المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


اتّجاهات التعامل مع المتشابه من الحديث  
  
4911   07:22 مساءاً   التاريخ: 14-3-2016
المؤلف : د. احسان الامين .
الكتاب أو المصدر : التفسير بالمأثور وتطويره عند الشيعة
الجزء والصفحة : ص340-343.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المحكم والمتشابه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014 11557
التاريخ: 11-10-2014 1352
التاريخ: 11-10-2014 2115
التاريخ: 2024-10-21 53

ومع وفرة الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات ، والّتي يتعارض الكثير منها مع‏ اصول العقيدة ، ولعدم وجود ميزان دقيق في مناقشتها ، فقد تعددت الاتجاهات الفكرية تبعا لطريقة تعاملها مع الآيات القرآنية المتشابهة والحديث النبوي الشريف .

وقد صنّفها الشهرستاني إلى الاتجاهات التالية الّتي جعلها في مقابل المعتزلة ، مع تقريره بأن هذه الاتجاهات قد تميّزت في تقرير «مذهب أهل السنّة والجماعة» في المتشابهات والأخبار النبويّة «1» ، فعدّ منها :

1- اتّجاه توقف في التأويل ، وهو اتّجاه السلف المتقدمين من أصحاب الحديث مثل مالك بن أنس ومقاتل بن سليمان وتبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وداود بن علي الاصفهاني وغيرهم ، فقالوا : نؤمن بما ورد به الكتاب والسنّة ولا نتعرّض للتأويل . . .

بل نقول كما قال الراسخون في العلم : كل من عند ربّنا ، آمنا بظاهره وصدقنا بباطنه وأوكلنا علمه إلى اللّه ولسنا مكلفين بمعرفة ذلك .

2- واتّجاه ذهب أصحابه إلى التشبيه ، فقالوا إنّ معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض ، إمّا روحانية وإمّا جسمانية ، ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن .

وأجازوا على ربّهم الملامسة والمصافحة ، وأنّ المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة ، إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حد الإخلاص والاتحاد المحض .

ونسب إلى بعضهم : أنهم يجوّزون الرؤية في دار الدنيا وأن يزوروه ويزورهم .

وحكي عن داود الجواربي أنه قال : اعفوني عن الفرج واللّحية واسألوني عمّا وراء ذلك ، وقال : إن معبوده جسم ولحم ودم وله جوارح . . .

وكذلك ما ورد في الأخبار من الصورة وغيرها في ما نسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قوله :

(خلق آدم على صورة الرّحمن) وقوله : حتّى يضع الجبار قدمه في النار . . . فإنّ هؤلاء المشبّهة أجروا هذه الصفات وغيرها على ما يتعارف في صفات الأجسام .

وذهب الشهرستاني إلى أنّ هذه الأخبار وأمثالها موضوعة وأنّ أفكارها تسربت من اليهودية ، قال : «وزادوا في الأخبار أكاذيب وضعوها ونسبوها إلى النبيّ (عليه السلام) ، وأكثرها مقتبسة من اليهود فإن التشبيه فيهم طباع . . . وروى المشبهة عن النبيّ (عليه السلام) أنه قال : (لقيني ربّي فصافحني وكافحني ، ووضع يده بين كتفي حتّى وجدت برد أنامله)» «2» .

ونسب الشهرستاني هذا القول إلى مشبهة الحشوية ، ومشبهة الشيعة وهم الغلاة منهم‏ « ، إلّا أنّه في موضع سابق قال : «والأشعرية سمّوهم تارة حشوية وتارة جبرية» «4» .

ومن هؤلاء : الصفاتية ، وهم المثبتون الصفات للّه تعالى في مقابل المعتزلة النافين لها ، لذا سمّي السّلف : صفاتية ، والمعتزلة : معطلة ، «فبالغ بعض السلف في إثبات الصفات إلى حدّ التشبيه بصفات المحدثات ، واقتصر بعضهم على صفات دلّت الأفعال عليها . . . ثمّ إنّ جماعة من المتأخّرين زادوا على ما قاله السّلف ، فقالوا لا بدّ من إجرائها على ظاهرها والقول بتفسيرها كما وردت من غير تعرض للتأويل ولا توقّف في الظاهر ، فوقعوا في التشبيه الصرف ، وذلك على خلاف ما اعتقده السّلف ، ولقد كان التشبيه صرفا خالصا في اليهود ، لا في كلّهم بل في القراءين منهم ، إذ وجدوا في التوراة ألفاظا تدلّ على ذلك» «5» .

ويبيّن الشهرستاني أنّ الأشعرية الّتي صارت مذهبا لأهل السنّة والجماعة ، انتقلت سمة الصفاتية إليها ، إلّا أنّنا نجد الأشعري متأثرا بشي‏ء ما بالمشبهة؛ إذ أن من مذهبه : «أن كل موجود يصحّ أن يرى ، فإنّ المصحح للرّؤية إنّما هو الوجود ، والباري تعالى موجود فيصحّ أن يرى ، وقد ورد السّمع بأنّ المؤمنين يرونه في الآخرة ، قال اللّه تعالى :

{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة : 22، 23] إلى غير ذلك من الآيات والأخبار . . .» «6» .

ومع أنّه أثبت الصفات الخبرية للّه تعالى ، كالوجه والعين واليدين ، إلّا أنه قيّدها بقوله : بلا كيف ، فليس له وجه كوجه الانسان ، أو عين كعين الانسان ، وبذا أضفى على مذهب أهل الحديث صبغة التنزيه ، بحسب الظاهر ، مع أنه أثبت «أن اللّه سبحانه يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر ، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون» «7» .

3- اتجاه المؤوّلة : ومنهم من أوّل الخبر في الصفات على وجه يحتمل اللفظ ذلك .

على أنّ الشهرستاني لم يفصل القول في هذا القسم .

ونجد عند ابن الجوزي تفصيلا آخر أكثر وضوحا ، فهو يقول : «اعلم أنّ الناس في أخبار الصفات على ثلاث مراتب :

إحداها : إصرارها على ما جاءت من غير تفسير ولا تأويل ، إلّا أن تقع ضرورة كقوله تعالى : { وَجَاءَ رَبُّكَ } [الفجر : 22]، أي جاء أمره وهذا مذهب السلف .

والمرتبة الثانية : التأويل ، وهو مقام خطر .

والمرتبة الثالثة : القول فيه بمقتضى الحسّ ، وقد عمّ جهلة الناقلين إذ ليس لهم حظ من علوم المعقولات الّتي يعرف بها ما يجوز على اللّه تعالى ، وما يستحيل ، فإن علم المعقولات يصرف ظواهر المنقولات عن التشبيه ، فإذا عدموها تصرّفوا في النقل بمقتضى الحسّ» «8» .

وهكذا يتّضح لنا وجود ثلاثة اتّجاهات في فهم الحديث والتعامل مع الآيات المتشابهة :

الأوّل : يسدّ باب التأويل ، وإن كان لا يمكن الاستغناء عنه .

والثاني : يجمد على ظاهر اللفظ فيؤدي به إلى التشبيه وبالتالي تجسيم اللّه تعالى ، والقول بمقتضى الحس .

والثالث : يتعامل مع النص وفق ظاهره بما لا يتعارض مع محكمات القرآن وثوابت العقيدة ، وما يتعارض فلا بدّ من تأويله وحمله على المجاز لا الحقيقة .

وكان المفسّرون الشيعة على هذا المنهج الأخير .

__________________________

(1)- الملل والنحل/ ج 1/ ص 95 .

(2)- م . ن/ ص 98 .

(3)- تصدّى أئمّة أهل البيت (عليه السلام) لنفي التشبيه والتجسيم ، كما مرّ مفصّلا في بحثي : الوضع ، والغلو ، من هذا الفصل .

(4)- م . ن/ ص 79 .

(5)- م . ن/ ص 84 .

(6)- م . ن/ ص 91 .

(7)- اصول الحديث وأحكامه في علم الدراية/ الشيخ جعفر السبحاني/ ص 301 ، نقلا عن الأشعري : الابانة/ ص 12 ، ومقالات الاسلاميين/ ص 322 .

(8)- ابن تيمية/ صائب عبد الحميد/ ص 133 ، نقلا عن دفع شبه التشبيه بأكفّ التنزيه/ ص 73 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .