المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الواجبات التربوية للأبوين تجاه الأبناء  
  
897   09:35 صباحاً   التاريخ: 2023-10-29
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : التربية الأسرية
الجزء والصفحة : ص99ــ111
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

الوظائف والواجبات التربوية

يتأثر الأبناء ـ عادة ـ بوالديهم أكثر من الآخرين، فيتقبلون دينهم ومذهبهم واخلاقهم وتوجهاتهم. والرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بيّن هذا الدور الواسع والنافذ للأبوين حيث قال: (إن كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه ويضرانه)(1).

فالوالدان لهما دورٌ أساس في توجيه ابنائهم نحو المسائل الدينية والاجتماعية والأخلاقية، بل هما القدوة بأعمالهما وسلوكيّاتهما؛ لأن الأطفال لديهم عيون حسّاسة وثاقبة ـ مثل آلة تصوير ـ دقيقة تلتقط وتسجّل كافة حركات وسكنات الوالدين ومشاهد الحياة العائلية.

من هنا، يصبح من الضروري مراعاة الوظائف والواجبات التربوية عند تسنم الوالدين مقام القدوة والأنموذج بهدف تربية أبنائهما تربية دينية، وهذه الوظائف هي على النحو التالي:

التزام الوالدين بالأوامر الدينية

الطفل عادة ما يتعلم المحادثة، آداب العشرة، مراعاة النظام أو الفوضى، الأمانة او الخيانة، الصدق او الكذب، الخير او الشر والآداب والسنن الدينية من محيط عائلته. وعندما يولي الأب والأم أهمية خاصة للأوامر الدينية، ويكونان من أهل العبادة، والصلاة، والدعاء، وتلاوة القرآن، ويهتمان بعالم المعنويات، ويراعيان الموازين الأخلاقية؛ فانهما بلا شك سيتركان أثراً بالغاً في الأبعاد الروحية والدينية عند الولد.

ولهذا السبب،  عندما يشاهد طفل ذات الثلاث او الاربع سنوات والديه يصليان، فانه

سوف يرغب في الصلاة، فيركع ويسجد مثلهما، ويتعلم منهما الكثير من الآداب الإسلامية والدينية الأخرى.

وفي هذا الصدد يؤكد الإمام الصادق (عليه السلام) على حقيقة أثر الأب في توجيه أسرته:: (لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح حتى يدخلهم الجنة [جميعاً] حتى لا يفقد فيها منهم صغيرا ولا كبيرا، ولا خادما ولا جارا، ولا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السيء حتى يدخلهم النار جميعاً، حتى لا يفقد فيها منهم صغيرا ولا كبيرا، ولا خادما ولا جارا)(2).

كما ان مرافقة الأطفال امهاتهم وآبائهم الى المساجد والحسينيات، ومشاركتهم في مجالس عزاء الإمام الحسين (عليه السلام) والبكاء عليه مثلما يبكي عليه والداه، يعبر عن التأثير العملي للوالدين على السلوك الديني للأبناء.

وللام الدور الاكبر من بين افراد الاسرة في تربية الولد، فهي اول شخص له علاقة مباشرة مع الطفل؛ تؤمن احتياجاته، وتلبي طلباته. ومن هنا، فان الطفل يتأثر أكثر بإحساسات الأم وعواطفها وأفكارها. وعلى هذا الأساس، تعد وظيفة الأم تجاه التربية الدينية للطفل أثقل.

حسن اختيار المعلمين والمربين

ينبغي للأهل ان يراعوا الدقة في انتخاب المدرسة والمعلمين والمربين لأولادهم، وان يكونوا على علاقة متينة ولصيقة مع المدرسة والمعلمين والمربين أثناء تواجد أولادهم في المدرسة. بالإضافة إلى التنسيق مع الهيئة التعليمية والتربوية بشكل تام في ايصال المفاهيم الإسلامية والتربية الدينية، لأولادهم. والمدعي لإزالة أي تعارض وتضاد بين المدرسة والبيت؛ لناحية التربية الدينية.

المساعدة في اختيار الأصدقاء

ان الأصدقاء والرفاق هم قدوة سلوكية وتربوية لأبنائنا. اذ يرغب الفتيان والفتيات بنحو طبيعي في اقامة علاقات صداقة، ويحبون ان يتخذوا من هم في سنهم اصدقاء لهم، وان يعمقوا أواصر الصداقة معهم، ولكن لبراءتهم، ولغلبة انفعالاتهم؛ وعدم

الالتفات إلى مصالحهم؛ فإنه من الممكن ان تشتبه عليهم الامور في انتخاب الاصدقاء، فينتقون أفراداً غير مناسبين لمعاشرتهم. من هنا، تكمن وظيفة الوالدين في أن يساعداهم، وأن يوضحا لهم خطر رفقاء السوء، والأضرار الناجمة عن مصادقتهم، وأن يحذراهم بأسلوب منطقي واستدلالي ومحب من معاشرة الأفراد غير الصالحين والإفراط في الصداقة.

وقد وردت العديد من الروايات التي تحث على اختيار الصديق الجيد، وترك أصدقاء السوء. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (انظر إلى كل من لا يفيدك منفعة في دينك؛ فلا تعتدنّ به، ولا ترغبن في صحبته؛ فإن كل ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحل وخيم عاقبته)(3)؛ ليؤكد أن الصحبة الحقيقية هي الصحبة التي تتجه نحو الله تعالى.

ومما لا شك فيه أن زيارة الوالدان للعوائل المتدينة الملتزمة بالأحكام الشرعية، واصطحاب الأولاد إلى المساجد والمحافل ذات الطابع الديني، وأمثال ذلك، يساعد بنحو غير مباشر على أن يجد الأولاد أصدقاء مناسبين لهم.

التوجيه نحو القدوة الصحيحة

من أهم أساليب التربية الدينية الصحيحة؛ أسلوب تحديد القدوة والتوجيه نحوها؛ وهو يتمتع بالنفوذ والتأثير الكبير؛ لكونه تطبيقي وعملي. ولقد ذكر القرآن الكريم الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والنبي إبراهيم (عليه السلام) على أنهما اسوة حسنة، ودعا الوالدين ليتخذوهما قدوة وأسوة. كما تم تناول القدوة في عدد من الآيات ضمن عناوين كلية، من قبيل: المؤمنون، المتقون، الصادقون، المحسنون، اولو الألباب، اولو الأبصار وعباد الرحمان. وأحيانا تم الحديث عن بعض النماذج الإنسانية وتحديد معايير القدوة في قالب قصصي يتناول سيرة حياتهم.

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: (كونوا دعاة الناس بأعمالكم، ولا تكونوا دعاة بألسنتكم)(4).

وأساس تشكل شخصية الطفل يكون في مرحلة السنوات السبع الأولى من حياته.

والتقليد والاقتداء هما بنيان التعلم في هذه المرحلة. فالوالدان، الاقارب، الاصدقاء، والرفاق، والمعلّمون، والمربون؛ هم نماذج وشخصيات مؤثرة في تربية الأبناء دينيا، لكن يبقى دور الأب والأم أهم وأكبر.

لذا يمكن للأهل؛ بالاستفادة من مبدأ القدوة أن يوبهوا أبناءهم باتجاه القدوة والأسوة الحسنة، على سبيل المثال: يستطيع الاهل ان يشجعوا اولادهم على المطالعات الدينية والسيرة الذاتية لعلماء الدين، ويحضرون لهم الكتب المفيدة، والقصص الجميلة والجديرة بالقراءة. كما يمكن الحث على مشاهدة البرامج التلفزيونية المفيدة، والأفلام التعليمية، مع أيجاد مساحة رحبة لانتقاد البرامج غير المفيدة والأفلام غير المناسبة.

تعليم المعارف والآداب الدينية

على الأب و الأم ان يعلّما أولادهما المعارف والآداب والسنن الدينية. عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (حق الولد على والده إذا كان ذكراً ان يستفره أمه(5)، ويستحسن اسمه، ويعلمه كتاب الله ويطهره...) (6).

وعن الإمام علي (عليه السلام): (علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به؛ لا تغلب عليهم المرجئة برأيها)(7).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: (بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليه المرجئة)(8).

وعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بشأن تعليم الأولاد الصلاة: (مروا صبيانكم بالصلاة اذا بلغوا سبعا...)(9).

يظهر من هذه الروايات وأمثالها أن وظيفة الوالدين أن يعرفا أولادهما على الله، وعلى التكاليف الدينية، والأخلاق والسلوكيات الدينية، وآداب العشرة، وأمثال ذلك.

ويجدر بالوالدين أن يأخذا جيدا بعين الاعتبار المسائل التالية عند تعليم أولادهما معارف الدين وأحكامه:

1- أن يسعيا لزيادة مطالعاتهما الدينية وعلومهما في هذا المجال، وأن يعلّما أبناءهما

معارف الدين؛ انطلاقا من معرفتهما الوافية بالدين، وان يجتنبا إلقاء تعاليم خاطئة؛ لأنها كثيرا ما تؤدي إلى استنتاجات غير صحيحة، وانحرافات فكرية عند الأبناء.

2- أن يسعيا للإجابة على أسئلة أبنائهما الدينية؛ بصبر، وسعة صدر، وبنحو منطقي

يتناسب مع إدراكهم وفهمهم.

3- أن يراعيا أثناء تعليم أبنائهما المفاهيم الدينية مسألة الاختلاف في شخصياتهم،

وقابلياتهم واستعداداتهم الذهنية، وميزان استيعابهم وفهمهم.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

يقول القرآن الكريم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6].

وجاء في الحديث انه عندما نزلت هذه الآية، جلس رجلٌ من المسلمين يبكي، وقال أنا عجزت عن نفسي وكُلّفت أهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (حسبك ان تأمرهم بما تأمر به نفسك، وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك)(10).

وفي رواية أخرى سأل أبو بصير الإمام الصادق (عليه السلام): كيف نقي أهلنا؟ اجاب الإمام (عليه السلام): (قال تأمرهم بما امر الله، وتنهاهم عما نهاهم الله؛ فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم، وأن عهدوك كنت قد قضيت ما عليك)(11).

ويمدح القران الكريم نبي الله اسماعيل (عليه السلام): {وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55].

كما يروي الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه: (إنا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سدنين فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سدنين(12) .

من البديهي أن أمر الأولاد بالمعروف والنهي عن المنكر له خصوصياته، ومن الممكن لأدنى اشتباه وتعاط غير صحيح أن يؤدي إلى آثار مضرّة. لذا ينبغي الأخذ

بعين الاعتبار المسائل التالية:

1- ينبغي للوالدين أن يمزجا أمرهما ونهيهما بالمحبة، والعطف، والأخلاق، والسلوك الحسن.

2- ينبغي أن يعلم الوالدين أثناء التربية الدينية أن التعاليم الإلهية ليست من باب الإجبار والفرض، وإنما هي من باب الاختيار والقبول. لذا عليهما ان يسعيا لتكون تعاليمهما الدينية وأوامرهما ونواهيهما مصحوبة بالترغيب والتشجيع والقول الحسن؛ لتكون مورد قبول.

3- ينبغي للأب والأم ان يُنسِّقا في إعطائهما الأوامر لأبنائهما، حتى لا يحتار الأولاد، ولا تتزلزل اعتقاداتهم. على سبيل المثال: عندما يكون الأب مهتما بحجاب ابنته ويأمر بمراعاته، ينبغي للأم ان تُشدّد عليه وتطلب من ابنتها مراعاته. وعندما يمنع الأب ابنه من فعل شيء، فلا تعمل الأم عكسه.

4- ينبغي للوالدين كلما أرادا من أبنائهما القيام بعمل ما، ان يكون ذلك العمل ذا قيمة

بالنسبة اليهما وان يعملا به أيضا؛ ليكون قولهما مؤثرا عند الأولاد.

الوعظ والإرشاد

على الوالدين أيضا، نصح الأولاد وإرشادهم؛ فالموعظة تُجلّي القلب، وتُصفّيه، وتوفر الأرضية المناسبة لتقبّل التعاليم الدينية عند الأبناء. فعلى سبيل المثال يوصي الإمام علي (عليه السلام)، ابنه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) فيقول له: (وأحيِ قلبك بالموعظة)(13).

ونقل القران الكريم بعض وصايا لقمان لابنه؛ وهو يعظه، فيقول له: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ } [لقمان: 17 - 19].

كما ينبغي للوالدين ان يأخذا بعين الاعتبار قدرة الأبناء، وان يضعا نفسيهما مكانهم. يقول الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (من كان له صبي فليتصاب له)(14).

ولأجل ان تثمر مواعظ الأهل ونصائحهم نتائج جيدة، يلزم الالتفات في الحد الأدنى

إلى الشروط الثلاثة المهمة التالية:

1- ينبغي للوالدين ان يكونا أسوة كاملة؛ يعملان بما يوصيان به أولادهما؛ من نصح

وإرشادات:

2- يجب ان يلتفت الاهل الى تهيئة ابنائهم نفسيا لقبول النصح.

3- ينبغي ان تكون الموعظة بليغة ومؤثرة، ومن شروط كونها بليغة ان تكون موزونة، وفي محلها، ومتناسبة مع وضعية المستمع الفكرية ومشاعره النفسية والروحية.

التقدير والاحترام لشخصية الأبناء

ان تقدير الابناء واحترامهم ومعاشرتهم بإحسان ومراعاة شخصياتهم من المسائل المهمة في العملية التربوية؛ فالأبناء الذين ينعمون بقدرٍ كافٍ من الاكرام والاحترام في العائلة، يتمتعون بروحية سليمة وطبيعية وتوازن نفسي، ولديهم استعداد أكبر لتقبل التربية الدينية والأخلاقية.

وبالعكس، فإن الابناء الذين لم يلاقوا من اهلهم التكريم والاحترام والتقدير، يشعرون داخل انفسهم بالحقارة والخسّة، ويتّصفون بروحية انهزامية ونفسية كئيبة، ويصعب ان يكونوا في المستقبل اشخاصا فعّالين ومؤثرين في المجتمع. وهذا الصنف من الاولاد ـ عادة ـ يتسّم بالخجل، وضعف الشخصية في سلوكياته الاجتماعية، وليس لديه عزم وإرادة لتطبيق الأوامر الالهية، وهو متهور وجريء في ارتكاب المعاصي والذنوب. عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه كان يأمر اتباعه فيقول: (أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم؛ يغفر لكم)(15).

إن إظهار نوع من الاحترام للأبناء وتقدير شخصيتهم يعد من اهم العوامل لجلب المحبة والطاعة؛ فالأبناء الذين يتلقون الاحترام والتقدير ويتم التعامل معهم بأدب،

يكون عصيانهم لأوامر والديهما أقلّ.

تنمية الشخصية

وهناك عدة طرق تساهم في تنمية شخصية الطفل وقدراته المعنوية، منها:

1- إلقاء السلام والتحية:

من السنن الحسنة التي ثبّتها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)؛ إلقاء التحية والسلام على الأطفال، فقد كان بنفسه يُسلِّم دائما على الأولاد.

فمن الواجب إلقاء التحية على الأطفال؛ لأن ذلك يعود الأطفال على احترام الكبار، ويساعدهم على الانخراط في المجتمع بكل احترام وأدب. ينقل الإمام الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (خمس لست بتاركهن حتى الممات... تسليمي على الصبيان؛ لتكون سنّة من بعدي)(16).

2- التشاور:

ان التشاور مع الأبناء في الأمور العائلية وخاصة في مرحلة المراهقة يجعلهم يشعرون بأن لهم وزنا وقيمة في العائلة وانه يُلتفت الى آرائهم. لذا، على الوالدين ان يتقبلا اقتراحات الشباب الصحيحة، وان يصححا اشتباههم بالدليل والمنطق. من دون ان يؤذيا شخصياتهم او ان يولّدا لديهم إحساسا بالضعف. وفي حال لم يكن في اقتراحاتهم اشكال أساس، يمكن ان يُغضّ الطرف عن اشكالاتهم الجزئية، وان يُستفاد من المشاركة في التفكير نفسها؛ اذ يُنمي هذا الأمر حسن التعاون لديهم داخل العائلة.

3- مشاركتهم في اللعب:

إن مشاركة الوالدين الأطفال في اللعب، يجعل روحهم مفعمة بالفرح، وينمي حسّ الاستغلال والثقة في باطنهم. فعن جابر الأنصاري أنه قال: (دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) والحسن والحسين (عليهم السلام) على ظهره، وهو يجثو لهما، ويقول: نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما)(17).

4- الأخذ بعين الاعتبار شأنية الأولاد:

ينبغي أن تراعى شأنية الاولاد والشباب، وأن يُتَعَامل معهم بوصفهم أفراداً لهم استقلاليتهم، فيتمّ تهيئة مقاعد خاصّة لهم أثناء السفر، وعند الضيافة يُوضع لهم صحون وشوك وملاعق مستقلّة، وأثناء النوم يُمدّ لهم فُرُش مستقلة. وعندما يدخلون المجالس يُفسح لهم المجال للجلوس في أمكنة خاصة، وهكذا. فالأولاد يحاولون في كافة المجالات إبراز وجودهم، ويحبون أن يلتفت إليهم الكبار، وأن يتفاعلوا معهم بنحو مناسب.

المفاهيم الرئيسة

1- للوالدين دورٌ أساس في توجيه أبنائهم نحو المسائل الدينية، بل هما القدوة بأعمالهما وسلوكياتهما. من هنا، يصبح من الضروري مراعاة الوظائف والواجبات التربوية عند تسنم الوالدين مقام القدوة والنموذج؛ بهدف تربية أبنائهما تربية دينية.

2- عندما يولي الأب والأم أهمية خاصة للأوامر الدينية؛ فانهما بلا شك سيتركان أثراً بالغاً في الأبعاد الروحية والدينية عند الولد.

3- على الأهل أن يراعوا الدقة في انتخاب المدرسة؛ والمعلمين والمربين لأولادهم،

وأن يكونوا على علاقة متينة ولصيقة مع المدرسة والمربين.

4- على الوالدين أن يساعدا أولادهم؛ ويوضحا لهم خطر رفقاء السوء، والأضرار

الناجمة عن مصادقتهم، وأن يحذراهم بأسلوب منطقي ومحب من معاشرة الأفراد غير الصالحين، والإفراط في الصداقة.

5- من أهم أساليب التربية الدينية الصحيحة؛ أسلوب تحديد القدوة والتوجيه نحوها؛

فهو يتمتع بالنفوذ والتأثير الكبير، وعلى الأهل؛ بالاستفادة من هذا المبدأ، ليوجهوا أبناءهم نحو القيم الدينية السامية.

6- وظيفة الوالدين أن يعرّفا أولادهما على التكاليف الدينية، والأخلاق والسلوكيات

الدينية، وآداب العشرة، ويجب عليهما أخذ هذا الأمر بجدية وبقدر كبير من المسؤولية.

7- على الوالدين أن يمزجا أوامرهما ونواهيهما بالمحبة والعطف وبالأخلاق الحسنة، وأن يعلما أن التعاليم الإلهية ليست من باب الإجبار والفرض، وانما هي من باب الاختيار والقبول.

8- تقدير الأبناء واحترامهم من المسائل المهمة في العملية التربوية؛ فالأبناء الذين

ينعمون بقدر كاف من الإكرام والاحترام في العائلة، يتمتعون بروحية سليمة وباستعداد أكبر لتقبل التربية الدينية والأخلاقية.

التربية الإلهية للأطفال

لو ان الدنيا كانت خالية من الانبياء اي كان هناك بشر دون انبياء فإننا كنا نرى اليوم حكايات في الدنيا وفضائح لا يتمكن الإنسان من ان يرى نظيرها. الآن وقد قام الأنبياء بتحمّل العناء وشرّفوا البشرية بتعليمهم وتربيتهم رغم أن المنحرفين كانوا كثيرين ايضا وقاموا بالوقوف في مقابل الانبياء ودعوا الناس الى الانحرافات. الا ان كل ما في الدنيا من بركات اليوم هو من الأنبياء. انتم لو لاحظتم الملفات والقضايا الموجودة اليوم في المحاكم في جميع انحاء الدنيا فإنكم لا ترون قضايا للأشخاص الذين يعتقدون بالأنبياء وتربّوا تحت عناية الأنبياء، فان القضايا الجنائية التي تخصهم قليلة او غير موجودة اصلا. جميع قضايا الجنايات وجميع الملفات المالية والجنائية والإجرامية وأمثالها كلها تصدر عن الأشخاص البعيدين عن تربية الأنبياء، ولو فرضنا ان الاعمال التي يقومون بها اعمالاً صالحة، ولكنها ليست في طريق العبودية المستقيم. ومن كان يقوم بمثل هذه الأعمال كان كل همه والتفاته الى نفسه.

لو استطعتم ان تربوا هؤلاء الأطفال بحيث يكونون من البداية يريدون الله وكل اهتمامهم نحو الله ولو تمكنتم من القاء وتلقين عبودية الله والصلة مع الله لهؤلاء الأطفال، والأطفال يقبلون بسرعة، اذا القيتم اليهم التربية الإلهية وعبودية الله الذي كل شيء له، وقبلوا ذلك فإنكم قدمتم الى المجتمع خدمة وبعد ذلك سيكون لتعبكم قيمة. ولا قدر الله لو قدم شيء خلاف هذا لهذه الأمانة وأياً كان الذي قام بهذا فانه يكون قد ارتكب خيانة، وهذه الخيانة غير جميع الخيانات هذه خيانة بالإنسان وخيانة بالإسلام وخيانة لعبودية الله.

يجب الانتباه جيدا، لقد اخترتم عملا ساميا جدا ولكن يجب ان تنتبهوا الى مسؤوليته. ربّوا فالمهمّ هو التربية، العلم لوحده لا فائدة منه. العلم لوحده مضر. احيانا هذا المطر الذي هو رحمة إلهية عندما يلاقي الورود ينتشر عبقها واريجها وعندما يلاقي الأشياء القذرة أيضاً رائحتها القذرة أيضا تتصاعد. العلم هكذا أيضا لو دخل العلم الى قلب رُبِّيَ فإن عطره يملأ العالم. ولو دخل قلبا لم يترتب فإن فساده يملأ العالم، فإذا فسد العالِم فسد العالَم، واذا كان صالحا فإنه يُصلح، ولهذا الصلاح شعاع من النور يوصل الناس الى السلام والإصلاح والحسن. وانتم تتصدون لمثل هذا العمل انتم تتصددون لإيصال هذا العالم الى النور من الظلمات. حاولوا اظهار نورانية الأطفال النورانيين لتتفتح مواهبهم. أنتم تتصدون لأمر جليل قوموا بتربيتهم تربية اسلامية صحيحة حتى ينال بلدكم ـ ان شاء الله ـ سعادته).

_________________________

(1) بحار الأنوار، ج3، ص281.

(2) ستدرك الوسائل، ج12، ص201.

(3) بحار الانوار، ج71، ص191.

(4) بحار الأنوار، ج5، ص198.

(5) يستفره، من الأفراس أي يستكرمها ولا يدعو بالسب لأمه واللعن والفحش.

(6) وسائل الشيعة، ج21، ص 481.

(7) وسائل الشيعة، ج15 ، صن 197 .

(8) م. ن، ج12، ص247.

(9) مستدرك الوسائل، ج 3، ص19.

(10) وسائل الشيعة، ج16، ص148.

(11) م.ن.

(12) وسائل الشيعة، ج14، ص19.

(13) نهج البلاغة، الخطبة31.

(14) وسائل الشيعة، ج15، ص203.

(15) وسائل الشيعة، ج15 ، ص 195.

(16) وسائل الشيعة، ج12 ، ص63.

(17) بحار الأنوار، ج43، ص285.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية