أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-18
![]()
التاريخ: 23-10-2016
![]()
التاريخ: 2023-09-25
![]()
التاريخ: 2023-07-04
![]() |
بالإضافة إلى الفرائض اليومية التي تبلغ سبع عشرة ركعة ويستغرق أداؤها قرابة الساعة ، يدعو الإسلام إلى التطوع بالنوافل اليومية التي تبلغ أربعا وثلاثين ركعة ويستغرق أداؤها قرابة الساعتين .
والسؤال : أن الثلاث ساعات وقت كثير ، أفلا يؤثر صرفها في الصلاة على هدف إعمار الأرض وإقامة الحياة السعيدة فيها ؟
قد تجيب: بأن الإسلام لم يلزم الناس بالنوافل ، فباستطاعة الإنسان أن يقتصر على الفريضة ويكون إنسانا مقبولا في نظر الإسلام، غير أن الدعوة المؤكدة إلى النوافل تعني أن الإسلام يفضل للإنسان أن يقضي من يومه ساعتين أو ثلاثا في الصلاة . فكيف نفسر حرص الإسلام على العمل الجاد في إعمار الأرض وبناء الحياة ودعوته الحارة إلى الاكثار من الصلاة ؟
أولا : علينا أن نعرف الأوقات التي حددها الإسلام للنوافل ، فإن ذلك يعطينا صورة للنشاط اليومي في رأيه .
إن صلاة النافلة لا تشرع من بعد صلاة الفجر إلى الظهر ، ولا من بعد صلاة العصر إلى المغرب ، ولا من بعد صلاة العشاء إلى منتصف الليل . عن الإمام الباقر عليه السلام قال : " كان رسول الله ( ع ) لا يصلي من النهار شيئا حتى تزول الشمس " الوسائل ج 3 ص 168 .
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى العشاء الآخرة آوى إلى فراشه فلا يصلي شيئا إلا بعد انتصاف الليل لا في شهر رمضان ولا في غيره " الوسائل ج 3 ص 180
وعنه عليه السلام قال : " لا صلاة بعد العصر حتى تصلي المغرب " الوسائل ج 3 ص 171 .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وآله : صلاة الضحى بدعة إن عليا عليه السلام مر على رجل وهو يصليها فقال : ما هذه الصلاة ؟ فقال الرجل : أو أدعها يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه السلام أكون أنهى عبدا إذا صلى ؟ . " وقد علق الإمام الصادق عليه السلام على هذه الحادثة بقوله : " كفى بإنكار علي عليه السلام نهيا " الوسائل ج 3 ص 74 75 .
فقد استثنى الإسلام إذن الأوقات اللازمة للعمل وللراحة ، ووزع الوقت الذي دعا فيه إلى النوافل على ثلاث فترات : قبيل الفجر ، وقبيل الغداء ، وقبيل العشاء . وكفى بذلك حسما للشبهة والتقول .
ثانيا : أن ساعة النوافل التي دعا إليها الإسلام أو الساعتين ليست بعيدة عن نشاط الناس في إقامة حياتهم .
فنحن نعرف أن إنتاج الإنسان خاضع لطاقته النفسية والجسدية ، ونميز بين الإنسان الغني في حوافزه النفسية وقوته الجسدية وبين الفقير في ذلك ، ونعرف أن ساعة من العمل الإنساني قد تعدل عشر ساعات بسبب هذا التفاوت في الطاقة الإنتاجية للإنسان .
فلو أن أحدا دعا الناس إلى توفير ساعتين من نومهم من أجل التقدم في إعمار الأرض وإغناء الحياة ، لاعتبرناها دعوة خاطئة لأن الاكتفاء بالنوم اللازم ينعكس على الانتاج الإنساني نشاطا وجوده بينما ينعكس نقص النوم شللا على الانتاج ورداءة .
وصلاة النافلة في رأي الإسلام لا تقل تأثيرا في جودة الانتاج وارتفاعه عن راحة النوم اللازمة ، كما لا يقل فقدانها خسارة عن نقص النوم . غاية الأمر أن علاقة النوم بالإنتاج يدركها كل الناس وعلاقة الصلاة بالإنتاج يدركها الواعون من الناس .
إن فترات النوافل التي دعا إليها الإسلام تنعكس حيوية وجدية على النشاط اليومي للناس وتشكل عاملا إيجابيا في إعمار الأرض وإقامة السعادة فيها . ذلك أن الصلاة تستمد قيمتها في رأي الإسلام من إعطائها الرؤية والطاقة للناس في حياتهم وأهدافهم ، ومن هنا كانت روح العمل وخير العمل .
وثالثا : لو افترضنا أن الصلاة النافلة لا تنعكس طاقة على حركة الحياة ، وأن فائدتها تنحصر في الآخرة . فإنا نسأل الذين يستكثرون على الإنسان أن يقضي ساعتين من يومه في الصلاة : هل هم مشفقون على وقت الإنسان وجهده حقا ؟ وكيف يقضون هم أوقاتهم ، وفي سبيل ماذا ينفقون طاقاتهم ؟ أنظر إلى المساحة العريضة من الناس لتجد رخص الأهداف ، وقتل الأوقات وهدر الثروات والطاقات ! لتجد القوى المجندة والأعمار المسخرة للبطالة والعبث والإفساد في الأرض ! . أفكل هذا الاسراف لا يؤثر على مهمة الإنسان في إعمار الأرض وإغناء الحياة ، وساعة أو ساعتين في مدرسة الصلاة تعد إسرافا ! أي منطق هذا ؟ إن على أحدنا حينما يسترخص النوافل ويقلل من أهمية الاكثار من الصلاة أن ينظر إلى أوقاته هل ينفقها في ما هو أكثر أثرا في شخصيته وحياته من الصلاة ؟ إن المسألة ليست الحرص على الوقت والجهد والأهداف بقدر ما هي الاستعمار الذهني والحجاب النفسي عن رؤية الإسلام وصلاته .
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تطلق النسخة الحادية عشرة من مسابقة الجود العالمية للقصيدة العمودية
|
|
|