المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6601 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الأطعمة التي تورث الذكاء
2025-03-31
تأثير الإسراف في الطعام والشراب على الجسد
2025-03-31
اعرف مدى خطورة الضغوط النفسية على سلامة مخك
2025-03-31
اختر الأطعمة الغنية بحمض الفوليك
2025-03-31
Bilingual learners
2025-03-31
Cultural issues and schools Conclusion
2025-03-31



الحياة ضمن الجماعة  
  
100   09:42 صباحاً   التاريخ: 2025-03-24
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة : ص133-136
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / آداب / آداب الصلاة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2017 2024
التاريخ: 21-9-2016 1209
التاريخ: 21-9-2016 1387
التاريخ: 21-9-2016 1009

هل صحيح أن الإنسان ليس مدنيا بالطبع ، وأن حياة أحدنا ضمن الجماعة إنما نشأت من حاجته إلى الجماعة في خبزه وثيابه ومسكنه . . ؟

حاول مرة أحد الأصدقاء أن يثبت أن رغبة الإنسان في الحياة الاجتماعية ليس لها عمق في نفسه وراء حاجاته الاقتصادية .

قيل له : ألا تحس في نفسك حاجة للحياة مع الناس وراء انتفاعك منهم في معيشتك ؟

قال : بلى

قيل له : هذا دليل على أنك اجتماعي بالطبع قبل أن تكون اجتماعيا للنفع .

قال : هذا تطبع تربينا عليه ، وليس طبعا في عمق أنفسنا .

قيل له : افترض أن الناس لم يتربوا على حياة الجماعة وأن كل فرد منهم نشأ مكفي الحاجات ، أفتراهم كانوا يعيشون آحادا ؟ .

قال : نعم

قيل له : وعاطفة غريزة الجنس مثلا ألا كانت تدفع بالرجل والمرأة إلى التزاوج ؟ .

وعاطفة الأمومة والأبوة ألا كانت تدفع بالأبوين إلى احتضان الصغار ؟

فها قد تكونت نواة الجماعة الأسرة ونتج عنها القرابة ونتج عنها الحياة الاجتماعية، وثراء الإنسان الفكري ، ألم يكن يدفعه إلى البحث عن حقل لأفكاره، وأنس الإنسان بالإنسان وميله إلى مزج نفسه بأنفس الآخرين .

واستطردنا نحشد الأمثلة من أفكار الإنسان وعواطفه نفند بها افتراض صديقنا أقنعناه بأنه اجتماعي بطبيعته وأن الحياة الأصيلة للإنسان والحيوان والطيور هي الحياة ضمن الجماعة والأسراب .

إن لحياة الإنسان الاجتماعية ( الحياة ضمن الجماعة ) منبعين اثنين وليس منبعا واحدا، فمنبع من حاجاته المعيشية ، ومنبع وراء ذلك من إنسانية الإنسان وعمق نفسه ، وكذلك اتسقت في تقدير الله عز وجل حاجة الفرد البشري للجماعة في معيشته مع حاجته لهم في إنسانية .

الحاجات المعيشية بسبب كثرتها وتنوعها تقول للإنسان : إنك لا تستطيع أن توفرني إلا عن طريق الخباز ومعمل الطحين والفلاح ومصنع الآلات الزراعية والبناء والنجار والنساج والسائق، وعشرات ومئات الناس الذين يسهمون في إقامة حياتك وتسهم من جانبك في إقامة حياتهم، وإنسانية الإنسان بدورها تقول له .

تقول له ألوان الحب التي يحملها في أعماقه: ابحث لي عمن أحب عن صاحب خلق كريم وعن شجاع نبيل وعن زوجة وفيد وعن أولاد وعن إنسان كامل الإنسانية، ابحث في عمن آنس به وآلفه وأسكن إليه وأفيض عليه من روحي ويقبض علي من روحه .

وتقول له ألوان الأفكار والمشاعر: ابحث في عن مستقر، عن فكر أعبر إليه وشعور أتسرب فيه، عن أفكار أتكامل بالتفاعل معها ومشاعر أتكامل بالامتزاج فيها .

وتقول له نزعته لخدمة الآخرين، ويقول له حنانه إلى أبناء جنسه وميله إلى عنصره . وتقول له أعماقه بكلها، أنا لا أستطيع العيش إلا في واحة البشر .

إن إنسانية الإنسان كدر الأم ينبع من دمها ويفيض في صدرها مطالبا بالوليد الرضيع فإن هو لم يجد رضيعه لم يؤد دوره ولم يبلغ هدفه وارتد على الأم ألما وضيقا، وكذلك النفس البشرية تفيض بالرغبة في الامتزاج بالجماعة فإن هي لم تجد الأنفس التي تكتمل بالتفاعل الإنساني معها لم تبلغ تكاملها وارتدت على صاحبها ضمورا وألما وضيقا .

الذين يختصرون حياة الإنسان بالبحث عن الخبر هم أغبياء حقا كم من باحث في الناس عن الرغيف حتى إذا وجده استقر واطمأن ولكنه بنفس الوقت باحث عن نفس بشرية يمتزج بها حتى إذا وجدها استقر واطمأن .

وها نحن نشاهد إنسان الحضارة القائمة حينما أشبع بطنه الرغيف وأشبع فرجه الجنس وأعرض عن إشباع إنسانيته العميقة كيف تحولت إنسانيته إلى بركان يتفجر في داخله ويمزقه!.

لقد تحملت الحضارة الكافرة ظلم الفطرة الإنسانية فما كانت إلا أن ثارت الفطرة المكبوتة عن طريق ردات فعل غريبة، فمن انتحار يتضاعف بسبب الشعور بالوحدة، إلى مجتمعات البتلز والهيبيين، إلى ردات التدين واستحداث الطرق الدينية ، إلى الاسراف في المسكرات والمخدرات، إلى التعقيد النفسي المتفاقم، ردات تلتقي في الكفر بالحضارة القائمة ، الحضارة التي أشبعت الإنسان الخبز والجنس ولكنها أفقدته الترابط الفكري والعاطفي حتى في أسرته ، أفقدته تكامل إنسانيته من خلال الجماعة .

الحضارة التي صيرت الناس كتلا بشرية هائلة ولكنها قطعت من بينهم كل وشائج الشعور والفكر ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )

أما الإسلام المنهج الرباني الخبير بحاجات النفس البشرية فإنه لم يعط الإنسان خبز جسده حتى أعطاه خبز إنسانيته . فبذلك معا يكون الإنسان إنسانا في رأي الإسلام .

والنظرية الاجتماعية في الإسلام موضوع دراسة مستقلة أو دراسات، فالإسلام لون حضاري متميز ، وله نظريته المستقلة في الأسس والتشريعات والتوجيهات التي يقيم عليها مجتمعه . في مقابل الأسس والتشريعات والتوجيهات ( أو في مقابل اللانظرية ) التي تقوم عليها مجتمعات الحضارة المادية القائمة التي انحرفت بالفطرة الاجتماعية ، وبالحقوق الاجتماعية ، وبالعلاقات الاجتماعية إلى درجة خطيرة لم تشهدها حتى مجتمعات الجاهلية الأولى!.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.