يحقق استخدام الباحث للخرائط والأشكال والمخططات في عمله البحثي في جغرافية الصناعة عدداً من المنافع، إلا أن نافلة القول أن تكون معرفة الباحث لأداة بحثه قائمة، فهذه المعرفة شرط أساسي لنيل تلك المنافع كلاً أو جزءاً، إلا أن هذا لا يعني وجوب كونه متمرساً بعلم الكارتوغرافيا ومتقناً تماماً لفنونه، إنما لا بد أن يلم بقدر معقول من ضروب علم الخرائط علماً وفناً وتحليلاً. وفي هذا يمكن الاستعانة بمختص في هذا العلم أو بما وفرته برامجيات الحاسوب وتقنيات نظم المعلومات الجغرافية Geographical Informations Systems لاستكمال الجوانب الفنية في إعداد الخرائط وتصميمها ورسمها وإخراجها وطباعتها .

إن الاستعانة الواسعة بالخرائط في دراسات جغرافية الصناعة يمكن أن يساعد الباحث في تحقيق ما يأتي :-

أولاً : عرض الأفكار وتحويلها من وصف مكتوب الى خرائط منظورة وإن إدراك الحقائق ومعرفة أسرارها يمكن بلوغه وربما بدقة للأشياء المنظورة مجسمة أو بهيئة خرائط بأبعاد ثنائية أو ثلاثية، مقارنة مع وصف مكتوب قد لا يوفر إيضاحاً وافياً أو تفصيلاً دقيقاً. لهذا فإن خارطة واحدة قد تغني عن صفحات مكتوبة، وهذا ما ينطبق على وصف حقائق تتعلق بمقومات النشاط الصناعي مثلاً .

ثانياً : إن إدارك الحقائق الموصوفة كتابة يحتاج لوقت أطول مقارنةً بحقائق معروضة بهيئة خرائط أو مصورات أو أشكال بيانية .

ثالثاً : ومن السهل تحليل العلاقات وبيان اتجاهاتها وقوتها بين ظاهرة الصناعة ومقوماتها في المكان تأثراً وتأثيراً من خلال المقارنة لتوزيعاتها المبينة في خرائط بمستويات مختلفة. فالارتباط بين الظواهر ومستوياته واتجاهاته يمكن بسهولة وعمق لظواهر ممثلة كارتوغرافيا أو بيانياً، في حين أنه لن يكون بذات القدر الصفحات من وصف مكتوب.