أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2015
8860
التاريخ: 8-10-2015
4084
التاريخ: 17-9-2019
5240
التاريخ: 17-9-2019
2548
|
يصور هذا اللون من النثر العلاقات الاجتماعية بين الكتاب وأسيادهم أو بينهم وبين أصدقائهم وأحبابهم، والقارئ يرى فيه التهنئة والتعزية، والشكر وطلب الزيارة، وما شابه ذلك من المعاني الاجتماعية التي تربط الناس ببعضهم، وتمتزج أحياناً بالعتاب والاعتذار؛ إذ إن الكاتب يحاول أن يظهر شعوره، ويعرب عما في قلبه من حب ومودة، يزيل ما علق في نفس صديقه من ريب، وما حدث من جفاء وقطيعة.
وشاعت في هذا العصر-فترة العصور المتأخرة-المناظرات الأدبية الجميلة بين الزهور والحيوان والطير وافتتن الأدباء بها أيما افتتان حتى صارت شارة بارزة لأدب هذه الحقبة، وقد اتخذت وسيلة للترفيه عن النفس والهروب من الآلام ونسيان المشكلات التي تحيط بالناس وتحدق بهم.
ومما يميز اسلوب الرسائل الاخوانية البساطة واستخدام وعبارات المجاملة ونعوت التعظيم والتبجيل، ويراعى فيها التناسب بين الموضوع والألفاظ ومثال على ذلك رسالة ابن الوردي في رثاء العالم الفقيه الإمام هبة الله بن عبد الرحيم البارزي الشافعي (ت 738هـ) وقد كتب بها الى ابنه القاضي نجم الدين عبد الرحيم (1):
(وينهي أنه بلغ المملوك وفاة الحبر الراسخ، بل انهداد الطور الشامخ، وزوال الجبل الباذج، الذي بكته السماء والأرض، وقابلت فيه المكروه بالندب، وذلك فرض، فشرقت أجفان المملوك بالدموع، واحترق قلبه بين الضلوع، وساواه في الحزن الصادر والوارد، واجتمعت القلوب لما تم لمأتم واحد، فالعلوم تبكيه، والمحاسن تعزي فيه، والحكم ينعاه والبر يتفداه والاقلام تمشي على الرؤوس لفقده، والمصنفات تلبس حداد المداد من بعده).
وتقف مع ابن الوردي وقفة أخرى في رسالة يصف فيها الديك سماها (منطق الطير) يقول فيها (2):
فصاح الديك: ها أنا أناديلك، أنا قد أذنت، فاقم الصلاة أنت هذا أوان صف الاقدام، ووضع الجباه، ومن أحسن قولا ممن دع الى الله كم أوقظلك، وبانقضاء الأوقات أعظك، فأشفق عليك بصباحي، وأرفرف عليك بجناحي. أقسم لك الوظائف بلا حساب، وأعرف المواقيت بغير الاسطرلاب، أنها كم عن معصية الله بخروج الوقت، فلا تعصوه، والله يقدر الليل والنهار، علم أن لن تحصوه، فمن ادعى حسن الصحبة، فيؤثر كإيثاري، ولا يختص من رفاقه بحبه، كم منحت أهل الدار إخائي، ووليتهم ولائي، وهم يذبحون أبنائي، ويستحيون نسائي).
لقد قصد ابن الوردي في هذه الرسالة ارشاد الناس ووعظهم، ومثلها كثير في أدب العصور المتأخرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ ابن الوردي 2: 455، وينظر ديوان ابن الوردي ص162.
(2) ديوان ابن الوردي ص 158.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|