أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
2109
التاريخ: 21-10-2014
3187
التاريخ: 21-10-2014
5390
التاريخ: 21-10-2014
3449
|
أي هذا مبحثه والتعبير به اصطلاح البصريين والكوفيين قال الأخفش يسمونه التبيين وقال ابن كيسان التكرير وهو التابع المقصود بحكم بلا واسطة فخرج بالمقصود ما عدا النسق وهو بما بعده وهو أقسام بدل كل من كل بأن اتحدا معنى وقد يقال بدل شيء من شيء لوجوده فيما لا يطلق عليه ( كل ) نحو ( صراط العزيز الحميد الله ) إبراهيم : 1 ، 2 و بدل بعض إن دل على بعض ما دل عليه الأول نحون مررت بقومك ناس منهم و بدل اشتمال إن دل على معنى في الأول أو استلزمه فيه كعجبت من زيد علمه أو قراءته ( يَسئَلُونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ) البقرة : 217 ( أصحاب الأخدود النار ) البروج: 4، 5 ورجعهما السهيلي إلى الأول أي إلى بد الشيء من الشيء قال لأن العرب تتكلم بالعام وتريد به الخاص وتحذف المضاف وتنويه فقولك أكلت الرغيف ثلثه إنما تريد أكلت بعض الرغيف ثم بينت ذلك البعض وأعجبتني الجارية حسنها إنما تريد أعجبني وصفها فحذفته ثم بينته بقولك حسنها وشرطهما صحة الاستغناء بالمبدل منه وعدم اختلال الكلام لو حذف البدل أو أظهر فيه العامل فلا يجوز قطعت زيدا أنفه ولا لقيت كل أصحابك أكثرهم ولا أسرجت القوم دابتهم ولا مررت بزيد أبيه وكذا عود ضمير فيهما على المبدل منه ملفوظا أو مقدرا شرط على الصحيح ليحصل الربط نحو ( ثم عموا وصموا كثير منهم ) المائدة : 71 ( ولله على الناس حج البيت من استطاع ) آل عمران : 97 أي منهم ( أصحاب الأخدود النار ) البروج : 4،5 أي فيه ولم يشترط ذلك في بدل الكل لأنه نفس المبدل منه في المعنى كما أن جملة
ص176
الخبر التي هي نفس المبتدأ في المعنى لا تحتاج إلى ذلك ومن النحويين من لا يلتزم في هذين البدلين أيضا ضميرا وقد صححه ابن مالك في شرح الكافية قال ولكن وجوده أكثر من عدمه وفي المشتمل في بدل الاشتمال هل هو الأول على الثاني أو الثاني على الأول أو العامل خلاف قال الفارسي والرماني في أحد قوليهما وخطاب الأول وصححه ابن مالك فلا يجوز سرني زيد داره ولا أعجبني زيد فرسه ولا رأيت زيدا فرسه ويجوز سرني زيد ثوبه لأن الثوب متضمنه جسده وقال الفارسي والرماني في أحد قوليهما الثاني نحو سلب زيد ثوبه فإن الثوب يشتمل على زيد قال الأولون إن ظهر معنى اشتمال الثاني على الأول في سلب زيد ثوبه لم يطرد في أعجبني زيد علمه وكلامه وفصاحته وكرهت زيدا ضجره وسلب زيد فرسه ونحوها فإن الثاني فيها غير مشتمل على الأول وقال المبرد والسيرافي وابن جني وابن الباذش وابن أبي العافية وابن الأبرش هو ( العامل ) بمعنى ( أن الفعل يستدعيهما ) أحدهما على سبيل الحقيقة والقصد والآخر على سبيل المجاز والتبع فنحو سلب زيد ثوبه وأعجبني زيد علمه ( يَسئَلُونَكَ عَنِ الشَّهرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ) البقرة : 217 الإسناد فيه حقيقة إلى الثاني مجاز في الأول إذ المسلوب هو الثوب والمعجب هو العلم لا زيد والمسئول عنه القتال لا الشهر وقيل بمعنى أنه اشتمل على التابع والمتبوع معا إذ الإعجاب في ( أعجبتني الجارية حسنها ) مشتمل على الجارية وعلى حسنها والوضوح في ( كان زيد عذره واضحا ) مشتمل علي زيد وعذره والكثرة في ( كان زيد ماله كثيرا )
ص177
مشتملة على زيد وماله فالمراد بالعامل ما تم به المتعلق فعلا كان أو اسما مقدما أو مؤخرا و القسم الرابع بدل البداء ويسمى بدل الإضراب أيضا وهو ما لا تناسب بينه وبين الأول بموافقة ولا خبرية ولا تلازم بل هما متباينان لفظا ومعنى نحو مررت برجل امرأة أخبرت أولا أنك مررت برجل ثم بدا لك أن تخبر أنك مررت بامرأة من غير إبطال الأول فصار كأنهما إخباران مصرح بهما وهذا البدل أثبته سيبويه وغيره ومثل له ابن مالك وغيره بحديث أحمد وغيره ( إن الرجل ليصلي الصلاة وما كتب له نصفها ثلثها ) أخبر أنه قد يصليها وما كتب له نصفها ثم أضرب عنه وأخبر أنه قد يصليها وما كتب له ثلثها وهكذا و الخامس بدل الغلط وهو ما ذكر فيه الأول من غير قصد بل سبق اللسان إليه وبهذا يفارق بدل البداء وإن كان مثله في اللفظ وهذا القسم أثبته سيبويه وغيره مثله بقولك ( مررت برجل حمار ) أردت أن تخبر بحمار فسبق لسانك إلى رجل ثم أبدلت منه الحمار ( وأنكرهما ) أي بدل البداء والغلط قوم وقالوا في الأول إنه مما حذف فيه حرف العطف وفي الثاني أنه لم يوجد قال المبرد على سعة حفظه بدل الغلط لا يكون مثله في كلام الله ولا في شعر ولا في كلام مستقيم وقال خطاب لا يوجد في كلام العرب لا نثرها ولا نظمها وقد عنيت بطلب ذلك في الكلام والشعر فلم أجده وطالب غيري به فلم يعرفه وادعى أبو محمد بن السيد أنه وجد في قول ذي الرمة: –
( لَمْيَاءُ في شَفَتْيها حُوَّة لَعَسٌ ** وفي اللّثاثِ وفي أنيابها شَنَبُ )
قال ( فلعس بدل غلط لأن الحوة السواد بعينه واللعس سواد مشرب بحمرة )
ص178
ورد بأنه من باب التقديم والتأخير وتقديره في شفتيها حوة وفي اللثاث لعس وفي أنيابها شنب وجوز بعض القدماء وقوع الغلط في غير الشعر ومنعه في الشعر لوقوعه غالبا عن ترو فلا يقدر فيه الغلط وهذا نقيض القاعدة المشهورة أنه يغتفر في الشعر ما لا يغتفر في غيره والمختار خلافا للجمهور إثبات بدل الكل من البعض لوروده في الفصيح نحو قوله تعالى ( يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا جنات عدن ) مريم : 60 ، 61 فجنات أعربت بدلا من الجنة وهو بدل كل من بعض وفائدته تقرير أنها جنات كثيرة لا جنة واحدة وقول الشاعر : –
( رحمَ الله أعْظُماً دَفَنُوها ** بسِجستَان طَلْحَةَ الطّلَحاتِ )
فـ( طلحة ) بدل من ( أعظم ) وهي بعضه وقوله : –
( كأني غداة البَيْن يوم ترحّلوا ** )
فـ يوم بدل من غداة وهي بعضه و الجمهور لا تجب موافقة البدل لمتبوعه في التعريف والإظهار وضدهما فتبدل النكرة من المعرفة والمضمر من المظهر والمفرد من غيره وبالعكوس كقوله تعالى ( إلى صراط مستقيم صراط الله ) الشورة : 52 ، 53
( لَتَسفَعَا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيةٍ )
العلق : 15 ، 16 وقول الشاعر: –
( ولا تلمْه أن ينامَ البَائِسَا ** )
وقولك رأيت زيدا أباه
ص179
لكن إنما يبدل الظاهر من ضمير الحاضر مخاطبا أو متكلما إن أفاد إحاطة نحو ( تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا ) المائدة : 114 و ( أكرمتكم أكابركم وأصاغركم ) أو بعضا نحو: –
( أوْعَدانِي بالسِّجْن والأدَاهِم ** رجْلي فَرجْلي شَثْنُةُ المنَاسِم )
أو اشتمالا نحو :–
( وما ألفيْتِني حِلمي مُضَاعا ** )
ص180
وإلا فلا يبدل منه لأنه إنما جيء به للبيان وضمير المتكلم والمخاطب لا يحتاج إليه لأنه في غاية الوضوح وقيل يجوز مطلقا وعليه الأخفش والكوفيون قياسا عن الغائب لأنه لا لبس فيه أيضا ولذا لم ينعت ولو كان البدل لإزالة لبس لامتنع في الغائب كما امتنع أن ينعت وقد ورد قال تعالى ( ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا ) الأنعام : 12 ف ( الذين ) بدل من ضمير الخطاب وأجيب بأنه مستأنف وثالثها وهو رأي قطرب يجوز في الاستثناء نحو ما ضربتكم إلا زيدا قال تعالى (لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا ) البقرة : 150 أي إلا على الذي ظلموا ومنع أهل الكوفة وبغداد بدل النكرة من المعرفة ما لم توصف ووافقهم السهيلي وابن أبي الربيع نحو قوله تعالى (عن الشهر الحرام قتال فيه ) البقرة : 217 لأنها إذا لم توصف لم تفد إذ لا فائدة في قولك مررت بزيد برجل زاد أهل بغداد أو يكون من لفظ الأول كما تقدم في ( ناصية ) والجمهور أطلقوا الجواز لورودها غير موصوفة وليست من لفظ الأول كقوله : -
( فَصَدُوا من خيارهن لِقاحاً ** يتقَاذَفْنَ كالغُصون غِزَارُ )
فغزار بدل من الضمير في يتقاذفن وقوله :–
( فإلى ابْن أُمِّ أُناس أرْحَلُ نَاقَتِي ** عَمرو فَتُبْلِغُ حاجَتِي أو تُزْحِفُ )
( مَلِكٍ إذا نزل الوُفودُ ببَابه ** عَرَفُوا مَوارد مُزْبدٍ لا يُنْزَفُ )
ص181
فملك بدل من عمرو وأجيب عما ذكر من عدم الفائدة بأنه علم من طريقة العرب أنهم يسمون المذكر بالمؤنث وعكسه ففائدة الإبدال رفع الإلباس نحو ( مررت بهند رجل وبجعفر امرأة ) و منع أو حيان وقوم بدل المضمر من مثله أي من مضمر بدل بعض أو اشتمال نحنو ثلث التفاحة أكلتها إياه و (حسن الجارية أعجبتني هو ) وأجازه آخرون قال أبو حيان ومنشأ الخلاف هل البدل من جملة أخرى أو العامل فيه عامل المتبوع فعلى الأولى يمنع لئلا يبقى المبتدأ بلا رابط لأن الضمير يعود على المضاف إليه وعلى الثاني يجوز قال إلا أنه يحتاج إلى سماع قال الكوفية أو كل أي لا يبدل المضمر من مضمر بدل كل إذا كان منصوبا بل يحمل على التأكيد نحو رأيتك إياك والبصريون قالوا هو بدل كما أن المرفوع بدل بإجماع نحو ( قمت أنت ) وصحح الأول ابن مالك والثاني أبو حيان و منع ابن مالك إبدال المضمر من الظاهر بدل كل قال لأنه لم يسمع من العرب لا نثرا ولا نظما ولو سمع لكان توكيدا لا بدلا وأجازه الأصحاب نحو رأيت زيدا إياه وفي جواز بدل البعض والاشتمال خلف قيل يجوز نحو (ثلث التفاحة أكلت التفاحة إياه ) و ( حسن الجارية أعجبني الجارية هو ) وقيل يمنع قال أبو حيان وهو كالخلاف في إبدالهما مضمرا من مضمر ومقتضاه ترجيح المنع على رأيه والمبدل من اسم شرط أو اسم استفهام يقترن بأداته نحو ( ما تقرأ إن نحوا وإن فقها أقرأه ) وكيف زيد أصحيح أم سقيم فإن دخت الأداة على المبدل منه لم تدخل على البدل نحو هل أحد جاءك زيد أو عمرو وإن تضرب أحدا رجلا أو امرأة أضربه
ص182
( ويبدل الفعل من الفعل بدل كل ) بلا خلاف نحو : ( ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب) الفرقان : 68 ، 69 وقوله : –
( متى تَأتِنا تُلْمِمْ بنا فِي ديارنا ** تَجدْ حَطَباً جَزْلاً وناراً تأجّجَا )
( لا ) بدل ( بعض ) بلا خلاف لأن الفعل لا يتبعض ( وفي ) جواز بدل ( الاشتمال ) فيه ( خلف ) قيل لا لأن الفعل لا يشتمل على الفعل وقيل نعم وجعل منه الآية السابقة قال صاحب البسيط وأما بدل الغلط فجوزه فيه سيبويه وجماعة والقياس يقتضيه ( و ) تبدل ( الجملة من الجملة ) نحو : ( أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين ) الشعراء : 132 ، 133 ( إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون ) المؤمنون : 111 بكسر إن ( وقال ابن جني والزمخشري وابن مالك و ) تبدل الجملة (من المفرد ) نحو قوله:–
( إلى الله أشْكُو بالمَدينة حاجة ** وبالشّام أخرى كَيْفَ يَلْتقِيان )
فيكف يلتقيان بدل من حاجة وأخرى كأنه قال أشكو هاتين الحاجتين لتعذر التقائهما
ص183
قال ابن مالك ومنه ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك ) فصلت : 43 الآية وإن وما بعدها بدل من ( ما ) وصلتها والجمهور لم يذكروا ذلك قال أبو حيان وليس ( كيف يلتقيان ) بدلا بل استئنافا للاستبعاد وكذا ( إن ربك ) لئلا يؤدي إلى إسناد الفعل إلى الجملة وهو ممنوع ( ولا يتقدم بدل الكل ) على المبدل منه لأنه لا يدري أيهما هو المعتمد عليه بخلاف بدل البعض فيقدم لكن الأحسن إضافته نحو أكلت ثلث الرغيف ( وفي ) جواز ( حذف المبدل منه ) وإبقاء البدل ( رأيان ) قيل يجوز وعليه الأخفش وابن مالك نحو أحسن إلى الذي وصفت زيدا أي وصفته وجعل منه : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب ) النحل : 116 وقيل لا وعليه السيرافي وغيره لأن البدل للإسهاب والحذف ينافيه ( ويجوز القطع ) على إضمار مبتدأ كالإتباع ( فيما ) أي بدل ( فصل به جمع أو عدد ) نحو مررت برجال طويل وقصير وربعه و
ص184
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|