أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016
1178
التاريخ: 2-2-2023
1266
التاريخ: 29/10/2022
1863
التاريخ: 2024-03-18
666
|
[قال النراقي : ] اذا اتيت بالطهارة في مكانك ، و هو ظرفك الا بعد ، ثم في ثيابك ، وهو غلافك الاقرب ، ثم في بشرتك ، و هي قشرك الادنى، فلا تغفل عن لبك و ذاتك ، و هو قلبك ، فطهره بالتوبة و الندم على ما فرط ، و تصميم العزم على الترك في المستقبل ، فطهر بها باطنك ، فانه موضع نظر ربك.
ثم إذا سترت مقابح بدنك عن ابصار الخلق باللباس ، فاخطر ببالك فضائح سرك التي لا يطلع عليها إلا ربك ، و طالب نفسك بسترها ، و تحقق أنه لا يستر عن عين اللّه ساتر، و إنما يكفرها الخوف و الندم و الحياء ، فتستفيد بإظهارها في قلبك انبعاث جنود الخوف و الندم و الحياء من مكامنها ، فتذل به نفسك ، و يستكين تحت الخجلة قلبك ، و تقوم بين يدي اللّه - تعالى- قيام العبد المجرم المسيء الآبق ، الذي ندم فرجع إلى مولاه ، ناكسا رأسه من الخوف و الحياء , قال الصادق (عليه السلام) : «أزين اللباس للمؤمن لباس التقوى ، وانعمه الايمان ، قال اللّه تعالى : {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف : 26] , وأما اللباس الظاهر، فنعمة من اللّه تعالى تستر بها عورات بني آدم ، و هي كرامة أكرم اللّه بها ذرية آدم ما لم يكرم بها غيرهم ، وهي للمؤمنين آلة لأداء ما افترض اللّه عليهم , و خير لباسك ما لا يشغلك عن اللّه - عز و جل - ، بل يقربك من ذكره و شكره و طاعته ، و لا يحملك على العجب و الرياء و التزين و التفاخر و الخيلاء ، فانها من آفات الدين ، و مورثة للقسوة في القلب , فإذا لبست ثوبك ، فاذكر ستر اللّه عليك ذنوبك برحمته ، والبس باطنك بالصدق كما البست ظاهرك بثوبك ، وليكن باطنك من الصدق في ستر الهيبة ، وظاهرك في ستر الطاعة.
واعتبر بفضل اللّه - عز و جل - ، حيث خلق أسباب اللباس ليستر بها العورات الظاهرة ، و فتح أبواب التوبة والإنابة و الاغاثة ليستر بها عورات الباطن من الذنوب و أخلاق السوء.
ولا تفضح أحدا حيث ستر اللّه عليك ما أعظم منه , و اشتغل بعيب نفسك و اصفح عما لا يعنيك حاله و امره.
واحذر أن يفنى عمرك بعمل غيرك ، و يتجر برأس مالك غيرك ، و تهلك نفسك ، فان نسيان الذنوب من أعظم عقوبة اللّه في العاجل ، و اوفر أسباب العقوبة في الآجل , وما دام العبد مشتغلا بطاعة اللّه - تعالى- ، ومعرفة عيوب نفسه ، و ترك ما يشين في دين اللّه عز و جل فهو بمعزل عن الآفات ، خائض في بحر رحمة اللّه - عز و جل - يفوز بجواهر الفوائد من الحكمة و البيان.
وما دام ناسيا لذنوبه ، جاهلا بعيوبه ، راجعا إلى حوله و قوته ، لا يفلح إذا أبدا» .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|