المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الحكمة في وجود المتشابه في القرآن  
  
2229   04:20 مساءاً   التاريخ: 4-1-2016
المؤلف : السيد مير محمدي زرندي
الكتاب أو المصدر : بحوث في تاريخ القرآن
الجزء والصفحة : ص 267-271 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المحكم والمتشابه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2016 3719
التاريخ: 26-04-2015 1285
التاريخ: 11-10-2014 1378
التاريخ: 26-04-2015 1377

[إن] حكمة أو حكم وجود المتشابه في القرآن فما قيل أو ينبغي القول به أمور نتعرف عليها في ضمن بيان الأغراض الباعثة إلى إجمال الكلمات وتشابهها في الكتب والمصنفات مطلقا ، حتى بالنسبة إلى تأليف الإنسان. ونجمل الكلام فيها على النحو التالي :

الأول : أن المصنف ربما يحاول إيراد بعض المجملات والمتشابهات في كلامه لأنه يعرف أن بعض الناس يعرفون ما يرمي إليه منها ، إما لقوة فهمهم وذكائهم ، وإما لتعليم المؤلف نفسه لهم ، وإخبارهم بمراداته من مجملات ومتشابهات كتابه.

وبعض آخر يجهل ما يرمي إليه ، فيضطرون إلى السؤال ممن يعرف ، ومن الاختلاف إليه والتعامل معه ، فيكتسبون بسبب ذلك مكارم الأخلاق والفضائل والمعارف ، بحيث لا يحصل لهم شئ من ذلك لو لم يختلفوا إليهم بالإضافة إلى استيضاحهم عن معارف ذلك الكتاب ، سيما إذا كان ذلك الكتاب هو كتاب الله ،  وأولئك العارفون هم النبي والأئمة الأوصياء (عليهم السلام).

ويدل على ذلك ما روي عن علي والأئمة من ولده (عليهم السلام) في هذا الشأن ،  وذلك مثل :

١ - ما قاله الإمام علي (عليه السلام) في خطبة له : ألا إن مثل آل محمد كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم ، فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع ، وأراكم ما كنتم تأملون (1).

فلابد للناس إذا من أن يستضيئوا بنورهم ويهتدوا بهديهم ، وقد أكد ذلك (عليه السلام) في خطبة له ، فقال : بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنمتم ذروة العلياء (2).

٢ - ما رواه الشيخ الكليني بسند صحيح عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : نحن الراسخون في العلم ، ونحن نعلم تأويله (3).

فيجب على كل من جهل التأويل أن يرجع إلى العالم به.

الثاني : أن المصنفين ربما يوردون في كتبهم كلاما مجملا ومطالب متشابهة ،  ليقف القارئ عندها ويتأمل في معناها وما أريد منها ، ويجتهد في كشف مستورها ،  بحيث يكون رأيا لنفسه منها ، ويبتعد عن التقليد الأعمى للآخرين. ونجد أن كثيرا من الكتب التي تطبع في هذه الأيام يثور حولها الجدل والنقاش ، ويضطر كثيرون إلى البحث والتدقيق ، والذي يؤدي إلى ظهور الحق وانكشاف الصواب.

فمن الممكن أن يكون من جملة الأهداف من إيراد المتشابه في القرآن هو حض الناس على البحث والتدقيق والتفكر والتأمل الذي يؤدي إلى ظهور الحق ،  والأخذ به عن حجة ودليل ، لا عن تقليد أعمى واتباع ساذج.

ولعل ما عن السيد محمد باقر الحكيم من أن نوعا من المتشابه وهو الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم إنما ورد في القرآن الكريم بهذا الأسلوب كبعض المسائل الكونية وغيرها ، لينطلق في تدبر حقيقتها واكتشاف ظلماتها المجهولة (4) ناظر إلى ما قلناه.

الثالث : أن بعض المصنفين ربما يهدف من إيراد المجمل والمتشابه في كتابه إلى امتحان الآخرين ، ليعرف آراءهم واتجاهاتهم بالنسبة إليه أو بالنسبة إلى كتابه.

فمن يرى أن المصنف حكيم لا يأتي بما هو لغو يتوقف في الحكم ويوكل علم المجمل والمتشابه إلى ذلك المصنف ، وإذا كان في قلبه مرض وزيغ فيعمل بما تشابه منه من أجل الوصول إلى بعض أغراضه الفاسدة.

ولعل بعض المتشابهات القرآنية من هذا القبيل أيضا ، ويؤيد ذلك قوله تعالى * {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} *. وإلى ما ذكرناه يشير كلام الشيخ محمد عبده من أن الله أنزل المتشابه ليمتحن قلوبنا في التصديق به ، فإنه لو كان كل ما ورد في الكتاب معقولا واضحا لا شبهة فيه عند أحد من الأذكياء والبلداء لما كان في الإيمان شئ من معنى الخضوع لأمر الله والتسليم لرسله (5).

وبهذا أيضا قال آخرون (6).

الرابع : أنه ربما يكون بعض الكلام مفهوما للمخاطبين به في الصدر الأول حين تأليف الكتاب ، من دون حاجة إلى قرائن لفظية لبيان المراد ، بل يكفي نفس اللفظ في بيانها ، ولكنه إذا طال الزمن ونسيت القرائن فلربما يصير مجهولا لا يفهم منه مطالعه شيئا ، إلا من كان له اطلاع على الظروف والأحوال التي كانت تحيط به حين صدوره.

ويمكن أن تكون بعض المتشابهات القرآنية من هذا القبيل ، وكمثال على ذلك نذكر أن قوله تعالى {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [التوبة : 37].

فإن من لم يطلع على سبب نزول الآية وعلى ما كان مرسوما في الجاهلية من إحلال بعض الأشهر الحرم لم يفهم من الآية شيئا ، ويراها من المتشابهات.

الخامس : أن من يصنف كتابا يحتوي على علوم كثيرة ومع ذلك يكون سهل التناول سهل الحفظ تسهل المحافظة عليه فلابد له من توخي الاختصار فيه ،  بأن لا يذكر إلا ما كان أصلا جامعا من دون تعرض للقرائن حالية كانت أو زمانية أو غيرها ، فيكون كتابه جامعا لأصول المطالب ، وإن لم يمكن فهم جزئياتها من ألفاظه ، إذ لو أراد أن يذكر فيه كل ما له مدخلية في توضيح الجزئيات لكان الكتاب من الضخامة بحيث يتعذر حفظه والمحافظة عليه.

فلعل بعض المتشابهات القرآنية قد روعي فيها هذه الناحية ، وذلك مثل قوله تعالى {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [البقرة : 177] فإن هذه الآية بظاهرها من المتشابه ، ولها ظاهر غير مراد ، ولكن إذا علم سبب نزولها تصير محكمة واضحة الدلالة ، من دون أي إجمال أو تشابه فيها.

وذلك لأن سبب نزول هذه الآية هو - على ما قيل - أن المسلمين كانوا يعتقدون أن تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة سوف يعرضهم للإشكالات الكثيرة من اليهود والنصارى ، ويجعلهم في موقف حرج ، فنزلت الآية لتدل على أنه : ليس البر أن تولوا وجوهكم (بصلاتكم) قبل المشرق (أيها النصارى) والمغرب (أيها اليهود). أي أنها تريد أن تقول لهم : إن التوجه إلى المشرق والمغرب في الصلاة ليس بنفسه برا " ولكن البر من آمن بالله " (7). فلو أريد إحكام الآية فلابد من زيادة تلك الكلمات في الآية ، وتصير بذلك ضعف ما هي عليه الآن.

النتيجة :

ونستنتج مما سبق أن الإشكال على قوله تعالى : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات واخر متشابهات } بأن التشابه مخل بالغرض من القرآن ، حيث يفترض فيه أنه الكتاب الهادي والخالد. هذا الإشكال لا يصح ، لأن تلك الوجوه الخمسة المتقدمة لذكر المتشابه إذا كانت ممكنة عقلا فهي ليس فقط تثبت أن التشابه ليس مخلا بالغرض ، وإنما تزيد على ذلك بأن يصير وجود المتشابه لازما وواجبا ، وعدمه هو المخل بالغرض.

_____________________

(1) نهج البلاغة (شرح الشيخ محمد عبده) : خطبة ٩٨.

(2) نهج البلاغة (ضبط صبحي الصالح) : أول الخطبة الرابعة.

(3) الكافي : ج ١ ص ٢١٣ باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (عليهم السلام) ح ١.

(4) علوم القرآن : ص ١٥٢ و ١٥٣ في آخر بحث المحكم والمتشابه.

(5) راجع تفسير المنار : ج ٣ ص ١٧٠.

(6) راجع متشابهات القرآن لابن شهرآشوب : ص ٣ ، والإتقان : ج ٢ ص ١٢ ، ومناهل العرفان : ج ٢ ص ١٧٨.

(7) راجع تفسير مجمع البيان : ج ١ ص ٢٦٢ ، وأسباب النزول للسيوطي (هامش تفسير الجلالين) : ص ٦٢.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .