المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة
التجفيف الصناعي لبعض الفواكه طبيعة وأهمية الإدارة الإستراتيجية في المصرف ( المهمات الثلاث لإستراتيجية المـصارف ــ تكوين الإستراتيجية Strategy Formulation) التقسيمات العلمية للنفقات العامة أشكال النفقات العامة بطاقة الدرجات المتوازنة في اطار إستراتيجية المصرف وربط المكافأة معها ومزايا التغذية العكسية الحماية الجنائية للأموال العامة في ظل القوانين العقابية مكونات ثمار الخضار والفواكه اسلوب بطاقة الدرجات المتوازنة Balanced Scorecard, BSC ( تعريف البطاقة ومقاييس الاداء على مستوى المصرف) درجة الاستقلال الذاتي لمراكز المسؤولية في المصرف والتضحية بالأمثلية الجزئية للأقسام تـحديـد أسعار التحويـل فـي المـصارف على أسـاس التـفـاوض صناعة السكاكر والكراميل تكنولوجيا تصنيع الهلاميات تكنولوجيا تصنيع المرملاد تكنولوجيا تصنيع المربيات كيف يصحّ الإطلاق على العقل الكُلّي أنّه الحقيقة المحمّدية ؟ وكيف نصل إلى حقائق هذه المعاني ؟


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


القواعد البسيطة أثناء الحديث  
  
2045   09:12 صباحاً   التاريخ: 23-10-2017
المؤلف : ديل كارنيجي
الكتاب أو المصدر : طريقة سهلة وسريعة للحديث الفعال
الجزء والصفحة : ص132-150
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-24 153
التاريخ: 1-5-2021 1827
التاريخ: 19-4-2016 1837
التاريخ: 2024-03-11 292

أولا : تحدث على اساس اهتمامات مستمعيك :

ذلك هو بالضبط ما فعله دكتور (كونويل)، فقد استفاد من إدخال كثير من التلميحات، والأمثلة المحلية في محاضرته، وكان جمهوره مهتماً لأن حديثه معنيُّ بهم، وباهتماماتهم، وبمشكلاتهم، وهذا الارتباط بما يهم مستمعيك بشدة ـ بالتحديد أنفسهم ـ سوف يضمن انتباههم ، ويضمن بقاء خطوط الاتصال مفتوحة. (إريك جونسون) الرئيس السابق لغرفة التجارة الأمريكية ورئيس اتحاد السينما حالياً، يستخدم هذا الأسلوب في كل كلمة يلقيها. لاحظ كيف يوظف بمهارة الاهتمامات المحلية في كلمة ألقاها في حفل التخرج بجامعة أوكلاهوما:

إنكم ـ أبناء أوكلاهوما على معرفة جيدة بمروجي المخاوف ولستم بحاجة للرجوع الى الوراء كثيراً لتتذكروا وقت أن كانوا يستبعدون أوكلاهوما من الكتب على أنها مخاطرة ميؤوس منها الى الأبد.

كيف لا، وقد كان الغُداف من يأسه في الثلاثينيات يخبر الغراب بأن يتحاشى أوكلاهوما إلا إذا أمكنه حمل زاده معه.

لقد أسلموا أوكلاهوما الى الأبد لتصبح جزءاً جديداً من الصحراء الأمريكية ، وقالوا لن يزهر أي شيء أبداً مرة أخرى، ولكن في الأربعينيات أصبحت أوكلاهوما روضةً غنّاء ، وأصبحت معبودة جماهير برودواي. مرة أخرى نقول أنه كان هناك (قمح يتموج، وتفوح منه رائحة ذكية عندما تهب الرياح عقب سقوط الأمطار).

وفي غضون عقد واحد ، أصبحت المنطقة الجافة تغطيها عيدان الذرة السامغة.

كان ذلك ثمن الصدق والمخاطرة المحسوبة.

ولكنه من الممكن دائماً أن ترى أزمنتنا في منظور أحسن مقارنة بالأمس.

لذا فقد نظرت في ملفات صحيفة ديلي أوكلاهومان بحثاً عن ربيع 1901 أثناء إعدادي لزيارتي إليكم. لقد أردت اختبار نكهة الحياة في المنطقة منذ خمسين عاماً ، وما الذي اكتشفته ؟

عجيب ، لقد وجدت أن التركيز الشديد كان على مستقبل أوكلاهوما. كان التأكيد الشديد على الأمل.

ها هو مثال رائع للحديث على أساس اهتمام الجمهور. كان (إريك جونستون) يستخدم أمثلة المخاطرات المحسوبة المأخوذة من حياة مستمعيه مباشرة. كان يشعرهم بأن حديثه ليس صورة منسوخة، بل إنه أعد حديثاً من أجلهم ولا يمكن لجمهور أن يمتنع عن الانتباه الى متحدث يتكلم عن اهتماماتهم.

اسأل نفسك كيف ستساعد معرفتك بموضوعك أفراد الجمهور على حل مشكلاتهم وتحقيق أهدافهم ثم امض لتوضح ذلك لهم وسوف تحظى باهتمامهم الكامل وإذا كنت محاسباً وبدأت حديثك بقول شيء من هذا القبيل: (سأوضح لكم كيف توفرون من خمسين الى مائة دولار من ضريبة عائدكم)، أو كنت محامياً وأخبرت مستمعيك عن كيفية عمل الوصية، فأنت ستكون على يقين من جذب اهتمام الجمهور، ومن المؤكد أن مخزونك المعرفي يحتوي على موضوع يمكنه مساعدة جمهورك وإفادتهم.

عندما سُئل ملك الصحافة البريطانية اللورد (نورث كليف)، عما يثير اهتمام الناس، أجاب قائلاً: (أنفسهم). لقد بنى امبراطورية صحفية على هذه الحقيقة الوحيدة.

يصف (جيمس هارفي روبنسون) في (عقل في طور التكوين) حلم اليقظة بأنه (نوع تلقائي ومحبب من أنواع التفكير)، ويمضي قائلاً بأننا – في حلم اليقظة – نسمح لأفكارنا أن تأخذ مسارها الخاص وهذا المسار تحدده آمالنا ومخاوفنا ورغباتنا العفوية وإشباعها أو إحباطها وما يعجبنا وما لايعجبنا وما نحب وما نكره وما نبغض فلا شيء يثير اهتمامنا مثل أنفسنا.

قام (هارولد دوايت) – من فيلاديلفيا – بإلقاء كلمة حققت نجاحاً غير عادي في المأدبة التي أقيمت بمناسبة انتهاء دورتنا. تحدث عن كل الجالسين حول المائدة، كل شخص بدوره: كيف تحدث هذا في بداية الدورة وكيف تحسن مستوى ذلك واسترجع الكلمات التي ألقاها مختلف الأعضاء والموضوعات التي ناقشوها وحاكى بعضاً منهم وضخم تصرفاتهم الغريبة جعل الجميع يضحكون وأدخل السرور على قلوبهم إنه لم يفشل – على الأرجح -، ومعه هذه المادة التي كانت مثالية تماماً. وليس ثمة موضوع آخر في الدنيا كان سيثير اهتمام المجموعة بهذا القدر. لقد كان السيد دايت يعلم كيفية التعامل مع الطبيعة الإنسانية.

منذ سنوات مضت كتبت سلسلة من المقالات لمجلة أمريكان ماجازين، وأتيحت لي فرصة الحديث مع (جون سيدال)، الذي كان في ذلك الوقت مسؤولاً عن قسم الناس الممتعين.

قال (سيدال): (الناس أنانيون فهم يهتمون أساساً بأنفسهم ولا يعنيهم كثيراً ما إن كانت الحكومة تمتلك السكك الحديدية أم لا، بل يريدون معرفة كيفية النجاح، والحصول على راتب أكبر وكيفية الحفاظ على صحتهم ولو أنني رئيس تحرير هذه المجلة لأخبرتهم عن كيفية الاعتناء بأسنانهم وطريقة الاستحمام والاستبراد صيفاً والحصول على وظيفة والتعامل مع الموظفين وكذلك شراء المنازل وكيفية التذكر وتجنب الأخطاء النحوية وغير ذلك. والناس دائماً مهتمون بالقصص ذات الاهتمام الإنساني، لذا فسأجعل رجلاً غنياً يخبرهم كيف حقق مليونا في تجارة العقارات وسأحضر مصرفيين بارزين ورؤساء العديد من الشركات ليرووا قصصهم وكيف شقوا طرقهم من القاع ليصلوا الى الجاه والثروة).

بعد ذلك بفترة قصيرة تم تعيين (سيدال) رئيساً للتحرير في وقت كان فيه معدل توزيع المجلة صغير. فعل (سيدال) ما قال إنه سيفعله بالضبط فقفزت أرقام التوزيع لتصل الى مائتي ألف، ثلاثمائة، أربعمائة، نصف مليون. كان ذلك شيء يريده الجمهور وسرعان ما وصل عدد من يشترون المجلة الى مليون شخص ثم مليون ونصف وأخيراً مليونين ولم يتوقف الرقم عند ذلك الحد ولكنه استمر في النمو لسنوات. لقد كان (سيدال) يناشد مصلحة قرائه الشخصية.

في المرة التالية التي تواجه فيها جمهوراً تصور أنهم يتوقون الى سماع ما ستقوله، ما دام يطابق مقتضى حالهم والمتحدثون الذين لا يأخذون في اعتبارهم أنانية مستمعيهم خليقون بأن يجدوا في مواجهتهم جمهوراً متململاً يتقلب ضجراً ينظر الى ساعاته ويتطلع برجاء الى أبواب الخروج.

ثانياً: عبّر عن تقديرك بأمانة وصدق :

يتكون الجمهور من أفراد، لذا فهم يتصرفون كأفراد. انتقد جمهوراً صراحة وسوف يبغضونك. اظهر تقديرك لشئ فعلوه ويستحق الثناء وستظفر بجواز مرور الى قلوبهم وهذا غالباً ما يتطلب قيامك بشيء من البحث.

بعض العبارات المقيتة مثل: (هذه أكثر الجماهير التي خاطبتها ذكاءً) تبغضها معظم الجماهير باعتبار أنها تملّق أجوف.

يقول المتحدث العظيم (تشاونسي إم. ديبيو) أن عليك إخبارهم بشئ لا يتوقعون منك معرفته عن أنفسهم)، فعلى سبيل المثال نجد أن رجلاً تحدث أمام نادي (كيوانس بلتيمور) مؤخراً، ولم يجد شيئاً غير عادي بخصوص النادي فيما عدا أنه يضم بين أعضائه رئيساً دولياً سابقاً وكذلك أميناً دولياً. ولم يكن هذا بجديد على أعضاء النادي، لذا فقد حاول إعطاء كلمته منعطف جديد. بدأ كلمته بهذه الجملة: (نادي كيوانس بلتيمور يقع ضمن 101898 نادياً) استمع الأعضاء. حتماً هذا المتحدث مخطئ، لأن هناك 2897 نادي كيوانس فقط في العالم، ثم واصل المتحدث كلمته على النحو التالي:

نعم حتى وأن لم تصدقوا إلا أن الحقيقة أن ناديكم واحد ضمن 101898 نادياً بالضبط. ليس ضمن 100000، أو ضمن 200000، بل واحد ضمن 101898 نادياً بالضبط.

كيف توصلت الى هذه النتيجة؟ فمنظمة كيوانس انترناشيونال تضم 2897 فقط من النوادي الأعضاء، حسناً، إن نادي بلتيمور يضم رئيساً سابقاً كيوانس انترناشيونال وأميناً دولياً وحسابياً، فان احتمال أن يضم أي نادي كيوانس كلا من رئيس سابق وأمين دولي في الوقت نفسه هو واحد في 101898، وأنا أعرف أن هذا الرقم صحيح لأنني ذهبت الى دكتور في الرياضيات باسم (جونز هو بكنز) لحساب هذه العملية من أجلي.

كن صادقاً تماماً، فالعبارة غير الصادقة قد تخدع فرداً أحياناً، ولكنها لا تخدع جمهوراً أبداً (هذا الجمهور شديد الذكاء...) ، (هذا الحشد غير العادي من جمال وفتوة نيوجيرسي...) ، (أنا سعيد لوجودي هنا لأنني أحب كل واحد منكم). لا، لا، لا،! إذا لم يكن باستطاعتك إظهار تقدير صادق فلا تظهر أي شيء!

ثالثاً: التحم بالجمهور :

أشر الى علاقة مباشرة تربطك بالجمهور الذي تخاطبه في أسرع وقت ممكن، حبذا لو كان ذلك في أولى الكلمات التي تنطق بها، وإذا طلبوا منك الحديث تكريماً لك، قل ذلك. وعندما تحدث (هارولد ماكيلان) في تخريج دفعة بجامعة دي باو بجرين كاسل بولاية إنديانا، قام بفتح خطوط التواصل في حملته الأولى.

قال: (أنا في غاية الامتنان لكلمة ترحيبكم الطيبة، لأنها مناسبة غير عادية أن تتم دعوة رئيس وزراء بريطانيا العظمى لزيارة جامعتكم العريقة، ولكني أشعر أن منصبي الحالي لم يكن السبب الوحيد، ولا السبب الرئيسي لدعوتكم).

ثم ذكر أن والدته أمريكية مولودة في إنديانا، وأن أباها كان ضمن أوائل الخريجين في جامعة دي باو.

قال: (أطمئنكم أنني فخور لارتباطي بجامعة دي باو، ولإحيائي تقليد عائلي قديم).

ولعلك تأكدت أن إشارة ماكيلان الى مدرسة أمريكية، والى طريقة الحياة الأمريكية – التي عرفتها أمه، وأبوها الرائد – جعلت له أصدقاء على الفور.

ثمة طريقة أخرى لفتح خطوط التواصل، هي أن تستخدم أسماء أفراد الجمهور. جلست ذات مرة بجوار المتحدث الرئيسي في إحدى المأدبات، وقد أدهشني فضوله نحو العديد من الناس في القاعة، فطوال الوجبة ظل يسأل مدير المراسم عمن يكون الشخص الذي يرتدي البدلة الزرقاء على إحدى الموائد، أو ما اسم السيدة ذات القبعة المزهرة، وعندما نهض للحديث، اتضح على الفور سبب فضوله. لقد استخدم بعض الأسماء – التي عرفها، ونسجها في كلمته بمهارة وأصبح بإمكاني رؤية السعادة الواضحة على وجوه الأشخاص الذي ذُكرت أسماؤهم، وأحسست بمودة

الجمهور الحميمة التي كسبها المتحدث بهذا الأسلوب البسيط.

لاحظ فرانك بيس الابن، وهو يتحدث بصفته رئيس شركة جنرال دايناميك كوربويشن، وكيفية استفادته من ذكر بعض الأسماء. كان يتحدث في مأدبة العشاء السنوية، التي تقيمها جمعية الدين في الحياة الأمريكية بنيويورك:

قال الرجل: (إن هذه الليلة بالنسبة لي ليلة بهيجة، وذات مغزى لعدة أسباب، أولاً: يوجد بين الجمهور كاهني الخاص، وهو الموقر (روبرت آبليارد)، الذي كان خلال كلماته وأفعاله وقيادته مصدر إلهام لي شخصياً ولأسرتي ولرعايا الكنيسة بأكملهم.. ثانياً: إن جلوسي بين (لويس ستراوس وبوب ستيفنز) -، هذين الرجلين اللذين زاد اهتمامهم بالدين من خلال اهتمامهم بالخدمة العامة – يعد أيضا مصدراً لسعادتي الشخصية البالغة...).

كلمة تحذير: إذا كنت تنوي تضمين أسماء غريبة في كلمتك -، عرفتها من خلال استفسارات قمت بها من أجل المناسبة – فلتتأكد من صحة نطقك للأسماء، وتأكد من فهمك التام لسبب استخدامك الأسماء، وتأكد أنك تذكرها بطريقة مقبولة، وتستخدمها باعتدال.

هناك طريقة أخرى للاحتفاظ بالجمهور وهو في قمة الانتباه، وهي استخدام الضمير (أنتم) بدلاً من ضمير الغائب (هم)، وبهذه الطريقة تحتفظ بالجمهور في حالة وعي بالذات، والذي لا يمكن ـ كما أوضحت سلفاً ـ أن يغفله المتحدث إذا كان يريد الاستئثار باهتمام مستمعيه، وانتباههم واليك بعض المقتطفات من كلمة حول حمض الكبريتيك التي ألقاها أحد طلابنا أثناء دورة في نيويورك:

يَمسُّك حمض الكبريتيك في حياتك بعدة طرق: فبدونه تتوقف سيارتك، لأنه يستخدم بكثرة في تكرير الكيروسين والنزين، وبدونه لن تتمكن من الحصول على الأضواء الكهربية التي تنير مكتبك ومنزلك.

وعندما تفتح المياه كي تغتسل، فإنك تستخدم صنبوراً مطلياً بالنيكل، الذي يحتاج الى حمض الكبريتيك في صناعته، وربما يكون الصابون الذي تستخدمه مصنوعاً من شحوم، أو زيوت تمت معاملتها بهذا الحمض، والشعر الشوكي الموجود في فرشاة شعرك، ومشطك المصنوع من السيلوليد لولا هذا الحمض لما أمكن صنعهما، ولا شك أن ماكينة حلاقتك نقعت في هذا الحمض بعد إعادة صنعها.

وأنت تهبط لتناول الإفطار، فإذا ما كان لون الطبق، والفنجان خلاف اللون الأبيض خالص البياض، فقد دخل في صنعهما هذا الحمض، وإذا كانت ملعقتك، وشوكتك وسكينك مطلية بالفضة فهي قد مرت بحمام من حمض الكبريتيك.

وهكذا طيلة اليوم، إذ تجد أن حمض الكبريتيك يؤثر عليك في كل لحظة. اذهب حيث شئت فلن تستطيع الهرب من تأثيره.

لقد تمكن هذا المتحدث من خلال استخدامه الماهر للضمير (أنت)، وإدخال مستمعيه في الصورة – من الاحتفاظ بالانتباه حيا ومتوهجاً، ورغم ذلك فإن هناك أوقات يكون فيها استخدام (أنت) شيء خطير، وذلك عندما يكون من المحتمل أن تخلق فجوة بين المتحدث، وجمهوره وليس جسراً يحدث هذا عندما يرانا الجمهور، وكأننا نتحدث اليه بتعال، أو نلقي عليه محاضرة، وحينئذ يكون من الأفضل أن تقوّل (نحن) بدلاً من (أنتم).

وغالباً ما كان الدكتور (دبليو. باور) – مدير التربية الصحيحة بالاتحاد الطبي الأمريكي – يستخدم هذا الأسلوب في أحاديثه الإذاعية والتلفازية وقد قال في أحد أحاديثه: (نحن جميعاً نريد معرفة كيف نختار طبيباً صالحاً، أليس كذلك؟ وإذا ما كنا سنحصل على أفضل خدمة من طبيبنا، أفلا نريد جميعاً معرفة كيف نكون مرضى صالحين؟).

رابعاً: اجعل جمهورك شريكاً في كلمتك :

هل خطر ببالك أبداً أن تستطيع الاحتفاظ بانتباه جمهورك لكل كلمة باستخدام قليل من الاستعراض؟ ففي اللحظة التي تختار فيها فرداً من الجمهور لمساعدتك في توضيح نقطة، أو تقديم فكرة في إطار مسرحي، فسوف تُكافئ بزيادة ملحوظة في الانتباه. ونظراً لوعي الأفراد بأنفسهم كجمهور، فإنهم ينتبهون بحرص الى ما يحدث عندما يُخرج المتحدث واحداً منهم، ويشركه في (الفصل)، وإذا كان هناك حائط يفصل الرجل الذي على المنصة عن الجمهور ـ كما يقول كثير من المتحدثين-، فإن استخدام مشاركة الجمهور سيهدم ذلك الحائط ، وأنا أتذكر متحدثاً كان يشرح المسافة التي يستغرقها إيقاف السيارة بعد الضغط على الفرملة، فطلب من أحد مستمعيه الجالسين في الصف الأول الوقوف، ومساعدته في توضيح كيفية اختلاف هذه المسافة حسب سرعة السيارة. أخذ الرجل المستمع نهاية شريط قياس حديدي، وسار به خمسة وأربعين قدماً بطول الممر، حيث توقف بإشارة من المتحدث. لقد شاهدت هذا الإجراء، ولاحظت مدى استغراق الجمهور بأكمله في الحديث. قلت لنفسي أن شريط القياس – بجانب كونه وسيلة توضيح بيانية لموضوع المتحدث – هو حتماً خط اتصال بين ذلك المتحدث، وهذا الجمهور، وبدون هذه اللمسة الاستعراضية ربما ظل الجمهور مشغولاً بما سيتناوله على الغداء، أو ما سيعرضه التلفاز من برامج ذلك المساء.

إحدى طرقي المفضلة لإشراك الجمهور هي ببساطة توجيه أسئلة والحصول على أجوبة، فأنا أحب وقوف الجمهور على قدميه مردداً جملة ورائي أو مجيباً على اسئلتي برفع الأيدي. يحتوي كتاب (بيرسي إتش وايتنيج) – الذي يحمل عنوان كيف تضفي الدعابة على كلامك، وكتاباتك – في بعض النصائح القيمة حول موضوع مشاركة الجمهور، ويقترح وايتنيج في هذا الكتاب أن تجعل مستمعيك يقترعون على شيء، أو تدعوهم لمساعدتك في حل مشكلة. يقول السيد وايتنيج: (ضع نفسك في الحالة الذهنية المناسبة، وفي تلك الحالة تعترف بأن الحديث ليس مثل القراءة، فهو مصمم للحصول على رد فعل الجمهور، ولجعل الجمهور شريكاً في العملية)، وأنا أحب وصف الجمهور بأنه (شريك في العملية) هذا هو السبيل الى فهم ما يدور عنه هذا الفصل بأكمله، فإذا ما استخدمت مشاركة الجمهور، فإنك تمنح حقوق المشاركة لمستمعيك.

خامساً : تواضع :

بالطبع إن شيئاً لن يحتل مكان الصدق في هذه العلاقة بين المتحدث والجمهور وذات مرة قدم (نورمان فنسنت بيل) بعض النصائح المفيدة جداً لواعظ زميل كانت تواجهه مشكلة كبرى في الاحتفاظ بالجمهور منتبهاً أثناء خطبه. طلب من هذا الواعظ أن يستجوب مشاعره تجاه ذلك الجمع الذي يخاطبه صبيحة كل أحد:

هل يحبهم، هل يريد مساعدتهم، هل يعتبرهم أقل منه ثقافة ؟ قال الدكتور بيل أنه لم يصعد أبداً المنبر دون أن ينتابه إحساس شديد بالحب تجاه الرجال، والنساء المقبل على مواجهتهم، والجمهور يكتشف بسرعة المتحدث الذي يفترض تفوقه ذهنياً واجتماعياً، وفي الحقيقة فإن التواضع من أفضل الطرق التي يتحبب بها المتحدث الى جمهوره.

برهن على هذا (إدموند إس. موسكي) – عضو مجلس الشيوخ الأمريكي في ذلك الوقت – عندما تحدث الى الجمعية الشرعية الأمريكية في بوسطن.

قال موسكي: (أتناول مهمتي هذا الصباح ولديّ الكثير من الشكوك: ففي المقام الأول، أنا مدرك للمؤهلات المهنية لدى الجمهور، وأشك في حكمه لتعريض مواهبي الفقيرة لنظرتكم الناقدة، وفي المقام الثاني، هذا لقاء إفطار، وهو وقت يستحيل – تقريباً – فيه على المرء أن يكون متيقظاً بدرجة كافية، والفشل في هذا الصدد فيه الهلاك لرجل سياسي، وثالثاً، هناك موضوعي وهو تأثير المناقشات على مهنتي كموظف عمومي، وطالما أنا نشط سياسياً، فمن المحتمل أن يكون هناك انقسام حاد في الآراء بين أبناء دائرتي بالنظر الى إن كان هذا التأثير حسناً أم سيئاً.

ونظراً لمواجهتي لهذه الشكوك فإنني أشعر تماماً وكأنني بعوضة وجدت نفسها – دون أن تتوقع – وسط مستعمرة للعراة. فأنا لا أعرف من أين أبدأ) ومن هنالك استمر السيناتور موسكي ليلقي كلمة رائعة.

وقد تواضع (ألاي إي. ستيفنسون) في بداية خطاب حفل التخرج بجامعة ميتشيجان، حيث قال: (إن شعوري بعدم ملائمتي في هذه المناسبات يستحضر الى ذهني ملاحظة (صمويل بتلر) عندما طلبوا منه ذات مرة أن يحدثهم عن كيفية تحقيق أقصى استفادة من الحياة، وأنا أظن أنه رد قائلاً: (إنني لا أعرف حتى كيفية تحقيق أقصى استفادة من الخمسة عشر دقيقة التالية)، وأنا أشعر نفس الشعور تجاه العشرين دقيقة التالية).

إن أضمن طريق لمعاداة الجمهور هو التلميح الى تفوقك عليهم إنك عندما تتحدث تكون في نافذة عرض، ويتبدى للعيان كل جانب من جوانب شخصيتك، وأقل ذرة من التبجح قد تكون فيها نهايتك. ومن ناحية أخرى تجد أن التواضع يلهم الثقة، والمودة وبإمكانك التحلي بالتواضع دون أن تتعالى، فسوف يحبك جمهورك ويحترمك لأنك أوضحت حدودك طالما أظهرت عزمك على بذل أقصى ما في وسعك.

عالم التلفاز الأمريكي عالم يتطلب الكثير من الجهد، وفي كل موسم يتعرض كبار المؤدين لنيران المنافسة المهلكة. أحد الناجحين الذين يعودون عاماً بعد عام هو (إد سوليفان)، وهو ليس بمحترف تلفازي، بل صحفي وهو هاوٍ في حقل المنافسة الشرسة، كان ينجو لأنه لم يفترض أنه أكثر من مجرد هاوٍ. بعض من حركاته المميزة أمام الكاميرا كانت ستقف عائقاً أمام أي شخص آخر ذي قدر أقل من الجاذبية الطبيعية، فهو يمسك بذقنه، ويحني كتفيه، ويشد رابطة عنقه، ويتلعثم في نطقه ولكن هذه العيوب ليست قاتلة لإد سوليفان، فهو لا يكره الناس لأنهم ينتقدونها ويقوم مرة على الأقل كل موسم باستئجار مقلد موهوب ليحاكي حركاته محاكاة ساخرة بشكل رائع، مضخماً كل عيوبه فيضحك إيد سوليفان دون تأثر كأي شخص آخر عندما يقلده هذا المؤدى الى حد يشبه الطبيعة وهو يرحب بالنقد والجماهير تحبه لذلك لأنهم يحبون التواضع، ويبغضون المتباهي المغرور.

يقول (هنري ودانا لي توماس) في كتابهما السير الحية للزعماء الدينيين متحدثين عن كونفرشيوس:

(إنه لم يحاول أبداً إبهار الناس بمعرفته التي لا يشاركه فيها أحد غيره، بل حاول تنويرهم بتعاطفه الذي شمل الجميع)، ولو أننا تحلينا بهذا التعاطف الشامل فسوف نمتلك المفتاح الذي يفتح الباب المؤدي الى قلب الجماهير.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






الأمين العام للعتبة الحسينية: ينبغي أن تحاط اللغة العربية بالجلالة والقدسية فهي سلاح الأمة وسبيل وحدتها ونهضتها
بالفيديو: الامين العام للعتبة الحسينية: مشروع الكابل الضوئي هو مشروع تنموي كبير سيرفع من سقف التنمية في محافظة كربلاء
بالفيديو: بحضور ممثل المرجعية العليا والامين العام للعتبة الحسينية.. جامعة الزهراء (ع) للبنات تحتفي بتخرج (دفعة طوفان الاقصى)
بالتعاون مع جامعة ليفربول وتستهدف مليون فحص مجاني... العتبة الحسينية تعلن عن موعد إطلاق حملة للكشف المبكر عن الأمراض السرطانية