علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
المتابع والشاهد
المؤلف:
الشيخ الدكتور صبحي الصالح
المصدر:
علوم الحديث ومصطلحه
الجزء والصفحة:
ص 241 ــ 244
2025-10-02
98
و - 14 و15 - المتابع والشاهد:
لا يرى بعض المحدّثين بأسًا في إطلاق المتابع على الشاهد، والشاهد على المتابع(1)، ففي كلّ منهما ضرب من تعزيز الفرد النسبيّ «الغريب». وذلك لا يعني ترادف الاصطلاحين، فإنّ بينهما فرقًا دقيقًا تتباين آراء العلماء في تحديده.
وقد بدا لنا - من خلال الأقوال والأمثلة المحفوظة في هذا الباب - أنّ الشاهد أعمّ من المتابع، فهو يشهد للمعنى تارة وللفظ والمعنى كليهما تارة أخرى، على حين تختص المتابعة باللفظ ولا تتعدّاه إلى المعنى (2).
ويمكننا الآن - في ضوء هذا التمايز الأساسي - أن نعرّف المتابع بأنّه ما وافق راويه راوٍ آخر، ممّن يصلح أن يخرّج حديثه، فرواه عن شيخه أو من فوقه بلفظ مقارب(3)، ونعرّف الشاهد بأنّه ما وافق راوٍ راويه عن صحابيّ آخر بمتن يشبهه في اللفظ والمعنى جميعًا، أو في المعنى فقط (4).
والمتابع على قسمين: تام وقاصر، والشاهد على نوعين: لفظي ومعنوي.
فالمتابع التام ما جاءت المتابعة فيه للراوي نفسه، ومثاله ما رواه الشافعي في "الأم" عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنّ رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - قال: «الشهر تسع وعشرون، فلا تصوموا حتّى تروا الهلال، ولا تفطروا حتّى تروه، فإن غمّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين»، فهذا الحديث بهذا اللفظ ظنّ قوم أنّ الشافعي تفرّد به عن مالك فعدوه في غرائبه، لأن أصحاب مالك رووه بهذا الإسناد بلفظ: «فإن غم عليكم فاقدروا له»، لكن العلماء وجدوا للشافعي متابعًا وهو عبد الله بن مسلمة القعنبيّ. كذلك أخرجه البخاري عنه عن مالك (5).
والمتابع القاصر ما كانت المتابعة فيه لشيخ الراوي فمن فوقه. ومثاله في الحديث الذي تقدّم ما ورد في "صحيح ابن خزيمة" من رواية عاصم بن محمد عن أبيه محمد بن زيد عن جدّه عبد الله بن عمر بلفظ: «فكملوا ثلاثين»، وفي "صحيح مسلم" من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر بلفظ «فاقدروا ثلاثين» (6).
والشاهد اللفظي هو الذي يعزّز معنى الحديث لفظًا. ومثاله في الحديث الذي قدّمناه ما رواه النسائي من رواية محمد بن حنين عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، فذكر حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر سواء (7).
والشاهد المعنويّ هو الذي يعزّز معنى الحديث لا لفظه، ومثاله في الحديث السابق نفسه ما رواه "البخاري" من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة بلفظ: «فإن غمّ عليكم فأكملوا عدّة شعبان ثلاثين» (8).
وهكذا صلح حديث «رؤية الهلال» مثالاً للمتابعة التامّة، والمتابعة الناقصة، والشاهد باللفظ، والشاهد بالمعنى (9).
ومن المألوف في كتب مصطلح الحديث أن يذكر الاعتبار إلى جانب المتابع والشاهد، فيظنّ القارئ العادي أنّها أنواع ثلاثة. والحق أنّ الاعتبار ليس أكثر من وسيلة لمعرفة المتابع والشاهد. قال السيوطي في ألفيّته:
الاعتبار سبر ما يرويه ... هل شارك الراوي سواه فيه (10).
وقال ابن حجر: «واعلم أنّ تتبّع الطرق من الجوامع والمسانيد والأجزاء لذلك الحديث الذي يظنّ أنّه فرد ليعلم هل له متابع أم لا هو الاعتبار، وقول ابن الصلاح: (معرفة الاعتبار والمتابعات والشواهد) قد يوهم أنّ الاعتبار قسيم لهما، وليس كذلك، بل هو هيئة التوصل إليهما» (11).
ونقّاد الحديث لا يتشدّدون في الشواهد والمتابعات تشدّدهم في الأصول، فيغتفرون فيها من الرواية عن الضعيف القريب الضعف ما لا يغتفرون في الأصول، وربّما وقع في "الصحيحين" شيء من ذلك. ولهذا يقول الدارقطني وأمثاله من النقّاد في بعض الضعفاء: «هذا يصلح للاعتبار» و«هذا لا يصلح أن يعتبر به» (12).
ومتى وصف الضعيف بأنّه «متروك الحديث» فهو لا يصلح للاعتبار. مثاله حديث «أحبب حبيبك هونًا ما»، فقد رواه الترمذي من طريق حمّاد بن سلمة عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه [وآله] وسلم -، قال: «غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلّا من هذا الوجه». فأوضح السيوطي عبارة الترمذي هذه بقوله: «أي من وجه يثبت، وإلّا فقد رواه الحسن بن دينار، عن ابن سيرين. والحسن متروك الحديث، لا يصلح للمتابعات» (13).
ومن أراد تتبّع الطرق التي تصلح للشواهد والمتابعات فعليه بالجوامع والمسانيد والأجزاء. وقد أوضحنا المراد منها ص 122 وما بعدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " شرح النخبة ": ص 15، وعنه في " التدريب ": ص 85.
(2) " التدريب ": ص 85.
(3) قارن بـ" قواعد التحديث ": ص 109.
(4) " شرح النخبة ": ص 15.
(5) " شرح النخبة ": ص 14.
(6) قارن " التوضيح ": 2/ 14 بـ " شرح النخبة ": ص 14.
(7) " التدريب ": ص 86.
(8) " شرح النخبة ": ص 15.
(9) " التوضيح ": 2/ 15.
(10) " ألفيّة السيوطي ": ص 104، البيت 204.
(11) " نزهة النظر ": ص 23، وقارن بـ " التوضيح ": 2/ 11، 12.
(12) " اختصار علوم الحديث ": ص 64.
(13) " الباعث الحثيث ": ص 64 نقلا عن " التدريب ": ص 85.
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
