المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

حلم أشجار الثويا الكاذب Thuja False Red Mite
8-7-2021
نظام الأمازون النهري
2024-07-01
Silverman Constant
21-3-2020
Relative clauses
2023-03-10
دور الإعلام التربوي ووظائفه
14-8-2019
أدلة روائية وعلمية مختلفة على وجود الله ووحدانيته‏
21-3-2018


الشباب ومشكلة ترك الدراسة  
  
894   12:59 صباحاً   التاريخ: 2024-05-04
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 152 ــ 154
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن التربية والتعليم والتأهيل العلمي والعملي هي قضايا أساسية في حياة الإنسان، ففاقد التربية الصالحة التي تعده فرداً صالحاً في بناء المجتمع وإنساناً مستقيماً في سلوكه الأخلاقي ووضعه النفسي، يتحول إلى مشكلة وخطر على نفسه ومجتمعه. كما أن الفرد الذي لا يملك القسط الكافي من التعليم والمعرفة التي يحتاجها في الحياة، هو جاهل يضر نفسه ومجتمعه، ولا يمكنه أن يساهم في بناء حياته ومجتمعه بالشكل المطلوب من الإنسان في هذا العصر. فالأبوان الجاهلان لا يعرفان كيف يربيان أبناءهما، والزوجة الجاهلة لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها، والفلاح الجاهل لا يعرف كيف يستخدم طرق الزراعة الناجحة، وصاحب الثروة الجاهل لا يعرف كيف يوظف ثروته. وهكذا ينسحب أثر الجهل إلى كل حقل من حقول الحياة. وليس هذا فحسب، بل إن الجهل مصدر الشرور والتخلف، وسبب رئيس من أسباب الجريمة في المجتمع.

والمجتمع الجاهل أو المثقل بالجهل لا يمكنه أن يمارس عمليات التنمية والتطور، والخلاص من التخلف. والشاب الأمي، أو الذي لم يستوفِ القدر الكافي من المعرفة والثقافة، وكذلك الذي لا يملك التأهيل العملي، كالحرفة أو المهنة، لا يمكنه أن يؤدي دوره في المجتمع، أو يخدم نفسه أو أسرته بالشكل المطلوب. وتفيد الدراسات والإحصاءات أن الأمية والجهل، وقلة الوعي والثقافة، هي أسباب رئيسة لمشكلات الشباب والمراهقين.

وتأتي مشكلة ترك الدراسة في المرحلة الإبتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو الجامعية كإحدى المشكلات الكبرى التي عرضت ولازالت تعرض مستقبل الشباب للخطر. فهي تدفعهم إلى البطالة والتسكع، واقتراف الجرائم والممارسات السلوكية المنحرفة، ما لم يكن هناك إصلاح، أو توجيه أسري أو رعاية إجتماعية.

ولترك الدراسة أسبابها النفسية والعقلية والإجتماعية والإقتصادية وربما الصحية أحياناً، كما إن للتشرد الناتج عن الإضطهاد السياسي، وعدم الإستقرار الأمني دوره الكبير في ترك الدراسة من قبل البعض من الطلبة، وهو سوء تعامل الأدارة أو بعض المدرسين مع الطالب أو الطالبة.

إن الطالب الذي يعيش مشكلة نفسية، ربما كان سببها الأسرة وسوء تعامل الأبوين، أو المشكلات المستمرة بينهما، أو مشكلة الطلاق التي تؤدي إلى ضياع الأبناء أو اليتم، أو تقصير الآباء وعدم رعايتهم لأبنائهم، وإهمال حثهم وتشجعيهم، وعدم توفير الظروف اللازمة لمواصلة الدراسة. وفقدان الدافع نحو مواصلتها. كما أن إنصراف ذهن الطالب عن الدراسة وارتباطه بأصدقاء السوء، أو أصدقاء فاشلين يدفعونه نحو اللهو واللعب والعبث، أو الممارسات السيئة. إن كل تلك الأسباب تؤدي بالطالب إلى ترك الدراسة وقتل مستقبله.

ولعل من الأسباب المهمة لهذه المشكلة هو الفقر، فالعائلة الفقيرة لا تستطيع أن توفر النفقات اللازمة لدراسة الأبناء مما يضطر الطالب إلى ترك الدراسة في فترات مبكرة ليتجه إلى العمل وكسب لقمة العيش. ونحن عندما نذكر الأسباب المؤدية إلى ترك الطالب الدراسة. لا نشجع أحداً من شبابنا للإقدام على مثل هذه الخطوة غير المباركة. ونطلب التحلي بالصبر على تجاوز الصعوبات واجتياز المحن، خصوصاً إذا وضعنا مستقبلنا ومستقبل بلدنا ومجتمعنا نصب أعيننا والله المستعان. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.