المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6212 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


زيارة للحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء خارجة من الناحية المقدّسة.  
  
1021   11:10 صباحاً   التاريخ: 2023-09-25
المؤلف : الشيخ محمد بن جعفر المشهديّ.
الكتاب أو المصدر : المزار الكبير.
الجزء والصفحة : ص 496 ـ 513.
القسم : الاخلاق و الادعية / صلوات و زيارات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2016 2661
التاريخ: 2024-05-18 498
التاريخ: 2023-08-16 770
التاريخ: 23-10-2016 1755

السلام على آدم صفوة الله من خليقته، السلام على شيث ولي الله وخيرته، السلام على إدريس القائم لله بحجته، السلام على نوح المجاب في دعوته، السلام على هود الممدود من الله بمعونته، السلام على صالح الذي توّجه الله بكرامته، السلام على إبراهيم الذي حباه الله بخلته، السلام على إسماعيل الذي فداه الله بذبح عظيم من جنته، السلام على إسحاق الذي جعل الله النبوة في ذريته، السلام على يعقوب الذي ردّ الله عليه بصره برحمته، السلام على يوسف الذي نجاه الله من الجب بعظمته، السلام على موسى الذي فلق الله البحر له بقدرته، السلام على هارون الذي خصّه الله بنبوته، السلام على شعيب الذي نصره الله على أمته، السلام على داوود الذي تاب الله عليه من خطيئته، السلام على سليمان الذي ذلّت له الجنّ بعزّته، السلام على أيّوب الذي شفاه الله من علته، [السلام على يونس الذي انجز الله له مضمون عدته] (1)، السلام على عزير الذي أحياه الله بعد ميتته، السلام على زكريا الصابر في محنته، السلام على يحيى الذي أزلفه (2) الله بشهادته، السلام على عيسى روح الله وكلمته، السلام على محمد حبيب الله وصفوته، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، المخصوص بأخوّته، [السلام على فاطمة الزهراء ابنته، السلام على أبي محمد الحسن وصي أبيه وخليفته، السلام على الحسين الذي سمحت (3) نفسه بمهجته، السلام على من أطاع الله في سره وعلانيته، السلام على من جعل الشفاء في تربته، السلام على من الإجابة تحت قبته، السلام على من الأئمة من ذريته، السلام على ابن خاتم الأنبياء، السلام على ابن سيد الأوصياء، السلام على ابن فاطمة الزهراء، السلام على ابن خديجة الكبرى، السلام على ابن سدرة المنتهى، السلام على ابن جنة المأوى، السلام على ابن زمزم والصفا، السلام على المرمّل بالدماء، السلام على المهتوك الخباء (4)، السلام على خامس أصحاب أهل الكساء، السلام على غريب الغرباء، السلام على شهيد الشهداء، السلام على قتيل الأدعياء (5) السلام على ساكن كربلاء، السلام على من بكته ملائكة السماء، السلام على من ذريته الأزكياء، السلام على يعسوب الدين، السلام على منازل البراهين، السلام على الأئمة السادات، السلام على الجيوب المضرجات (6).

السلام على الشفاه الذابلات (7)، السلام على النفوس المصطلمات، السلام على الأرواح المختلسات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الجسوم الشاحبات (8)، السلام على الدماء السائلات، السلام على الأعضاء المقطّعات، السلام على الرؤوس المشالات، السلام على النسوة البارزات، السلام على حجة رب العالمين، السلام عليك وعلى ابائك الطاهرين، السلام عليك وعلى أبنائك المستشهدين، السلام عليك وعلى ذريتك الناصرين، السلام عليك وعلى الملائكة المضاجعين، السلام على القتيل المظلوم، السلام على أخيه المسموم، السلام على علي الكبير، السلام على الرضيع الصغير، السلام على الأبدان السليبة، السلام على العترة القريبة، السلام على المجدّلين (9) في الفلوات، السلام على النازحين (10) عن الأوطان، السلام على المدفونين بلا أكفان، السلام على الرؤوس المفرّقة عن الأبدان، السلام على المحتسب الصابر، السلام على المظلوم بلا ناصر، السلام على ساكن التربة الزاكية] (11)، السلام على صاحب القبة السامية، السلام على من طهره الجليل، السلام على من افتخر به جبرئيل، السلام على من ناغاه (12) في المهد ميكائيل.

السلام على من نكثت ذمته، السلام على من هتكت حرمته، السلام على من أريق بالظلم دمه، السلام على المغسل (13) بدم الجراح، السلام على المجرع بكأسات الرماح، السلام على المضام (14) المستباح، السلام على المهجور في الورى، السلام على من تولى دفنه أهل القرى، السلام على المقطوع الوتين، السلام على المحامي بلا معين. السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب (15) السلام على البدن السليب، السلام على الثغر (16) المقروع بالقضيب، السلام على الودج المقطوع، السلام على الرأس المرفوع، السلام على الأجسام العارية في الفلوات، تنهشها (17) الذئاب العاديات، وتختلف إليها السباع الضاريات.

السلام عليك يا مولاي، وعلى الملائكة المرفوفين حول قبتك، الحافين بتربتك، الطائفين بعرصتك، الواردين لزيارتك، السلام عليك فاني قصدت إليك ورجوت الفوز لديك، السلام عليك، سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرب إلى الله بمحبتك، البرئ من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين، سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حد السيوف، وبذل حشاشته (18) دونك للحتوف (19)، وجاهد بين يديك، ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده، وماله وولده، وروحه لروحك فداء، وأهله لأهلك وقاء، فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما، حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك وتلهفا، حتى أموت بلوعة (20) المصاب وغصة الاكتئاب (21).

اشهد أنّك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر والعدوان، وأطعت الله وما عصيته، وتمسكت به وبحبله فأرضيته وخشيته، وراقبته واستجبته، وسننت السنن، وأطفأت الفتن، ودعوت إلى الرشاد، وأوضحت سبل السداد، وجاهدت في الله حق الجهاد، وكنت لله طائعا، ولجدك محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله تابعا، ولقول أبيك سامعا، والى وصية أخيك مسارعا، ولعماد الدين رافعا، وللطغيان قامعا، وللطغاة مقارعا، وللأمة ناصحا، وفي غمرات الموت سابحا، وللفساق مكافحا (22)، وبحجج الله قائما، وللإسلام والمسلمين راحما، وللحق ناصرا، وعند البلاء صابرا، وللدين كالئا، وعن حوزته مراميا، وعن شريعته محاميا، تحوط الهدى وتنصره، وتبسط العدل وتنشره، وتنصر الدين وتظهره، وتكف العابث وتزجره، وتأخذ للدني من الشريف، وتساوي في الحكم بين القوي والضعيف، كنت ربيع الأيتام، وعصمة الأنام، وعز الاسلام، ومعدن الاحكام، وحليف الانعام، سالكا طرائق جدك وأبيك، مشبها في الوصية لأخيك، وفي الذمم، رضي الشيم (23)، ظاهر الكرم، متهجدا في الظلم، قويم الطرائق (24)، كريم الخلائق، عظيم السوابق، شريف النسب، منيف الحسب، رفيع الرتب، كثير المناقب، محمود الضرائب (25)، جزيل المواهب، حليم رشيد منيب، جواد عليم شديد، امام شهيد، أواه منيب، حبيب مهيب.

كنت للرسول صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ولدا، وللقران منقذا، وللأمة عضدا، وفي الطاعة مجتهدا، حافظا للعهد والميثاق، ناكبا (26) عن سبل الفساق، باذلا للمجهود، طويل الركوع والسجود، زاهداً في الدنيا زهد الراحل عنها، ناظرا إليها بعين المستوحشين منها، آمالك عنها مكفوفة، وهمتك عن زينتها مصروفة، وألحاظك عن بهجتها مطروفة، ورغبتك في الآخرة معروفة، حتى إذا الجور مد باعه، وأسفر الظلم قناعه، ودعا الغي اتباعه، وأنت في حرم جدك قاطن، وللظالمين مباين، جليس البيت والمحراب معتزل عن اللذات والشهوات، تنكر المنكر بقلبك ولسانك، على قدر طاقتك وامكانك، ثم اقتضاك العلم للانكار، ولزمك ان تجاهد الفجار، فسرت في أولادك وأهاليك، وشيعتك ومواليك، وصدعت بالحق والبينة، ودعوت إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمرت بإقامة الحدود، والطاعة للمعبود، ونهيت عن الخبائث والطغيان، وواجهوك بالظلم والعدوان، فجاهدتهم بعد الايعاظ لهم، وتأكيد الحجة عليهم، فنكثوا ذمامك وبيعتك، وأسخطوا ربك وجدك، وبدؤوك بالحرب، فثبت للطعن والضرب، وطحنت (27) جنود الفجار، واقتحمت قسطل (28) الغبار، مجالدا بذي الفقار، كأنك على المختار، فلمّا رأوك ثابت الجأش، غير خائف ولا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم، وقاتلوك بكيدهم وشرهم، وامر اللعين جنوده، فمنعوك الماء ووروده، وناجزوك (29) القتال، وعاجلوك النزال (30)، ورشقوك (31) بالسهام والنبال، وبسطوا إليك اكف الاصطلام ولم يرعوا لك ذماما، ولا راقبوا فيك آثاما، في قتلهم أولياءك، ونهبهم رحالك، أنت مقدم في الهبوات (32)، ومحتمل للأذيات، وقد عجبت من صبرك ملائكة السماوات، وأحدقوا بك من كل الجهات، وأثخنوك (33) بالجراح، وحالوا بينك وبين الرواح، ولم يبق لك ناصر، وأنت محتسب صابر، تذب عن نسوتك وأولادك، حتى نكسوك عن جوادك، فهويت إلى الأرض جريحا، تطؤوك الخيول بحوافرها، وتعلوك الطغاة ببواترها (34)، قد رشح (35) للموت جبينك، واختلفت بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك، تدير طرفا خفيا إلى رحلك وبيتك، وقد شغلت بنفسك عن ولدك وأهلك، وأسرع فرسك شاردا، والى خيامك قاصدا، محمحما (36) باكيا، فلمّا رأين النساء جوادك مخزيا، ونظرن سرجك عليه ملويا، برزن من الخدور، ناشرات الشعور على الخدود، لاطمات الوجوه، سافرات (37)، وبالعويل داعيات، وبعد العز مذللات، والى مصرعك مبادرات، والشمر جالس على صدرك، مولغ سيفه على نحرك، قابض على شيبتك بيده، ذابح لك بمهنّده (38)، قد سكنت حواسك، وخفيت أنفاسك، ورفع على القنا (39) رأسك، وسبي أهلك كالعبيد، وصفدوا (40) في الحديد، فوق أقتاب (41) المطيّات، تلفح وجوههم حر الهاجرات (42)، يساقون في البراري والفلوات، أيديهم مغلولة إلى الأعناق، يطاف بهم في الأسواق.

فالويل للعصاة الفساق، لقد قتلوا بقتلك الاسلام، وعطلوا الصلاة والصيام، ونقضوا السنن والاحكام، وهدموا قواعد الايمان، وحرفوا آيات القران، وهملجوا (43) في البغي والعدوان، لقد أصبح رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله موتورا، وعاد كتاب الله عزوجل مهجورا، وغودر الحق إذ قهرت مقهورا، وفقد بفقدك التكبير والتهليل، والتحريم والتحليل، والتنزيل والتأويل، وظهر بعدك التغيير والتبديل، والالحاد والتعطيل، والأهواء والأضاليل، والفتن والأباطيل، فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله، فنعاك إليه بالدمع الهطول (44)، قائلا: يا رسول الله قتل سبطك وفتاك، واستبيح أهلك وحماك، وسبيت بعدك ذراريك، ووقع المحذور بعترتك وذويك.

فانزعج (45) الرسول وبكى قلبه المهول، وعزاه بك الملائكة والأنبياء، وفجعت بك أمك الزهراء، واختلفت جنود الملائكة المقربين، تعزي أباك أمير المؤمنين، وأقيمت لك المأتم في اعلا عليين، ولطمت عليك الحور العين، وبكت السماء وسكانها، والجنان وخزانها (46)، والهضاب (47) وأقطارها، والأرض وأقطارها، والبحار وحيتانها، ومكة وبنيانها، والجنان وولدانها، والبيت والمقام، والمشعر الحرام، والحل والاحرام.

اللهم فبحرمة هذا المكان المنيف، صل على محمد وال محمد واحشرني في زمرتهم، وأدخلني الجنة بشفاعتهم، اللهم فانّي أتوسل إليك يا أسرع الحاسبين، ويا أكرم الأكرمين، ويا احكم الحاكمين، بمحمد خاتم النبيين، رسولك إلى العالمين أجمعين، وبأخيه وابن عمه الأنزع البطين، العالم المكين، علي أمير المؤمنين، وبفاطمة سيدة نساء العالمين، وبالحسن الزكي عصمة المتقين، وبأبي عبد الله الحسين أكرم المستشهدين، وبأولاده المقتولين، وبعترته المظلومين، وبعلي بن الحسين زين العابدين، وبمحمد بن علي قبلة الأوابين، وجعفر بن محمد أصدق الصادقين، وموسى بن جعفر مظهر البراهين، وعلي بن موسى ناصر الدين، ومحمد بن علي قدوة المهتدين، وعلي بن محمد أزهد الزاهدين، والحسن بن علي وارث المستخلفين، والحجة على الخلق أجمعين، ان تصلي على محمد وال محمد، الصادقين الأبرين، ال طه ويس، وان تجعلني في القيامة من الآمنين المطمئنين، الفائزين الفرحين المستبشرين، اللهم اكتبني في المسلمين، والحقني بالصالحين، واجعل لي لسان صدق في الآخرين، وانصرني على الباغين، واكفني كيد الحاسدين، واصرف عني مكر الماكرين، واقبض عني أيدي الظالمين، واجمع بيني وبين السادة الميامين في اعلا عليين، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين والشهداء والصالحين، برحمتك يا ارحم الراحمين، اللهم إني أقسم عليك بنبيك المعصوم، وبحكمك المحتوم، ونهيك المكتوم، وبهذا القبر الملموم (48)، الموسّد في كنفه الامام المعصوم، المقتول المظلوم، ان تكشف ما بي من الغموم، وتصرف عني شر القدر المحتوم، وتجيرني من النار ذات السموم، اللهم جللني بنعمتك، ورضني بقسمك، وتغمدني بجودك وكرمك، وباعدني من مكرك ونقمتك، اللهم اعصمني من الزلل، وسددني في القول والعمل، وافسح لي في مدة الاجل، وأعفني من الأوجاع والعلل، وبلغني بموالي وبفضلك أفضل الأمل، اللهم صل على محمد وال محمد واقبل توبتي، وارحم عبرتي (49)، وأقلني عثرتي، ونفس كربتي، واغفر لي خطيئتي، وأصلح لي في ذريتي.

اللهم لا تدع لي في هذا المشهد المعظم، والمحل المكرم، ذنبا الا غفرته، ولا عيبا الا سترته، ولا غما الا كشفته، ولا رزقا الا بسطته، ولا جاها الا عمرته، ولا فسادا الا أصلحته، ولا املا الا بلغته، ولا دعاء الا أجبته، ولا مضيقا الا فرجته، ولا شملا الا جمعته، ولا أمرا الا أتممته، ولا مالا الا كثرته، ولا خلقا الا حسنته، ولا انفاقا الا أخلفته، ولا حالا الا عمرته، ولا حسودا الا قمعته، ولا عدوا الا أرديته، ولا شرا الا كفيته، ولا مرضا الا شفيته، ولا بعيدا الا أدنيته، ولا شعثا الا لممته، ولا سؤالا الا أعطيته، اللهم إنّي أسألك خير العاجلة وثواب الأجلة، اللهم أغنني بحلالك عن الحرام، وبفضلك عن جميع الأنام، اللهم إني أسألك علما نافعا وقلبا خاشعا، ويقينا شافيا، وعملا زاكيا، وصبرا جميلا، واجرا جزيلا، اللهم ارزقني شكر نعمتك على، وزد في احسانك وكرمك إلى، واجعل قولي في الناس مسموعا، وعملي عندك مرفوعا، وأثري في الخيرات متبوعا، وعدوي مقموعا، اللهم صل على محمد وال محمد الأخيار، في اناء الليل وأطراف النهار، واكفني شر الأشرار، وطهرني من الذنوب والأوزار، واجرني من النار، وأدخلني (50) دار القرار، واغفر لي ولجميع إخواني فيك، وأخواتي المؤمنين والمؤمنات، برحمتك يا ارحم الراحمين.

ثم توجّه إلى القبلة، وصل ركعتين، وتقرأ في الأولى سورة الأنبياء، وفي الثانية الحشر، وتقنت فتقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع والأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن، خلافا لأعدائه (51)، وتكذيبا لمن عدل به، واقرارا لربوبيته، وخشوعا لعزته، الأول بغير أول، والاخر بغير اخر، الظاهر على كل شئ بقدرته، الباطن دون كل شئ بعلمه ولطفه.

لا تقف العقول على كنه عظمته، ولا تدرك الأوهام حقيقة ماهيته، ولا تتصور الأنفس معاني كيفيته، مطلعا على الضمائر، عارفا بالسرائر يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، اللهم إنّي أشهدك على تصديقي رسولك صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله، وايماني به، وعلمي بمنزلته، واني اشهد أنه النبي الذي نطقت الحكمة بفضله، وبشرت الأنبياء به، ودعت إلى الاقرار بما جاء به، وحثت على تصديقه بقوله تعالى: {الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيّبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (52).

فصلّ على محمد رسولك إلى الثقلين، وسيد الأنبياء المصطفين، وعلى أخيه وابن عمه، اللذين لم يشركا بك طرفة عين ابدا، وعلى فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وعلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، صلاة خالدة الدوام، عدد قطر الرهام (53)، وزنة الجبال والآكام (54)، ما اورق السلام (55)، واختلف الضياء والظلام، وعلى إله الطاهرين، الأئمة المهتدين، الذائدين عن الدين، على ومحمد، وجعفر وموسى، وعلى ومحمد، وعلى والحسن والحجة، القوام بالقسط، وسلالة السبط.

اللهم إنّي أسألك بحق هذا الامام فرجا قريبا، وصبرا جميلا ونصرا عزيزا، وغنى عن الخلق، وثباتا في الهدى، والتوفيق لما تحب وترضى، ورزقا واسعا حلالا طيبا، مريئا دارا، سائغا فاضلا مفضلا، صبّا صبّا، من غير كد ولا نكد، ولا منة من أحد، وعافية من كل بلاء وسقم ومرض، والشكر على العافية والنعماء، وإذا جاء الموت، فاقبضنا على أحسن ما يكون لك طاعة، على ما أمرتنا محافظين، حتى تؤدينا إلى جنات النعيم، برحمتك يا ارحم الراحمين، اللهم صل على محمد وال محمد وأوحشني من الدنيا، وآنسني بالآخرة، فإنه لا يوحش من الدنيا الا خوفك، ولا يؤنس بالآخرة الا رجاؤك، اللهم لك الحجة لا عليك، واليك المشتكي لا منك، فصل على محمد واله وأعني على نفسي الظالمة العاصية، وشهوتي الغالبة، واختم لي بالعفو والعافية.

اللهم انّ استغفاري إياك، وأنا مصر على ما نهيت قلة حياء، وتركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك، تضييع لحق الرجاء، اللهم ان ذنوبي تؤيسني ان أرجوك، وان علمي بسعة رحمتك يمنعني ان أخشاك، فصل على محمد وال محمد وصدق رجائي لك، وكذب خوفي منك، وكن لي عند أحسن ظني بك، يا أكرم الأكرمين.

اللهم صلّ على محمد وال محمد وأيدني بالعصمة، وأنطق لساني بالحكمة، واجعلني ممن يندم على ما ضيعه في أمسه، ولا يغبن حظه في يومه، ولا يهم لرزق غده.

اللهم انّ الغني من استغنى بك وافتقر إليك، والفقير من استغنى بخلقك عنك، فصل على محمد وال محمد، وأغنني عن خلقك بك، واجعلني ممن لا يبسط كفا الا إليك.

اللهم انّ الشقي من قنط (56)، وامامه التوبة ووراءه الرحمة، وان كنت ضعيف العمل فاني في رحمتك قوي الامل، فهب لي ضعف عملي لقوة أملى.

اللهم ان كنت تعلم أنّ في عبادك من هو أقسى قلبا منّي، وأعظم منّي ذنبا، فانّي اعلم أنّه لا مولى أعظم منك طولا، وأوسع رحمة وعفوا، فيا من هو أوحد في رحمته، اغفر لمن ليس بأوحد في خطيئته.

اللهم انّك أمرتنا فعصينا، ونهيت فما انتهينا، وذكرت فتناسينا، وبصرت فتعامينا، وحددت (57) فتعدينا، وما كان ذلك جزاء احسانك إلينا، وأنت اعلم بما أعلنا وأخفينا، وأخبر بما نأتي وما اتينا، فصل على محمد وال محمد، ولا تؤاخذنا بما أخطأنا ونسينا، وهب لنا حقوقك لدينا، وأتم احسانك إلينا، وأسبل (58) رحمتك علينا.

اللهم انا نتوسل إليك بهذا الصديق الامام، ونسألك بالحق الذي جعلته له، ولجده رسولك، ولأبويه على وفاطمة، أهل بيت الرحمة، ادرار الرزق الذي به قوام حياتنا، وصلاح أحوال عيالنا، فأنت الكريم الذي تعطي من سعة، وتمنع من قدرة، ونحن نسألك من الرزق ما يكون صلاحا للدنيا وبلاغا للآخرة.

اللهم صل على محمد وال محمد، واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الاحياء منهم والأموات، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

ثم تركع وتسجد وتجلس فتتشهّد وتسلّم، فإذا سبّحت فعفّر خديك وقلسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ـ أربعين مرة.

واسأل الله العصمة والنجاة، والمغفرة والتوفيق لحسن العمل والقبول، لما تتقرب به إليه وتبتغي به وجهه، وقف عند الرأس ثم صل ركعتين على ما تقدم، ثم انكب على القبر وقبله وقل: زاد الله في شرفكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وادعُ لنفسك ولوالديك ولمن أردت، وانصرف إن شاء الله تعالى (59).

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) من البحار.

(2) أزلفه: قربه.

(3) سمح بكذا: جاد به.

(4) الخباء: ما يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسكن.

(5) الدعي: المتهم في نسبه.

(6) ضرجه: لطخه، ضرج الثوب: صبغه بالحمرة ولطخه.

(7) ذبل النبات: قل ماؤها وذهبت نضارته.

(8) الشاحب: المهزوم أو المتغير اللون.

(9) المجدل: الشديد الجدال.

(10) نزح: بعد.

(11) من البحار.

(12) ناغى الصبي: كلمه بما يعجبه ويسره.

(13) المغتسل (خ ل).

(14) الضيم: الظلم.

(15) ترب المكان: كثر ترابه، تترب: تلوث بالتراب.

(16) الثغر: مقدم الأسنان، الفم.

(17) نهش: تناوله بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه.

(18) الحشاش: بقية الروح في المريض والجريح.

(19) الحتف: الموت.

(20) اللوعة: حرقة الحزن والهوى والوجد.

(21) كئب: كان في غم وسوء حال وانكسار من حزن.

(22) كفح العدو: واجهه واستقبله.

(23) الشيمة جمع شيم: الخلق والطبيعة.

(24) الطريقة جمع طرائق: السيرة.

(25) الضريبة جمع ضرائب: الطبيعة والسجية.

(26) نكب عنه: عدل.

(27) طحي: هلك.

(28) القسطل: الغبار الساطع في الحرب.

(29) ناجزه: قاتله وبارزه.

(30) تنازل القوم: نزلوا إلى ساحة القتال فتضاربوا.

(31) رشقه بالسهم: رماه.

(32) الهبوة ج هبوات: العبرة.

(33) ثخنته الجراح: أوهنته وأضعفته.

(34) البائر ج بواتر: السيف القاطع.

(35) رشح الجسد: عرق.

(36) حمحم الفرس: ردد صوته.

(37) سفر المرأة: كشفت عن وجهها.

(38) المهند: السيف المطبوع من حديد الهند.

(39) القنا: الرمح.

(40) صفده: أوثقه وقيده بالحديد.

(41) القتب: الرحل.

(42) الهاجر: نصف النهار في القيظ أو عند زوال الشمس إلى العصر.

(43) هملج البرذون: مشى مشية سهلة بسرعة.

(44) هطل المطر: نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر.

(45) انزعج: قلق.

(46) سكانها (خ ل).

(47) الهضبة: الجبل المنبسط على وجه الأرض.

(48) بهذا القبر الملموم: اي الذي يلم وينزل به الناس للزيارة.

(49) حيرتي (خ ل).

(50) أحلني (خ ل).

(51) خلافا: اي أقول كلمة التوحيد خلافا لهم.

(52) الأعراف: 155.

(53) الرهام ـ كجبال ـ جمع الرهمة ـ بالكسر ـ، وهي المطر الضعيف الدائم.

(54) الأكمة: التل أو الموضع الذي يكون أكثر ارتفاعا مما حوله.

(55) السلام ـ بالفتح ويكسر ـ شجر.

(56) قنط: يأس.

(57) حذرت (خ ل).

(58) الاسبال: ارسال الستر.

(59) عنه البحار 101: 328. أورده المفيد في مزاره مقطوعا، عنه البحار 101: 317. وذكره الفيض في الصحيفة المهدية: 142.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.