المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16679 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التتميم  
  
5325   03:14 مساءً   التاريخ: 5-11-2014
المؤلف : محمّد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج2 ، ص426-429.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الإعجاز البلاغي والبياني /

وهو من ظرف البديع وكماله وبلاغه ، قال ابن رشيق : هو أن يُحاول الشاعر أو المتكلّم معنىً ، فلا يدع شيئاً يتمّ به حسنه إلاّ أورده وأتى به ، إمّا مبالغةً وإمّا احتياطاً واحتراساً من التقصير (1) ، وفسّره بعضهم بأن يكون المتكلّم آخذاً في معنى ، فيعترضه شكّ في إيفاء كلامه ، أو احتمال رادّ سوف يردّ عليه ، أو إثارة سؤال يُحاول الإجابة عليه فرضاً وتقديراً في الكلام ، فيلتفت قبل فراغه من التعبير عن ذلك المعنى ، فيبادر إلى إزالة كل شبهة محتملة ، وحلّ كل مشكلة معترضة ، والإجابة على أيّ سؤال سوف يثيره الكلام (2) ؛ ليكون كلامه وافياً شافياً ومؤدّياً تمام الغرض وكمال المراد ، وهذا من ظرف البديع وكمال البلاغة في الكلام .

وقد جاء في القرآن على أحسنه وأفضله ، منها قوله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا } [الإسراء : 1] ، فإنّ السري لا يكون إلاّ بالليل ، فذكره يغني عن قوله : ( ليلاً ) لولا إرادة تتميم الفائدة للدلالة على تقليل المدة ، بمعنى أنّ السري وقع في بعض الليل ، يدلّ عليه التنكير .

قال الزمخشري : فإن قلت : الإسراء لا يكون إلاّ بالليل فما معنى ذكر الليل ؟ قلت : أراد بقوله : ( ليلا ) بلفظ التنكير ، تقليل مدة الإسراء ، وإنّه أسرى به في بعض الليل من مكّة إلى الشام ـ مسيرة أربعين ليلة ـ وذلك أنّ التنكير فيه قد دلّ على معنى البعضية (3) .

وقوله تعالى : {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا} [طه : 112] ، فقوله : ( وهو مؤمن ) تتميم في غاية الحسن ، وأفاد الشرط الأَوّل في قبول الطاعات ، فلو حُذفت هذه الجملة لاختلّ المعنى .

وقوله تعالى :   {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان : 8] ، والشاهد في قوله : ( على حبّه ) إن عاد الضمير على الطعام ، فيزيد تأكيداً لمعنى الإيثار المقصود من الكلام ، أي مع حاجتهم إليه آثروا غيرهم على أنفسهم ، فهو تتميم أفاد المبالغة المقبولة ، فلو طُرح لنقص المعنى واختلّ حسن التركيب .

وكذا لو عاد الضمير في ( على حبّه على الله ) ، أي أطعموهم لرضائه تعالى ، فهو آكد للدلالة على الإخلاص في هذا الإيثار ، وعلى أيّ تقدير فلا يخلو موقع هذه الكلمة من الظرافة والحسن البديع (4) .

ومِن أروع أنحاء التتميم وأفخمه قدراً أن تجتمع أنواعه في كلام واحد ، وهي كما أشرنا : تتميم نقص أحسّ به المتكلّم ، أو مبالغة في إيفاء مراده ، أو احتياط واحتراس عن الشكوك والاعتراضات الواردة .

وقد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى : {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة : 266] .

هذه الآية فيها محاولة لإبراز حالة الأسف المرير لمَن فقد شيئاً كان ثمن حياته ، في وقت لا يمكنه تداركه ، ويخاف سوء المصير .

قال ابن أبي الإصبع : جاءت في هذه الآية ثمانية مواضع ، في كل موضع منها تتميم ، وأتت على جميع أقسام التتميم الثلاثة :

فأولها قوله ـ في تفسير الجنّة ـ : ( مِن نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ) لاحتمال أن تكون جنّة ذات أثل وخمط (5) ، فإنّ لفظ الجنّة يصدق على كل شجر ملتفّ يستر الأرض بظلّ أغصانه ، كائناً ما كان ، ومن الشجر ما له نفع عظيم عميم كالنخيل والأعناب ، وما له نفع قليل كالأثل والخمط ، ومع هذا فلو احترقت لاشتدّ أسف صاحبها ، فكيف إذا كانت من نخيل وأعناب .

ثمّ إنّ الجنّة وإن كانت من نخيل وأعناب ، فما لم تجرِ الأنهار من تحت أشجارها لم يكن لها نفع عظيم بسكنها ، ولم تكن لها حياة ونضارة البتة ، فتمّم هذا النقص بقوله : { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } .

وإذا انضمّت إلى النخيل والأعناب كل الثمرات كان وصفها أتمّ ونفعها أعظم والأسف على فسادها أشد ؛ ولذلك تمّم هذا النقص وبالغ فيه بقوله : { لَهُ فِيهَا مِن كُلّ الّثمَرَاتِ}.

ولمّا فرغ مِن وصف الجنّة شرع في وصف صاحبها ، فوصفه بالكِبَر ، وهي حالة يأس عن إمكان استئناف العمل لو ذهبت الأتعاب أدراج الرياح ، فقال ـ محتاطاً ـ : ( وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ ) .

ثمّ لو كان عقيماً ولم يُخلّف ذراري ضعافاً كان الأمر هيّناً بعض الشيء ، وسلاّه  قرب الأجل ، لكن إذا كان قد خَلّف ذرية ضعفاء فإنّ الأسف على ضياعها أمرّ وأشدّ ؛ ولذلك تمّمه بقوله : ( وَلَهُ ذُرّيّةٌ ) . وأضاف وصفها بالضعف ( ضعفاء ) ؛ لأنّ الإطلاق يحتمل كونهم أقوياء لا حاجة لهم إلى تركة أبيهم ، فكان ذلك يخفض مِن شدّة أسفه ، ويقلّ مِن وطأة غمّه .

وأخيراً أخذ في وصف الحادث المُهلك الذي أصاب الجنّة ، فقال : ( فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ ) ، لكن لمّا كان الإعصار لا يُعجّل فساد الشجر والزرع ما لم يكن فيه نار تمّمه بقوله : ( فِيهِ نَارٌ ) تأكيداً على ذلك .

والإعصار عبارة عن تقابل الرياح المثيرة للعجاج الكثيف الذي دوامه واستمراره يُعمي عيون الأنهار ويطمّ الآبار ، ويُحرق بوهج سمومه الزروع والأشجار ، وهذا معنى ( فِيهِ نَارٌ ) أدارها على الجنّة فاحترقت من شدّة لهبها ووهجها ، كأنّها دوّامة نار تدور عليها في وسط ذلك الإعصار .

ولمّا كانت مظنّة سلامة الأشجار عن الاحتراق ـ لِما فيها من رطوبة وخضر ـ احتاط تلافيه بقوله : ( فَاحْتَرَقَتْ ) أي كانت شدّة الإعصار ووهجه  النار بحيث أثّرت في يبسها واحتراقها في نهاية الأمر ، ففي هذه التتميمات المتتالية المتنوّعة كمال إيفاء بالمقصود ، ليس يوجد مثله في سائر الكلام ، وهذا كما قال ابن معصوم : ولله درّ شأن القرآن ومدى اعتلاء بلاغته الخارقة !

قال ابن أبي الإصبع : فانظر ما تضمّنت الآية من تقاسيم هذا النوع من بديع الكلام ، منضماً إلى ما فيه من ائتلاف اللفظ والمعنى والتهذيب وحسن النسق والتمثيل وحسن البيان والمساواة ؛ لتعلم أنّ هذا الكتاب العزيز ـ بأمثال هذه الآية ـ عجّز الفصحاء وبلّد الأذكياء وأعيى على البلغاء (6) .
________________

(1) العمدة : ج2 ص50 .

(2) وهذا بمعنى الاستدراك أشبه .

(3) الكشّاف : ج2 ص246 .

(4) أنوار الربيع : ج3 ص52 .

(5) الأثل نوع من الطرفاء ، والخمط نبت له مرارة ، وكلاهما من الأشواك المرّة .

(6) بديع القرآن : ص46 ـ 48 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .