المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6323 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التوزيع الفصلي والمكاني لدرجات الحرارة
2024-12-19
فحص Adrenocorticotropic Hormone (ACTH)
2024-12-19
اجر مودة النبي واله
2024-12-19
اجر مودة النبي واله
2024-12-19
Evidence for the interaction of SVLR and LLL
2024-12-19
المبنيات
2024-12-19

Which alternative should we choose? (5)
2024-09-18
أنواع المعاني
15-8-2017
vocalic (adj.) (voc)
2023-12-05
Polygon Inscribing
12-2-2020
خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في مجلس الطاغية يزيد
7-12-2017
المفاهيم الجغرافية الأساسية - المناطق
14-8-2022


الدنيا و أهلها  
  
2420   02:37 مساءاً   التاريخ: 5-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2 , ص40-42.
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / حب الدنيا والرئاسة والمال /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-10-2016 2345
التاريخ: 5/9/2022 1697
التاريخ: 5-10-2016 2345
التاريخ: 5-10-2016 4018

شبه بعض الحكماء حال الإنسان و اغتراره بالدنيا ، و غفلته عن الموت و ما بعده من الأهوال وانهماكه في اللذات العاجلة الفانية الممتزجة بالكدورات : بشخص مدلى في بئر، مشدود وسطه بحبل ، وفي أسفل ذلك البئر ثعبان عظيم متوجه إليه ، منتظر سقوطه ، فاتح فاه لالتقامه ، وفي أعلى ذلك البئر جرذان أبيض و أسود ، لا يزالان يقرضان ذلك الحبل شيئا فشيئا ، ولا يفتران عن قرضه آنا من الآنات ، و ذلك الشخص ، مع أنه يرى ذلك الثعبان و يشاهد انقراض الحبل آنا فآنا ، قد أقبل على قليل عسل قد لطخ به جدار ذلك البئر و امتزج بترابه و اجتمعت عليه زنابير كثيرة ، و هو مشغول بلطعه منهمك فيه ، ملتذ بما أصاب منه ، مخاصم لتلك الزنابير عليه ، قد صرف باله بأجمعه إلى ذلك ، غير ملتفت إلى ما فوقه و إلى ما تحته , فالبئر هو الدنيا ، و الحبل هو العمر، و الثعبان الفاتح فاه هو الموت ، و الجرذان الليل و النهار القارضان للعمر، و العسل المختلطة بالتراب هو لذات الدنيا الممتزجة بالكدورات و الآلام ، و الزنابير هم أبناء الدنيا المتزاحمون عليها.

وشبه بعض العرفاء الدنيا و أهلها ، في اشتغالهم بنعيمها و غفلتهم عن الآخرة ، و حسراتهم العظيمة بعد الموت ، من فقدهم نعيم الجنة بسبب انغمارهم في خسائس الدنيا : بقوم ركبوا السفينة ، فانتهت بها إلى جزيرة فأمرهم الملاح بالخروج لقضاء الحاجة ، و حذرهم المقام فيها  و مرور السفينة و استعجالها ، فتفرقوا في نواحي الجزيرة ، فقضى بعضهم حاجته ، و بادر إلى السفينة ، فصادف المقام خاليا ، فأخذ أوسع الأماكن و أوفقها بمراده , و بعضهم توقف في الجزيرة ، و اشتغل بالنظر إلى أزهارها و أنوارها و أشجارها و أحجارها و نغمات طيورها  ثم تنبه لخطر فوات السفينة فرجع إليها ، فلم يصادف إلا مكانا ضيقا ، فاستقر فيه , و بعضهم ، بعد التنبه لخطر مرور السفينة ، لما تعلق قلبه ببعض أحجار الجزيرة و أزهارها و ثمارها ، لم تسمح نفسه بأهمالها ، فاستصحت منها جملة و رجع إلى السفينة فلم يجد فيها إلا مكانا ضيقا لا يسعه إلا بالتكلف و المشقة ، و ليس فيه مكان لوضع ما حمله ، فصار ذلك ثقلا عليه وبالا   فندم على أخذها ، ولم يقدر على رميها ، فحملها في السفينة على عنقه متأسفا على أخذها , و بعضهم اشتغل بمشاهدة الجزيرة ، بحيث لم يتنبه أولا من خطر مرور السفينة و من‏ نداء الملاح  حتى امتلأت السفينة ، فتنبه أخيرا و رجع إليها ، مثقلا بما حمله من أحجار الجزيرة و حشائشها  ولما وصل إلى شاطئ البحر سارت السفينة ، أو لم يجد فيها موضعا أصلا ، فبقى على شاطئ البحر , و بعضهم لكثرة الاشتغال بمشاهدة الجزيرة و ما فيها نسوا المركب بالمرة   ولم يبلغهم النداء أصلا ، لكثرة انغمارهم في أكل الثمار و شرب المياه و التنسم بالأنوار و الأزهار و التفرج بين الأشجار، فسارت السفينة و بقوا في الجزيرة من دون تنبههم بخطر مرورها  فتفرقوا فيها ، فبعضهم نهشته العقارب و الحيات و بعضهم افترسته السباع ، و بعضهم مات في الأوحال ، و بعضهم هلك من الندامة و الحسرة و الغصة ، و أما من بقي على شاطئ البحر فمات جوعا ، و أما من وصل إلى المركب مثقلا بما أخذه ، فشغله الحزن بحفظها والخوف من فوتها ، و قد ضيق عليه مكانه ، فلم يلبث إن ذبلت ما أخذه من الأزهار، وعفنت الثمار، و كمدت ألوان الأحجار، فظهر نتن رائحتها ، فتأذى من نتن رائحتها ولم يقدر على إلقائها في البحر لصيرورتها جزءا من بدنه ، و قد أثر فيه ما أكل منها ، و لم ينته إلى الوطن إلا بعد إحاطة الأمراض و الأسقام عليه لأجل ما لم ينفك عنه من النتن ، فبلغ إليه سقيما مدنفا  فبقى على سقمه أبدا ، أو مات بعد مدة ، و أما من رجع إلى المركب بعد تضيق المكان ، فما فاته إلا سعة المحل ، فتأذى بضيق المكان مدة ، و لكن لما وصل إلى الوطن استراح ، و من رجع إليه أولا و وجد المكان الأوسع فلم يتأذ من شي‏ء أصلا و وصل إلى الوطن سالما , فهذا مثال أصناف أهل الدنيا في اشتغالهم بحظوظهم العاجلة ، و نسيانهم وطنهم الحقيقي ، وغفلتهم عن عاقبة أمرهم , وما أقبح بالعاقل البصير أن تغره بأحجار الأرض و هشيم النبت ، مع مفارقته عند الموت وصيرورته كلا و وبالا عليه.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.