الجمع المذكر السالم

قال : ( والجمع بالواو ..والنون ) أقول : الباب الثالث مما يعرب بالحروف نيابة  عن الحركات الجمع المذكر السالم وإنما عبر عنه بالواو  والنون ليعم ما كان منه اسما أو صفة  لمن يعلم . والجمع : لغة ضم  شيء الى شيء وبهذا شاركت التثنية الجمع والجموع أنواع فما سلم بناء مفرده عند بناء جمعه  يسمى السالم وهو نوعان : مذكر ومؤنث . وإن لم  يسلم بأن تغيرت حروف أو حركات مفرده  أو هما معا يسمى جمع التكسير وهو  إما أن يدل  على قلة  أو كثرة . والجمع المذكر السالم من جموع القلة وحده . ما جمع بواو مكسور ما قبلها  ونون مفتوحة في حالة الرفع وياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة في حالتي النصب والجر معا وقد تكسر نون هذا الجمع وتفتح نون المثنى على عكس ما هو مشهور ولا يجمع هذا الجمع إلا ما كان اسما لعالم  أي من شأنه أن يكون كذلك أو وصفا له نحو : زيد وزيدين وعاقل وعاقلين وقد اخرنا كلمة عالم بدل كلمة عاقل كما استعمله  كثير من النحويين  ليدخل فيه صفات الله تعالى نحو : نحن الزارعون وقد تكرر هذا الجمع في القرآن الكريم صفة له جلت قدرته مع أنه سبحانه لا يوصف بالعقل  كما يوصف بالعلم فاخترنا  كلمة العلم شرطا لما يجمع هذا الجمع

                                         77

اسما أو صفة ليعم لك اسم أو صفة لمن يصح وصفه  بالعلم بالفعل أو بالقوة والجمع : إن كان له مفرد غالبا  من لفظه فجمع وهو إما سالم أو منكسر  كما تقدم  وإن لم يكن له مفرد من لفظه غالبا  فهو إن دل على هيئة  مجتمعة  فهو اسم الجمع نحو : إبل وغنم   وان دل على جنس وفرق بينه  وبين مفرده بالتاء أو للياء فهو اسم جنس نحو : تمر وتمرة وروم  ورومي  وزنج  وزنجي . والفرق بين اسم الجمع واسم الجنس مع اشتراكهما في أنهما  ليسا  على أوزان  جموع التكسير الخاصة ولا المشهورة . أن اسم الجمع لا يقع على الواحد  والأثنين  بخلاف اسم الجنس نحو: تمر يقال للواحد وللأثنين فأكثر . وأن الفرق بين اسم  الجنس وبينه الياء والتاء فما له واحد متميز نحو تمر وتمرة وروم ورومي بخلاف  اسم الجمع . وأما نون هذا الجمع مع أل فهي كنون المثنى في وجوب الحذف مع الاضافة وبقاؤها مع أل . وقد ألحقوا  بهذا الجمع أسماء منها : الفاظ العقود عشرون الى تسعين  وكل اسم ثلاثي  حذف آخره ونابت عنه تاء التأنيث  المتحركة  نحو سنة وعضة وثبة  وقلة ومن الملحق به أيضا . أولو . وعليون  وعالمون  لعدم وجود مفرد لهن من لفظهن   ومن الملحق بنون وأبون  وأخون وهنون لأنها ليست أعلاما  ولا مشتقات

                                                78

فائدة

رأي الخليل وسيوبيه وجماعة من كبار النحاة أن الجمع المذكور كالمثنى معرب بحركات مقدرة على الواو والياء ولا يبعد تمسكا بالأصل  والتقدير أولى من مخالفة الأصل .                             

تنبيه

لم يذكر المطرزي ..ما جمع بألف وتاء مزيدتين ونحن نذكره استطرادا  فنقول : هو أسم  يدل على مؤنث  أو صفة له ولا بد من زيادة الحرفين الالف  والتاء وحكمه  الرفع بالضمة  والنصب  والجر بالكسرة معا .  وهو الجمع السالم ...وإن تغير بعض التغيير  والتنوين  فيه تنوين المقابلة أي لمقابلة  النون في الجمع المذكر السالم .