أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015
3038
التاريخ: 22-03-2015
3648
التاريخ: 5-12-2019
4069
التاريخ: 3-12-2019
3926
|
تقدم ما للشعر الجاهلي من الخصائص التي يمتاز بها على الاجمال، ولكن هذه الخصائص تختلف باختلاف اغراض الشعراء.. وينقسم الشعراء من هذا الوجه الى مجاميع، لكل منها غرض او اسلوب او منحى خاص. وسنتوخى في تقسيمهم غير ما نراه في كتب القدماء، فنقسم الشعراء بالنظر الى اغراضهم في النظم.
وقد علمت ان الشعراء الجاهليين الذين بلغتنا اخبارهم نحو مائة شاعر وبعض المائة من القبائل على اختلاف اصولها .. وكلهم عرب الا واحدا كان عبدا لبني الحسحاس وهو أعجمي. فلا عجب اذا خلص الشعر الجاهلي من العجمة لفظا وتركيبا، خلافا لما آت إليه حال الشعراء بعد الإسلام اذ نبغ فيهم بطقة من الموالي غير العرب، كما سيجيء.. فالشعراء الجاهليون كلهم عرب، واكثرهم من عدنان كما تقدم .. ومعظمهم أهل بادية ورحلة متشابهون في اخلاقهم واغراضهم، وهما في القرنين الاخيرين قبل الإسلام: الحرب فيما بينهم، يوم كان البدوي يبيت وسيفه او رمحه ضجيعه، كأنه يتحفز للنهوض في الصباح للغزو التماسا للرزق او الفخر او للثأر. فيقضي ايامه في الحرب او يتأهب للحرب، والشاعر لسان حال قبيلته او مرآة اخلاقها وآدابها. فلذلك كان أكثر شعراء الجاهلية من أهل الحرب الفرسان الشجعان، وقد اشتهر جماعة منهم في وقائع مشهورة نظموا فيها قصائد الحماسة والفخر. واذا اعتبرنا عدد شعراء الجاهلية مائة، كان نصفهم من الفرسان واهل الحرب، وأكثر اشعارهم في الحماسة والفخر.. وبينهم طائفة من الملوك والامراء، أي كانت لهم الرياسة في قبائلهم وهي أكبر المناصب السياسية في ذلك العصر. ومنهم طائفة من الحكماء واهل التعقل والعلم والحكمة. وطائفة أخرى من العشاق المتيمين الذين هاج العشق شاعريتهم. وآخرون يدخلون في صف الفرسان، لكنهم يختصون بصفة مشتركة هي العدو والغزو، ويسمونهم الصعاليك. ومنهم طائفة تجمعها طبيعة الهجو ففيهم ميل الى المهاجاة. وآخرون اختصوا بوصف الخيل وغيرهم بالغناء. ومن الشعراء من يجمعهم المذهب، واخيرا النساء الشواعر، وهناك طائفة لا تدخل في احدى هذه الطبقات.
فهذا تقسيم الشعر من حيث اغراض الناظمين وطبائعهم ومراتبهم، لكن علماء الشعر تعودوا تقديم أصحاب المعلقات على سواهم وهم مختلفون غرضا ووجهة متشابهون قوة وشاعرية، فنجعلهم في باب على حدة. وعليه فتكون طبقات الشعراء الجاهليين من حيث اغراضهم ومراتبهم 13 طبقة، وهذه هي مع عدد الشعراء من كل طبقة:
أصحاب المعلقات 10
الشعراء الامراء 14
الشعراء الفرسان 28
الشعراء الحكماء 4
العشاق 8
الصعاليك 7
المغنون 1
النساء الشواعر 4
الهجاؤون 4
الوصافون للخيل 4
الموالي 1
سائر الشعراء 36
ـــــــــــــــــــــــــ
المجموع 121
هؤلاء شعراء الجاهلية وعددهم 121 شاعرا، وليس هم كل من قال شعرا في الجاهلية، اذ لم يوجد بينهم ذكي لم يقل الشعر لأنه كان سجية في العرب كما تقدم. وانما وصلنا من اخبار أولئك نخبتهم واشعرهم، ولم نذكر كل من وصلنا اخبارهم وانما اخترنا أكثر عشرا وأقواهم شاعرية. والا ففي ديوان الحماسة وجمهرة اشعار العرب والمفضليات واشعار الهذليين والاغاني وسائر كتب الادب واللغة أسماء مئات من الشعراء لم يصلنا من اقوالهم الا بيت او بضعة ابيات.
ومن الذين اخترنا ذكرهم نفر أدرك الإسلام وعاش في أيام الراشدين، وقد عددناه جاهليا لأنه نشأ على طبائع الجاهلية واما المؤرخون فيسمونهم مخضرمين.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|