابه ، فيُخاف أن يغضَبوا لمَن قُتِلَ فيكون الظَّفر لهم .

وأمرَ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بدفن القتلى ، وحمزة [ 22 ] بخُمرة رضي اللهُ عنه وأرضاه ، فصلَّى عليه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وكبَّر عليه سبعين تكبيرةً ، ودفَنَ القتلى .

ودخلَ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) المدينة فاستقبله النِّساء يبكون ويولولون ([12]) فاستقبلته حمنة بنت جحش ([13]) فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( يَا حَمنَة، احتَسِبِي ) قالت : مَن يا رسول الله ؟ قال : ( أخَاكِ عَبدَ اللهِ بِن جَحَش)  فقالت : إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعون ، هنيئاً لك الشَّهادة يا عبد الله .

ثُمَّ قال : ( احتَسِبِي ) قالت : مَن يا رسول الله ؟ قال : ( خَالَكِ حَمزَةَ بِن عَبدِ المُطَّلِبِ ) قالت : إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعون ، هنيئاً لك الشَّهادة .

ثُمَّ قال : ( احتَسِبِي ) قالت : مَن يا رسولَ اللهِ ؟ قال : ( زَوجَكِ مُصعَب بن عُمَير ) ([14]) فقالت : وا حُزناه .

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : ( إنَّ لِلزَوجِ عِندَ المَرأَةِ لَحدَاً مَا لأَحَدٍ مِثلَهُ ) فقيل لها : لِمَ قُلتِ ذلك في زَوجُكِ ؟ قالت : ذكرتُ يُتمَ وُلدِه .

فلمَّا دخلَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) نزَلَ عليه جبرئيل ، فقال : يا محمَّد ، إنَّ اللهَ يأمُركَ أن تخرُجَ في أثر القوم ، ولا يخرُجَ معك إلَّا مَن به جِراحَةٌ ، فأمرَ رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مُنادياً يُنادي : يا معشرَ المُهاجرين [ 23 ] والأنصار ، مَن كانت به جِراحَةٌ فليخرُج ، ومَن لم يكن به جِراحَةٌ فليُقِم مِن ذلك .

وأقبلوا يلدُّون ([15]) جراحاتهم ويُداوونها ، فأنزلَ اللهُ سُبحانه عليه : { وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ } ([16]) ونزَلَ عليه إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } ([17]) الى قوله : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } ([18]) .

أي : لو سَمِعتُم خبرَ قتلهِ في الحربِ لا يَجوزُ لكم القَهقرى الى نقض أمر اللهِ .

الى قوله : { سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ} ([19]) .

يعني : خوفَاً حين انهزموا وخافوا .

الى قوله : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ } ([20]) .  

يعني : قصَّة عبد الله بن جُبير ، الَّذي وكَّله رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بفم الشِّعب في خمسينَ مِن الرُّماة ، ففارقه أصحابه ، وكان أمرَهُم أن لا يُفارقوه ، فعصوه وفارقوه للغنيمة ، فقُتِلَ عبد الله ومَن بَقيَ معه على باب الشِّعب [ 24 ] فقال الله : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ } ([21]).  

ثُمَّ وصَفَ المنهزمين ، فقال : { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ} ([22]) الآية .

ثُمَّ وصَفَ عبد الله بن أُبي ، ومَن قَعدَ عن الحرب ، فقالَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ } ([23]) الآيات .

وبلَغَت قُريش الرَّوحاء ([24]) وأقاموا بها ، وتنادوا على أن يغيروا على المدينة ، وأقبل عكرمة بن أبي جهل ، والحارث بن هشام ، وعمرو ابن العاص ، يقولون : لا بُدَّ أن نرجِع ونَغير على المدينة ، ويأبى ذلك أبو سُفيان وصفوان بن أُميَّة .

فبينما هُم على ذلك ، إذ لَحِقَ بهم رجلٌ خرَج مِن المدينة ، فسألوه عن الخبر ؟ فقال لهم : تركتُ محمَّداً (صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه بحُمر الأَسد ([25]) يطلبونكم أشدَّ الطَّلب ، وخرجَ معه مَن كان تخلَّف عنه ، وما أظنُّ إلَّا أوائلَ خيله تطلُع عليكم السَّاعة ، فدخلهم مِن الرُّعبِ ما لم يملكوا معه أنفسهم .

فقال صفوان : هذا اليوم قد ظفرنا بالقوم ، ونلنا منهُم ما أحببنا  فبغيا ، فقال أبو سفيان : واللهِ ، ما أفلح قطٌّ قومٌ بغوا ، ومرُّوا مُسرعين ، لا يلوي أحدٌ منهُم على أحدٍ .

فاستقبلهم نُعيم بن مسعود [ 25 ] الأشجعي ([26]) يُريدُ المدينة ،  فقال له أبو سفيان : يا نُعيم ، أين تُريد ؟ قال : المدينة ؛ لأشتري طعاماً ، فقال : هل لكَ أن أضمِنَ لك عشرَ قِلاص ([27]) على أن تأتي حمراء الأُسد ، وتأتي محمَّداً وأصحابه ، وتُخبرهُم أنَّ خلقَاً مِن الأحابيش وكنانة قد وافونا ، وتُرغِّبهُم بذلك ، حتَّى يرجِعوا عنَّا ، فقال هذه عليَّ مِن تلك .

ووافى نُعيم عِندَ ذلك اليوم حَمراء الأُسد ، فرأى رسولَ اللهِ(صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه ، وبهم الجِراح والألم ، وهُم بهذه الحال ، وهُم مجهدون ، يشتهون طلبَ النَّوم .

فقال لهم : أين تُريدون وأنتم بهذه الحال ؟ قالوا : نُريدُ قُريشَاً ، قال : ارجِعوا ، فإنَّ قُريشاً قد وافى حُلفاؤهم مِن الأحابيش وكنانة ، وقد اجتمعوا لكم وما أحسبكُم تُمسون حتَّى يَطلعوا عليكم ، فقال الصَّحابة : حسبُنَا الله ، ونِعمَ الوكيل .

فلمَّا أصبحوا ، نزَلَ جبرئيل ، وقال : يا محمّد (صلى الله عليه واله وسلم) انصرف ، فإنَّ اللهَ قد أرعبَ قُريشَاً ومرّوا ، فرجع الى المدينة وسَمِعَ البُكاء في دُورِ الأنصار ، فقال : لَكِنَّ حَمزَةَ لَا بَواكِيَ عَلَيهِ ، فرجع الأنصار الى أهاليهم فأمروهم أن يندِبُوا حمزة قبلَ قتلاهُم ، فهم الى السَّاعة على هذا الأمر ، فلا [ 26 ] يموتُ أحدٌ منهُم فيندبونه حتَّى يندبوا حمزة رضي الله عنه .

ولمَّا رَجَعوا الى المدينة ، قال أصحابه : يا رسولَ اللهِ ، ما هذا الَّذي أصابنا ، وقد كُنتَ تَعِدُنا بالنَّصرِ ، فأنزَلَ اللهُ : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا } الآية ([28]) .

وذلك : إِنَّه لمَّا كان يوم بدر وقتل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) مِن قريش سبعون ، كان الحُكمُ في الأُسارى القَتلُ ، فقتل : منهم النَّضر بن الحرث ابن كلدة ، وعُقبة بن أبي مُعيط ، فخافت الأنصار قتلَ الأُسارى كُلِّهُم ، وقاموا الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقالوا يا رسولَ اللهِ ، قتَلنَا منهُم سَبعينَ ، وأسرنا سَبعين ، فلا يُقتَلُ الأُسارى ، هبهُم لنا حتَّى نُفادِيهم ، فنزَلَ جبرئيل ، وقال : اشرِط عليهم إن فادوهُم أن يُقتَلَ منهُم في عامِ قابلٍ بعددِ مَن يأخذون منهم الفِداء فاشترط رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) عليهم ذلك ، فقالوا : رضينا ، فأباح اللهُ ذلك لهم .

فلمَّا كان يوم أُحد قُتِلَ مِن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) سبعون ، بشرطِهم على أنفُسِهم ، فلمَّا رَجِعَ مِن أُحد قال أصحابه : ما هذا الَّذي أصابنا ؟ وقد كُنتَ تَعِدُنا النَّصر وإخواننا اشترطوه فنزلت الآية [27] .

ولمَّا رَجع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الى المدينة ، قال عبد الله بن أُبي : قد نهيتُكم أن تخرجوا ـ لو أطعتموني ـ لمَا قُتلوا ، فحكى الله قولهم : {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ } ([29])  .  

 { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ } ([30]) الآية .

نزَلَت في حرب بدر ، وكان سببُ نزولها : أنَّه لمَّا كان يوم بدر ، وغَنِمَ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) ما غَنِم ، كان فيما غَنِمَهُ قطيفةً حمراء فُقِدَت ، فقال بعضُ أصحابِ النَّبيِّ (صلى الله عليه واله وسلم) ما لنا لا نرى القطيفة ما نَرى إلَّا أنَّ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) أخذها فنزلَ قوله : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ } ([31]) يعني بالنَّاسِ هنا : نُعيم { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } ([32]) يعني : أهلَ مكَّة .

ورُوي في الخبر ([33]) : ( أنَّ المُغيرة بن أبي العَاص ، كان رَجُلاً أعَسَر ،  فَحَملَ في طَرِيقِه الى أُحُد ثَلَاثةَ أحجَارِ ، وقال : بهذِه أقتُلُ مُحمَّداً، فَنَظرَ الى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) وَبِيدِه السَّيف ، فرَمَاه بحَجَرٍ ، فأصَابَ يَدَه ، فسَقَطَ السَّيفُ مِن يَدِه ، فقال : قَتلتُ مُحمَّداً واللَّاتِ والعُزَّى ، فقال الصَّحابة : كَذبتَ ، فرَمَاهُ بِحَجَرٍ آخَر ، فأصَابَ جَبهَتَه ، فقال النَّبيُّ (صلى الله عليه واله وسلم) : اللَّهُمَ حَيِّرهُ ([34]) فَلمَّا انكَشَفَ النَّاسُ تَحيَّر ، فَلَحِقَهُ عَمَّار بِن يَاسِر رَضِيَ اللهَ عَنه ، فَقَتَلهُ ) .

قوله : { لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ } ([35]) .

أي : أولياؤه قالوا : لو كان اللهُ غنيَّاً [ 28 ] لأغنى أولياءه .

قوله : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ([36]) الآية .

قال الصَّادق (عليه السلام) : ( سَاعَاتُ ابنِ آدَم ثَلَاثَةٌ ؛ سَاعَةٌ يُعَايِنُ مَلَكِ المَوتِ ، وَسَاعَةٌ يَقُومُ مِن قَبرِهِ ، وَسَاعَةٌ يَقُومُ فِيهَا بَينَ يَدَي رَبِّ العَالَمِينَ ، فَإمَّا الَى الجَنَّةِ ، وَإمَّا الَى النَّارِ ) ([37]) .

قوله : { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ}  ([38]) الآية .

أخذَ اللهُ الميثَاقَ على الأنبياءِ أن يُخبِروا أُممهم بخبرِ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) مخرجه ، ومُهاجِره ، وصِفةِ أصحابه ، وأخذَ الأنبياءُ الميثاقَ على أُممهم أن يُخبِروا النَّاس ، ويُبيِّنوا لهم ما في كُتبهِم في صفة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وأن لا يَكتمُوا النَّاس شيئاً مِن أمره ، فنبذوه وراء ظُهورهم ، واشتروا به ثمناً قليلاً ([39]) .

قوله : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ}  ([40]) الآية .

قال : ( الصَّحِيحُ يُصلِّي قَائمَاً ، وَالمَرِيضُ قَاعِدَاً ، فَمَن لَم يَقدِر يُصَلِّي مُضطَجِعَاً ، يُومِئ إيمَاءً ) ([41]) .

قوله : { رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً }  ([42]) الآية .

هو : رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) .

قوله : { اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ}  ([43]) الآية .

قال : ( اصبِرُوا عَلَى الفَرَائضِ ، وَرَابِطُوا مَعَ الأئمَّة (عليهم السلام) ) ([44]) .

       


[1] ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق اقتضاها السِّياق .

[2] بيَّن المؤلف هنا قصة استشهاد حمزة بن عبد المطلب ، وقد سقطت بداية الرواية، حيث وردت آيات متعددة في سورة آل عمران في قصة غزوة أحد .

[3 وهي هند حيث لاكت كبد حمزة فلم تسيغها .

[4 تفسير القمي : 1/117 ـ 119 ، بتفاوت وتقديم وتأخير .

[5] في المصدر : ( خرصين ) والخدمة : الخلخال ، لسان العرب ، مادة ( خدم ) : 4/41 ، والخرص : القرط بحبةٍ واحدة ، وقيل : هي الحلقة من الذهب والفضة ، م . ن ، مادة ( خرص ) 4/63 .

[6] هكذا في المخطوطة ، والصحيح : ( تبق ) .

[7] في المصدر : ( الحارث بن سمية ) وهو تصحيف عن الحارث بن الصمة ، ينظر ترجمته في : الرجال ، الطوسي : 37 ( 203) الثقات ، ابن حيان : 3/74.

[8]النحل : 126 .

[9] العافية : طلاب الرزق من الإنس والدواب والطير ، لسان العرب ، ابن منظور، مادة ( عفي ) 9/295 .

[10] ابن عمرو بن زهير ، صحابي ، بدري ، نقيب ، ينظر : التاريخ الكبير ، البخاري : 1/88 ، الإصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر : 3/49 ( 3160 ) .

[11]آل عمران : 154 .

[12] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( فاستقبلنه النساء يبكين ويولولن ) .

[13] ينظر ترجمتها في : تقريب التهذيب ، ابن حجر : 2/636 ( 8613 ) .

[14]ينظر ترجمته في : التاريخ الكبير ، البخاري : 8/303 ( 1400 ) ، أسد الغابة ، ابن الأثير : 4/368 .

[15] في المصدر : ( يضمدون ) .

[16] النساء : 104 .

[17] آل عمران : 140 .

[18]آل عمران : 144 .

[19] آل عمران : 151 .

[20] آل عمران : 152 .

[21] آل عمران : 152 .

[22] آل عمران : 153 .

[23] آل عمران : 156 .

[24] مكان بين مكة والمدينة ، سمي بذلك لطيبه ، معجم البلدان ، الحموي : 3/76.

[25]هكذا في الأصل ، والصحيح : ( حمراء الاسد ) وهي موضع على بعد ثمانية أميال من المدينة ، معجم البلدان ، الحموي : 2/301 .

[26] صحابي ن كان في حجر عمر ، أسلم في الخندق ، وخذَّل الناس يومئذٍ ، توفي في آخر زمان عثمان ، ينظر ترجمته في : أسد الغابة ، ابن الأثير : 5/33 ، تقريب التهذيب ، ابن حجر : 2/251 ( 7200 ) .

[27] وهي من النوق السمينة ، وقيل  : هي الفتية من الإبل ، المحكم ، ابن سيدة ، مادة ( قلص ) 6/204 .

[28] آل عمران : 165 .

[29] آل عمران : 168 .

[30] آل عمران : 161 .

[31] آل عمران : 173 .

[32] آل عمران : 173 .

[33] تفسير القمي : 1/119 .

[34] تحيَّر : إذا نظر الى الشيء فغشي بصره ، ولم يهتدِ لسبيله ، لسان العرب ، ابن منظور ، مادة ( حير ) : 3/413 .

[35] آل عمران : 181 .

[36] آل عمران : 185 .

[37] الخصال ، الصدوق : 119 ح 108 ، وفيه : عن الإمام السَّجاد j .

[38] آل عمران : 187 .

[39]تفسير القمي : 1/242 ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : 2/334  بتفاوت .

[40] آل عمران : 191 .

[41] الكافي ، الكليني : 3/411 ح 11 ، تهذيب الأحكام ، الطوسي : 2/169 ح 672 عن الإمام الباقر j .

[42] آل عمران : 193 .

[43]آل عمران : 200 .

[44] الكافي ، الكليني : 2/81 ح 81 عن الإمام الصادق j تفسير العياشي : 1/212 ح 180 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



لأعضاء مدوّنة الكفيل السيد الصافي يؤكّد على تفعيل القصة والرواية المجسّدة للمبادئ الإسلامية والموجدة لحلول المشاكل المجتمعية
قسم الشؤون الفكرية يناقش سبل تعزيز التعاون المشترك مع المؤسّسات الأكاديمية في نيجيريا
ضمن برنامج عُرفاء المنصّة قسم التطوير يقيم ورشة في (فنّ الٕالقاء) لمنتسبي العتبة العباسية
وفد نيجيري يُشيد بمشروع المجمع العلمي لحفظ القرآن الكريم